محتويات
مرض الحماق
يعد مرض الحماق أو كما يسمى مرض الجدري المائي مرضًا فيرسيًا شديد العدوى، اكتُشف قديمًا، فهو يعد أول مرض معدٍ استطاع البشر إيجاد علاج له، فقد كان سببًا رئيسًا للإصابة بتشوه الجلد، وقد عُدّ قديمًا من الأمراض القاتلة، وذلك لأن الفيروس ينتقل من الشخص المصاب إلى السليم، ويظهر على هيئة بثور، وطفح على جلد المريض، إذ تتكون على البثور ما يُشبه القشور، ثم تسقط عن الجلد، وبالتالي فهي تسبب تكوّن ندوب، وآثار تشوه منظر الجلد، وغالبًا ما يصيب الأطفال دون سن الخامسة عشر عامًا من عمرهم خاصةً بين عمر الخمس سنوات والتسع سنوات، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يصاب به البالغون الذين لم يصابوا به في صغرهم، وعند إصابة الأطفال به يجب عليهم الالتزام بالرَّاحة في البيت إلى حين اختفاء الطّفح الجلدي، وذلك كي لا ينقل العدوى لغيره.[١]
تشكّل الإصابة بمرض الحماق خطرًا على حياة المريض في حالات معيّنة، وتنتقل العدوى مرض الحماق عن طريق الهواء من التنفس، أو من خلال الرَّذاذ الذي يكون ناتجًا عن العطس، أو السُّعال، أو من خلال ملامسة البثور الظَّاهرة على جلد الشَّخص المصاب، إذ يكون المرض شديدًا عادةً عند إصابة الكبار البالغين به، أو الأشخاص ذوي المناعة والمقاومة الضعيفة، وتكمن فترة الحضانة مرض الحماق ما بين عشرة أيام إلى واحد وعشرين يومًا، إذ لا يشتكي المريض خلالها من أيَّ أعراض أو علامات، وتعد فترة الحضانة هي الفترة الَّلازمة لظهور أعراض المرض على الجسم بعد إصابة الجسم للفيروس، وتجدر الإشارة إلى أنه عندما يصاب به الشخص يكتسب مناعة أبدية ضد مرض الحماق، وبالتالي لا يصاب به مرة أخرى، إلّا أنه قد يبقى الفيروس في جسم الإنسان، ومن المحتمل أن يؤدي مستقبلًا عند البالغين مرض زنّار الحماق، ومع تطوّر العلم واكتشاف لقاح الحماق في منتصف التسعينات انخفضت نسبة الإصابة به.[٢]
أعراض الإصابة بمرض الحماق
تظهر أعراض مرض الحماق بعد إصابة المريض بفيروس بأسبوع إلى ثلاثة أسابيع، وقبل ظهور بثور مرض الحماق، تظهر بعض الأعراض الأخرى على المصابين بالفيروس، ومن الأعراض التي تظهر على المصابين قبل ظهور البثور ما يأتي:[٣]
- حدوث ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الشعور بالتعب العام والارهاق.
- شعور بوجع في عضلات الجسم.
- فقدان للشهية.
- الشعور بالغثيان.
- الصداع
بعد ظهور هذه الأعراض على المريض، تظهر البثور، والطفح الجلدي على جسم المريض، إذ تبدأ في الظهور من منطقة الوجه والصدر، ثم تنتشر بعدها على باقي الجسم، وتجدر الإشارة إلى أن الطفح الجلدي لا يظهر على جميع المصابين بنفس الصورة، إذ يمكن أن يظهر على بعض المرضى بسيطًا، وعند البعض الآخر قد يغطي كامل الجسم، بالإضافة إلى أنه من الممكن ظهور تجمعات من البقع الحمراء التي غالبًا ما تظهر على الصدر والوجه، والأطراف، والبطن من جهة المعدة، إذ يعاني المريض من الشعور بالحكّة في منطقة البقع الحمراء، والتي سرعان ما يظهر قيح على سطحها، وتزداد عندها الحكّة عند المريض، وبعد ذلك بثمانٍ وأربعين ساعة يجفّ القيح ويتحول إلى قشور، وخلال مدة عشرة أيام تسقط القشور من تلقاء نفسها، ومن الجدير بالذكر أن مرض الحماق لا يعد مرضًا خطيرًا، إذ إنه يحتاج فقط الراحة، وتناول كميات كافية من الماء، ولكن في حال ظهور أعراض أخرى على المريض كأن يصبح الجلد المحيط بالبثور أحمر اللون ومؤلمًا، أو حدوث مشاكل في التنفس فيجب مراجعة الطبيب.
