محتويات
الحجاب الحاجز
الحجاب الحاجز هو العضلة التي تفصل بين تجويف الصدر والبطن، ويعدّ الحجاب الحاجز العضلة الرّئيسة المسؤولة عن عملية التنفّس، إذ ينجم عن انقباض عضلة الحجاب الحاجز تسطّحها وتوسّع الرئتين أثناء عملية الشّهيق،[١] مما يُنشئ فراغًا يسحب الهواء نحو الرئتين، ثم تسترخي عضلة الحجاب الحاجز دافعةً الهواء من الرئتين عند الزفير، كما يساهم الحجاب الحاجز في عدد من الوظائف غير التنفسية، مثل: المساهمة في تخليص الجسم من القيء والبول والبراز، والحدّ من ارتداد الحمض.
يلعب العصب الحجابي -وهو العصب الذي يمتد من الرقبة إلى الحجاب الحاجز- دورًا مهمًا في التّحكّم بحركة الحجاب الحاجز، ويحتوي الحجاب الحاجز على ثلاث فتحاتٍ كبيرة تتيح المجال لمرور بعض الهياكل بين الصدر والبطن، وهي فتحة المريء، والتي يمرّ من خلالها المريء والعصب المبهم، والفتحة الأبهرية، التي تمرّ عبرها القناة الصّدرية الليمفاوية والشريان الأورطي، وهو الشريان الرئيس في الجسم الذي ينقل الدم من القلب إلى كافة أنحاء الجسم، وفتحة كافال، التي يمرّ من خلالها الوريد الأجوف السفلي، وهو الوريد الكبير الذي ينقل الدم من أنسجة الجسم إلى القلب.[٢]
أمراض الحجاب الحاجز
قد يواجه الأشخاص عددًا من الأمراض والحالات التي ترتبط بالحجاب الحاحز، ومن أمراض الحجاب الحاجز ما يأتي:[٣]
- الفواق أو الحازوقة: الفواق أو الحازوقة هي حالةٌ تنشأ نتيجةً لتهيّج الحجاب الحاجز الذي قد ينجم عن بعض الأسباب، مثل تناول الطعام أو الشراب بسرعة، ممّا يسبب تقلّصًا لاإراديًّا متكررًا يعرف بالفواق، ويتشكّل صوت الفواق نتيجةً لتزامن حدوث الزفير في نفس الوقت الذي ينقبض فيه الحجاب الحاجز.
- شلل الحجاب الحاجز: من الممكن أن يصاب الحجاب الحاجز بالضعف أو الشلل الكلي نتيجة تلف الأعصاب المتصلة بالحجاب الحاجز، وينجم عن ذلك العديد من الأعراض كضيق التنفُّس خصوصًا عند الاستلقاء، وقد تتعرّض هذه الأعصاب للتلف نتيجةً لعدد من الأسباب والحالات، ومنها ما يأتي:
- انضغاط الأعصاب الناجم عن وجود الأورام.
- تلف الأعصاب الناجم عن الإجراءات الجراحية.
- تعرّض تجويف الصدر أو منطقة ما على امتداد العصب الحجابي للإصابات المباشرة والصدمات.
- بعض الحالات العصبية، مثل: اعتلال الأعصاب السكري، ومتلازمة غيلان باريه، والحثل العضلي.
- الإصابة ببعض أنواع العدوى، كالعدوى الفيروسية، مثل: شلل الأطفال، وبعض انواع العدوى البكتيرية، مثل داء لايم.
- فتق الحجاب الحاجز: فتق الحجاب الحاجز هو حالة تنشأ نتيجةً لضعف الحجاب الحاجز في المنطقة التي يمرّ من خلالها المريء عبر الحجاب الحاجز، مما يسمح بمرور الجزء السفلي من المريء والمعدة أحيانًا، من خلال تجويف البطن نحو تجويف الصدر، وقد ينجم عن هذه الحالة إصابة الأشخاص بداء الارتداد المعدي المريئي الذي يترتب عليه حدوث حرقة المعدة وعسر الهضم، وقد يصاب الحجاب الحاجز بالضّعف نتيجة عدد من الأسباب، مثل: زيادة الضغط الواقع على البطن والناجم عن السمنة أو الحمل، أو زيادة الشد والإجهاد، كما هو الحال عند رفع الأجسام الثقيلة، أو السّعال، أو التبرّز، وقد تلعب بعض العوامل دورًا في زيادة خطر إصابة الحجاب الحاجز بالضعف والفتق، مثل: التدخين، وبعض الحالات الوراثيّة، مثل متلازمة إهلرز-دانلوس. وفي الحقيقة يوجد نوعان رئيسان من فتق الحجاب الحاجز، ويمكن توضيحهما كالآتي:
- فتق الحجاب الحاجز الخَلقي: هو حالة تنشأ نتيجةً لعدم تطوّر الحجاب الحاجز لدى الطفل المولود بالشكل الطبيعي، ممّا يسبّب دخول البنيات الموجودة في تجويف البطن إلى تجويف الصدر، وينجم عن ذلك عدم اكتمال تطوّر الرّئتين أو ما يعرف بنقص تنسّج الرئة، ويصيب فتق الحجاب الحاجز الخلقي حالة ولادة واحدة من بين 2000 حالة ولادة تقريبًا.
