محتويات
الشعور الدائم بالعطش
كما هو معروفٌ، فإن العَطش هو الشّعور بالحاجة إلى شرب شيءٍ ما، وعادةً ما يشعر الجسم بالعطش عندما يُعاني من الجفاف لسببٍ ما، فأي حالةٍ تُسبّب فقدان الجسم للماء، فهي بالتالي تُسبّب الشعور بالعطش، مثل ممارسة التمارين الرّياضية، حيث يفقد الجسم كميةً من الماء عن طريق التعرّق، كما أنّ هناك بعض الظّروف والمشاكل الصحيّة التي ينتج عنها العطش، ويكون أحد أعراضها الجانبيّة، كما في مرض السّكري.[١]
أمّا طبيًّا فيُسمّى الشعور المستمّر بالعطش بمصطلح بولي ديبسيا (Polydipsia)، وقد يُصاحب الشعورَ الدائم بالعطش أعراضٌ أُخرى، مماثلةُ لأعراض الجفاف، كقلة التبوّل، وانخفاض التَّعرُّق، وانخفاض إنتاج الدُّموع، وتشنُّجات العضلات، والدُّوار، والغثيان، والضعف، وإنّ الشعور المستمر بالعطش قد يتباين بالشّدة، فقد يكون خفيفًا أو شديدًا، ويعود هذا الأمر إلى السّبب الذي أدّى إلى العطش، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن أسباب الشعور الدائم بالعطش.[١]
أسباب الشعور الدائم بالعطش
هل توجد أسباب تؤدي إلى الشعور بالعطش؟
هناك العديد من العوامل والمسبّبات التي تؤدّي إلى الشعور الدائم بالعطش، فقد يرتبط الشعور الدائم بالعطش بحالات كثرة التبوّل، أو ببعض الأنشطة الفيزيائية، أو غيرها من الأسباب التي سيتم توضيحها، ومن الجدير بالمعرفة أنّ هناك بعض الحالات يمكن لها ترتوي عند شرب السوائل، أما في بعض الحالات الأخرى، لا يتم الارتواء عند شرب السوائل، لذا لا بدّ من علاج السبب الّذي أدى إلى العطش، لكي يتمّ حل المشكلة، وفيما يأتي أهمُّ أسباب الشعور الدائم بالعطش:[٢]
- كثرة التَّعرُّق: فقد يفقد الجسم الكثير من السوائل عن طريق التّعرّق، فيلجأ الجسم إلى تعويض هذه السوائل المفقودة، فيشعر الشخص بالعطش.[٢]
- الجفاف: فعدم الحصول على كميةٍ كافيةٍ من السوائل، يؤدي إلى الشعور المستمر بالعطش.[٢]
- الأدوية: فهناك بعض الأدوية تُسبّب شعورًا مستمرًا بالعطش عند تناولها، ومن هذه الأدوية: أدوية الكورتيكوستيرويد (Corticosteroids)، وأدوية مدرّات البول.[٢]
- مرض السُّكّري: حيث أنّ العطش يحدث بسبب ارتفاع السكر في الدم، فالمصابون بمرض السكري، يرتفع لديهم مستوى السُّكّر في الدم، مما يُحدث اضطرابًا في الجسم، فتعمل الكلى جاهدةً للتّخلص من السكر الغير مرغوب به في الجسم، ويتمُّ التخلُّص من هذا السكر في البول، ويأخذ معه السوائل من الجسم، مما يجعل المصاب بهذا المرض يشعر بالعطش المستمر، بالإضافة إلى التبوّل المستمر.[٣]
- الحماض الكيتوني السكري: وهو أحد مضاعفات ارتفاع السكر في الدم، بسبب مرض السّكري، حيث لا يستطيع الجلوكوز الدخول إلى الخلايا فترتفع نسبة السكر في الدم، أمّا الخلايا فلأنها بحاجةٍ إلى الجلوكوز لتوفير الطاقة، فيبدأ الجسم بتكسير الدهون، وينتج عن هذه العملية منتجًا ثانويًّا يُسمّى الكيتونات، وبتراكم هذه الكيتونات في الدم، يصبح الدم حمضيّ، وهذا التّغيّر في درجة الحموضة للدم قد يعرّض حياة المريض للخطر.[٣]
- مرض السكري الكاذب: وهو حالةٌ نادرة، ويختلف عن مرض السكري، ولا يحدث بسبب مشكلةٍ في الأنسولين، وإنما بسبب عدم قدرة الجسم على تنظيم السوائل بشكلٍ صحيح، وذلك بسبب مشكلةٍ في هرمون الفاسوبريسين (Vasopressin)، وهو هرمون مضادٌ لإدرار البول، يساعد على التّحكّم في عملية التخلّص من السوائل في الكلى.[٣]
- ظروف الصّحة العقليّة: فقد أظهرت بعض الدراسات، أنّ هناك نسبةً من مرضى الأمراض العقلية، كمرضى الفصام، ومرضىثنائي القطب، يعانون من الشعور الدائم بالعطش.[٣]
- فقدان كمية كبيرة من السوائل: وذلك عن طريق الإسهال الشّديد، أو القيء.[٣]
- بعض الأطعمة: فتناول الأطعمة المالحة يُسبّب شعورًا بالعطش، ويُمكن التخلص منه بشرب كميةٍ جيّدةٍ من الماء، كما أن تناول الأطعمة الغنية بفيتامين D يُعدُّ أيضًا من أسباب الشعور الدائم بالعطش.[٢]
