ما هي أفضل الصدقات

كتابة:
ما هي أفضل الصدقات

أفضل أنواع الصدقات

الصّدقة هي تمليك المُحتاجين للمال، سواءً كان عينيّاً أم نقديّاً دون مقابل بقصد إرضاء الله تعالى وكسب الأجر والثواب،[١] وهناك عدّة أحاديث عن الصدقة تبيّن فضلها وأهمّيتها، وهناك بعض الخصائص للمفاضلة في أنواع الصدقة تتعلق بحال المتصدق، وحال المتصدق عليه، وبماهية الصدقة نفسها، وبيان ذلك فيما يأتي:

الصدقة حال الصحة والغنى

عندما سُئل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أي الصدقة أفضل؟ قال: (أنْ تَصَدَّقَ وأَنْتَ صَحِيحٌ حَرِيصٌ، تَأْمُلُ الغِنَى، وتَخْشَى الفَقْرَ، ولَا تُمْهِلْ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا، ولِفُلَانٍ كَذَا، وقدْ كانَ لِفُلَانٍ).[٢]

أي إن تصدق الإنسان في حالة حرصه على المال وخوفه من الفقر وفي حال صحته كان ذلك أدعى لأن يكسب أعظم الأجور من الله -تعالى-؛ لأنّه في حالته هذه لم ينسَ حق المساكين والفقراء.[٣]

الصدقة على القريب

الصدقة على القريب تعدّ أفضل من الصدقة التي تكون للغريب، فهو أولى بالصدقة من البعيد؛ قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (الصَّدقة على المسكين صدقةٌ، وعلى ذي الرَّحم اثنتان صدقةٌ وصلّةٌ)،[٤][٥] وتشمل هذه الصدقة؛ الإخوة والأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات وأبناؤهم.[٦]

صدقة السر

إخفاء الصدقة خير من إبدائها والإعلان بها؛ وذلك لأن صدقة السر أقرب إلى الإخلاص، وأبعد عن إيذاء المتصدَّقِ عليه، ولا رغبة في رضا المتصدق أو ثنائه، قال الله -عز وجل-: (إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ).[٧]

وجزاء من يتصدق بالسر؛ هو أن يظله الله في ظله يوم القيامة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (... وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ).[٨]

الصدقة مما يحب الإنسان

جعل الله نيل البر وهو الخير الجامع متوقفاً على الإنفاق مما يحب الإنسان، قال -سبحانه-: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)،[٩] فالتصدق مما يحب الإنسان من صفات المتقين الأبرار، قال -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا).[١٠]

الصدقة الجارية

الصدقة الجارية هي التي يستمر ثوابها حتى بعد موت صاحبها، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا ماتَ الرجلُ انقطعَ عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ: ولدٍ صالحٍ يدعو لَهُ، أو صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفعُ بِهِ).[١١]

الصدقة في الجهاد

لقد أمر الله -تعالى- على الإنفاق في سبيل إعلاء كلمته والجهاد في أكثر من موضع في القرآن الكريم، منها؛ قوله -تعالى-: (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[١٢] وقد اعتبره الفقهاء من أنواع الإنفاق الواجب.[١٣]

فضل الصدقة

للصدقة فضائل متعددة، من أبرزها ما يأتي:[١٤]

  • نيل دعاء الملائكة، قال -صلى الله عليه وسلّم-: (ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا).[١٥]
  • تحقيق البركة في المال؛ فالصدقة لا تنقص المال؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ).[١٦]
  • إطفاء غضب الرّب ومحو الخطيئة، وكسب الأجر والثواب، قال -صلى الله عليه وسلم-: (الصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ).
  • الوقاية والستر من نار جهنّم، والاستظلال بظلّها يوم القيامة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ امرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِه، حتى يُفْصَلَ بينَ الناسِ).[١٧]
  • سد حاجة الفرد الفقير، وتطهير نفسه من الحقد على أخيه الغني.
  • تطهير نفس الغنيّ من البخل وحب تجميع المال وتملكه.
  • الصدقة تدفع الضر والمرض عن صاحبها -بإذن الله-.

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (الطبعة 4)، جدة:دار الوسيلة، صفحة 518، جزء 6. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2748، صحيح .
  3. محمد علي الهاشمي، شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة، صفحة 282. بتصرّف.
  4. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن سليمان بن عامر الضبي، الصفحة أو الرقم: 658، صحيح.
  5. [سعيد بن وهف القحطاني]، صدقة التطوع في الإسلام، صفحة 16. بتصرّف.
  6. سعيد بن وهف القحطاني، صلة الأرحام، صفحة 28. بتصرّف.
  7. سورة البقرة، آية: 271
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6806 ، صحيح.
  9. سورة آل عمران، آية: 92
  10. سورة الإنسان، آية: 8
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1631، صحيح .
  12. سورة البقرة، آية: 195
  13. مجموعة من المؤلفين، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، صفحة 1134. بتصرّف.
  14. راشد العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة 4)، السعودية:دار الصميعي، صفحة 484. بتصرّف.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1442، صحيح.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2588، صحيح.
  17. رواه أحمد بن حنبل، في مسند أحمد، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 17302، صحيح .
2555 مشاهدة
للأعلى للسفل
×