محتويات
ما المقصود بالصفراء؟
يُلاحظ عند الكثير من الأطفال حديثي الولادة ميل لون بشرتهم إلى اللّون الأصفر أو اصفرار بياض العين لديهم، خاصّةً خلال الأسابيع الأولى من ولادتهم، ويرجع ذلك إلى الإصابة بما يُعرَف بمرض الصفراء، ويُشار إليه أيضًا باسم اليَرَقان Jaundice; Icterus، ويُقدر عدد المُصابين به من حديثي الولادة بما يُقارب 60% من مجموع المواليد في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة.
ينتج مرض الصفراء عن تراكم مادّة البيليروبين في خلايا الجسم وأنسجته، التي يُفتَرَض طرحها عبر الكبد لتخرج مع البُراز، إلا أنّه في بعض الأحيان ولأسباب مُختلفة قد تزداد نسبتها في الدم، مما يُصعّب تصريفها من الجسم كما يجب ويُسبّب انتشارها في بعض أنسجته.[١]
ما هي أعراض الصفراء؟
في الحقيقة لا تُعدّ الصفراء مرضًا بحدّ ذاتها، وإنّما أحد الأعراض الدّالة على وجود مُشكلة أو اضطراب ما في الجسم، لكن عادةً ما تجتمع مجموعة من الأعراض المُصاحبة للصفراء عند ظهورها على أحد المُصابين، منها يُذكَر الآتي:[٢]
- اصفرار لون الجلد، وظهور بياض العين باللون الأصفر، بالإضافة إلى اصفرار الأغشية المُخاطيّة في الجسم.
- ظهور البُراز بلون فاتح.
- ظهور البول بلون داكن أو أغمق من الطبيعيّ.
- المُعاناة من الحكّة الجلدية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ مجموعةً أُخرى من الأعراض قد تظهر لدى بعض المُصابين بالصفراء حسب سبب الإصابة أو المرض الذي يُعانون منه الذي أدى إلى الإصابة بها، فقد يتزامن لديهم مع ظهور الأعراض الآتية:[٢]
- الشعور بالغثيان والتقيّؤ.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- فُقدان الشهيّة.
- الشعور بالضعف.
- الصداع.
- الشعور بألم في البطن.
- الشعور بالارتباك.
- تورّم البطن، أو تورّم الساقين.
أمّا في ما يتعلّق بالأطفال حديثي الولادة فقد تختلف الأعراض لديهم نوعًا ما، إذ إنّه بالإضافة إلى اصفرار الجلد الذي عادةً ما يبدأ في الرأس ثم إلى الجذع فاليدين والقدمين يُلاحظ على الأطفال واحد أو أكثر من الأعراض الآتية:[٢]
- الكسل والخمول.
- قلّة رغبة الطفل بشرب الحليب.
- البكاء بصوت عالٍ.
- الإصابة بنوبات تشنّجيّة.
كيف يمكن تخفيف أعراض الصفراء في المنزل؟
لا يُمكن القول إنّه توجد إجراءات وخطوات منزليّة يُمكن اتّباعها لعلاج سبب الإصابة بالصفراء، أو إنّه يُمكن الاعتماد عليها بدلًا من العلاجات والأدوية التي يصفها الطبيب، وإنّما تهدف هذه الإجراءات إلى تقليل شدّة الأعراض والتخفيف من تعارضها مع سير حياة المُصاب قدر الإمكان، ومنها يُذكر الآتي:[٢][٣]
- شُرب كميات كافية من الماء، والمُحافظة على الجسم من الإصابة بالجفاف.
- اتّباع نصائح الطبيب وتعليماته في ما يتعلّق بتناول أيّ أدوية أو علاجات يستخدمها المُصاب.
- تجنّب استخدام أيّ أدوية أو مُكمّلات غذائيّة أو أعشاب يُحتمل أن تُسبّب ظهور أعراض جانبيّة خطيرة، واستشارة الطبيب ومُناقشته في ذلك.
- تجنّب شرب أيّ مشروبات كحوليّة.
- الالتزام بأيّ تعليمات يوصي بها الطبيب في ما يتعلّق بالأطعمة والمشروبات التي يتناولها المُصاب، فعادةً يوصي باتّباع ما يأتي:
- تجنّب الأطعمة التي تحتوي كميات كبيرة من الدهون، كاللحوم، والزيوت.
- تجنّب الأطعمة المُعالَجة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكّر.
- تجنّب الأطعمة التي تحتوي على نِسَب عالية من الملح.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على الإنزيمات الهاضمة، مثل: البابايا، والأناناس، والعسل، وقشور البرتقال.
- تناول الأطعمة التي تُحسّن صحّة الكبد، مثل: الأفوكادو، والعنب، والجريب فروت.
- تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف، مثل: الشوفان، والأرزّ البنيّ، واللوز، والبقوليات.
- وضع الطفل حديث الولادة المُصاب بالصفراء بالقُرب من النوافذ التي يصل منها ضوء الشمس، وتكرار ذلك عدّة مرات خلال اليوم، وفي بعض الأحيان قد يوصي الطبيب بالعلاج الضوئيّ (Phototherapy) في حال كانت إصابة الطفل شديدةً.
