ما هي أضرار البكاء؟

كتابة:
ما هي أضرار البكاء؟

البكاء

يعدّ البكاء استجابة طبيعيّة من الجسم للعديد من المشاعر بما في ذلك الإحباط والمرح والحزن وغيرها، وهو أمر اعتيادي لدى الجميع من كلا الجنسين، ويتمثّل البكاء بظهور دموع من الفرد عند الإحساس ببعض المشاعر الخاصة، ومن الجدير بالذكر أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يبكي الدموع، ويوجد 3 أنواع من الدموع؛ الأول وهو الدموع الأساسية وتفرز باستمرار من القنوات الدمعيّة، والدموع اللاإراديّة والتي تحفّز بالمهيّجات مثل الرياح والدخان أو حتى التعرُّض لغازات البصل، والدموع العاطفيّة والتي تفرز كاستجابة للعديد من المشاعر.

تمتلك الدموع العاطفيّة أعلى مستوى من هرمونات التوتّر مقارنة بالأنواع الأخرى من الدموع، وهذا النوع من الدموع هو المستهدف عند سؤال الناس عن فوائد وأضرار الدموع، وعلى العموم تمتلك هذه الدموع العديد من الفوائد على الصحّة، إلّا أن البكاء المتكرّر يمكن أن يعد علامة على الاكتئاب خاصة إذا كان دون سبب ولم يتمكّن الشخص من السيطرة عليه، علمًا أنّ للاكتئاب علامات أخرى عديدة ليشخّص الفرد أنّه مصابٌ به.[١]


ما هي أضرار البكاء؟

يمكن أن يلحق البكاء الفرد بالعديد من الآثار الجانيّة التي قد تكون مزعجة، وفيما يأتي توضيح لهذه الأضرار:

أضرار البكاء على الصحة

  • الصداع الذي يرافق البكاء نتيجة المعاناة من ألم جسدي أو عاطفي، ويحدث الصداع كرد فعل من الجسم للحزن، فالحزن يحفّز التوتّر والذي يرافقه إفراز الجسم لهرمونات مثل الكورتيزول، إذ تحفّر هذه الهرمونات النواقل العصبيّة في الدماغ والمسببة للصداع والبكاء، وتتضمن أنواع الصداع التي يحفّزها البكاء؛ الصداع النصفي وصداع الجيوب الأنفيّة والصداع التوتّري.[٢]
  • ظهور علامات وأعراض تتمثّل بسيلان الأنف واحمرار العينين والتورّم حول العين وانتفاخ الوجه وتوهّج الوجه.[٢]
  • الشعور بالإحراج والإجهاد العاطفي من عدم القدرة على التحكّم بالدموع أمام الأفراد.[٣]
  • الإصابة بالاكتئاب الناتج عن البكاء المزمن غير المسيطر عليه.[٣]
  • لجوء الفرد لعزل نفسه عن الآخرين أو حتى تغيير نمط الحياة المتبع لتجنّب البكاء.[٣]

أضرار البكاء على الأطفال

يمكن أنّ يسبب بكاء الطفل لوحده دون مراقبة تعرّضه للقلق والهلع بحسب ما أفاد العلماء، كما يسبب البكاء الشديد للطفل ارتفاع مستوى هرمونات التوتر كالكورتيزول إلى جانب الأدرينالين في الدماغ، وعند تعرّض أنسجة الدماغ التي ما زالت في مرحلة التطوّر لهذه الهرمونات لفترة طويلة يقل تشكّل روابط بين الأعصاب في الدماغ مما يعرضها للتلف، ومن المحتمل أن يتعرّض الأطفال الرضّع الذين يبكون لعدة ليالي وأسابيع طويلة لتأثيرات عصبيّة مؤذية يمكن أنّ ينتج عنها عواقب دائمة في تطوّر جزء من دماغهم. إلى جانب هذه الأمور يمكن أنّ يخفّض بكاء الطفل المستمر من تطوّر الأمور العاطفيّة والاجتماعيّة والفكريّة لديه إضافة إلى التغيرات الفسيولوجيّة المؤذية.[٤]


هل للبكاء فوائد؟

أثبتت الأبحاث أن البكاء قد يكون مفيدًا للجسم والعقل، وتبدأ هذه الفوائد منذ البكاء في الفترة التي تلي الولادة، ويمكن توضيح فوائد البكاء كالآتي:[٥]

الفوائد العامة للبكاء

تتضمن هذه الفوائد ما يأتي:

