محتويات
ما هي أضرار الشاي؟
يعدّ الشاي من المشروبات الشعبية التي تحضَّر من أوراق نبات كاميليا سينينسيس (Camellia sinensis) بعد معالَجتها، وفي الحقيقة، تتوفر أنواع مختلفة من الشاي؛ كالشاي الأسود، والشاي الأخضر، والشاي الأسود الصيني، كما وتختلف هذه الأنواع تبعًا لطريقة إنتاج الشاي ومعالجته، سواءً بالتجفيف أو التخمير.[١]
ويُشار إلى كون الشاي آمنًا للاستهلاك بكميات معتدلة خلال اليوم، مع ضرورة عدم تجاوز كمية استهلاكه اليومية 3-4 أكواب أيْ ما يعادل 710 - 950 مل،[٢] لاحتمالية تسببه بأضرار صحيّة مختلفة، منها ما يأتي:
تقليل كمية الحديد الممتصة في الجسم
يعدّ الشاي من المصادر الغنية بمادة التانين أو ما يُعرف بالعفص (Tannin)،[٣] التي ربما يكون لها دور في خفض كمية الحديد في الجسم عند استهلاكها بكميات كبيرة ولفترات طويلة وذلك وفقًا لمراجعة بحثية نشرت عام 2017 في مجلة (Current Developments in Nutrition).[٤]
وقد يُعزى سبب حدوث ذلك إلى إمكانية ارتباط مادّة العفص الموجودة في الشاي بالحديد الموجود في بعض المصادر النباتية، مما يمنع امتصاصه في الجهاز الهضمي، لذلك لا بدّ من شرب الشاي بكمية أقل من 3 أكواب في اليوم.[٣]
زيادة القلق والتوتر والأرق
قد يسبب استهلاك الكافيين الإصابة بالقلق والتوتر والاكتئاب خاصةً عند استهلاكه كميات كبيرة، وذلك حسب دراسة منشورة في مجلة (Journal of Psychopharmacol) عام 2015،[٥] إذْ يعدّ الكافيين من المنبهات التي قد تحفّز وضعية القتال أو الهروب (Fight or flight) في الجسم، وبالتالي زياد القلق، والتوتر، والأرق.[٦]
ويحدث هذا التأثير غالبًا عند استهلاك كمية من الكافيين تزيد عن 200 ملغرام، مع الإشارة إلى أنَّ البعض قد يتأثر باستهلاك كميات قليلة من الكافين، وفي هذه الحالة يجب الحدّ من استهلاكه بشكلٍ أكبر.[٣]
قلة النوم
قد يسبب استهلاك الكافيين قلة النوم لدى بعض الأفراد، وفقًا لمراجعة بحثية نشرت عام 2017 في مجلة (Frontiers in Psychiatry)،[٧] فربما يُسبب استهلاك كميات كبيرة من الكافيين تثبيط إنتاج الميلاتونين (Melatonin)؛ وهو الهرمون مسؤول عن إرسال إشارات معينة إلى الدماغ وقت النوم، ومع ذلك يصعُب التنبؤ بتأثير الشاي على نمط النوم لدى الأشخاص وذلك لاختلاف معدل استقلاب الكافيين من شخص لآخر.[٣]
وعمومًا، يُذكر في الآتي بعض من آثار الكافيين على الجسم وكيفية انعكاسها على النوم:[٨]
- الحدّ من الوقت الذي يستغرقه الفرد في مرحلة النوم بطيء الموجة (Slow-wave sleep)؛ التي تشكل مرحلة النوم العميقة، وهي المسؤولة عن الشعور باليقظة صباحًا.
- ظهور أعراض الأرق، أو تفاقمها في حال كان الأرق موجودًا مسبقًا، وذلك عند الإفراط في شرب الشاي.
- المعاناة من ضيق التنفس أثناء النوم.
