ما هي أعراض صعوبات التعلم وما أسبابها؟

كتابة:
ما هي أعراض صعوبات التعلم وما أسبابها؟

صعوبات التعلم

لا شكّ في أنّنا جميعًا نتفاوت ونختلف في القدرة على القيام بأمر ما، كالتعلم، والعمل، والتفاعل مع الآخرين، كذلك الأطفال؛ إذ يمكن أن يعاني العديد منهم من صعوبات أثناء الدراسة والحياة عمومًا، ولكن لا يعني ذلك إصابتهم بما يسمى صعوبات التعلم، فما هي صعوبات التعلم؟ وما الأعراض التي تنجم عنها؟ وما أسباب حدوثها؟ وكيف يمكن علاجها والتعامل معها؟

تُعرف صعوبات التعلم (Learning Disabilities) بأنها مشكلة تؤثر على كيفية تلقي الشخص للمعلومات ومعالجتها، ويمكن أن يواجه الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب مشكلة في بعض المهارات، مثل؛ القراءة، والكتابة، وحل المعادلات الرياضية، واتباع التعليمات.

تعد صعوبات التعلم شائعة عمومًا؛ إذ يمكن أن يعاني ما بين 8%-10% من الأطفال دون سن الثمانية عشر عامًا من نوع من صعوبات التعلم في الولايات المتحدة، وتجدر الإشارة إلى أن صعوبات التعلم لا ترتبط بمستوى ذكاء الشخص، بدلًا من ذلك يمكن أن يرى الشخص المصاب بهذه الحالة، أو يسمع، أو يفهم بعض الأشياء بصورة مختلفة عن باقي الأشخاص، الأمر الذي يزيد من صعوبة ممارسة بعض الواجبات والأعمال.[١]


ما هي أسباب صعوبات التعلم؟

عادةً ما تنجم صعوبات التعلم عن تأثر دماغ الشخص، وعدم نموه بطريقة سليمة، ويكون ذلك إمّا قبل ولادته، وإمّا أثناء ولادته، وإمّا في مراحل الطفولة المبكرة، وعادةً ما يحدث ذلك نتيجة بعض العوامل التي تتضمن ما يأتي:[٢]

  • مرض الأم أثناء فترة الحمل.
  • وراثة الطفل بعض الجينات المحددة من أحد والديه، التي يمكن أن تزيد من احتمالية إصابته بصعوبات التعلم، وتعرف هذه الحالة بصعوبات التعلم الموروثة.
  • المعاناة من مشكلات أثناء الولادة، وخاصة تلك التي تمنع وصول كمية كافية من الأكسجين إلى دماغ الطفل.
  • الإصابة ببعض الأمراض، مثل؛ التهاب السحايا، أو التعرض للإصابة في مرحلة الطفولة المبكرة.


وفي أحايين أخرى، لا يُمكننا إيجاد سبب محدد لصعوبات التعلم، ويمكن أن ترتبط بعض الحالات الطبية بها، لأنّ الأشخاص الذين يعانون من الحالات الطبية يعدُّون أكثر عرضة للإصابة بصعوبات التعلم، فمثلًا يمكن أن يعاني كل الأشخاص المصابين بمتلازمة داون من نوع من صعوبات التعلم، كما يعاني عدد كبير من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي من هذه الصعوبات، بالإضافة إلى الأشخاص المصابون بالتوحد أو الصرع؛ إذ تشير التقديرات إلى أن 30% من المصابين بالصرع يعانون من صعوبات التعلم.[٢]


ما هي العلامات والأعراض الدالة على صعوبات التعلم؟

يمكن أن تختلف العلامات والأعراض المرتبطة بصعوبات التعلم من طفل إلى آخر، إذ يمكن أن يعاني بعض الأطفال من صعوبة في القراءة والتهجئة، بينما يعاني البعض الآخر من صعوبة في فهم الرياضيات، وبالإضافة إلى ذلك؛ يمكن أن يواجه بعض الأطفال صعوبة في فهم ما يقوله الشخص الآخر، وقد يفقدون القدرة على التواصل بصوت عالٍ، لذلك فإن هذه المشكلات مختلفة بصورة كبيرة، لكنها تندرج جميعًا ضمن ما يعرف بصعوبات التعلم.

نتيجة لهذا الاختلاف الكبير والواسع، فإنّ تشخيص حالات صعوبات التعلم يعد أمرًا في غاية الصعوبة، لكن توجد بعض العلامات التحذيرية التي يُمكن من خلالها تمييز وتحديد صعوبات التعلم عن غيرها، وعند تحديد هذه العلامات، فإنّ تحديد إصابة الطفل بصعوبات التعلم سيَسهُل كثيرًا.

