ما هو مرض جنون العظمة

كتابة:
ما هو مرض جنون العظمة

ما هو مرض جنون العظمة

مرض جنون العظمة أو ما يُعرف حديثًا باسم اضطراب الشخصية النرجسية Narcissistic Personality Disorder هو واحد من اضطرابات النفسية المختلفة؛ فهو حالة عقلية غير طبيعية تؤدّي إلى امتلاك الشخص إحساسًا بأنّه مهمّ للغاية، وحاجةً عميقة لِلَفت الانتباه والحصول على التقدير من الآخرين، بالإضافة إلى صعوبة التواصل مع الآخرين ونقص التعاطف معهم، ولكن خلف هذا القناع من الثقة المفرطة بالنفس، يوجد ضعف كبير بتقدير الذات يمكن أن يكون عرضة للانتقاد بكلّ سهولة، ويمكن لهذا المرض أن يسبّب مشاكل عديدة في جميع مناحي الحياة، كالعلاقات الاجتماعية وفي العمل والمدرسة وغير ذلك. [١]

أعراض مرض جنون العظمة

لقد تمّ وضع العديد من المعايير في وصف أعراض مرض جنون العظمة، ولعلّ أبرزها هو الدليل الأخير للجمعية الأمريكية للطب النفسي DSM-5، والذي عدّد صفات مريض اضطراب الشخصية النرجسية، وعند حدوث هذه الأعراض مجتمعة أو حدوث معظمها، يمكن تشخيص هذا المرض، وهذه الأعراض تظهر في الشخص المصاب كالآتي: [٢]

  • امتلاكه شعورًا هائلًا بالأهمية الذاتية.
  • امتلاكه تخيلات عظيمة بالنجاح منقطع النظير والقوة والإبداع والجمال والحبّ المثالي.
  • شعوره بأنّه مميز وفريد من نوعه.
  • حاجته للتقدير الشديد من الآخرين.
  • شعوره بالاستحقاق للقيام بجميع الأمور.
  • استغلاله للآخرين للوصول إلى حاجاته وأهدافه.
  • افتقاده للعطف تجاه أحاسيس وحاجيات الآخرين.
  • إظهاره للغطرسة والتكبّر على الآخرين.

كما يمكن أن يتّصف مريض جنون العظمة باعتقاده بأنّه مميّز للغاية وفائق التميز مقارنة بالآخرين، بالإضافة إلى كونه حسّاسًا تجاه الانتقادات من الآخرين، ويتطلّب التقدير الدائم مّمن حوله، كما يفشل في إدراك مشاعر وأحاسيس الآخرين وحاجاتهم، وعلى الرغم من كون هؤلاء الأشخاص يظهرون بمنظر المتعجرف المتكبّر، إلّا أنّ ثقتهم بنفسهم تكون في الواقع ضعيفة للغاية.

أسباب مرض جنون العظمة

لم يتم تحديد السبب المباشر والواضح لحدوث مرض جنون العظمة، فربّما يكون مترافقًا مع الظروف الاجتماعية أثناء الطفولة، مثل التوقّعات العظيمة من قبل الأبوين تجاه الطفل، أو تدليل الطفل بشكل كبير أو الإهمال أو الاضطهاد المفرط، وقد يتعلّم الشخص التصرّفات التلاعبية من قبل الأهل والأبوين، خصوصًا في مرحلة النمو والتعلم، وعند تعلّم الطفل أنّ قابلية التعرّض للأذى غير مقبولة إطلاقًا، فإنّه من الممكن أن يسيء تقدير قدرته في التأثير على مشاعر وحاجات الآخرين، وتشير بعض المراكز الصحية النفسية إلى أنّ بعض الأدلة الحديثة تربط بين الأسباب الوراثية والعوامل البيولوجية وبين اضطراب الشخصية النرجسية. [٣]

علاج مرض جنون العظمة

يتمحور علاج مرض جنون العظمة حول العلاج الكلامي بشكل رئيس، بالإضافة إلى العلاج النفسي، فقد تساعد هذه العلاجات اللادوائية المريضَ في تغيير نمط حياته وبناء العديد من العلاقات الاجتماعية الجديدة وتعزيز العلاقات القديمة، فهي عادة ما تفيد بما يأتي: [٤]

  • تعليم المريض كيفية التواصل مع الآخرين وجعل العلاقة معهم أفضل وأمتع وأكثر فائدة.
  • إيضاح الأسباب التي تدفع المريض للمنافسة وتحطيم الآخرين وتفضيل الذات عن الغير.

