ما هي أمراض المستقيم وأعراضها

كتابة:
ما هي أمراض المستقيم وأعراضها

المستقيم

من أهم أجهزة الجسم الجهاز الهضمي، الذي دونه لن يتمكن الفرد من هضم الطعام الذي يتناوله، ويعدّ المستقيم أحد أجزاء الجهاز الهضمي السّفلي، والذي يتجمّع فيه البراز قبل أن يخرج خارج الجسم، ويتصل المستقيم بالقولون السّيني، ويمتدّ بين 13-15 سم ليتصل بفتحة الشّرج، وتتمركز عضلة الحجاب الحوضي بشكل عمودي على انعطاف المستقيم والقناة الشرجية؛ وذلك بهدف الحفاظ على انقباض الجزأين من الأمعاء الغليظة.[١]

يقسم المستقيم إلى 3 أو 4 تجاويف، ينفصل كل تجويف عن الآخر بطيّات عرضية تسمّى صمّامات هيوستن، التي تدعم تجاويف المستقيم، وتُحيط بالمستقيم عضلات طولية، بالتحديد بالجزء الخارجي منه، والتي تسهل تقصير المسقيم وإبقاء الطعام في القولون السيني حتى يصبح الجسم جاهزًا للتبرّز، الذي يتم عند تحفيز الجهاز العصبي داخل جدران المستقيم الذي يتوسع ويتمدد، ويرافق ذلك إرسال إشارات عصبية إلى القناة الشرجية وجدار البطن وعضلات الصدر والدماغ، لتتشكل لدى الفرد الحاجة إلى التبرز.[١]


ما أمراض المستقيم وأعراضها؟

يصاب المستقيم بالعديد من الحالات المرضية، من أبرزها ما يأتي:


البواسير

تحدث نتيجة تورم الأوردة وانتفاخها في القسم السفلي من فتحة الشرج والمستقيم، وتعد البواسير حالةً مرضيّةً غير خطيرة، لكنّها تشكل إزعاجًا كبيرًا للمصاب، ومع ذلك يمكن علاجها، وتعد النساء أكثر عرضةً للإصابة بها، خاصّةً خلال الحمل، كما يشيع حدوث البواسير لدى الأشخاص الذين تترواح أعمارهم ما بين 45-65 عامًا، وهذا لا يعني أنّها لا تصيب الأطفال أو الشباب، إنّما يمكن أن تصيب جميع الأشخاص باختلاف أعمارهم، كما أنّها تحدث نتيجة الإمساك المزمن الذي يشكل ضغطًا إضافيًا على جدران فتحة الشرج والمستقيم، أو الجلوس مدّةً طويلةً، أو الرفع المتكرر للأشياء الثقلية، أو ممارسة العلاقة الجنسية الشرجية.[٢]

للبواسير نوعان رئيسان، هما: البواسير الخارجية التي تصيب فتحة الشرج وتتشكل تحت الجلد، ولا يمكن رؤيتها، وعادةً ما تكون مؤلمةً بنسبة كبيرة وتؤدي إلى حدوث نزيف عند التبرز، والنوع الآخر البواسير الداخلية التي تتشكّل في طبقات عميقة من المستقيم، ولا تكون مؤلمةً، وقد تتطور الحالة لتصبح باسورًا متدلّيًا، وذلك عندما يخرج الباسور الداخلي إلى فتحة الشرج، ومن أبرز أعراض البواسير النزيف، والحكة في فتحة الشرج، وظهور الكتل والتورمات.[٢]


سرطان المستقيم

هو نوع من أنواع السرطانات التي تصيب المستقيم، وغالبًا ما يحدث نتيجة خلل في الحمض النووي الذي يؤدي إلى اضطراب في نمو الخلايا السليمة لتستمر الخلايا بالانقسام بصورة غير طبيعية وتتراكم لتشكل ورمًا، ويمكن أن ينتقل هذا الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم، وينبغي الإشارة إلى أنّ سرطان المستقيم يختلف عن سرطان القولون، على الرغم من التشابه الكبير بينهما.[٣]

يسبب سرطان المستقيم ظهور مجموعة من الأعراض، التي تتضمن الألم في البطن وأثناء التبرز، واضطرابات في الأمعاء، كالإصابة بالإسهال أو الإمساك، وظهور دم بلون داكن أو أحمر في البراز، وفقدان الوزن دون أسباب واضحة، والتعب، والإرهاق، والإصابة بفقر الدم الناتج من نقص الحديد، والشعور بأنّ الأمعاء لم تفرغ بصورة كاملة.[٣]

ومن الجدير بالذّكر أنّ سرطان المستقيم يحدث بنسبة كبيرة لدى كبار السن؛ إذ إنّ الأشخاص الذين يتم تشخيصهم بسرطان المستقيم غالبًا ما يكونون فوق عمر 50 عامًا، كما أنّ بعض العوامل تزيد من الإصابة به، كوجود إصابات سابقة في القولون أو المستقيم، أو الإصابة بالأمراض الالتهابية التي تصيب فتحة الشرج أو القولون، كالتهاب القولون التقرحي أو داء كرون، والإصابة ببعض الحالات المرضية، كالسكري والسمنة، بالإضافة إلى التدخين، وسابقًا كان بقاء المصاب بسرطان المستقيم على قيد الحياة أمرًا نادرًا، لكن مع تقدّم الأبحاث والدراسات فإنّ سرطان المستقيم يتم علاجه والشفاء منه بصورة كاملة.[٣]


