ما هو مرض بلاغرا؟

كتابة:
ما هو مرض بلاغرا؟

ما مرض بلاغرا؟

الفيتامينات أحد العناصر الغذائية الضرورية لصحة الإنسان، فعلى الرغم من أنّ الجسم يحتاج إليها بكميات ضئيلة جدًا، لكنّ عدم الحصول على هذه الكميات يصيب الجسم بأمراض واضطرابات مختلفة تتباين بتباين نوع الفيتامين ذي المستويات المنخفضة.

والنياسين أو فيتامين ب 3 واحد من مجموعة فيتامينات ب الضرورية لأداء العديد من العمليات الحيوية داخل الجسم، فالعديد من إنزيمات الجسم تحتاج إلى هذا الفيتامين لتنفّذ عملها، وعند نقصه في الجسم تظهر عوارض مختلفة، ففي حالة النقص البسيط قد لا تظهر عوارض أو مشكلات على الجسم، لكن في حالة النقص الشديد يصاب الجسم بمرض بلاغرا (Pellagra)، والذي يُشار إليه أيضًا باسم الحُصاف، وتؤدي الإصابة بالبلاغرا إلى ظهور مجموعة من العوارض على الجسم، كما أنّه قد يودي بحياة المصاب به خلال سنوات قليلة إن لم يُعالَج.[١]


أسباب الإصابة بمرض بلاغرا

ينتج مرض بلاغرا من نقص النياسين أو فيتامين ب 3 في الجسم، ويُقسّم هذا المرض نوعين: نوع أولي ينتج من عدم تناول النياسين أو التريبتوفان بالكم الكافي في الطعام، فالتيربتوفان أحد الأحماض الأمينية الأساسية التي تتحوّل داخل الجسم إلى النياسين، ويوجد التريبتوفان في العديد من البروتينات الحيوانية والنباتية؛ مثل: الدجاج، والبيض، وزيت عباد الشمس، وبذور القرع، وفول الصويا، والفول السوداني، كما يُحصَل على النياسين مباشرةً عند تناول الدجاج، واللحوم الحمراء، والأسماك، والكبد، وبعض الفواكه والخضروات؛ مثل: الأفوكادو، والتمر، والباشون فروت، والماشروم، والبروكلي. وتنتشر الإصابة بمرض البلاغرا بشكل خاص في الدول منخفضة الدخل أو فقيرة الموارد؛ مثل: دول أفريقيا والهند، وكذلك في الدول التي تعتمد على طحين الذرة في طعامها بشكل كبير؛ لأنّه مصدر فقير إلى النياسين والتريبتوفان، وتحتوي الذرة على النياسين على هيئة نياستين (niacytin)، وهو شكل من فيتامين ب 3 الذي لا يستطيع جسم الإنسان هضمه وامتصاصه إلّا في حالات معينة.[١][٢]

بينما النوع الثاني من مرض بلاغرا الذي يُعرَف بالثانوي ينتج من وجود خلل في الجسم يجعله غير قادر على امتصاص النياسين من الطعام مثلما يحدث لدى مدمني الكحول، وفي حال الإصابة ببعض أمراض الجهاز الهضمي؛ مثل: مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، أو بعض اضطرابات الطعام، وتليف الكبد، وبعض الأورام السرطانية، ومرض هارتناب (Hartnup disease)، وقد ينتج ذلك على هيئة عارض جانبي من تناول بعض الأدوية؛ مثل: الأدوية المضادة للتشنجات والأدوية المثبطة للمناعة.[٢]


عوارض مرض بلاغرا

يسبب مرض بلاغرا ثلاثة عوارض أساسية تُعرَف بـ 3Ds؛ وهي الإسهال (Diarrhea) والتهاب الجلد (Dermatitis) والخرف (Dementia) أو العوارض العصبية بشكل عام. وفي ما يأتي شرح لهذه العوارض بالتفصيل:[٣]

  • عوارض الجهاز الهضمي: ولعلّ أهمها الإسهال؛ أي خروج براز رخو مائي أكثر من ثلاثة مرات في اليوم، والذي قد يسبب استمراره لمدة طويلة الإصابة بالجفاف وسوء تغذية؛ لأنّه يعيق امتصاص العناصر الغذائية من الأمعاء، ويُعدّ الإسهال أول عوارض مرض بلاغرا ظهورًا، ويصاحبه ظهور عوارض مرضية أخرى تصيب جهاز الهضم؛ مثل: الغثيان، والتقيؤ، وألم البطن، وسوء الهضم، وانخفاض الشهية، وتقرحات الفم، وتورم اللسان.
  • عوارض مرضية جلدية: يسبب مرض بلاغرا التهاب الجلد الذي يتميز بظهور قشور سميكة على الجلد وطفح جلدي وتغيّر لون الجلد، وقد يصبح الجلد أكثر حساسية تجاه الضوء، ويشبه الجلد المُصاب في شكله حروق الشمس، وتظهر هذه العوارض حول الرقبة فيطلق عليها الأطباء طوق أو قلادة كازال (Casal collar)، بالإضافة إلى العوارض الأخرى؛ مثل: التهاب الجلد في زوايا الفم وزوايا جفون العين وتشققه.
  • عوارض عصبية: تتضمن القلق والاكتئاب، وهي من العوارض المبكرة لمرض بلاغرا، ومع تقدم المرض تظهر عوارض الخرف؛ مثل: فقدان الذاكرة، والأوهام، والارتباك، والذهان.