- فتق الحجاب الحاجز المكتسب: هو حالةٌ تصيب البالغين نتيجةً لتعرّضهم لصدمة أو إصابة مباشرة، مثل الصدمات القوية والحادة، كما هو الحال في حوادث السيارات، أو الطلقات النارية، أو الجروح الناجمة عن الطعن، ويمكن أن يُسبِّب هذا الفتق مضاعفات مهددة للحياة، مثل همود الرئة الذي يتطلب علاجًا طارئًا.
أعراض أمراض الحجاب الحاجز
تختلف أعراض اضطرابات الحجاب الحاجز تبعًا لاختلاف السبب المؤدي إلى الاضطراب، لكن قد تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا لاضطرابات الحجاب الحاجز ما يلي:[٤]
- صعوبة التنفس، والشعور بضيق.
- الشعور بألم في الصدر، أو الكتف، أو البطن.
- نقص الأكسجين في الدم.
- قلة الأصوات الناجمة عن التنفس.
- الشلل، لكن في حالات نادرة.
تشخيص أمراض الحجاب الحاجز
لتشخيص أمراض الحجاب الحاجز يحتاج الطبيب إلى معرفة التاريخ الطبي للمريض، وإجراء الفحص البدني، ويوفر الاستماع لقلب المريض وتنفسه كمية كبيرة من المعلومات في كثير من الأحيان، وفي بعض الأحيان قد تكون هناك حاجة إلى قياس مستوى الأكسجين في الدم من خلال إجراء فحص غازات الدم الشرياني، وتشمل طرق تشخيص أمراض الحجاب الحاجز ما يلي: [٤]
- الأشعة السينية للصدر، إذ توفّر الأشعة السينية صورة للقلب، والرئتين، والممرات الهوائية، والأوعية الدموية، والعظام في منطقة العمود الفقري والصدر، ويمكن استخدام صور الأشعة السينية في البحث عن وجود عظام مكسورة، أو أمراض؛ مثل: الالتهاب الرئوي، أو التشوهات، أو السرطان التي قد تؤثر في عمل الحجاب الحاجز.
- الكشف الفلوري؛ هي أشعة سينية متحركة تنشر حزمة من الأشعة السينية عبر الصدر لتعطي صورة متحركة على الشاشة، لكي يتمكن الطبيب من تقييم وظائف الحجاب الحاجز.
- اختبار وظائف الرئة، قد يطلب الطبيب إجراء سلسلة من اختبارات وظائف الرئة لمعرفة مدى كفاءة عمل الرئتين، وتُسجّل المعلومات مع كل نفس يتنفسه المريض حول مقدار الهواء الذي يدخل إلى الرئتين، وكيفية حركة الهواء عبر الرئتين، ومدى كفاءة الرئتين في نقل الأكسجين إلى مجرى الدم.
- دراسة التوصيل العصبي، تقيس هذه الدراسة مدى جودة الأعصاب وسرعتها في إرسال الإشارات الكهربائية.
علاج أمراض الحجاب الحاجز
يمكن أن تشمل طرق علاج اضطرابات الحجاب الحاجز على ما يلي:[٤]
- العلاجات الدوائية.
- التدابير الداعمة للحجاب الحاجز، وتشمل التحكم بسرعة الحجاب الحاجز عبر جهاز يشبه الجهاز الذي ينظم ضربات القلب، لكن تزرع الأقطاب على الحجاب الحاجز للتحكم بالتنفس.
- العملية الجراحية، وقد تشتمل على إزالة جزء من الحجاب الحاجز، أو إزالة الأنسجة غير الطبيعية، أو طي الحجاب الحاجز، أو إصلاح العضلات، وقد تنطوي الجراحة أيضًا على إصلاح العصب الحجابي.
المراجع
- ↑ William C. Shiel Jr. (4-12-2018), "Medical Definition of Diaphragm (muscle)"، www.medicinenet.com, Retrieved 18-8-2019. Edited.
- ↑ Adrienne Santos-Longhurst (30-7-2018), "Diaphragm Overview"، www.healthline.com, Retrieved 18-8-2019. Edited.
- ↑ Lynne Eldridge (23-7-2019), "What Is the Diaphragm and What is its Function?"، www.verywellhealth.com, Retrieved 19-8-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "DISEASES OF THE DIAPHRAGM", bmc, Retrieved 28-4-2019. Edited.