خرّاج المستقيم

يعرف أيضًا بالخراج الشّراجي، الذي يحدث عندما يمتلأ تجويف القناة الشرجية أو الجيوب الشرجية بالتقيّحات؛ وذلك نتيجة تراكم البكتيريا في الأنسجة الضعيفة أو المعرّضة للخطر، وقد تتموضع البكتيريا في فتحة الشرج أو بقربها أو في المستقيم نفسه، وعلى الرغم من أنّ الجسم يهاجم هذه البكتيريا من خلال كريات الدم البيضاء لكنّها تتجمع مع السوائل لتشكّل التقيّحات.[٤]

يشير الأطباء إلى أنّ خراج المستقيم مرتبط بأمراض الجهاز الهضمي، وضعف الجهاز المناعي، وتناول بعض أنواع الأدوية، والإصابة بالسكري، والالتهابات التي تنتقل بالجنس، والتهاب الغدد العرقية القيحي، ويؤدي خراج المستقيم إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، والشعور بالتعب والإعياء، وزيادة عدد مرات الذهاب إلى الحمام، والألم المستمرّ الذي يزداد عند الجلوس أو أثناء الحركة، وظهور إفرازات من المستقيم.[٤]


تدلي المستقيم

هو حالة مرضيّة تحدث عندما يبدأ المستقيم بدفع فتحة الشّرج، وقد يكون تدلّي المستقيم معتدلًا أو شديدًا، وغالبًا ما تظهر أعراضه ببطء بدءًا من انتفاخ فتحة الشرج، كما يعاني ما يقارب نصف المصابين بتدلي المستقيم من الإمساك، ونوبات من سلس البول، ومن الجدير بالذّكر أنّ لهذه الحالة ثلاثة أنواع، وهي: التدلي الكامل، وفيه يمتد المستقيم كاملًا من فتحة الشرج، والتدلي الجزئي، وفيه يتدلّى جزء من المستقيم، والتدلي الداخلي، وفيه يبدأ المستقيم بالتدلي لكن لا يخرج من فتحة الشرج.[٥]


سلس البراز

هو حالة مرضية تحدث عندما لا يستطيع الفرد التحكم بالبراز، وهذا يؤدي إلى تسربه كاملًا من المستقيم، ومن الممكن أن يكون سلس البراز حالةً مؤقتةً مرافقة للإصابة بالإسهال، لكنه قد يكون دائمًا لدى بعض الأشخاص، ويحدث سلس البراز نتيجة تلف في الأعصاب التي تتحكم بالتبرز من المستقيم وفتحة الشرج، أو تلف في العضلات بالتحديد عضلة المصرة الشرجية، أو الإصابة بتدلي المستقيم أو البواسير أو الإسهال والإمساك المزمن، كما أنّ سلس البراز أكثر شيوعًا لدى الأشخاص البالغين من العمر 65 عامًا فما فوق ولدى الإناث، خاصةً بعد انقطاع الدورة الشهرية.[٦]


نصائح للحفاظ على صحة المستقيم

يمكن الحفاظ على صحة المستقيم من خلال اتباع بعض التدابير، التي تتضمن الآتي:[٢]

  • تناول الأغذية الغنية بالألياف، التي توجد في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
  • النشاط البدني؛ وذلك لأنّ الوقوف أو الجلوس مدةً طويلةً يؤدي إلى الإصابة بالبواسير.
  • الحفاظ على وزن صحي للجسم.
  • من الضروري إجراء فحوصات منتظمة للمستقيم، خاصةً إذا كانت لدى الشخص عوامل الخطر، كوجود تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان المستقيم أو القولون.[٣]
  • الابتعاد قدر الإمكان عن تناول الأغذية الجاهزة.[٥]
  • شرب السوائل بكميات كافية.[٥]
  • الحد من الإمساك والسيطرة على الإسهال؛ فقد يؤديان إلى إضعاف العضلات الشرجية وتلف الأعصاب، بالتالي الإصابة بسلس البراز.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب The Editors of Encyclopaedia Britannica, "Rectum"، britannica., Retrieved 2020-7-20. Edited.
  2. ^ أ ب ت Adam Felman (2017-11-23), "What to know about hemorrhoids"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-7-20. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث mayo clinic staff (2020-7-18), "Rectal cancer"، mayo clinic, Retrieved 2020-7-20. Edited.
  4. ^ أ ب Jerry Kennard (2019-11-3), "An Overview of Anal or Rectal Abscess"، verywellhealth., Retrieved 2020-7-20. Edited.
  5. ^ أ ب ت James Roland (2017-5-1), "Everything You Should Know About Rectal Prolapse"، healthline, Retrieved 2020-7-20. Edited.
  6. ^ أ ب mayo clinic staff (2020-1-17), "Fecal incontinence"، mayo clinic, Retrieved 2020-7-20. Edited.
2540 مشاهدة
للأعلى للسفل
×