محتويات
ما هي الجلطة؟
خلال الانهماك في إنجاز الأنشطة والأعمال اليوميَّة، قد تتعرَّض أجسامنا للخدوش والجروح المُختلفة التي قد يُسفر عنها نزيف دموي يستدعي المسارعة إلى تعقيم الجرح وتغطيته بضماد طبي ملائم لوقف نزول الدم، ويحدث أنْ يتوقَّف النزيف من تِلقاء نفسه بفضل عملية التخثر، التي تُعتبر واحدة من العمليات الطبيعيَّة التي يحفِّزها الجسم لمنع استمرار النزيف، [١] ولكنْ قد يُسفر عن تخثر الدم أحيانًا مشكلات صحيَّة ومضاعفات في حالة تكوُّن الخثرة الدمويَّة في داخل الأوعية الدمويَّة ذاتها، وهو ما يُطلق عليه الجلطة (Thrombus)، فهذه الخثرة الدمويَّة ترتبط في المكان الذي تكوَّنت فيه، فتسبِّب إعاقة تدفق الدم خلال الوعاء الدموي. وفي هذا المقال سيدور الحديث حول تأثير تكون الجلطة الدموية على صحة وسلامة الفرد.[٢]
أنواع الجلطة وأعراضها
يصنِّف الأطباء الجلطة اعتمادًا على نوع الوعاء الدموي الذي تتكوَّن فيه، فيُطلَق مُصطلح الخثار الوريدي (Venous thrombosis) على الجلطة التي تتكوَّن في الوريد، كالنوع الذي يتكوَّن في الساق، والذي يتطوَّر ببطء مع مرور الوقت، بينما تتكوَّن الجلطة أحيانًا في الشريان، كما هو الحال مع الجلطة التي تظهر في الدماغ أو القلب، وهذا النوع يصاحبه أعراض تظهر فورًا على المُصاب، وتتطلَّب الرعاية الطبية الطارئة، وعمومًا، يعتمد ظهور الأعراض الجسديَّة للجلطة الدمويَّة سواء في الشريان أو الوريد على موقعها في الجسم، وتظهر الأعراض عادةً في حال أصبح وجود الجلطة يعيق تدفق الدم في الوعاء الدموي،[٢][٣] وفي الآتي مجموعه من الأعراض التي قد تظهر على الفرد في حالة تكوُّن الجلطة الدموية في أجزاء مختلفة من الجسم:
أعراض الجلطة في الساق والذراع
تعتبر الجلطة المتكوِّنة في الجزء السفلي من الساق واحدة من أكثر أنواع جلطات الدم شيوعًا، وعادةً ما يُصاحب الجلطة في الساق أو الذراع ظهور مجموعه من الأعراض المختلفة، منها:[٣]
- الألم.
- التورم.
- الاحمرار.
- الألم عند لمس الجزء المُصاب.
- الشعور بدفء المنطقة المُصابة.
ويعتمد ظهور الأعراض في هذه الحالة على حجم الجلطة، فالجلطة كبيرة الحجم يُصاحبها حدوث تورُّم في كامل الساق والشعور بالألم الشديد، ولكنْ قد تقتصر الأعراض أحيانًا على تورُّم منطقة بطن الساق دون الشعور بالألم، أو حتى عدم الشعور بأيَّة أعراض.[٣]
أعراض الجلطة الدموية في البطن
قد تتكوَّن الجلطة في أيْ جزء في منطقة البطن، فيُسفر عنها حدوث انتفاخ وألم في البطن، ولكنْ يجب التنبيه إلى تشابه هذه الأعراض أيضًا مع أعراض الإصابة بتسمُّم الطعام أو حدوث العدوى الفيروسيَّة في المعدة.[٣]
فقد تتكوَّن الجلطة في الوريد البابي للكبد، والذي قد يسبِّب فرط ضغط الدم البابي، والتأثير على وصول الدم إلى الكبد، بينما تتكوَّن الجلطة أحيانًا في الوريد الكلوي، فيُسفر عن ذلك انخفاض تصريف الكلى للسوائل.[٤]
أعراض الجلطة في الرئتين
في بعض الحالات تنتقل الخثرة الدموية إلى الرئتين فتسبِّب انسدادها، فيصاحب هذه المُشكلة ظهور مجموعه من الأعراض، منها:[٣][١]
- المُعاناه من مشكلات التنفس.
- الشعور بألم الصدر.
- الإصابة بالسعال المصحوب بالدم.
- حدوث ضيق مفاجيء في التنفس، والذي لا يحدث بسبب ممارسة التمارين.
- تسارعنبض القلب.
- الإصابة بالحمى.
- الدوخة.
- الإغماء.
