ما هو مرض الكوليرا

كتابة:
ما هو مرض الكوليرا

أين توجد الكوليرا؟

تحدث الكوليرا نتيجة الإصابة بنوع من البكتيريا (Vibrio cholera)، التي تُسبب عدوى خطيرة في جسم الإنسان قد تكون مميتة عند البعض، وتعيش الكوليرا في المياه الضحلة، والمالحة أو التربة الرطبة، كما يمكن أن تعيش على شكل مستعمرات تغطي سطح الماء، أو النباتات، أو الحجارة أو الأصداف، كما قد تتواجد في براز الأشخاص المصابين بهذه عدوى البكتيرية.[١]

هل تظهر أعراض محددة على المصابين بالكوليرا؟

نعم، تسبب الكوليرا ظهور مجموعة من الأعراض تتفاوت في شدتها،[٢] ولا تظهر أي أعراض على نسبة كبيرة من المصابين،[١] ولكن برازهم يكون معديًا، وفي الحالات التي تكون فيها العدوى طفيفة، يعاني المصاب من أعراض مرتبطة بالجهاز الهضمي، أما في حال كانت شديدة فقد يعاني الشخص من الجفاف، والذي قد يُهدد حياة المصاب ويؤدي إلى الوفاة.[٢]

وتتضمن أعراض الإصابة بالكوليرا ما يأتي:[٢]

  • الإسهال المائي غير المؤلم.
  • الغثيان والاستفراغ.
  • ألم في البطن أو الساق.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • الشعور بالضعف العام.
  • الصداع.
  • الدوار.
  • التبوّل أقل من المعتاد.
  • جفاف في الفم بالإضافة إلى الشعور بالعطش الشديد.

كم يستغرق من الوقت ظهور الأعراض بعد الإصابة بالكوليرا؟

عادةً ما تظهر أعراض الإصابة بمرض الكوليرا خلال فترة تتراوح بين 12 ساعة إلى 5 أيام من التعرض للبكتيريا.[١]

كيف يصاب الشخص بالكوليرا؟

يمكن أن تنتقل عدوى الكوليرا عن طريق شرب ماء أو تناول طعام ملوث ببراز شخص آخر مصاب بالعدوى، لذا يكون خطر الإصابة بها أقل في الدول المتحضرة التي تملك أنظمة صرف صحي جيدة، مقارنةً بالدول الفقيرة التي تنتشر فيها لافتقارها لنظام صرفٍ صحي جيد.[٣]

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالكوليرا؟

عمومًا فإن أي شخص يتناول طعام غير مطهو جيدًا أو يشرب ماءً غير معالج بشكلٍ كافٍ يكون معرضًا للإصابة بالعدوى، خاصةً إن كان يعيش في الأماكن التي ينتشر فيها المرض، كما قد تزيد العوامل الآتية من خطر الإصابة بصورة خاصة:[٤]

  • تناول المحار النيء أو غير المطهو جيدًا.
  • الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية أو ضعف في أجهزتهم المناعية.
  • الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2- 4 سنوات.
  • الأشخاص الذين يملكون فصيلة دم O؛ فهم أكثر عرضة للإصابة بمرتين أكثر من غيرهم، ولا يوجد تفسير واضح لسبب ذلك.
  • الإصابة بفقدان حمض المعدة أو اللاكلوريدية (Achlorhydria).
  • تناول أدوية تُثبط إفراز أحماض المعدة، مثل حاصرات الهيستامين 2؛ وذلك لأنّ أحماض المعدة تساعد في قتل مجموعة من أنواع البكتيريا بما في ذلك الكوليرا، وعند تثبيطها تفقد المعدة هذه القدرة.

كيف يقوم الطبيب بتشخيص الكوليرا؟

يُشخّص الطبيب الإصابة بعدوى الكوليرا من خلال إجراء فحص زراعة للبراز؛ إذ يتمّ تحليل عينة من البراز من الشخص المصاب في المختبر للبحث عن تواجد بكتيريا الكوليرا.[٢]

هل يوجد علاج للكوليرا؟

نعم، ولكنها تحتاج علاجًا فوريًا وسريعًا؛ لأنها قد تُسبب الوفاة خلال ساعات بسبب الجفاف الشديد، وتتضمن خيارات العلاج لمرض الكوليرا ما يأتي:[٥]

  • علاج الجفاف

عند علاج الجفاف بصورة مفاجئة قد تنخفض نسبة الوفيات إلى 1%، ودونه قد يموت ما يقارب من نصف المصابين بالكوليرا، ويهدف إلى تعويض السوائل والإلكتروليت المفقودة من الجسم خلال الإسهال؛ باستخدام محلول بسيط مثل أملاح الإماهة الفموية (ORS)، والذي يتوفر على شكل مسحوق يُحضر بالماء المغلي أو الماء المعبأ في زجاجات مسبقًا.

