محتويات
مفهوم الفقر
يُعرَّف الفقر في اللغة بأنَّه العوز والحاجة، والفقير في اللغة هو المحتاج الذي ينقصه أشياء كثيرة سواء كانت مادية أو معنوية،[١] ويُعرَّف الفقر بالمفهوم العام بأنَّه حالة يتعرَّض إليها الفرد أو الأسرة أو المجتمع أو الدولة كلُّها، يتدنى في هذه الحالة مستوى المعيشة إلى ما دون الوسط فيهدد سعادة الإنسان وكرامته وبقاءه، حيث يعاني الإنسان والمجتمع بشكل عام إذا تعرَّض للفقر من الحرمان والنقص والحاجة، ويصبح إشباع الرغبات الأساسية في الحياة أمرًا مستحيلًا، وفي هذه الحالة يصبح الإنسان تابعًا لغيره، مسلوب الإرادة، مقيَّد الحرية، كما أنّه يصبح عرضة لانتهاك حقوقه الطبيعية، وفي هذا المقال ستتم الإجابة عن السؤال القائل: ما هي أسباب الفقر وكيف يمكن حلّها.[٢]
ما هي أسباب الفقر وكيف يمكن حلّها
في الإجابة عن السؤال القائل: ما هي أسباب الفقر وكيف يمكن حلّها، يمكن القول إنَّ للفقر أسبابًا كثيرة ولعلَّ أبرز هذه الأسباب: ضعف التعليم والتكاثر بشكل كبير وسريع إضافة إلى قلَّة فرص العمل الناتجة عن قلَّة الفعاليات الحضارية والنشاطات والمشاريع التي توفر المزيد من فرص العمل بشكل عام، كما أنَّ القدرة الاقتصادية للدولة تُعدُّ في هذا العصر من أسباب الفقر الرئيسة، وتُقاس قدرة الدولة الاقتصادية من خلال تحديد حجم دخل الدولة الذي يُحدد بعائدات الثروات المتاحة في الدولة وتحديد الأشياء المترتبة على الدولة كأجور العمال والخدمات وغيرها، ومن أسباب الفقر أيضًا تدني المستوى المعرفي والتعليمي والأخلاقي في المجتمع بشكل عام، إضافة إلى عدم توفِّر عناصر القوة في الدولة والتي تظهر من خلال قدرة الدولة على التنظيم الاجتماعي والسياسي وتوفير الأمن والأمان وتحقيق العدالة والتضامن الاجتماعي، وهذه الأشياء تفقدها الدولة والمجتمع في حالات الحروب والنزاعات والعقوبات الاقتصادية، أمَّا كيفية الحد من الفقر فيكون الحد من الفقر بتفادي هذه الأسباب المختلفة، كرفع مستوى التعليم والعمل على التنظيم السياسي والاجتماعي في المجتمع، وتحقيق العدالة والعمل على زيادة دخل الدولة وقدرتها الاقتصادية بشكل عام، وفيما يأتي تفصيل في الإجابة عن السؤال القائل: ما هي أسباب الفقر وكيف يمكن حلّها.[٢]
أسباب الفقر
تختلف الأسباب المؤدية للفقر، فمنها ما يتعلَّق بالفرد ومنها ما يتعلَّق بحال الدولة والمجتمع، ومن أسباب الفقر أيضًا أسباب داخلية وأسباب خارجية، وكلُّ نوع من هذه الأنواع يختلف عن الآخر بالتأثير وزيادة الفقر بشكل عام، وفيما يأتي سيتم التفصيل في الأسباب الخارجية والأسباب الداخلية للفقر: [٣]
الأسباب الداخلية للفقر
تتعلَّق الأسباب الداخلية للفقر بطبيعة المجتمع وطبيعة نشاطاته ومدى تطوُّر هذا المجتمع الحضاري والإنساني، إضافة إلى مستوى التنمية فيه وكمية الثروات التي يمتلكها هذا المجتمع أيضًا، يُقصد بالأسباب الداخلية للفقر أيضًا مدى قدرة النظام الاقتصادي والسياسي على ضبط الحالة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، فغالبًا ما تكون الأنظمة الجائرة التي يُسلب فيها المواطن الأمن والأمان والتي تفشَّى فيها التعسف والظلم، فالتعسف والظلم والفساد يؤدي إلى انفراد الحكَّام والمسؤولين بثروات البلاد، فيتيح لهم فرصة سلب ثروات هذه البلاد بطرق غير مشروعة، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الفقر في المجتمع في ظلِّ الثراء الفاحش الذي ينعم به بعض الأفراد الذين سلبوا ثروات البلاد، وهذا ما يحدث في بلدان إفريقيا وأمريكا الجنوبية، كما تُعدُّ الحروب الأهلية وتفشي الجريمة في المجتمع من أهم أسباب الفقر الداخلية أيضًا.
