ما هي أعراض ورم الدماغ الكاذب؟

كتابة:
ما هي أعراض ورم الدماغ الكاذب؟

ورم الدماغ الكاذب

يُعدّ ورم الدماغ مصطلحًت مُعرّفًا لدى العديد من الأشخاص، لكن ما طبيعة ورم الدماغ الكاذب؟ وما أعراضه التي تظهر على المصاب به؟ وطرق علاجه؟

يُعرَف الورم الدماغي الكاذب (Pseudotumor cerebri) بأنّه اضطراب مرضي دماغي مُسبِّب لظهور أعراض مشابهة لتلك التي تنجم من الورم الدماغي، ولكن لا تُعدّ هذه الحالة ورمًا، وينتج هذا الاضطراب من زيادة الضغط حول أنسجة الدماغ؛ نتيجة زيادة تراكم السائل النخاعي الشوكي (CSF)، وهو السائل المحيط طبيعيًا بالدماغ والنخاع الشوكي لحمايتهما من الإصابات المباشرة.[١]


ما أعراض ورم الدماغ الكاذب؟

تتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا لورم الدماغ الكاذب الصداع، وعدم وضوح الرؤية، والطنين، وغيرها من الأعراض، ويُفصّل ذلك في ما يأتي:[٢]

  • صداع الورم الدماغي الكاذب، يختلف هذا النوع من الصداع من شخص لآخر، ولكنّه يحدث عادةً في الجزء الخلفي من الرأس، كما أنّه يبدأ في شكل ألم خفيف يزداد شدة في الليل وفي الساعات الأولى من الصباح، ويحدث هذا الصداع متزامنًا مع بعض أنواع الصداع الشائعة؛ مثل: الصداع النصفي، أو الصداع التوتري، الأمر الذي يُصعِّب من عملية التشخيص.
  • مشكلات في الرؤية، يعاني المصاب بالورم الدماغي الكاذب من مشكلات الرؤية مع مرور الوقت، إذ يعاني من نوبات مؤقتة من عدم وضوح الرؤية، خصوصًا في مجال الرؤية المحيطية، كما يؤثر الضغط المتزايد في الدماغ في حركة العينين، الأمر الذي يسبب الرؤية المزدوجة، وإذا استمر المرض بالتقدم يتأثر مجال الرؤية المركزي، وتصبح الأعراض مستمرة طوال الوقت، وفي هذه الحالة يزداد خطر الإصابة بالعمى الدائم.
  • طنين الأذن: يسبب الورم الدماغي الكاذب طنينًا في الأذنين يُسمّى الطنين النابض، إذ يتميّز هذا الطنين بصوت إيقاعي في الأذنين يرتبط بضربات قلب الشخص المصاب.
  • أعراض الورم الدماغي الكاذب الأخرى، بالإضافة إلى ذلك يؤثر هذا المرض في قدرة الشخص على التذكر والإدراك، كما يسبب ظهور الأعراض الآتية:
    • الدوخة، والغثيان، والتقيؤ.
    • تصلب الرقبة.
    • الاكتئاب.
    • زيادة شدّة الأعراض أثناء ممارسة النشاط البدني؛ نظرًا لأنّه يُسبِّب الضغط داخل الجمجمة.


أسباب ورم الدماغ الكاذب

على الرغم من عدم وضوح السبب الدقيق لتطور ورم الدماغ الكاذب، لكن تنجم هذه الحالة من وجود كمية كبيرة من السائل الدماغي الشوكي في الجمجمة، ويمتص الجسم هذا السائل عن طريق الدم، ويتطور الورم الدماغي الكاذب عندما لا يتمكّن الجسم من امتصاص السائل بفاعلية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الضغط في الجمجمة، وتؤثر هذه الحالة الطبية في كلٍّ من الأطفال والرجال وكبار السن، ولكنّها غالبًا ما تصيب النساء المُصابات بالسمنة خلال سن الإنجاب.[٣]

ويُذكر عدد من أبرز عوامل خطر الإصابة بهذا المرض في ما يأتي:[٣]

  • السمنة، تُعدّ السمنة أحد أبرز العوامل التي من شأنها أن تزيد من خطر الإصابة بالورم الدماغي الكاذب، إذ أُشير إلى أنّ السمنة ترفع خطر الإصابة بهذا المرض بنحو عشرين ضعف للنساء الذين تقل أعمارهم عن أربعة وأربعين عامًا مقارنة بالأشخاص الآخرين، كما يملك الأطفال خطر الإصابة بالمرض، إذ يشير مركز السيطرة على الأمراض إلى أنّ نحو تسعة وسبعين في المائة من الأطفال المصابين بهذا المرض يعانون من السمنة.
  • الأدوية، يرفع تناول بعض أنواع هذه الأدوية من خطر الإصابة بهذا المرض، وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • تناول فيتامين أ بكمية كبيرة.
    • حبوب منع الحمل.
    • الكورتيكوستيرويد؛ ذلك عند التوقُّف عن تناولها.
    • التتراسيكلين؛ وهو مضاد حيوي.
  • اضطرابات مرضية أخرى، وتتضمن هذه الحالات ما يأتي:
    • أمراض الكليتين.
    • توقف التنفس أثناء النوم؛ اضطراب في التنفس، إذ يعاني المصاب من توقف مؤقت للتنفس أثناء النوم.
    • مرض أديسون؛ اضطراب ينتج من عدم قدرة الغدة الكظرية على إنتاج ما يكفي من هرموناتها.
    • مرض لايم؛ هو مرض مزمن يشبه الإنفلونزا ينتج من الإصابة ببكتيريا يحملها نوع من الحشرات.
  • عيب خلقي، تؤدي بعض العيوب الخلقية إلى تضييق الأوعية الدموية في الدماغ، الأمر الذي يزيد خطر الإصابة بورم الدماغ الكاذب، إذ تُصعِّب الأوردة المتضيّقة من قدرة السوائل على المرور عبر الدماغ، وبالتالي تراكمها داخله.