  • السوائل الوريدية

في معظم الحالات يمكن علاج الجفاف بالمحاليل الفموية، وأمّا في حالات الجفاف الشديدة فقد يحتاج المصاب إلى السوائل الوريدية لعلاج الجفاف.

  • المضادات الحيوية

تساعد هذه الأدوية في التقليل من الإسهال المرتبط بالإصابة بعدوى الكوليرا، كما يمكن أن تقلل من مدة حدوثه عند من يعانون من حالات عدوى شديدة.

  • الزنك

إذ يبدو أنّ الزنك قد يُقلل من الإسهال ومدة حدوثه عند الأطفال.

ماذا أفعل إذا مرضت بالكوليرا أنا أو أي شخص أعرفه؟

إذا أُصبت أو أصيب أحد الأشخاص الذين تعرفهم بعدوى الكوليرا فلا بد من مراجعة الطبيب على الفور؛ لأنّ الجفاف يتطور سريعًا، مما يُسبب تفاقم الحالة وحدوث مضاعفات خطيرة، لذا يجب تعويض السوائل المفقودة باستخدام محاليل الأملاح الفموية في حال توفّرها، أمّا عند الشك بإصابة الطفل بعدوى الكوليرا، فيجب الاستمرار في إرضاعه إلى حين الوصول إلى مركز الرعاية الطبية.[٦]

هل يجب أن أقلق من احتمالية انتقال عدوى الكوليرا من الآخرين؟

لا يمكن لعدوى الكوليرا أن تنتقل من شخص لآخر من خلال التواصل اليومي؛ كالسلام أو الأحضان، لذا فإن التعامل اليومي مع شخص مصاب لا يزيد خطر الإصابة بالعدوى.[٦]

كيف يمكنني تجنب الإصابة بالكوليرا؟

عليك التأكد من أنّ المنطقة التي تريد أن السفر إليها لا ينتشر فيها مرض الكوليرا، ولكن في حال سافرت إلى منطقة تنتشر فيها العدوى، يُمكنك اتخاذ الإجراءات الوقائية الآتية:[٦]

  • اشرب الماء المعبأ أو المغلي أو المُعالج فقط في هذه الأماكن.
  • تأكد من أن عبوة الماء مُحكمة الإغلاق ولم تُفتح أو تثقب من قبل.
  • اختار المياه الغازية؛ إذ قد تكون أكثر أمانًا من المياه غير الغازية في هذه المناطق.
  • تجنب شرب مياه الصنبور ومكعبات الثلج.
  • اغسل يديك بالماء والصابون جيدًا خاصةً قبل تناول الطعام أو إعداده وبعد استخدام الحمام.
  • استخدم معقمًا كحوليًا في حال عدم توفر الماء والصابون، ويجب أن يحتوي على كحول بنسبة 60% على الأقل.
  • يمكنك تعقيم الماء قبل استخدامه، من خلال اتباع الخطوات الآتية:
    • اغلِ الماء لمدة دقيقة واحدة.
    • صفّيه وأضف إما نصف قرص من اليود أو قطرتين من المبيض المنزلي لكل لتر من الماء.
    • استخدم أقراص معالجة المياه بالكلور؛ وفقًا لتعليمات الشركة المصنعة لهذه الأقراص.
  • استخدم المياه المغلية، أو المعبأة أو المُعالجة لغسل الأطباق، وتنظيف الأسنان وتحضير الطعام.
  • تناول أي طعامٍ سواء أكان معبأ بصورة مسبقة أم مطهوًا ساخنًا
  • تجنّب أكل اللحوم والمأكولات البحرية النيئة وغير المطهو جيدًا.
  • تجنّب تناول الخضروات والفواكه النيئة ما لم تُقشرها.
  • تخلص من البراز بطريقة صحية دون تلوّث مصادر المياه والغذاء.