- الحرص على تزويد الطفل حديث الولادة بكميات كافية من الحليب.
كيف يكون علاج الصفراء؟
تعتمد الخيارات العلاجيّة التي يُقرّرها الطبيب في التعامل مع الصفراء على تحديد سببها، ثمّ علاج الاضطراب المُسبِّب لتزول أعراض المُشكلة أو المرض جميعها التي تتضمّن الصفراء، ويُذكر من بعض هذه العلاجات ما يأتي:[١]
- في حال كانت الصفراء ناجمةً عن الإصابة بأحد أنواع فقر الدم فقد يصف الطبيب للمُصاب بعض المُكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على الحديد، أو ينصحه بتناول الأطعمة الغنيّة به.
- في حال كانت الصفراء ناجمةً عن حدوث انسداد ما عادةً ما يُعالجه الأطباء جراحيًّا؛ لإزالة الانسداد.
- إذا كانت الصفراء ناجمةً عن الإصابة بأحد أنواع التهاب الكبد الوبائيّ فقد يصرف الطبيب للمُصاب أدوية الكورتيكوستيرويدات، أو بعض مُضادات الفيروسات.
- إذا كانت الصفراء ناجمةً عن تناول أحد العلاجات أو الأدوية فقد يوصي الطبيب بتغيير العلاج واستبداله بنوع آخر بأعراضٍ جانبيّة أقلّ.
ما هي أسباب الإصابة بالصفراء؟
ينتج البيليروبين -وهو صبغة صفراء اللون- بعد إتلاف خلايا الدم الحمراء القديمة في الكبد، ويُنقل إلى الجهاز الهضميّ ليُطرح في البراز ويتخلّص منه الجسم بعد ذلك، وكما ذُكرَ سابقًا فإنّ السبب الرئيس وراء الإصابة بالصفراء هو زيادة نسبة البيليروبين في الجسم، الناجمة عن وجود خلل في سير عمل السلسلة السابقة، بسبب واحد أو أكثر من الاضطرابات الآتية:[٤]
- عدم قُدرة الكبد على القيام بالعمليّة السابقة كما يجب؛ نتيجة وجود مُشكلة فيه.
- وجود مُشكلة أو اضطراب مُعيّن يمنع البيليروبين من الانتقال من الكبد إلى الجهاز الهضميّ.
- زيادة عدد كُريات الدم الحمراء الواجب إتلافها، وتجمّع كميات كبيرة من البيليروبين في الكبد.
وبناءً على ذلك فإنّ جميع الأمراض والظروف التي تتسبّب بحدوث أحد الاضطرابات السابقة يُعاني المُصابون بها من الصفراء، ويُذكر من هذه الأمراض والحالات ما يأتي:[٤]
- يُصاب الأطفال حديثو الولادة بالصفراء نتيجة عدم اكتمال نموّ الكبد في أجسامهم بعد، لذا فإنّ وظائفه تكون أقلّ كفاءةً إلى حين نضوجه واكتمال نموّه، خاصةً عند الأطفال الذين تعرضّوا للولادة المبكرة.
- إدمان المشروبات الكحوليّة.
- الإصابة بأحد أنواع التهاب الكبد الوبائيّ، وهي: (أ)، أو (ب)، أو (ج)، أو (د)، أو (هـ).
- الإصابة بالتهاب البنكرياس الحادّ.
- الإصابة بفقر دم حوض البحر الأبيض المتوسّط المعروف بالثلاسيميا.
- الإصابة بفقر الدمِ الناجم عن عوزِ سداسي فوسفات الجلوكوز النازع للهيدروجين (G6PD deficiency)، المعروف بالتفوّل.
- الإصابة بتشمّع في الكبد.
- الإصابة بسرطان الكبد.
- وجود حصى في المرارة.
- الإصابة بسرطان البنكرياس.
- انسداد القناة الصفراويّة.
- الإصابة بفقر الدم المنجليّ.
- الإصابة بفقر الدم الانحلاليّ المناعيّ الناجم عن استعمال أدوية مُعيّنة.
- أحد ردود فعل الجسم الناجمة عن تناول جرعات عالية من بعض الأدوية، كالباراسيتامول.
- الإصابة بالحُمّى الصفراء.
- أحد ردود فعل الجسم الناجمة عن عدم توافق زُمر الدم.
- الإصابة بمرض فايل (Weil’s disease) أو ما يُعرَف بداء البريميات.
المراجع
- ^ أ ب Caroline Gillott (31-10-2017), "Everything you need to know about jaundice"، medicalnewstoday, Retrieved 31-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Steven Doerr (10-10-2019), "18 Jaundice Symptoms, Signs, Causes, Treatment, and Prognosis"، emedicinehealth, Retrieved 31-5-2020. Edited.
- ↑ Corey Whelan (16-10-2017), "Diet for Jaundice: What Should I Add or Remove?"، healthline, Retrieved 31-5-2020. Edited.
- ^ أ ب Kristeen Moore (18-7-2016), "What’s Causing My Yellow Skin?"، healthline, Retrieved 31-5-2020. Edited.