الغثيان
يحتوي الشاي على مادتين طبيعيتين هما الكافيين والتانين، وهما المادتان اللتان قد تسبِّبا اضطرابات في الجهاز الهضمي، ومنها الغثيان (Nausea)،[٩] لاسيما عند شرب الشاي بكميات كبيرة أو على معدة فارغة، لأنّ ذلك قد يُسبّب تهيّج الأنسجة في الجهاز الهضمي.[٣]
وفي الحقيقة، تختلف كمية الشاي التي قد تسبب الغثيان من شخص لآخر، فقد تظهر أعراض الغثيان على الأشخاص الأكثر حساسية بعد شرب 1-2 كوب؛ أي ما يعادل 480 مل من الشاي، بينما يستطيع البعض شرب أكثر من 5 أكواب حوالي 1.2 لتر دون ظهور أي آثار للغثيان.[٣]
حرقة المعدة
يُعد الكافيين منبه طبيعي لإفراز حمض المعدة وفقًا لمراجعة بحثية نشرت عام 2017 في مجلة (Proceedings of the National Academy of Sciences)،[١٠] وقد ينجم عن استهلاكه تفاقم أعراض الارتجاع المريئي الموجودة مسبقًا لدى البعض، ومع ذلك تختلف طبيعة تأثر الأفراد بأعراض حرقة المعدة عند استهلاك الشاي تِبعًا لطبيعة تأثر أجسامهم عند استهلاك مواد مختلفة.[٣]
وبشكلٍ عام، قد يسبب الكافيين حرقة المعدة للأسباب الآتي ذكرها:[٣]
- دوره في إرخاء العضلة العاصرة (Sphincter) التي تفصل المريء عن المعدة، مما يسبب سهولة تدفق محتويات المعدة الحمضية إلى المريء.
- زيادة إنتاج حمض المعدة.
حدوث مضاعفات الحمل
يعدّ استهلاك الشاي بكميات معتدلة خلال فترة الحمل آمنًا ولا يُصاحبه مشكلات صحية ومضاعفات، خاصةً عند استهلاكه بكمية لا تتجاوز 3 أكواب (710 مل) خلال اليوم،[٢] ومع ذلك، فإنَّ احتوائه على الكافيين يستدعي أخذ الحيطة والحذر خلال هذه المرحلة.[١١]
فقد يسبب استهلاك كميات كبيرة من الكافيين الموجود في الشاي ظهور بعض مضاعفات الحمل؛ كالإجهاض التلقائي (Spontaneous abortion) وفقًا لمراجعة بحثية نشرت في مجلة (Clinical Epidemiology) عام 2017م،[١٢] لذلك من الضروري مراعاة ما يأتي:[٣]
- عدم شرب أكثر من 3 أكواب من الشاي يوميًّا، أي ما يعادل 710 مل.
- يفضل شرب شاي خالي من الكافيين، لتجنب حدوث مضاعفات أثناء الحمل.
الصداع
قد يعزز استهلاك الكافيين بشكل مستمرّ زيادة حدة الصداع وذلك بحسب مراجعة بحثية نشرتها مجلة (Neurologia) عام 2015م،[١٣] كما أنَّ استهلاك الكافيين الموجود في الشاي بشكل روتيني أو بكميات كبيرة قد يتسبب في حدوث صداع متكرر، وبالتالي يُنصح تجنب تناول أكثر من 100 ملغرام من الكافيين يوميًا لمنع تكرار نوبة الصداع.[٣]
ومع ذلك، يُشار إلى أنّ كمية الكافيين المسؤولة عن الإصابة بالصداع تختلف من شخصٍ لآخر حسب درجة تحمله، لهذا يُنصح بتقليل كمية الشاي في النظام الغذائي اليويم في حالة وجود شكوك حول ارتباطه بالصداع المتكرر.[٣]
الدوخة
قد ينتج عن الإفراط في شرب الشاي ظهور أعراض الدوخة عند الشخص، إلا أنها تعد من الآثار الجانبية الأقل شيوعًا، والتي ترتبط بتناول الشخص جرعات عالية جدًا من الكافيين الموجود في الشاي، والتي قد تظهر عند شرب ما يزيد عن 6-12 كوب، أي ما يعادل 1.4-2.8 لتر من الشاي، مع الإشارة أن الدوخة قد تحدث في بعض الأحيان بجرعات أقل من ذلك لدى بعض الأشخاص.[٣]
الاعتماد على الكافيين
يمكن أنْ يؤدي شرب الشاي بكثرة المعاناة من حالة الاعتماد على الكافيين، والتي قد تبدأ بالظهور بعد استهلاكه بكميات كبيرة خلال 3 أيام متتالية، وتزداد المشكلة مع زيادة هذه المدة،[٣] فقد يعاني ما يقارب 80-90% ممن يتناولون الكافيين بانتظام من أعراض عند الانقطاع عنه وذلك بناءً على بحث نشرته (Statpearls).[١٤]
ومن أعراض الانسحاب المزعجة التي قد تظهر في حالة عدم تناول الكمية المعتادة من الكافيين ما يأتي:[١٥]
- الصداع.