تشخيص مرض بلاغرا

يصعب عادةً تشخيص الإصابة بمرض بلاغرا بسبب تنوّع عوارضه وانتشارها في أجزاء مختلفة من الجسم، بالإضافة إلى عدم وجود اختبار أو فحص لتشخيص نقص فيتامين النياسين؛ لذا يقيّم الطبيب كل العوارض التي يعاني منها المصاب، وقد يطلب فحص بوله، وغالبًا يحدث تأكيد تشخيص الإصابة بمرض بلاغرا بوصف المكملات الغذائية التي تحتوي على النياسين ومتابعة استجابة الجسم له واختفاء علامات المرض تدريجيًا.[٢]


علاج المصابين بمرض بلاغرا

يُعالَج المصاب بالنوع الأولي من مرض بلاغرا بالحرص على تناول الأطعمة الغنية بفيتامين النياسين، وغالبًا ما يصف الطبيب المكملات الغذائية المحتوية على النياسين لتعويض نقصه في الجسم سريعًا، أمّا النوع الثانوي من مرض بلاغرا فإنّ العلاج يُنفّذ بتحديد سبب الإصابة به في البداية للحصول على العلاج المناسب لكل حالة، فعلاج الاضطراب المُسبِّب يعني الشفاء من مرض لبلاغرا، بالإضافة إلى الإكثار من تناول النياسين سواء من الغذاء أو المكملات الغذائية أيضًا، وغالبًا يصف الطبيب جرعة عالية من النياسين خلال الخمسة أيام الأولى من العلاج، ومن المفترض أن تتراجع تأثيرات العوارض سريعًا، فسوف يلاحظ المصاب بمرض بلاغرا تراجع تأثيراتها خلال يومين فقط من العلاج.[٣]


الوقاية من مرض بلاغرا

بلاغرا مرض خطير يؤثر في جودة حياة الشخص وقد يسبب وفاته إن لم يُعالَج منه، ولتجنب الإصابة به يجب الحرص على تناول الاحتياج اليومي من فيتامين النياسين وهو:[٣]

  • 14 - 16 ملليغرامًا يوميًا للبالغين.
  • 18 ملليغرامًا يوميًا للحوامل والمرضعات.
  • 6 - 16 ملليغرامًا يوميًا للأشخاص الأصغر من 18 عامًا.

يسهل الحصول على هذه الكميات غالبًا من الطعام إلّا إذا كان الشخص معتمدًا بشكل كبير على الذرة في نظامه الغذائي،[٣] وتجدر الإشارة إلى أنّ النياسين أحد الفيتامينات المهمة، فلا يوجد جزء من الجسم لا يحتاج إليه لأداء وظائفه بشكل جيد، فهو يدخل في تركيب الإنزيمات المسؤولة عن استخراج الطاقة من الطعام، كما يدخل في تصنيع الجينات الوراثية وإصلاحها، ويعمل مضادًا للأكسدة. والنياسين أحد الفيتامينات الذائبة في الماء؛ لذا لا يستطيع الجسم تخزينه، ويجب الحصول عليه من الطعام. وفي ما يأتي مجموعة من أهم الفوائد الصحية للنياسين:[٤]

  • خفض مستوى الكوليسترول الضار (LDL).
  • رفع مستوى الكوليسترول النافع (HDL) في الدم.
  • خفض مستوى الدهون الثلاثية بمقدار 20-50%.
  • المساعدة في الوقاية من أمراض القلب؛ لأنّه يقي من الإصابة بتصلب الشرايين.
  • المساهمة في علاج مرضى السكري من النوع الأول؛ فهو يحافظ على خلايا البنكرياس من مهاجمة جهاز المناعة لها، لكنّه قد يسبب ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم؛ لذا يجب الحرص على متابعة مستوى الجلوكوز في الدم باستمرار.
  • تحفيز وظائف الدماغ وتحسين صحة خلاياه، والمساعدة في إصلاح التلف الواقع عليها.
  • تحسين صحة الجلد وحمايته من أشعة الشمس عند تناول النياسين عن طريق الفم أو استخدامه موضعيًا على الجلد، كما قد يقي من الإصابة ببعض أنواع سرطان الجلد.
  • تقليل تأثير عوارض التهاب المفاصل، إذ لوحِظ أنّه قد يحسّن حركة المفاصل، ويقلّل الحاجة إلى تناول الأدوية المُسَكّنة.


المراجع

  1. ^ أ ب [ https://www.aocd.org/page/Pellagra "PELLAGRA"], aocd, Retrieved 2020-7-30. Edited.
  2. ^ أ ب ت Megan Dix (2018-9-18), "Pellagra"، healthline, Retrieved 2020-7-30. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Veronica Zambon (2020-3-20), "Pellagra: Everything you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-7-30. Edited.
  4. Kerri-Ann Jennings (2018-11-26), "9 Science-Based Benefits of Niacin (Vitamin B3)"، healthline, Retrieved 2020-8-3. Edited.
2667 مشاهدة
للأعلى للسفل
×