- الملل أو القلق: حيث أنّهما يُشعران الجسم بالعطش بسبب العصبيّة.[٢]
- إنتان الدّم: وهو مرضٌ خطيرٌ، ينتج بسبب الإصابة بالتهابٍ بسبّب البكتيريا أو غيرها من الجراثيم.[٤]
- فشل القلب، أو الكبد، أو الكلى.[٤]
مخاطر الشعور الدائم بالعطش
هل يجب أن نخاف عند شعورنا بالعطش الدائم؟
قد لا يقف الأمر على الشعور بالعطش بحسب، بل قد يحدث بعض المضاعفات الخطيرة، مثل فرط التّروية، فعندما يحاول الشخص الذي يعاني من الشعور الدائم بالعطش، من تروية جسمه، أو تعويض ما فقده من السوائل لسببٍ ما، قد يتناول كميةً كبيرةً جدًا من السوائل، وقد تكون هذه الكمية أكبر مما يتخلّص منه الجسم عن طريق التبوّل، مما قد يؤدي إلى فرط وزيادة التروية، كما قد تحدث هذه المشكلة بسبب بعض الاضطرابات في القلب، أوالكلى، أو الكبد، وتؤدي هذه الزيادة في الارتواء إلى انخفاضٍ شديدٍ في مستويات الصوديوم في الدم، مما يُسبب الارتباك والنّوبات، وخاصةً إذا حدث الأمر بسرعة.[٤]
علاج الشعور الدائم بالعطش
هل يمكن علاج الشعور بالعطش؟
في بعض الأحيان قد يشعر الشخص بالعطش المستمر، لأحد الأسباب العرضية، كتناول طعامٍ مالح، أو التعرّض للإسهال، ففي مثل هذا الحالات، يشعر الشخص بالارتواء عند تناول كميةٍ مناسبةٍ من السوائل، ولا تستمر مثل هذه الحالة لمدةٍ طويلة، لكن إذا استمر العطش لأكثر من بضعة أيام، أو لاحظ الشخص ظهور أعراضٍ أخرى، فعندها لا بد من مراجعة الطبيب لتلقّي العلاج المناسب.[٢]
حيث يعتمد العلاج على أسباب الشعور الدائم بالعطش، وفي مثل هذه الحالة، يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات المخبرية للدم والبول، كما قد يوصي الطبيب بشرب كميةٍ أقل من السوائل لفترةٍ زمنيةٍ معيّنة، لاختبار الجسم بالحرمان من السوائل، وبعدها قد يتمكّن الطبيب من تحديد السبب المؤدي للشعور بالعطش المستمر، وبناءً على السبب يكون العلاج، فمثلاً، إذا كان السبب هو مرض السكري، يَصِف الطبيب دواءً للتحكّم بنسبة السكر في الدم، كما قد يوصي المريض بأخذ الأنسولين، وإذا كان السبب هو مرض السكري الكاذب، فسينصح الطبيب بشرب كميةٍ معينةٍ من السوائل لتجنّب الجفاف، كما قد يصف بعض الأدوية للسيطرة على الأعراض الأخرى، وإن كان السبب عقليًا أو نفسيًا فعندها لا بد من زيارة استشاري مُختص للمساعدة في حل المشكلة.[٢]
حالات تستدعي استشارة الطبيب
هل يجب على من يعطش أن يذهب إلى الطبيب مباشرة؟
إنّ الشعور بالعطش هو طريقة الجسم لإخبار الشخص بأنه بحاجةٍ إلى تناول السوائل، وفي الوضع الطبيعي، عند تناول السوائل وخاصةً الماء، لا بد للشخص أن يشعر بالارتواء، ولكن إذا استمر الشعور بالعطش على الرغم من تناول كميةٍ كبيرةٍ من السوائل، فقد يكون هذا الأمر إشارةً على مشكلةٍ صحية، كبعض أسباب الشعور بالعطش الدائم، التي تمّ ذكرها سابقًا، فعندها لا بدّ من استشارة الطبيب ومراجعته، وخاصةً إذا اقترن هذا العطش بأعراضٍ أخرى، ومن هذه الأعراض:[٤]
- رؤيةٌ ضبابية.
- جروحٌ لا تلتئم.
- جوعٌ مفرط.
- الشعور بالإرهاق.
- تبوّل أكثر من لترين ونصف في اليوم.
المراجع
- ^ أ ب "Thirst: Symptoms & Signs", www.medicinenet.com, 2020-04-28, Retrieved 2020-04-28. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Polydipsia (Excessive Thirst)", www.healthline.com, 2020-04-28, Retrieved 2020-04-28. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Polydipsia: Why am I always thirsty?", www.medicalnewstoday.com, 2020-04-28, Retrieved 2020-04-28. Edited.
- ^ أ ب ت ث "What Causes Excessive Thirst?", www.healthline.com, 2020-04-28, Retrieved 2020-04-28. Edited.