محتويات
الحنجرة
هي جزء غضروفي من الجهاز التنفسي يوجد في الجانب الأمامي من الرقبة على مستوى الفقرات C3 إلى C7، وتُثبّت في مكانها بواسطة العضلات والأربطة، أمّا المنطقة الأعلى من الحنجرة فهي ما تُسمّى لسان المزمار المتصل بالعظم اللامي بالجزء السفلي من البلعوم، إذ يرتبط الجانب السفلي للحنجرة بالمنطقة العلوية من القصبة الهوائية، ويبلغ طول الحنجرة وعرضها حوالي 4 إلى 5 سم على الترتيب مع قطر خلفي أقصر قليلًا، ويُلاحَظ أنّه ذو حجم أكبر عند الرجال منه عند النساء والبالغين أكبر منه عند الأطفال، إذ يزداد حجمه عند البلوغ، ويرتبط كبر حجم الحنجرة بالصوت الأعمق.
الوظيفة الرئيسة للحنجرة عند البشر والفقاريات الأخرى حماية الجهاز التنفسي السفلي من وصول الطعام إلى القصبة الهوائية أثناء التنفس، كما يحتوي على الحبال الصوتية التي تُنتِج الصوت والكلام.[١]
ما الأمراض التي تصيب الحنجرة؟
هناك العديد من الحالات التي تؤثر في الحنجرة، ومن أهمها وأكثرها شيوعًا الآتي:
سرطان الحنجرة
مرض تتشكّل فيه الخلايا السرطانية الخبيثة في أنسجة الحنجرة، ويؤثر التدخين وشرب الكثير من الكحول في زيادة خطر الإصابة بسرطان الحنجرة، لكنّها تُعدّ عوامل خطر؛ أي إنّها قد تزيد من فرصة الإصابة بالسرطان لدى مستهلكيها[٢].
خلل النطق التشنجي
خلل النطق التشنجي أو ما يُسمّى خلل التوتر الحنجري اضطراب يؤثر في عضلات الصوت في الحنجرة، إذ عندما يتحدث الشخص يُدفَع الهواء من الرئتين بين منطقة تُسمّى الطّيات الصوتية، مما يتسبب في اهتزازهما وإنتاج الصوت، أمّا في خلل النطق التشنجي تتشنّج العضلات الموجودة داخل الطيات الصوتية وتُحدِث حركات مفاجئة لا إرادية تتداخل مع اهتزازات الطّية الصوتية.
يُعدّ خلل النطق التشنجي حالة مزمنة تستمر طوال حياة الشخص، وقد يحدث على وجه الخصوص عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عامًا، كما أنّه يصيب النساء أكثر من الرجال.[٣]
التهاب الحنجرة
يحدث التهاب الحنجرة أو الأحبال الصوتية بسبب الإفراط في استخدامهم أو عدوى غالبًا ما تبدو فيروسية، أو بسبب تهيج، وهذا يجعل الحبال الصونية منتفخة ويبدو الصوت أجشّ، وفي بعض الحالات قد يختفي الصوت كليًا، وتستمر معظم حالات التهاب الحنجرة لأقلّ من أسبوعين وتحدث بسبب شيء بسيط؛ مثل: الفيروس، ونادرًا ما تحدث لأسباب أكثر خطورة أو تستمر لمدة أطول.[٤]
عوارض أمراض الحنجرة
في الفقرة السابقة ذُكِرَت عوارض مرض الحنجرة الأكثر شيوعًا، لكنّ المرض الأكثر خطورة سرطان الحنجرة؛ لذلك تُذكَر علامات الإصابة به في البداية وفق ما يأتي:[٥]
- بحة أو تغيّر في الصوت؛ لذلك على الأشخاص الذين لديهم تغييرات في الصوت (مثل البحة) التي لا تخفّ في غضون أسبوعين مراجعة الطبيب على الفور.
- وجود كتلة أو أكثر في منطقة الرقبة؛ بسبب انتشار الخلايا السرطانية للعقد الليمفاوية.
- صعوبة في التنفس.
- سعال مستمر.
- التهاب حلق مستمر.
- صعوبة البلع والشعور بألم عنده.
- نقص الوزن.
من المرجّح أن تنتج العديد من هذه العوارض المرضية من حالات أخرى غير سرطان الحنجرة، ومع ذلك، إذا ظهرت أيّ من هذه العوارض فمن المهم جدًا أن يفحصها الطبيب حتى العثور على السبب وعلاجه إذا لزم الأمر.