  • تنظيف العينين، فالدموع اللاإراديّة تنظّف العين من الأوساخ كالغبار وآثار الدخان، والدموع المستمرّة أو الأساسية ترطّب العين وتحميها من الإصابة بالعدوى، والدموع العاطفيّة والتي تمتلك العديد من الفوائد على الصحة إذ يخرج هذا النوع من الدموع هرمونات التوتّر وغيرها من السموم كما ذكرنا في السابق، ولكن جميع هذه الوظائف تحتاج المزيد من الأبحاث لتوضيحها.
  • المساعدة على تهدئة النفس إذ ينشّط البكاء الجهاز العصبي اللاودّي والذي يساعد الجسم على الهضم والراحة، علمًا أن هذا التأثير يحتاج لعدّة دقائق من البكاء حتى يظهر.
  • التخفيف من الألم فالبكاء لفترات طويلة يحفّز إفراز الأكسيتوسن والمركبات الأفيونيّة الداخليّة وهي مركبات كيميائية تساعد على تخفيف الألم العاطفي والجسدي.
  • تحسين المزاج فالبكاء الشديد أو ما يعرف بالنحيب يرافقه التنفس بسرعة لمرات متتالية لهواء لطيف ما ينظّم درجة حرارة الدماع أو حتى يخفضها ما يزيد الشعور بالسعادة.
  • إعلام الأفراد المحيطين بالحاجة للدعم فالبكاء أداء سلوكي ترابطي يتم من خلاله طلب الرعاية من الآخرين.
  • استعادة التوازن العاطفي بين الفرح والحزن، ولهذا يبكي الأفراد عند الفرح الشديد، والحزن الشديد والقلق والخوف وما إلى ذلك.
  • التخلص من السموم والتوتّر، فعندما يبكي الفرد كاستجابة للتوتر تكون الدموع محتوية على هرمونات التوتّر ومواد كيميائية أخرى، ويعتقد الباحثون أن البكاء يمكن أن يقلل مستوى هذه المواد الكيميائية من الجسم وبالتالي تخفيف التوتّر، علمًا أن هذا الأمر يحتاج المزيد من الأبحاث لتأكيده.[١]
  • المساعدة على قتل البكتيريا والحفاظ على العينين نظيفتين إذ يحتوي الدمع على سائل يعرف باللايسوزايم والذي أثبتت دراسة أنه يمتلك خصائص قويّة مضادة للبكتيريا.[١][٦]
  • تحسين الرؤية، إذ كما ذكرنا في السابق تساهم الدموع الأساسيّة في الحفاظ على بقاء العين رطبة وتقي من جفاف الغشاء المخاطي ما يساعد الفرد على الرؤية بوضوح ويقي من الرؤية الضابية.[١]

فوائد خاصة بالأطفال

يقدّم البكاء للأطفال على وجه الخصوص الفوائد الآتية:[٥]

  • مساعدة الطفل على التنفس، وهذه الفائدة تظهر منذ اللحظة الأولى لولادة الطفل، إذ يحصل الطفل داخل الرحم على الأكسجين من خلال الحبل السرّي وعند ولادته ينبغي عليه أن يبدأ التنفس لوحده والبكاء الأول الذي يقوم به الطفل في هذه الأثناء يساعد رئتيه على التأقلم مع العالم الخارجي.
  • مساعدة الطفل على التخلص من السوائل الزائدة في الفم والأنف الرئتين.
  • مساعدة الطفل على النوم، فقد لوحظ بدراسة أن النوم يزيد من مدّة نوم الطفل ويقلل من عدد مرات استيقاظه خلال الليل دون التأثير على مستوى التوتر لدى الطفل أو علاقته بوالديه فيما بعد.


أعراض تستدعي مراجعة الطبيب

ينبغي مراجعة الطبيب في حال وجود أعراض أخرى ترافق البكاء الشديد وتشير إلى الإصابة بالاكتئاب للتأكد من التشخيص وإعطاء العلاج المناسب، وتتضمن هذه الأعراض ما يأتي:[٥]

  • الشعور بالحزن المستمر أو فقدان الأمل.
  • الشعور بالإحباط أو الضوجان.
  • تغير الشهيّة أو تغيّر الوزن.
  • فقدان الطاقة.
  • الألم دون وجود سبب واضح.
  • التفكير بالانتحار أو الرغبة بالموت.
  • صعوبة النوم أو النوم لفترات طويلة.
  • تأثير البكاء على الأنشطة اليوميّة وسيرانها طبيعيًّا.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Eight benefits of crying: Why it's good to shed a few tears", medicalnewstoday, Retrieved 2020-09-02. Edited.
  2. ^ أ ب "Causes of a headache after crying", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-09-01. Edited.
  3. ^ أ ب ت "An Overview of Uncontrollable Crying", verywellmind, Retrieved 2020-09-05. Edited.
  4. "The Effects of Excessive Crying", www.askdrsears.com, Retrieved 2020-09-01. Edited.
  5. ^ أ ب ت "9 Ways Crying May Benefit Your Health", www.healthline.com, Retrieved 2020-09-01. Edited.
  6. Kidon Sung , Saeed A Khan, Mohamed S Nawaz (2011-09-27), "Lysozyme as a barrier to growth of Bacillus anthracis strain Sterne in liquid egg white, milk and beef", pubmed, Retrieved 2020-09-02. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×