الأسباب الخارجية للفقر
تُعدُّ الأسباب الخارجية للفقر اكثر تعقيدًا، ومن أهم هذه الأسباب الحروب والنزاعات الدولية التي تسبب العقوبات الاقتصادية، والتي تؤدي إلى تراجع مستوى التطور والتنمية في البلاد، كما يُصنَّف سيطرة الدول الخارجية على اقتصاد البلاد بشكل مباشر كالاستعمار أو الانتداب أو غير مباشر كالاتفاقيات الاقتصادية الجائرة التي تمنح الدول الكبيرة فرصة استغلال الدول الفقيرة وسلب ثرواتها، كما تفعل الدول الأوروبية في إفريقيا من استغلال ونهب للثروات النفطية وغيرها، وهذه الأسباب دون شكِّ ستؤدي إلى ارتفاع نسبة الفقر وستخفض من مستوى المعيشة في البلاد بشكل واضح.
حلول لظاهرة الفقر
في ختام ما جاء من إجابة عن السؤال القائل: ما هي أسباب الفقر وكيف يمكن حلّها، لا بدَّ من التفصيل في الحلول المناسبة لظاهرة الفقر بالنسبة للمجتمعات بشكل عام وللأفراد بشكل خاص، وفيما يأتي حلول لظاهرة الفقر:[٤]
الحد من الفقر في المدى القصير
تعتمد استراتيجية الحد من الفقر على المدى القصير على تقديم المساعدات السريعة والدعم سواء للأفراد بصورة خاصة أو للدولة بصورة عامة، إضافة إلى تقديم أساليب تنمية سريعة وإقامة مشاريع وجمعيات مساهمة في الحد من ظاهرة الفقر، ويمكن أيضًا تنمية مهارات الأشخاص المهنية وتوفير فرص عمل مناسبة لهم، وإقامة المشاريع الصغيرة التي من شأنها أن توفر مجموعة من فرص العمل للعاطلين عن العمل من ذوي الخبرات والشهادات وغيرهم، ويجب تحريض الأفراد على التنافس في العمل والإحساس بالمسؤولية فيه، ومن الضروري أيضًا العمل على تحسين توزيع ثروات البلاد بطريقة تساهم في الحد من الفقر بين أفراد المجتمع بشكل كبير.
الحد من الفقر في المدى الطويل
أمَّا بالنسبة للحد من الفقر في المدى الطويل، فهذه المسألة تحتاج إلى خطوات كبيرة وجريئة في نفس الوقت، ومنها الالتزام الحكومي الواضح في دعم التنمية البشرية، والإيمان المطلق في أنَّ دعم التنمية البشرية هو السبب الأول في رفع النمو الاقتصادي في المستقبل، إضافة إلى العمل على تحسين إدارة الميزانيات في الدولة، فالإدارة السليمة لثروات البلاد ستؤدي إلى إحداث التوازن المطلوب بين كلِّ شرائح المجتمع، وسيؤدي إلى تصنيف البلاد في قائمة الدولة الغنية التي يرتفع فيها دخل الفرد فوق مستوى الفقر المحدد في العالم، بالإضافة إلى بناء تكنولوجيات محلية قادرة على المساعدة في تحقيق التنمية المستدامة، كالبحث عن أساليب غير مكلفة في إنتاج الطاقة، هذه الأساليب ستؤدي إلى رفع الإنتاج كما ستحافظ على موارد البلاد وثرواتها الطبيعية.