تشخيص ورم الدماغ الكاذب

تتضمن الفحوصات التي يجريها الطبيب لتشخيص الورم الدماغي الكاذب ما يأتي:[٣]

  • فحص العين، يفحص الطبيب العين بحثًا عن وذمة حليمة العصب البصري (Papilledema) في الجزء الخلفي من العين؛ إذ يؤثر الضغط المتزايد في الدماغ على الجزء الخلفي من العين، مما يسبب انتفاخ عصب العين، وسيفحص الطبيب أيضًا قدرة الشخص على الرؤية للكشف عن أي نقاط عمياء غير طبيعية.
  • اختبارات التصوير، يُجري الطبيب تصويرًا مقطعيًا (CT) أو تصوير باستخدام الرنين المغناطيسي (MRI) للبحث عن أي علامة على ارتفاع الضغط في الدماغ، وستساعد هذه الصور في الكشف عن أي اضطرابات أخرى تسبب ظهور أعراض مشابهة؛ مثل: الأورام، والجلطات الدماغية، ويجمع التصوير المقطعي مجموعة كبيرة من صور الأشعة السينية؛ بهدف صنع مقاطع مستعرضة للدماغ، أمّا تصوير الرنين المغناطيسي فيستخدم موجات مغناطيسية لإنتاج صورة كاملة للدماغ.
  • البزل القطني، يُجرى للمساهمة في قياس ضغط السائل الشوكي، ويتضمن هذا الإجراء إدخال إبرة بين فقرات الظهر السفلية، وسحب عينة من السائل وإرسالها إلى المختبر.


علاج ورم الدماغ الكاذب

يهدف علاج المصاب بهذا المرض إلى تخفيف الأعراض، والحفاظ على صحة النظر، وإذا كان الشخص يعاني من السمنة فينصحه الطبيب بنظام غذائي منخفض الصوديوم مساعد في إنقاص الوزن، وتخفيف شدة الأعراض، وتتضمن العلاجات الأخرى ما يأتي:[٤]

  • الأدوية، وتتضمن ما يأتي:
    • أدوية الجلوكوما -اضطراب ناتج غالبًا من ارتفاع ضغط العين-؛ مثل: الأسيتازولاميد (acetazolamide)، الذي يقلل من إنتاج السائل الدماغي النخاعي، وبالتالي يقلِّل من الأعراض، ولكنه يسبب بعض الآثار الجانبية؛ كاضطراب المعدة، والتعب العام، حصى الكلى.
    • مدرات البول، يُستخدَم دواء الأسيتازولاميد مع مدرّ بول آخر للحالات التي لا تستجيب للأول وحده، وتقلل هذه الأدوية من تراكم السوائل عن طريق التخلص منها عبر البول.
    • أدوية الصداع النصفي، تفيد هذه الأدوية في تخفيف الصداع المرافق للورم الدماغي الكاذب.
  • الجراحة، إذ لم يستجب المصاب لأي من الإجراءات السابقة يلجأ الطبيب إلى العمليات الجراحية للعلاج من هذا المرض، وتتضمن هذه العمليات الجراحية ما يأتي:
    • عمل فتحات باستخدام غمد في العصب البصري، إذ يصنع الجرّاح في هذه العملية فتحة في الغشاء المحيط بالعصب البصري للسماح للسوائل الدماغية الزائدة بالخروج، وتُحسِّن هذه العملية من الرؤية في الغالبية العظمى من الحالات، ولكنّها ليست ناحجة دائمًا، وتزيد من مشكلات الرؤية في بعض الحالات.
    • تحويل السائل النخاعي الشوكي، يستخدم الجرّاح في هذا الإجراء أنبوبًا طويلًا ورفيعًا لتصريف السوائل الزائدة من الدماغ أو أسفل العمود الفقري، ويزرع هذا الأنبوب تحت الجلد وصولًا إلى البطن، ولكنّها تؤدي إلى حدوث بعض المضاعفات؛ كالصداع والعدوى.
    • وضع دعامات داخل التجويف الوريدي، يُعدّ هذا الإجراء جديدًا نوعًا ما، ويتضمن وضع دعامة -شبكة- داخل أحد الأوردة الكبيرة في الرأس؛ ذلك بهدف زيادة تدفق الدم عبره، ولكن لا بُدّ من إجراء المزيد من الدراسات لتحديد إيجابيات هذا الإجراء وسلبياته.


المراجع

  1. "What Is Pseudotumor Cerebri?", webmd, Retrieved 19-6-2020. Edited.
  2. "Pseudotumor Cerebri", hopkinsmedicine, Retrieved 19-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Pseudotumor Cerebri", healthline, Retrieved 19-6-2020. Edited.
  4. "Pseudotumor cerebri", mayoclinic, Retrieved 19-6-2020. Edited.
2667 مشاهدة
للأعلى للسفل
×