بينما تتلخّص علامات الإصابة بالتهاب الحنجرة بحدوث بحة الصوت أو حتى اختفاء الصوت، وإحساس خشونة في الحلق، وسعال جاف، والتهاب حلق، [٤] بينما يسبب خلل النطق التشنجي صدور فواصل صوتية أثناء التحدث، ويجعل الصوت ضيقًا أو متوترًا، وقد يعاني بعض الأشخاص المصابين بخلل النطق التشنجي من رعشة صوتية؛ أي اهتزاز الحنجرة والطيات الصوتية التي تتسبب في ارتجاف الصوت.[٣]
أسباب أمراض الحنجرة
عوامل الخطر هي أيّ شيء يزيد من فرصة حدوث الإصابة بمرض معين؛ مثل: سرطان الحنجرة، لكنّ وجود عوامل خطر عند شخص معين لا يعني بالضرورة إصابته بالمرض، فقد يُصاب بعض الأشخاص دون وجود أيٍّ من عوامل الخطر لديهم، لكن من أهم العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بسرطان الحنجرة الآتي:[٦]
- الجنس: سرطان الحنجرة أكثر شيوعًا بحوالي 4 مرات لدى الرجال من النساء؛ وهذا على الأرجح لأنّ عوامل الخطر الرئيسة وهي التدخين وتعاطي الكحول بكثرة أكثر شيوعًا لدى الرجال.
- العمر: عادةً ما يتطور سرطان الحنجرة والبلعوم على مدى سنوات عديدة؛ لذلك فهو ليس شائعًا لدى الشباب، فأكثر من نصف المرضى الذين يعانون من هذه السرطانات يبلغون 65 عامًا أو أكثر عند اكتشاف الإصابة بها لأول مرة.
- سوء التغذية: السبب الدقيق لذلك غير واضح، لكنّ تناول عدد أقل من الأطعمة المقلية والأطعمة المصنعة وتناول المزيد من الأطعمة النباتية قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الحنجرة.
- الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV): هو مجموعة تضم أكثر من 150 فيروسًا مرتبطًا تُسمّى فيروسات الورم الحليمي؛ لأنّ بعضها يسبب نوعًا من النمو يُعرَف بالورم الحليمي المشهور أكثر باسم الثالول، لكن نادرًا ما تصبح الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري عاملًا في الإصابة بسرطان الحنجرة.
- الارتداد المعدي المريئي: عندما يعود الحمض من المعدة إلى المريء يُسمّى مرض الارتداد المعدي المريئي (GERD)، ويسبب حرقة المعدة، ويزيد من فرصة الإصابة بسرطان المريء، لكن تجرى الآن دراسات لمعرفة ما إذا كانت تزيد من خطر الإصابة بسرطان الحنجرة.
تُلخَّص عوامل خطر الإصابة بالتهاب الحنجرة في ما يأتي:[٤]
- الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي؛ كنزلات البرد، والتهاب القصبات الهوائية.
- الاستخدام المفرط للصوت؛ كما يحدث عند التحدث بكثرة أو بصوت عالٍ أو الغناء.
- التعرض لمواد تسبب التهيج؛ مثل: التدخين، أو أحماض المعدة.
كيفية علاج المصابين بأمراض الحنجرة
يُبيّن علاج المصاب بكل حالة من أمراض الحنجرة في ما يأتي:
- العلاج الرئيس لمرضى سرطان الحنجرة العلاج الإشعاعي أو الكيماوي أو الجراحة، أو استخدام الطرق الثلاثة في حال كان السرطان في مرحلة متقدمة، وإذا نفّذ الطبيب العملية الجراحية لإزالة الحنجرة فلن يقدر المريض على التحدث أو التنفس بالطريقة الطبيعية، وبدلًا من ذلك سيتنفس من خلال ثقب دائم في الرقبة، وسيحتاج إلى علاج إضافي للمساعدة في استعادة الصوت. [٢]
- لا يوجد علاج لمرضى خلل النطق التشنجي حاليًا، لكنّ العلاج يفيد في تخفيف عوارضه، فالعلاج الأكثر شيوعًا حقن كميات صغيرة جدًا من توكسين البوتولينوم مباشرة في العضلات المصابة في الحنجرة، إذ يُنتَج توكسين البوتولينوم (Botulinum Toxin) بواسطة بكتيريا موجودة في الأطعمة المعلبة والعسل تحسّن بشكل عام الصوت لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، وبعد ذلك تعود عوارض الصوت ببطء[٣].
- بالنسبة لالتهاب الحنجرة: غالبًا ما يخفّ التهاب الحنجرة الحاد من تلقاء نفسه في غضون أسبوع أو نحو ذلك، لكن تساعد تدابير الرعاية الذاتية؛ مثل: إراحة الصوت، وشرب السوائل، وترطيب الهواء في تخفيف العوارض المرضية.[٤]
المراجع
- ↑ Juan Suárez-Quintanilla; Alejandro Fernández Cabrera; Sandeep Sharma. (12-5-2020), "Anatomy, Head and Neck, Larynx"، nih, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Laryngeal Cancer Treatment (Adult) (PDQ®)–Patient Version", cancer, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Spasmodic Dysphonia", nih, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Laryngitis", mayoclinic, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ "Signs and Symptoms of Laryngeal and Hypopharyngeal Cancers", cancer, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ "Risk Factors for Laryngeal and Hypopharyngeal Cancers", cancer, Retrieved 27-7-2020. Edited.