أعراض الجلطة في الدماغ
تحدث الجلطة الدماغية بسبب تكوُّن الخثرة الدموية في الدماغ، فيُسفر عن ذلك ظهور مجموعة من الأعراض على المُصاب، كالصداع الشديد المصحوب بعدد من الأعراض الأخرى، مثل صعوبة الرؤية أو الكلام والذي يحدث بصورة مفاجئة،[٣] والشعور بالضعف، والإصابة بالصرع، وتغيُّر الإحساس بالوجه، وفي إحدى الذراعين أو الساقين، أو في أحد جانبي الجسم.[١]
مضاعفات الجلطة
قد تنفصل الخثرة المتكوِّنة في الجسم من مكانها تنتقل إلى أجزاء أخرى، كالقلب، والدماغ، والرئتين، وقد يُسفر عن ذلك حدوث مضاعفات خطِرة، كالإصابة بالجلطة الدماغيَّة، والنوبة القلبيَّة، ومن المضاعفات الأخرى للجلطة ما يأتي:[١]
- الفشل الكلوي: قد يسبِّب تكون الخثرة في الكلى حدوث الفشل الكلوي، والذي يصاحبه تراكم الفضلات والسوائل في الجسم، وربما ارتفاع ضغط الدم.
- مضاعفات الحمل: في معظم الحالات تتكوَّن الجلطة خلال الحمل في منطقة الأطراف السفليَّة والحوض، وهذا قد يصاحبه ظهور عدد من المضاعفات، كالإجهاض، وحدوث الولادة المبكرة الثانوية، ووفيات الولادة، واحتمالية الإصابة بالانصمام الرئوي.
- الانصمام الرئوي (Pulmonary embolism): تنفصل الجلطة المتكوِّنة في الأطراف السفليَّة أو الحوض أحيانًا وتنتقل إلى الرئتين، لتسبِّب انسداد مجرى تدفق الدم إلى الرئة، فتظهر على المُصاب أعراض الجلطة الرئوية التي ذكرت فيما سبق.[٥]
- فرط ضغط الدم الرئوي: قد تتكوَّن في بعض الحالات عِدَّة جلطات في الشرايين الرئويَّة الصغيرة، وهذا قد يؤدي بدوره إلى ارتفاع ضغط الدم في الشرايين، وزيادة الجهد المؤثر على القلب، واحتمالية الإصابة بفشل في القلب.[٥]
- الخثار الوريدي العميق (Deep vein thrombosis): هو واحد من أنواع الجلطات المتكوِّنة في الوريد الفخذي للساق، والتي قد يصاحبها ظهور مضاعفات أكثر خطورة في حالة انفصال الخثرة وتحرُّكها في مجرى الدم لتصل إلى الرئتين.[٤]
- الجلطة في الوريد الوداجي: الوريد الوداجي (Jugular Vein) هو الوريد الواقع في منطقة الرقبة، ويعدّ تكون الخثرة في هذا الوريد أمرًا نادر الحدوث، ولكنه عادةً ما يكون ناتج عن استخدام الأدوية الوريدية، ولكنَّه قد يحدث أيضًا بسبب العدوى أو ظهور الورم الخبيث، وقد يرافق هذا النوع من الجلطة الدموية عدد من المضاعفات الشديدة مثل؛ الانصمام الرئوي، وتسمُّم الدم، والإصابة بوذمة حليمة العصب البصري (Papilledema).[٤]
كيف يمكن الوقاية من الجلطة؟
لتقليل خطورة الإصابة بالجلطة والوقاية منها، يوصَى باتباع مجموعه من النصائح، نذكر منها الآتي:[٢][٦]
- العودة للأنشطة الاعتيادية في أقرب فرصة مُمكنه بعد الخضوع للجراحة.
- تخفيف الوزن.
- الحرص على ممارسة النشاط الجسدي والتمارين الرياضيَّة بانتظام.
- الإقلاع عن التدخين.
- تمرين الساقين وتحريكهما في حالة الرحلات التي تتطلَّب الجلوس لفترات طويلة.
- السيطرة على المشكلات الصحية الأخرى التي يعانيها الفرد، كارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وارتفاع مستويات الكولسترول، وقد يستدعي الأمر تناول مضادات التخثر إلى جانب أدوية خفض ضغط الدم ومستويات الكولسترول في الدم.
- الحرص على تناول الطعام الصحي.
- الحرص على تناول كميات كافية من الماء، فالجفاف يزيد فرصة الإصابة بالجلطات الدموية.[٧]
- الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية، والتي بدورها تزيد فرصة حدوث الجفاف.[٧]
المراجع
- ^ أ ب ت ث Mary Ellen Ellis (2014-07-18), "Symptoms and Complications of Blood Clots", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-28. Edited.
- ^ أ ب ت Kanna Ingleson (2017-07-30), "Everything you need to know about a thrombus", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-28. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Juliann Schaeffer, "How to Tell If You Have a Blood Clot", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-28. Edited.
- ^ أ ب ت Yolanda Smith, "Types of Thrombosis", www.news-medical.net, Retrieved 2020-08-28. Edited.
- ^ أ ب Jennifer Whitlock, "Symptoms of a Blood Clot", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-08-28. Edited.
- ↑ "Thrombosis", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 2020-08-28. Edited.
- ^ أ ب "Blood clots", www.nhs.uk, Retrieved 2020-08-28. Edited.