ما هي آيات الله الكونية؟

كتابة:
ما هي آيات الله الكونية؟

ما معنى آيات الله الكونية

أي العلامات الوجودية الدالة على وجود الله -عز وجل-، وكل ما في هذا الوجود داخل في معنى أن يكون علامةً تدل على الخالق -سبحانه- من غير استثناء، فكل الكون بتفاصيله دال على موجده وخالقه العظيم.[١]

ومفردات هذا الكون كذلك كل واحدة منها آية من آيات الله الكونية، وسيظل ابن آدم يكتشف من عجائب هذا الخلق ما يظهر عظمة الخلاق العليم -سبحانه-، سواء ما يكتشف مما لم يطلع عليه من قبل، أو من اكتشاف قوانين تسخير المادة له، فكل ذلك داخل في معنى الآيات الكونية.[١]

التقدم في العلوم توسع في اكتشاف آيات الله الكونية

إنّ الإنسان يحاول باستمرار أن يُسَّخر المادة له، وكلما اكتشف قانوناً جديداً من قوانين الكون فإنه سيطَّلِع على براعة صانع هذا الكون ودقة تكوينه وإبداعه -سبحانه-، فالتفكر في خلق الإنسان وحده في تركيبة جسمه المتقنة، في عجائب نفسه المتقلبة، في قدرته العقلية الباهرة.

وهذا التفكر يقودنا إلى تبين قدرة الخالق على الإبداع والإيجاد المنظم، هذه سبيل الفطرة السليمة المؤمنة بالله -سبحانه-، ومهما حاول شياطين الإنس والجن صرف الناس عن ذلك فإن الله -عز وجل- سيحبط عملهم الداعي إلى طغيان المادية وتقديس الذات.

الآيات الكونية مستمرة في تزايد في الوجود والظهور

قال الله -تعالى-: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)،[٢]وقال -سبحانه-: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).[٣]

وهاتان الآيتان يدلان على أنّ الكون ما زال في اتساع وسيظل كذلك، فخلق الله -سبحانه- لا يقف عند حد، إذ أفعاله -سبحانه- وآثارها باقية مستمرة كذاته، وسيُطلعُ الله -سبحانه- خلقه على عجائب صنعه وآياته الدالة عليه وعلى صدق كتابه حتى يتبين ذلك جلياً ظاهراً للبصائر.[٤]

عناية القرآن بلفت العقول إلى التفكر في آيات الخلق الدالة على الله سبحانه

إنّ الآيات المتلوة في كتاب ربنا -عز وجل- التي تدعونا إلى تأمل آياته الكونية كثيرة جداً، وذلك من فضل الله علينا، أن أكثر من تنبيهنا ودعوتنا لتأملها وذلك لنستدل بها عليه، فالتفكر في الخلق والعجائب، من أهدى السبل إلى الله بديع السماوات والأرض.

ولو تأملنا هذه الآيات لكفتنا: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ* يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ* وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ* وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ*وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ* وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ* وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ*وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ)،[٥] وهكذا غيرها من آيات الذكر الحكيم.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب عبدالمجيد بن محمد الوعلان، الآيات الكونية دراسة عقدية، صفحة 24. بتصرّف.
  2. سورة الذاريات، آية:47
  3. سورة فصلت، آية:53
  4. عبدالمجيد بن محمد الوعلان، الآيات الكونية دراسة عقدية، صفحة 4 -5. بتصرّف.
  5. سورة الروم، آية:17 -25
  6. عبدالمجيد بن محمد الوعلان، الآيات الكونية دراسة عقدية، صفحة 28. بتصرّف.
5736 مشاهدة
للأعلى للسفل
×