تعريف الإسلام
الإسلام في اللغة يعني الانقياد والتذلُّلَ والخضوع، حيث قال الله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}،[١] أما الإسلام بمعناه الشرعي فهو يحمل معنيين؛ الأول: استسلام الخلائق وانقيادهم لأوامر خالقهم تسليمًا كونيًا من حيث الأوامر الكونية والقدرية، فالمخلوقات جميعها بما فيها الإنسان منقادةٌ لأوامر الله تعالى الكونية، ولا فرق بين قبولهم أو اعتراضهم أو رفضهم لها، ومثال ذلك المرض والصحة، والموت والحياة، وبهذا المعنى للإسلام يشترك جميع الناس، مسلمهم وكافرهم، ذكرهم وأنثاهم، أما المعنى الثاني للإسلام فهو: الانقياد التام والتسليم المطلق لأوامر الله تعالى، وذلك يتعلق بالجوانب العملية التطبيقية؛ كالصلاة والصوم وغيرها من العبادات، والأمور الأخرى؛ كالأخلاق والتعاملات، وفي هذا المقال سيتم بيان أركان الإسلام التي طلب الله من عباده الانقياد والخضوع إليها.[٢]
ما هي أركان الإسلام
للإسلام خمسةُ أركانٍ لا يقوم إلّا بها ولا يصحُّ إسلام المرء إلّا إذا انقاد لهذه الأركان الخمسة، وقد جاء بيان هذه الأركان الخمسة في حديث ابن عمر -رضي الله عنه- حيث قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ،[٣] وفيما يأتي بيان أركان الإسلام الخمسة:[٤]
- الشهادتان: وهو ما جاء في قوله: شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ،[٣] والشهادة هي إثباتٌ وإخبارٌ عن اعتقادٍ وعلمٍ ويقينٍ أنّ لا معبود إلّا الله، وهذا الاعتقاد الجازم لا يقوم الإسلام إلّا به، كما يجب الاعتقاد بأنّ محمد -صلى الله عليه وسلم- هو نبي الله ورسوله الذي جاء لتبليغ دين الله، ومن إثبات النبوة لرسول الله التصديق بجميع ما جاء به من شرائع والإقرار والتسليم بها.
- إقام الصلاة: وذلك بمعنى الإتيان بفعل الصلاة بالإضافة إلى الإتيان بمستوجباتها من حيث الشروط والأركان والالتزام بأوقاتها والمداومة على فعلها ومراعاة سننها وآدابها.
- إيتاء الزكاة: وهي عبادةٌ ماليةٌ فُرضت في السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة، وهي عبارةٌ عن حقٍ في مال الغني يؤدّيه لمستحقيه الذين جاء بيانهم في كتاب الله؛ وهم ثمانية أصناف، وتجب الزكاة في الأموال النامية؛ كالدواب والزروع والمدخرات، والتجارة بأنواعها وغير ذلك.
- صوم رمضان: وهو أن يترك المسلم الطعام والشراب وغيرهما من المفطرات من أذان الفجر إلى غروب الشمس من كل يومٍ في أوقاتٍ وأزمنةٍ معلومةٍ ويكون ذلك بنية القرب من الله -تعالى- والالتزام بأوامره، ويدخل ضمن الصيام اجتناب المنهيات والمعاصي والذنوب جميعها.
- حج البيت: فمن أركان الإسلام أن يؤدي المسلم فريضة الحج مرةً في العمر إن استطاع إلى ذلك سبيلاً، وللحج وقتٌ معلومٌ وكيفيةٌ وطريقةٌ خاصة، ويجب على القادر عليه، أما العاجز لمرضٍ أو نحوه غير القادر ماليًا فلا يجب عليه الحج.
الفرق بين أركان الإسلام وأركان الإيمان
إنّ أركان الإسلام خمسة، وهي الأركان التي بينها المقال في الفقرة السابقة، أمّا أركان الإيمان فهي ستة أركانٍ وهي: الإيمان بالله، وبملائكته، وبكتبه، وبجميع رُسُله، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشرِّه، والفرق بينهما ظاهرٌ بيِّن، فأركان الإسلام هي أعمالٌ تقوم بها الجوارح، فهي أعمالٌ ظاهرية، أما أركان الإيمان فهي أركانٌ اعتقادية باطنةٌ مكانها القلب، فقد يكون الإنسان مسلمًا لكنه غير مؤمنٍ في الحقيقة.[٥]
المراجع
- ↑ سورة الصافات، آية: 103.
- ↑ "تعريف الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-1-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 16، حديث صحيح.
- ↑ "شرح حديث بني الإسلام على خمس"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "أركان الإسلام وأركان الإيمان"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-1-2020. بتصرّف.