ما هي أسباب التبرز اللا إرادي عند الأطفال؟

كتابة:
ما هي أسباب التبرز اللا إرادي عند الأطفال؟

ما هو التبرز اللاإرادي عند الأطفال؟

يعدّ التبرز الإرادي عند الأطفال (Encopresis) حالةً لا إراديةً ولا يفعلها الطفل عن قصد، تتمثّل بحدوث حركات غير طبيعية للأمعاء وتسريب كمية قليلة من البراز في الملابس الداخلية للطفل أو على نفسه، ويُصنّف التبرز اللاإرادي بأنّه اضطراب صحيّ فقط في حال تجاوز عمر الطفل 4 سنوات، فعادةً ما يكون حالًة طبيعيةً لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ذلك؛ إذ لا يستطيع الطفل تحت سن 4 سنوات التحكّم بأمعائه تمامًا.

يُعد التبرز اللاإرادي عند الأطفال من الاضطرابات واسعة الانتشار، إذ يحدث لدى واحد أو اثنين على الأقل من كل 100 طفل، وغالبًا ما يُصاب به الذكور؛ إذ يُشكّلون 80% من الأطفال المُصابين.[١][٢]


ما هي أسباب التبرز اللاإرادي عند الأطفال؟

في معظم الحالات يحدث التبرز اللاإرادي لأن الطفل يعاني من الإمساك المزمن مدةً طويلةً، فعند الإصابة بالإمساك تكون حركات الأمعاء أقل من المعتاد، ممّا يجعل البراز صلبًا وجافًا ويصعب تمريره عبر الأمعاء، وقد يتجنّب الطفل الذهاب إلى الحمام بسبب شعوره بالألم، الأمر الذي يزيد من صلابة البراز، فيُؤدي تراكمه إلى تضخّم المستقيم والأمعاء، ومع مرور الوقت يمكن أن يبدأ البراز السائل بالتسرّب حول البراز الصلب والجاف، وبطريقة لا إرادية يخرج البراز السائل ويلوّث الملابس الداخلية.[٣]

إضافةً إلى ذلك توجد مجموعة من الأسباب الأخرى والعوامل التي تزيد من فرص حدوث التبرز اللاإرادي لدى الأطفال، من ضمنها:[٤]

  • الإصابة بمرض هيرشسبرونغ (Hirschsprung disease)، وهو اضطراب خلقي مُسبِّب لفقدان النهايات العصبية في القناة الهضمية، الأمر الذي يُسبِّب انسداد الأمعاء وعدم خروج البراز.
  • القصور الذاتي للقولون، وهو حالة لا يتحرّك فيها البراز بصورة طبيعيّة في القولون.
  • خوف الطفل من استخدام الحمام، أو انشغاله باللعب عن الدخول إلى الحمام.
  • الضغط النفسي الذي يواجهه الطفل نتيجة الأحداث المزعجة في حياته، كالمدرسة الجديدة، أو المشكلات الزوجية بين الأب والأم.
  • الاضطرابات النفسية، بما في ذلك اضطراب التحدي المعارض (Oppositional defiant disorder)، وهو نمط من العصيان والعداء تجاه الوالدين أو أي شخص له سلطة على الطفل، بالإضافة إلى اضطرابات سلوكية تتمثل بصعوبة اتباع الأطفال الأوامر والقوانين.
  • اتباع نظام غذائي يحتوي على نسب مرتفعة من الدهون والسكر وويتضمن الوجبات السريعة، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالإمساك.
  • عدم شرب كميات كافية من الماء.
  • عدم ممارسة التمارين الرياضية.
  • التوتر المُصاحب لعملية التدريب على استخدام الحمام.
  • عدم رغبة الطفل باستخدام الحمامات العامة.
  • إجراء تغيير في روتين الحمام، كبدء عام دراسي جديد.
  • الإصابة بالأمراض المزمنة التي تزيد من خطر الإصابة بالإمساك المزمن، بما في ذلك مرض السكري، وقصور الغدة الدرقية، ومرض التهاب الأمعاء.[٣]
  • تلف الأعصاب في العضلة العاصرة الشرجية؛ أي العضلة في نهاية المجاري الهضمية السامحة لخروج البراز عند فتحها، مما يمنعها من الإغلاق بطريقة صحيحة.[٣]


ما هي أعراض التبرز اللاإرادي عند الأطفال؟

تتباين أعراض التبرز اللاإرادي بين الأطفال المصابين، ومن أكثرها شيوعًا بين معظم الحالات ما يأتي:[٣][٤]

  • عدم التحكّم بحركة الأمعاء، وتسريب كمية قليلة من البراز على الملابس الداخلية إذا لم يتمكن من الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب.
  • إخفاء الطفل لملابسه الداخلية المتسخة.
  • تأخير الذهاب إلى الحمام أو تجنّبه لعدم الشعور بالراحة أو الشعور بالألم، الأمر الذي يُسبِّب زيادة انتفاخ القولون، وفقدان الطفل لشعوره بامتلاء الأمعاء والحاجة إلى الذهاب إلى التبرُّز، ممّا يؤدي إلى زيادة الأمر سوءًا.
  • التبرز بكميات كبيرة وبصورة غير متكرِّرة.
  • البراز رخو مائي.
  • خدش منطقة الشرج أو فركها؛ بسبب تهيجها من البراز المائي.
  • الخجل الاجتماعي، والانسحاب من تجمعات الأصدقاء أو العائلة.
  • الألم في البطن.
  • فقدان الشهية.


