ما هو مرض جريفز

كتابة:
ما هو مرض جريفز

ما هو مرض جريفز

مرض جريفز (Graves' Disease) هو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه الجهاز المناعي أنسجة الغدة الدرقية في الرقبة عن طريق الخطأ، ويسبب فرط نشاطها وإفراز هرموناتها بكميات أكبر مما يحتاج إليه الجسم، والغدة الدرقية هي غدة صغيرة الحجم لها شكل الفراشة تقع أسفل مقدمة الرقبة، وتفرز الهرمونات المسؤولة عن تنظيم معظم وظائف الجسم تقريبًا، والمتحكمة بإنتاج الطاقة وكيفية استهلاك الخلايا لها في الجسم.

يصيب مرض جريفز أي شخص من أي عمر، إلا أنه أكثر شيوعًا بين عمر 30-50 عامًا، كما أنه ينتشر أكثر لدى النساء من الرجال بمقدار 7-8 أضعاف، وهو أحد أكثر أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية شيوعًا بصورة عامّة، فهو يصيب في الولايات المتحدة شخصًا واحدًا من كل 200 شخص تقريبًا.[١]


ما هي أعراض مرض جريفز؟

تتشابه الأعراض المبكرة لمرض جريفز مع العديد من الاضطرابات والأمراض الصحية، مما قد يجعل تشخيص المرض صعبًا، وهي أعراض عديدة لن يعاني كل مصاب منها، خاصةً في المراحل المبكرة من المرض، وفي ما يأتي أهمها:[٢]

  • خسارة الوزن رغم الشهية المفتوحة.
  • القلق، والتهيج، والعصبية، وصعوبة النوم.
  • التعرق وعدم تحمل درجات الحرارة المرتفعة.
  • ألم الصدر، وتسارع نبضات القلب أو عدم انتظامها.
  • ضيق في التنفس واجهة صعوبة فيه.
  • زيادة عدد مرات التبرز مع الإسهال أو دونه.
  • اضطراب الدورة الشهرية لدى الإناث.
  • ضعف العضلات.
  • رعشة اليدين.
  • الدراق؛ أي تضخم الغدة الدرقية، مما يسبب تورم الرقبة، وصعوبة البلع، والسعال، واضطراب النوم.
  • اضطربات الرؤية، بالإضافة إلى احمرار العين، والتدميع، والشعور بوجود غبرة في العين، والحساسية تجاه الضوء، وفي الحالات الحادة قد تتعرض إحدى العينين أو كلتيهما للجحوظ إلى الخارج نتيجة التهاب عضلاتها.
  • ظهور بقع زهرية اللون وزيادة سماكة الجلد على مقدمة الساق في حالات نادرة.


ما الذي يسبب الإصابة بمرض جريفز؟

يحدث مرض جريفز نتيجة خلل جهاز مناعة الجسم، ففي الحالات الطبيعية ينتج جهاز المناعة أجسامًا مضادةً لمهاجمة الفيروسات والبكتيريا والأجسام الغريبة التي تدخل الجسم لحمايته من الإصابة بالعدوى، لكن لأسباب غير معروفة ينتج أجسامًا مضادّةً تهاجم خلايا الغدة الدرقية السليمة فتحفزها لإفراز المزيد من الهرمونات أكثر بكثير من حاجة الجسم، كما يُعتقَد أنَّ هذه الأجسم المضادة تؤثر في الأنسجة المحيطة بالعينين مُسبِّبةً ترسُّب أنواع معينة من الكربوهيدرات وتراكمها في الأنسجة والعضلات الواقعة خلف العينين، مما يُسبِّب ظهور اضطرابات الرؤية.

وعلى الرغم من أن مرض جريفز قد يصيب أي شخص، إلا أنه توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، مثل:[٣]

  • التاريخ العائلي للإصابة بمرض جريفز، إذ يعتقد الأطباء بوجود جينات متوارثة عبر الأجيال مسؤولة عن الإصابة به.
  • الجنس الأنثوي.
  • العمر؛ فهو أكثر انتشارًا للأشخاص الذين لم يتجاوزا 40 عامًا.
  • الإصابة بأمراض مناعة ذاتية أخرى، مثل: مرض السكري من النوع الأول، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
  • الضغط الجسدي والعاطفي الشديد.
  • الحمل أو الولادة مؤخرًا، خاصةً للنساء اللاتي لديهن استعداد وراثي للإصابة بمرض جريفز.
  • التدخين.


كيف يتم تشخيص مرض جريفز؟

لتشخيص مرض جريفز يُجري الطبيب الفحص الجسمدي للمصاب، ثم يطلب إجراء بعض الفحوصات المخبرية لتأكيد التشخيص، مثل:[٤]

  • فحوصات الغدة الدرقية: هي فحوصات لقياس مستوى هرمون الثيروكسين (T4) والهرمون المحفِّز للغدة الدرقية (TSH) في الدم لتقييم وظائف الغدة؛ إذ يدل ارتفاع هرمون الثيروكسين وانخفاض مستوى الهرمون المحفِّز للغدة الدرقية على الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية.
  • اختبار امتصاص اليود المشع (RAIU): هو اختبار يكشف للطبيب عن كمية اليود الذي تمتصه الغدة من الدم، وهو عنصر تحتاجه الغدة الدرقية لتصنيع هرموناتها، لذا يشير ارتفاع حاجتها إلى اليود إلى إصابتها بفرط النشاط.
  • اختبار الأجسام المضادة: ذلك بقياس مستواها في الدم.