- التعب.
- التهيج.
- آلام العضلات.
كيف يمكن تقليل أضرار الشاي
قد يساهم شرب الشاي باعتدال في تزويد الجسم بفوائد صحية عديدة، ولكنْ، قد يؤدي الإفراط في استهلاكه إلى حدوث بعض الأضرار المذكورة أعلاه، ولتقليل أضرار الشاي يُنصح بالآتي:[٣]
- الانتباه إلى كيفية انعكاس أثر شرب الشاي على الصحة الجسدية، ومحاولة تقليل الكمية تدريجيًّا حتى يُمكن تفادي الآثار الجانبية المزعجة.
- استشارة الطبيب المختصّ أو الصيدلاني المسؤول، للتأكد من كمية الشاي المسموح بشربها خلال اليوم، وذلك تبعًا للحالة الصحية واعتبارات أخرى.
- شرب الشاي بين وجبات الطعام كإجراء وقائي إضافي بهدف تجنب حدوث أي تداخلات غذائية أو أضرار أخرى.
- إضافة القليل من الحليب إلى الشاي، فقد يساهم ذلك في تقليل آثار مادّة التانين على الجهاز الهضمي.
ملخص المقال
يُنصح بالاعتدال في شرب الشاي وتجنّب الإفراط في استهلاكه، ويُعزى ذلك إلى احتواء الشاي على مجموعة من المركبات النشطة، بما في ذلك الكافيين، والتانين، المسؤولة عن حدوث بعض الأضرار الصحية لدى الشخص، مع أهمية استشارة الطبيب المختص حول إمكانية شرب الشاي خلال فترة الحمل، أو في حالة المعاناة من مشكلة صحية معينة، ومعرفة الطريقة الأمثل التي يُمكن من خلالها تقليل أضرار شرب الشاي قدر الإمكان.
المراجع
- ↑ "Tea and Health: Studies in Humans", ncbi, Retrieved 17/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "9 Side Effects of Drinking Too Much Tea", healthline, Retrieved 4/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص "9 Side Effects of Drinking Too Much Tea", healthline, Retrieved 16/6/2021. Edited.
- ↑ "The Impact of Tannin Consumption on Iron Bioavailability and Status: A Narrative Review", pubmed, Retrieved 1/9/2021. Edited.
- ↑ Gareth Richards and Andrew Smith (29/12/2015), "Caffeine consumption and self-assessed stress, anxiety, and depression in secondary school children", ncbi, Retrieved 2/9/2021. Edited.
- ↑ "7 Causes of Anxiety", everydayhealth, Retrieved 17/6/2021. Edited.
- ↑ "The Safety of Ingested Caffeine: A Comprehensive Review", pubmed, Retrieved 1/9/2021. Edited.
- ↑ "Caffeine and Sleep", sleepfoundation, Retrieved 17/6/2021. Edited.
- ↑ "Digestive Side Effects of Black Tea", livestrong, Retrieved 17/6/2021. Edited.
- ↑ "Caffeine induces gastric acid secretion via bitter taste signaling in gastric parietal cells", pubmed, Retrieved 1/9/2021. Edited.
- ↑ "Herbal Tea and Pregnancy", americanpregnancy, Retrieved 17/6/2021. Edited.
- ↑ "Association between coffee or caffeine consumption and fecundity and fertility: a systematic review and dose-response meta-analysis", pubmed, Retrieved 1/9/2021. Edited.
- ↑ Espinosa Jovel, F E Sobrino Mejia (26/2/2015), "Caffeine and headache: specific remarks", pubmed, Retrieved 2/9/2021. Edited.
- ↑ Karima R. Sajadi-Ernazarova, Jackie Anderson, Aayush Dhakal, and others (15/8/2021), "Caffeine Withdrawal", ncbi, Retrieved 2/9/2021. Edited.
- ↑ "Caffeine Addiction and Tea", livestrong, Retrieved 17/6/2021. Edited.