كيف يتم تشخيص التبرز اللاإرادي عند الأطفال؟

يُجري الطبيب مجموعةً من الفحوصات الطبية لتشخيص الإصابة بالتبرز اللاإرادي لدى الطفل، من ضمنها:[١][٥]

  • الفحص البدني: الذي يتضمّن معرفة الأعراض، وطبيعة حركة الأمعاء، وعادات الأكل؛ وذلك لاستبعاد الأسباب البدنية للإمساك أو التبرز اللاإرادي، بالإضافة إلى تقييم التاريخ المرضي للطفل للكشف عن وجود حالات مرضية تُسبب هذه الحالة.
  • فحص المستقيم: يُجرى هذا الفحص للكشف عن البراز الصلب الموجود في المستقيم، عن طريق إدخال الطبيب لإصبعه بعد ارتداء القفاز، ووضع مادة لزجة داخل مستقيم الطفل والضغط على بطنه باليد الأخرى.
  • التصوير بالأشعة السينية: لتقييم كمية البراز في الأمعاء الغليظة، وتأكيد وجود البراز داخلها.
  • حقنة التباين الشرجية: هي اختبار يفحص الأمعاء بحثًا عن الانسداد والمناطق الضيقة والتشوهات الأخرى.
  • التقييم النفسي: للكشف عما إذا كانت العوامل النفسية تسهم في ظهور الأعراض أو حدوث التبرز اللاإرادي لدى الأطفال.


كيف يتم علاج التبرز اللاإرادي عند الأطفال؟

يُنصح بالبدء بالعلاج فور تشخيص الحالة؛ إذ إنّ التشخيص المبكر يُساعد على نجاح العلاج وعدم حدوث أي مضاعفات، ومن العلاجات المستخدمة لحالات التبرز اللاإرادي ما يأتي:[٥]

  • تنظيف القولون: هو الخطوة الأولى في علاج جميع الحالات، ويتضمّن تنظيف القولون من البراز الموجود داخله، وتوجد عدّة وسائل لتنظيف القولون وتخفيف الإمساك، بما في ذلك المليّنات الطبية، والتحاميل الشرجية، والحقن الشرجية.
  • الحث على حركة الأمعاء الصحيّة: فبمجرد أن يتم تنظيف القولون من المهم مساعدة الطفل وحثه على الإخراج بانتظام، وقد يوصي الطبيب باتباع الإجراءات الآتية لتحقيق ذلك:
    • تغيير النظام الغذائي، ليتضمّن كميات إضافيةً من الألياف، وشرب كميات كافية من السوائل.
    • الاستمرار بإعطاء الطفل المليّنات، إذ يتم إيقافها بالتدريج عند عودة الأمعاء إلى وظيفتها الطبيعية.
    • تدريب الطفل على الذهاب إلى الحمام دون تأخير بمجرد الشعور بالحاجة إلى الإخراج.
    • تجربة التوقف عن شرب الحليب؛ للتحقق من عدم الإصابة بحساسية الحليب أو عدم تحمّل اللاكتوز.
  • تعديل السلوك: من خلال جلسات خاصة للطبيب مع الطفل لمناقشة أساليب تعليم الانتظام في التبرز.
  • العلاج النفسي: عادةً ما يعد العلاج النفسي ذا أهمية كبيرة في الخطة العلاجية، لا سيّما في حال كان التبرز اللاإرادي يرتبط بالمشكلات النفسية، أو في الحالات التي يشعر فيها الطفل بالذنب، أو الخجل، أو الاكتئاب، أو قلة احترام الذات المرتبطة بالحالة.


نصائح للتخفيف من التبرز اللاإرادي عند الأطفال

توجد مجموعة من الإجراءات التي يجب على الوالدين الالتزام بها لمساعدة الطفل في تخطي المشكلة ومعالجة الحالة، من ضمنها:[٣][٥]

  • إضافة المزيد من الفواكه والخضروات إلى وجبات الطفل اليومية.
  • تقديم عصير الفاكهة بدلًا من المشروبات الغازية.
  • تشجيع الطفل على شرب المزيد من السوائل، خاصةً الماء.
  • الحد من الأطعمة السريعة الغنية بالدهون والسكريات.
  • الحد من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل: المشروبات الغازية، والشاي.
  • تقليل تناول الطفل الذي تجاوز عمره العامين والنصف للحليب؛ أي أن تقل الكمية اليومية عن 470 ملليلترًا دون إلغائه؛ فالحليب من المشروبات الغنيّة بالعناصر الغذائية كالكالسيوم الضروري لنموّ الطفل.
  • وضع جدول منتظم للوجبات اليومية، وتنظيم أوقات الدخول إلى الحمام.
  • تشجيع الطفل على ممارسة التمارين الرياضية أو الألعاب التي تتطلب مجهودًا بدنيًّا.
  • تشجيع الطفل وتقديم الدعم الإيجابي له، وتجنّب انتقاده أو ذمّه.


متى يجب مراجعة الطبيب؟

يجب مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن عند ملاحظ الأعراض الآتية على الطفل:[٢]

  • الإمساك الشديد أو المستمر أو المتكرر.
  • شعور الطفل بألم وانزعاج أثناء التبرز.
  • رفض الذهاب إلى الحمام.
  • عدم قدرة الطفل على التحكّم بحركة الأمعاء.
  • التبرز اللاإرادي للطفل فوق عمر 4 سنوات.


المراجع

  1. ^ أ ب "Encopresis", cincinnatichildrens, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  2. ^ أ ب "Encopresis", webmd, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Encopresis", stanfordchildrens, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  4. ^ أ ب "Encopresis (soiling) ", clevelandclinic, Retrieved 2020-6-21. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Encopresis", mayoclinic, Retrieved 2020-6-21. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×