لكل إنسان خصال وطباع تميزه عن غيره من الآخرين، ويظهر ذلك من خلال المواقف وعلاقاته مع الآخرين، فمنهم الجادّ ومنهم من يمتلك روح الدعابة والفكاهة التي يُسعد بها الآخرون، ويرسم الابتسامة على وجوههم ويسمى: الإنسان المرح، ولكن هناك آداب وضوابط للمزاح.
الأمور التي يجب مراعاتها عند المزاح
فيما يأتي ذكر لبعض الأمور التي يجب مراعاتها عند المزاح:[١]
- أن لا يكثر المزاح وأن لا يزيد عن حدّه، فالجدّ من سمات المؤمنين، والمزاح للترويح عن النفوس ودفع الملل والسآمة عنها، وهو كالملح للطعام فالاعتدال مطلوب لأن كثرته مفسدة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم (لا تكثر الضحك فإنّ كثرة الضحك تميت القلب) رواه الترمذي وحسنه الألباني.
- اختيار الوقت المناسب، فمثلاً في أوقات الرحلات والسفر يحلو المزاح ويخفف من عناء السفر والطريق، وعند الإصلاح بين المتخاصمين، بينما لا يصلح المزاح في وقت الجد، ولا في درس موعظة وعلم وتذكير بالموت.
- معرفة قدر الناس، فالمزاح مع كبير السن أو العالم أو المعلم ليس كالمزاح مع الأصدقاء أو الشباب، فلكل إنسان قدره ومكانته، ومن أراد أن يحفظ هيبته بين الناس فليبتعد عن ممازحة الحمقى والسفهاء، كي لا يُحرِجوه بكلامهم أو يتجرؤوا عليه.
حدود وضوابط المزاح
للمزاح ضوابط وحدود وهي كما يلي:[١]
- عدم الإفراط في المزاح، لأن الإكثار منه يسقط الهيبة ويُوقع في الخطأ والزلل.
- أن لا يكون كذباً، فلا يجوز اختراع قصص وحكايات لا أصل لها ولا صحة، من الممكن أن تفسد بين الناس.
- أن لا يكون فيهغيبة أو إيذاء، فإيذاء شعور الفرد قد يصل إلى إيذاء بدني.
- أن لا يكون فيه استهزاء بالدين، كالاستهزاء بالقرآن العظيم، أو بالملائكة، أو بأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو الجنة والنار.
- أن لا يضر بشخصه بين الناس، فعلى المرء ألاَّ يجعل من نفسه أضحوكة، أو مهرجًا للمجتمع.
- أن يراعي شعور الآخرين.
- ألاَّ يكون فيه ترويع، وإضرار بالناس.
- ألاَّ يكون فيه فُحْش، هي عبارة عن قلة حياء، وقلة أدب وبذاءة.
أهداف المزاح
فيما يلي بعض أهداف المزاح: [٢]
- التأديب والتعليم: يحتاج المعلِّم في بعض الأوقات أن يُمازح تلاميذه ليبعد عنهم الملل والضجر وليجدد نشاطهم، وفي كثير من الأحيان نسمع قصص معلمين يوصلون المعلومة للطلاب بطريقة فكاهية، مثل عمل حركات مضحكة أو تغيير نبرة الصوت أثناء شرح الدروس أو سرد القَصص.
- للتَّسلية: فعند الجدّ يكون المزاح ملاذاً لرسم الابتسامة على الوجوه، ففي الجلسات العائلية وفي النزهات يحلو المزاح بين الأصدقاء والأهل والأحباب.
- ملاطفة الأهل وإدخال السرور إلى قلوبهم: يتميز بعض الأبناء عن غيرهم من الإخوة بمقدرتهم على إدخال السُّرور إلى قلوب والديهم وإخوانهم ونشر السرور والفرح في أرجاء البيت.
المراجع
- ^ أ ب أميرة محمود (26-2-2018)، "المزاح وادابه"، الالوكة، اطّلع عليه بتاريخ 6-1-2022. بتصرّف.
- ↑ "المباح وغير المباح من المزاح"، إسلام ويب. بتصرّف.