يجب الإشارة إلى أنّ هذه العلامات يمكن أن يعاني منها الأطفال غير المصابين بصعوبة التعلم، ولكن إذا صاحبها صعوبة واضحة ومستمرة في قدرة الطفل على إتقان مهارات معينة، فعندها يمكن القول أن الطفل مصاب بصعوبات التعلم، ويمكن ذكر أبرز الإشارات التحذيرية لإصابة الطفل بصعوبات التعلم كما يأتي:[٣]

  • علامات وأعراض صعوبات التعلم ما قبل سن المدرسة:
    • صعوبة في لفظ الكلمات.
    • صعوبة تتبع القافية في الكلام.
    • مشكلات في إيجاد الكلمات الصحيحة.
    • مشكلات في اتباع التعليمات، أو إجراءات التعلم.
    • صعوبة في التحكم في الأقلام بأنواعها، وبالمقص، أو ضعف القدرة على التلوين داخل خطوط محددة.
    • صعوبة في تعلم الحروف الأبجدية، والأرقام، والألوان، والأشكال، وأسماء أيام الأسبوع.
    • ضعف القدرة على إغلاق الأزرار، أو السحابات، أو اللقطات، أو تعلم ربط الأحذية.
  • علامات وأعراض صعوبات التعلم ما بين سن الخامسة والتاسعة:
    • صعوبة في تعلم العلاقة بين الحروف والأصوات.
    • الخلط بين الكلمات الأساسية عند القراءة.
    • ضعف القدرة على مزج الأصوات لتكوين الكلمات.
    • الحاجة لوقت أطول لتعلم مهارة جديدة.
    • الوقوع في الأخطاء نفسها عند التهجئة المتكررة للكلمات.
    • صعوبة في تعلم مبادئ الرياضيات الأساسية.
    • صعوبة في تحديد الوقت، وتذكر التسلسلات.
  • علامات وأعراض صعوبات التعلم ما بين سن العاشرة والثالثة عشر:
    • صعوبة في القراءة، والاستيعاب، أو إتقان مهارات الرياضيات.
    • صعوبة حل أسئلة الاختبار المفتوحة.
    • كره القراءة والكتابة، وتجنب القراءة بصوت عالٍ.
    • امتلاك خط يد غير مرتب.
    • تهجئة نفس الكلمة بصورة مختلفة في نفس الوقت.
    • ضعف المهارات التنظيمية؛ كترتيب غرفة النوم، وأداء الواجبات المنزلية.
    • صعوبة في متابعة المناقشات التي تجري في الفصل الدراسي، والتعبير عن الأفكار بصوت عالٍ.


كيف يمكن التعامل مع صعوبات التعلم في المنزل؟

يمكن أن تساعد بعض الإجراءات المنزلية في التعامل مع صعوبات التعلم، وتتضمن هذه الإجراءات ما يأتي:[٤]

  • استبعاد المشكلات البصرية والسمعية، يجب التأكد في البداية من عدم معاناة الطفل من مشكلات في الرؤية، أو مشكلات في السمع.
  • اكتشاف أسلوب تعلم الطفل الخاص، يمكن أن يتعلم بعض الأطفال باستخدام طريقة محددة، فعلى سبيل المثال؛ يُمكن أن يتعلم بعض الأطفال عن طريق اللمس، والرحلات الميدانية، ويسمى هؤلاء الأطفال بالمتعلمين الحركين، بينما يميل المتعلمون المرئيون إلى التعلم بصورة أفضل عن طريق تعلم المواد على شكل صور، ورسوم بيانية، وبطاقات تعليمية، كما يُفضِّل بعض الأطفال التعلُّم عن طريق السمع، لذا من الضروري اكتشاف الطريقة التي يفضلها الطفل.
  • اكتشاف الألعاب التي يمكن أن تساعد في تسهيل عملية تعلم الطفل، توجد العديد من الألعاب التي يمكن أن تساعد في التهجئة، والقراءة، والمعادلات الرياضية، ويمكن ممارسة هذه الألعاب مع النشاط البدني كالجري، للحصول على أكبر فائدة.
  • التركيز على نقاط قوة الطفل، وليس نقاط ضعفه، يتفوق جميع الأطفال في العديد من المجالات، لذلك لا بدَّ للوالدين من البناء على هذا التفوق، لزيادة ثقة الطفل بنفسه، واحترام ذاته، ويجب على الوالدين عدم التركيز المبالغ على نقاط ضعف الطفل.
  • التحدث إلى الطفل، يمكن أن يساعد سؤال الطفل عن المشكلات التي يعاني منها، وكيف يُمكنه أن يتحسن، وما هي رغباته، وما يحتاجه، وتعد هذه المهمة، مهمةٌ أساسية للوالدين؛ إذ يعدان الخط الأمامي لتحسُّن الطفل.


ما هو علاج صعوبات التعلم لدى الأطفال؟

يعد التعليم الخاص العلاج الأساسي والأكثر شيوعًا لصعوبات التعلم، ويمكن أن يعمل فريق من المعلمين المتخصصين مع الطفل في تحديد المجال الذي يواجه فيه الصعوبات، ثم وضع برنامج تعليمي فردي، يساعد في تحديد الخدمات التي يحتاجها ليتقدم في المدرسة، ثم يساعد المعلمون الطفل في البناء على نقاط قوته، لتعويض ما ينقصه من نقاط ضعف.

يجب أن يدرك الوالدان أنّ صعوبات التعلم، لا ينبغي أن تتًّخذ عقبة في طريق نجاح طفلهما، إذ يعد استخدام الطرق والأدوات المناسبة مفتاح تجاوز الطفل لهذه الصعوبات.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب "Detecting Learning Disabilities", webmd, Retrieved 8-8-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Learning disabilities", nhs, Retrieved 8-8-2020. Edited.
  3. "Learning Disabilities and Disorders", helpguide, Retrieved 8-8-2020. Edited.
  4. "7 Best Natural Ways To Help Learning Disabilities", howtolearn, Retrieved 8-8-2020. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×