كيف يُعالَج مرض جريفز؟

خيارات علاج مرض جريفز متنوعة وجميعها تهدف إلى خفض مستوى هرمونات الدرقية في الجسم وعلاج الأعراض المصاحبة للمرض، وعمومًا يتضمن العلاج ما يأتي:[٥]

  • الأدوية المضادة للغدة الدرقية: هي ثلاثة أدوية؛ بروبيل ثيويوراسيل (Propylthiouracil) وكاربيمازول (Carbimazole) وميثيمازول (Methimazole)، إذ تمنع هذه الأدوية الغدة من إفراز الهرمونات عن طريق منع أكسدة اليود داخلها، وتزول الأعراض غالبًا بعد 4-6 أسابيع من تناول الدواء، وغالبًا ما يستمر العلاج مدة 12-18 شهرًا على الأقل.
  • اليود المشع: هو علاج فعال جدًا يستخدم منذ سنة 1940م لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية، وفيه يبلع المصاب اليود المشع عن طريق الفم، فتلتقطه الغدة الدرقية ليبدأ بتدمير خلاياها بالتدريج، مما يقلل من حجمها وإفراز هرموناتها.
  • حاصرات مستقبلات بيتا: هي أدوية تستخدم لعلاج أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، لكنها تساعد على تخفيف حدة أعراض مرض جريفز، مثل: التعرق، والرجفة، وتسارع ضربات القلب، والقلق، لذا تستخدم هذه الأدوية بالإضافة إلى الأدوية السابقة.
  • الجراحة: هي حل أخير؛ لأن مرض جريفز يستجيب عادةً للعلاجات السابقة، لذا يقتصر استخدامها على الحالات التي يصعب علاجها بالأدوية، وخلال الجراحة يستأصل الطبيب جزءً من الغدة الدرقية أو كلها تبعًا لحدّة المرض، ومن أهم مميزات الجراحة أنها حل سريع وثابت ودائم لاستعادة مستوى الهرمونات الطبيعي، والاستئصال الجزئي للغدة يترك جزءًا منها قادرًا على إفراز الهرمونات، بينما الاستئصال الكلي يجعل المريض مضطرًا لتناول هرمونات الدرقية مدى الحياة لتعويض عدم إفرازها في الجسم.


ما هي مضاعفات مرض جريفز؟

قد يسبب إهمال علاج مرض جريفز حدوث بعض المضاعفات، أهمها ما يأتي:[٣]

  • حدوث مشكلات في الحمل: تتضمن الإجهاض، والولادة المبكرة، وفشل الغدة الدرقية لدى الجنين، بالإضافة إلى بطء نموه، وفشل قلب الأم، والإصابة بمقدمات الارتعاج؛ أي المرحلة التي تسبق تسمُّم الحمل.
  • حدوث مشكلات في القلب: نتيجة عدم العلاج، من أهمها اضطراب ضربات القلب، والتغير في هيكلة عضلة القلب ووظائفها، وفشل القلب الاحتقاني.
  • العاصفة الدرقية: هي تعقيد نادر مهدِّد للحياة ينتج عن الارتفاع الحاد في مستوى هرمونات الدرقية بسبب عدم علاج مرض جريفز أو علاجه بدرجة غير كافية، فيُسبِّب الارتفاع المفاجئ والحاد في مستوى الهرمونات الحمى، والتعرق، والتقيؤ، والإسهال، والهذيان، والضعف الشديد، والتشنجات، وعدم انتظام ضربات القلب بشدّة، واليرقان؛أي اصفرار الجلد والعينين، بالإضافة إلى الانخفاض الشديد في ضغط الدم، والإغماء، لذا هي حالة طبية خطيرة تستدعي الرعاية الطبية الفورية.
  • هشاشة العظام: تحدث هشاشة العظام بسبب ضعفها؛ لأنّ قوة العظام تعتمد جزئيًا على الكالسيوم والمعادن داخلها، فيؤثر ارتفاع مستويات هرمونات الدرقية في قدرة العظام على استخدام هذه المعادن.


المراجع

  1. Smith TJ, Hededüs L,Yeung SJ (2017-9), "Graves' Disease"، niddk.nih, Retrieved 2020-5-30. Edited.
  2. Robert M. Sargis (2017-4-24), "Graves’ Disease Symptoms"، endocrineweb, Retrieved 2020-5-30. Edited.
  3. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (2020-1-7), "Graves' disease"، mayoclinic, Retrieved 2020-5-30. Edited.
  4. Ellen Leschek,Niveditha Mohan (2018-10-18), "Graves' disease"، womenshealth, Retrieved 2020-5-30. Edited.
  5. Peter Lam (2019-4-5), "All about Graves' disease"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-5-30. Edited.
4699 مشاهدة
للأعلى للسفل
×