محتويات
ما هو يوم التروية وما وقته؟
يوم التروية هو يوم خروج حجّاج بيت الله الحرام إلى عرفات، وهو اليوم الثامن من أيّام ذي الحِجة، فيخرج الحجاج في اليوم الثامن من الحجّ من أوّل النّهار، ويدركوا الظهر في منى، ويمكثون فيها العصر والمغرب والعشاء وفجر اليوم الذي يليه إلى أن تطلع الشمس، وهو فجر يوم عرفة.[١]
لماذا سمي يوم التروية بهذا الاسم؟
التروية في اللغة العربية من رَوى، وهي بمعنى التزوّد من الماء،[٢] وإذا ما قرأنا الخبر الوارد عن مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ حيث يَقُولُ: "إِنَّمَا سُمِّيَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ؛ لِأَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَرَوَّوْنَ مِنَ الْمَاءِ"،[٣] عرفنا سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم، فكان الناس يأخذون نصيبهم من الماء لتروي عطشهم وعطش دوابِّهم، ويأخذون نصيبهم من الماء إلى عرفات ومنى.[٤]
ما هي أعمال يوم التروية؟
تتعدَّد الأعمال التي يقوم بها الحاجّ إلى بيت الله الحرام في يوم التروية، وفيما يأتي ذكر هذه الأعمال:[١]
- الإحرام بالحجِّ، ويكون ذلك فقط للمتمتع، أمّا كُلٌّ من المفرد والقارن فهما على إحرامهما.
- التوجّه إلى منى والمبيت فيها، وذلك اتّباعًاً لسنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.
- القيام بأداء صلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر ليوم عرفة، حيث ورد عَنِ الصحابي الجليل ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: (صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، وَالْفَجْرَ يَوْمَ عَرَفَةَ بِمِنًى).[٥]
- التوجّه إلى عرفات مع طلوع شمس اليوم التاسع من ذي الحِجّة، وهو يوم عرفة.
وما يقوم به الحاجّ في يوم التروية مجموع في الخبر الوارد عن الصحابي الجليل جَابِرٌ -رضي الله عنه- قال: "فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى فَأَهَلُّوا بِالْحَجِّ وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَصَلَّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ".[٥]
ملخّص: يقوم الحاجّ في يوم التروية بالعديد من الأعمال؛ منها: الإحرام بالحجّ إذا كان متمتّعاً، والتوجه إلى منى والمبيت فيها، وأداء الصلوات فيها من الظهر إلى الفجر، ومن ثمّ الذهاب إلى عرفات مع طلوع شمس يوم عرفة.
ما هو فضل يوم التروية؟
اتّفق الفقهاء في فضل يوم التروية على تأكيد استحباب الصوم فيه، وصرَّح المالكية على الثواب المترتب على ذلك، إذ قال إنه يُكفّر سَنة ماضية، وقالوا باستثناء الحاجِّ من صومه،[٦] ويجدر بالذّكر أنّ الحديث الذي يبيّن أن صيام يوم التروية يُكفّر سنة هو حديث موضوع، إلا أنّ يوم التروية يوم فضيل لأنه أحد أيام العشرة من ذي الحجة التي ثبت فضلها عموما في السنّة النبوية.[٧]
وقد وردت أحاديث لا تصحّ في الأجر المترتب على الصوم في يوم التروية، فوجب التنويه عليها، منها قول: "مَنْ صَامَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِثْلَ ثَوَابِ أَيُّوبَ عَلَى بَلائِهِ وَإِنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ عِيسَى بن مَرْيَم وَإِن لم يَأْكُلْ يَوْمَ النَّحْرِ حَتَّى يُصَلِّي أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ مَنْ صَلَّى ذَلِكَ الْيَوْمَ فَإِنْ مَاتَ إِلَى ثَلاثِينَ يَوْمًا مَاتَ شَهِيدً وَإِن لم يَأْكُلْ يَوْمَ النَّحْرِ حَتَّى يُصَلِّي أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ مَنْ صَلَّى ذَلِكَ الْيَوْمَ فَإِنْ مَاتَ إِلَى ثَلاثِينَ يَوْمًا مَاتَ شَهِيدًا"، ففيه حمّاد بن عمر وهو راو كذّاب.[٨]
المراجع
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 46. بتصرّف.
- ↑ محمد قلعجي، كتاب معجم لغة الفقهاء، صفحة 129. بتصرّف.
- ↑ الفاكهي، اخبار مكة، صفحة 157.
- ↑ البابرتي، كتاب العناية شرح الهداية، صفحة 467. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن تيمية، شرح العمدة، صفحة 479.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 91. بتصرّف.
- ↑ "ما صح وما لم يصح في ذي الحجة - عشر ذي الحجة وفضل صوم عرفة لغير الحاج"، طريق الإسلام، 2014-09-28، اطّلع عليه بتاريخ 15-7-2021. بتصرّف.
- ↑ محمد طاهر الفتني، كتاب تذكرة الموضوعات للفتني، صفحة 119. بتصرّف.