علاج مرض الحماق
غالبًا يشفى المريض المصاب بمرض الحماق تلقائيًا بعد الإصابة، إذ يُعطى المريض أثناء الإصابة مراهم توضع على الحبِوب لتخفيف من الحكَّة المزعجة، بالإضافة إلى خافضات الحرارة، منها ما يأتي:[٣][٢]
- أخذ حمام دافئ أو فاتر للمصاب كل عدة ساعات، وخاصة في أيام الأولى من الإصابة.
- ترطيب الجسم بفوط مبللة بماء بارد، وذلك بهدف تخفيف الحكة الناتجة من البثور، بالإضافة إلى منع تكون الندبات.
- تطبيق مراهم الجدري؛ مثل: الكالمين لتهدئة الحكة، وتجنب تدليك الجلد، والابتعاد عن منطقة العينين.
- تناول المصاب طعامًا باردًا، وسهل البلع، وخاصة عند انتشار البثور، والطفح في مناطق الفم والحلق.
- الابتعاد عن حك البثور لكي لا تسبب بندبات وآثار عميقة.
- عدم تناول الأسبرين، أو أيّ دواء آخر يحتوي على الأسبرين، وذلك كي لا يؤدي إلى حدوث أضرار خطرة.
- تناول مسكّنات الألم: إذ يعد من أفضل المسكّنات تلك المحتوية على باراسيتامول، إذ إن استخدامها آمن لمعظم الأشخاص، حتّى الأطفال الأكبر من شهرين، وأيضًا للنّساء الحوامل، بالإضافة إلى أنه يمكن استخدام مسكّن أيبوبروفين في بعض الحالات كبديل للباراسيتامول، ولكن استخدامه غير ملائم للجميع.
- شرب كميّات كبيرة من السوائل، وذلك بهدف منع الإصابة بالجَّفاف، إذ إن شرب الماء أفضل بكثير من تناول المشروبات الحامضة، أو الغازيّة، أو التي تحتوي على السكّر، خاصةً إذا ما كان المُصاب طفلًا، ويعاني من ظهور بُثُور في الفم، إذ يجب الابتعاد عن تناول الأطعمة الصلبة، أو المالحة، أو الحارّة، فذلك قد يؤدّي إلى الإصابة بتقرّحات في الفم، إذ يفضل غالبًا تناول الحساء، بعد تركه ليبرد.
طرق الوقاية من مرض الحماق
تعد الوقاية أفضل من العلاج، خاصةً أن للمرض العديد من المضاعفات الخطيرة، فقد تظهر بثور الحماق داخل العين، والتي قد تسبب التهاب القزحية، والتهاب الجسم الهدبي، والتهاب القرنية، واعتلال الشبكية، وحدوث تلف في العصب البصري، لذلك يجب الوقاية منه، وأهم طرق الوقاية ما يأتي:[٤]
- تجنب الاختلاط بالمصابين بالمرض، وعدم الاقتراب منهم مباشرةً، إذ يجب الابتعاد عنهم، وخاصة أن الفيروس ينتقل عن طريق استنشاق الهواء الملوث بالفيروس، أو عن طريق قطرات الرذاذ الخارجة من الغشاء المخاطي للفم والأنف والبلعوم.
- عدم مشاركة الأدوات الخاصة بالمصاب؛ مثل: فرشاة أسنانه، أو ملابسه، أو المناديل القماشية الخاصة به، وعدم النوم في فراشه.
- أخذ المطاعيم ضد المرض، وذلك بأخذ حقنة في العضل، إذ يُعطى هذا المطعوم عادةً في فترة الطفولة.
- تقوية مناعة الجسم بالتغذية الصحية والسليمة، وذلك من خلال تناول العسل، ومضادات الأكسدة يوميًا.
المراجع
- ↑ Sandra Gonzalez Gompf, MD, FACP, "Chickenpox (Varicella)"، medicinenet, Retrieved 2019-1-19. Edited.
- ^ أ ب Kate M. Cronan, MD, "Chickenpox"، kidshealth, Retrieved 2019-1-19. Edited.
- ^ أ ب "Chickenpox", mayoclinic, Retrieved 2019-1-19. Edited.
- ↑ Stacy Sampson, DO (2017-6-15), "Chickenpox"، healthline, Retrieved 2019-1-19. Edited.