هل يتوفر لقاح للوقاية من الكوليرا؟

نعم، فقد وافقت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية على لقاح الكوليرا الذي يحتوي بكتيريا حية، ويُعطى عن طريق الفم بجرعة واحدة للأشخاص البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18- 64 سنة، والذين يسافرون للمناطق التي تنتشر فيها عدوى الكوليرا، ولكن لا يُوصى بإعطائه بشكل روتيني في حال السفر لمناطق لا ينتشر فيها الوباء.[٧]

وبالإضافة إلى ذلك يوجد بعض اللقاحات غير الحية أو المضّعفة للكوليرا، ولكن يُشار إلى عدم وجود لقاح يحمي من الإصابة بالعدوى بنسبة 100%، لذا فإن تلقي المطعوم لا يلغي ضرورة اتخاذ بعض الإجراءات الوقاية..[٦]

هل تسبب الكوليرا أية مضاعفات؟

نعم، على الرغم من أنّ حالات الكوليرا عادةً تكون خفيفة؛ خاصةً عند علاجها خلال ساعات إلى أيام من ظهور الأعراض لأول مرة، ولكن في الحالات الخطيرة قد يفقد المصاب كمية كبيرة من السوائل والإلكتروليت؛ ممّا قد يُؤدي إلى الوفاة خلال ساعات.[٨]

وتتضمن المضاعفات التي قد تُسببها عدوى الكوليرا ما يأتي:[٨]

  • انخفاض مستويات السكر في الدم

نتيجةً لعدم الرغبة بتناول الطعام، وهذا يتسبب في حدوث المضاعفات الآتية خاصةً الأطفال:

    • النوبات.
    • فقدان الوعي.
    • الموت.
  • انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم

وذلك بسبب الإسهال الحاد، ممّا قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة مرتبطة بوظائف القلب والأعصاب.

  • الفشل الكلوي

فقد تفقد الكلى القدرة على ترشيح السوائل في الجسم؛ ممّا يؤدي إلى تراكم السوائل والأملاح في الجسم.

ما مدى انتشار الكوليرا؟

تُشير التقديرات إلى أنّ الكوليرا تُؤثر على ما بين 3- 5 ملايين شخص كل عام، وتتسبب في حدوث أكثر من 100,000 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم.[١]

كيف يمكنني حماية نفسي إذا كنت أخطط أن أكون في منطقة بها الكوليرا؟

عند السفر إلى أماكن ينتشر فيها مرض الكوليرا، يجب أخذ الحذر الشديد واتباع الإجراءات الوقائية التي ذكرناها سابقًا، كما يجب أن يكون الشخص على دراية كاملة بعدوى الكوليرا ومعرفة أعراضها؛ لمراجعة الطبيب على الفور في حال ظهور أيٍ منها.[١]

هل الكوليرا معدية؟

نعم، ولكنه من غير الشائع أن تنتقل من خلال الاتصال المباشر من شخص لآخر؛ حيث ليُصاب الشخص بعدوى الكوليرا يحتاج إلى حوالي 100 مليون من بكتيريا الكوليرا، وهو عدد كبير؛ أي يلزم تلويث الطعام والماء بكميات كبيرة حتى تنتقل العدوى للأشخاص.[٤]

لكن في حال تفشّي الكوليرا، تصبح البكتيريا شديدة العدوى بطريقة غير مباشرة ومباشرة عن طريق تلويث البراز للطعام، والماء وأشياء أخرى، مثل الفراش والملابس.[٤]

هل إصابتك السابقة بالكوليرا تجعلك محصنًا؟

لا؛ إذ يمكن أن يصاب الشخص بالعدوى مرة أخرى في حال تعرّضه ثانيةً للبكتيريا المُسببة للمرض.[٩]

ملخص المقال

تُعد الكوليرا عدوى بكتيرية، وتُسبب العديد من الأعراض المرتبطة بجهاز الهضمي، مثل الإسهال الحاد المائي، الذي قد يُؤدي إلى الإصابة بالجفاف، مما قد يشكل تهديدًا على حياة المُصاب، لذلك تُعدّ الكوليرا من المشاكل الصحية التي تحتاج إلى التدخل الطبي السريع لإنقاذ حياة المصاب، ويرتكز علاجها على علاج الجفاف، وتتوافر بعض الإجراءات الوقائية التي تساعد في الوقاية من العدوى، بالإضافة إلى توفّر لقاح للكوليرا.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج University of Illinois (11/1/2018), "Everything you need to know about cholera", medicalnewstoday, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Cholera", healthdirect, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  3. Steven Dowshen, MD, "Cholera", kidshealth, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Charles Patrick Davis, MD, PhD (31/8/2020), "What Are the Symptoms of Cholera?", medicinenet., Retrieved 16/12/2021. Edited.
  5. "Cholera", mayoclinic, 1/2/2020, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "What is cholera?", cdc., Retrieved 16/12/2021. Edited.
  7. "Cholera - Vibrio cholerae infection", CDC, Retrieved 21/12/2021.
  8. ^ أ ب Joseph Bennington-Castro (14/12/2020)، "What Is Cholera? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention"، everydayhealth، Retrieved 17/12/2021. Edited.
  9. "Cholera", health.ny.gov, 8/2017, Retrieved 17/12/2021. Edited.
11557 مشاهدة
للأعلى للسفل
×