كما تُساعد هذه الإجراءات في تقبّل المريض للمسؤولية وحملها بشكل أفضل، بالإضافة إلى تعليمه ما يأتي:

  • تقبّل والإبقاء على العلاقات الشخصية الحقيقة، والتفاهم مع رفقاء العمل.
  • تفهّم وإدراك وتقبّل المهارة والإمكانية التي يملكها المريض، وذلك حتّى يتقبل الانتقادات المستقبلية والإحساس بالفشل في حال حدوثه.
  • زيادة قابلية المريض لفهم وتنظيم أحاسيسه ومشاعره.
  • تفهّم الأثر الذي تحدثه المشاكل التي يملكها الشخص فيما يخصّ مشاعره وثقته المفرطة بنفسه.
  • تخفيف الرغبة في تحقيق الأهداف والطموحات غير المنطقية، والحالات المثالية غير الموجودة، وامتلاك التقبّل لما هو قابل للتحقيق والإنجاز، فهذا في الواقع يمكن أن يرفع من سقف الإنجازات التي يمكن أن يحقّقها الشخص لمستوى أرفع من التي كان سيحقّقها دون تغيير، كما يمكن للعلاج النفسي أن يكون قصير الأمد، ويساعد حينها في السيطرة على النفس في أوقات التوتّر والشدّة، أو أن يكون مستمرًّا ودوريًا لمحاولة تحقيق الشخص الأفضل من المريض، وذلك مع الحفاظ على أهدافه وتنميتها، وغالبًا ما يكون إدخال العائلة والأشخاص الآخرين ضمن العلاج مفيدًا في تحقيق العلاج الأفضل، ويُذكر بأنّه لا توجد أدوية محدّدة يمكن استخدامها لمرضى اضطراب الشخصية النرجسية، ولكن عند وجود أعراض الاكتئاب المرضي على الشخص، أو القلق أو الحالات النفسية الأخرى، يمكن للطبيب أن يصف مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق لمحاولة السيطرة على هذه الأعراض ريثما يتمّ حل المشكلة الأساسية.

نصائح طبية لمرضى جنون العظمة

ربّما يظنّ الشخص نفسه أنّه لا يستوجب العلاج، أو يظنّ أن العلاج ليس ضروريًا بالمطلق، فطبيعة المصاب بجنون العظمة تجعله يعتقد أنّ العلاج لا يستحقّ وقت المريض أو اهتمامه، ولذلك فقد يفكّر المريض بترك العلاج بعد البدء فيه بفترة قصيرة، ولذلك من الضروري دائمًا القيام بالنصائح البسيطة الآتية:[٤]

  • الإبقاء على الوعي الكبير والتركيز على فائدة العلاج والهدف المرجو منه.
  • الاستمرار في الخطّة العلاجية حتّى النهاية؛ فالحفاظ على جدول الخطة العلاجية وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب سوف يؤتي ثماره في النهاية، ويجب على المريض تذكّر طبيعة مرضه وأنّه من الطبيعي أن يشعر بالتراجع وفشل العلاج، ولكنّه عليه المداومة على العلاج والالتزام به حتّى ينجح.
  • محاولة التخلص من الإدمان على الكحول أو المخدّرات، والتخلص من الأمراض والمشاكل العقلية الأخرى، فالإدمان والاكتئاب والتوتّر والقلق يمكن أن تلعب دورًا في منع العلاج، ممّا يقود إلى حلقة مفرغة من الألم العاطفي والتصرّف غير الصحّي.
  • الإبقاء على الهدف دائمًا وتذكّره في أوقات الضعف، ومحاولة التحفيز دائمًا عن طريق تذكّر الأهداف المرجوة، مع معرفة المريض التامّة أنّ جميع العلاقات التي تأثرت بسبب مرضه يمكن أن تُصلح وتُعاد ويمكن أن يعيش حياة هنيئة بعيدًا عن هذا المرض.

المراجع

  1. "Narcissistic personality disorder", www.mayoclinic.org, Retrieved 12-06-2019. Edited.
  2. "Narcissistic personality disorder", my.clevelandclinic.org, Retrieved 12-06-2019. Edited.
  3. "All about narcissistic personality disorder", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-06-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Narcissistic personality disorder", www.mayoclinic.org, Retrieved 12-06-2019. Edited.
3439 مشاهدة
للأعلى للسفل
×