محتويات
ما هي القناة السمعيّة في الأذن؟
لا بُدّ أنّك سمعت يومًا عن القناة السمعيّة المعروفة باسم قناة استاكيوس (Eustachian tube) في سنين دراستك الأولى في المدرسة، وإن أسعفتك الذاكرة فستعلم أنّها القناة الواصلة بين الأذن الوسطى ومؤخّرة الحلق مع آخر التجويف الأنفي، وفي الحقيقة هي مسؤولة عن تحقيق التوازن بين الضغط خارج الأذن وداخلها،[١] بالإضافة إلى تصريف السوائل من الأذن إلى الحلق، وهو ما يُفسّر شعورك بطعم بعض قطرات الأُذن الطبيّة عند استخدامها؛ لذا فإنّ انسدادها يترتّب عليه حدوث بعض المُضاعفات المُزعجة، الأمر الذي يتطلّب تشخيص سببه وعلاجه بالأدوية المُناسبة، أو اللجوء إلى الخيارات الجراحيّة في بعض الأحيان، ولعلّ أبرزها أنابيب الأذن التي يتحدث عنها هذا المقال.[٢]
ما هي أنابيب الأذن؟
تُعدّ أنابيب الأذن أو أنابيب فَغْر الطّبلة Ear Tubes; Tympanostomy Tubes من الخيارات العلاجيّة المُستخدمة لمنع تجمّع السوائل خلف الأذن الوسطى، والسماح للهواء بالدخول والخروج من الأذن لتهويتها، وتقتضي الجراحة بإدخال أسطوانات فلزيّة أو بلاستيكيّة مُفرّغة ورفيعة للغاية في طبلة الأذن؛ لتصريف السوائل وموازنة الضغط داخل الأذن؛ لذا يلجأ إليها الأطباء لمعالجة الأطفال الذين يتعرّضون بشكل مُتكرّر لتجمّع السوائل في آذانهم بالتزامن مع تأثير ذلك في قدرتهم على السمع أو حتّى الحديث والكلام.
تجدر الإشارة إلى أنّ أنابيب الأذن ليست دائمة، إذ إنّ لها مدة مُحدّدة يُشفى المصاب بمشكلات الأذن بعدها أو تقلّ تأثيراتها بنسبة جيّدة، ولا تستلزم إزالتها بعملية جراحيّة أخرى في أغلب الحالات، إذ إنّها تسقط من تلقاء نفسها بعد مرور 6 أو 9 أشهر على الخضوع للجراحة.[٢]
ما أسباب استخدام أنابيب الأذن؟
تُصنّف عملية أنابيب الأذن بأنّها الأكثر انتشارًا بين الأطفال بين أنواع العمليات الجراحيّة الأخرى التي تحتاج إلى الخضوع للتخدير، والبالغون يعانون من بعض الأمراض التي تقتضي إجراءهم عملية أنابيب الأذن، ويُذكر منها ما يأتي:[٣]
- التهاب الأذن، الناجم من تجمّع البكتيريا خلف طبلة الأذن بعد انتقالها من تجويف الأنف؛ ذلك عند الإصابة بعدوى تنفسيّة ما، والأطفال أكثر عُرضة للإصابة بالتهاب الأذن؛ لأنّ القناة السمعيّة لديهم أقصر في طولها مقارنة بالبالغين؛ لذا فهي تتعرّض للانسداد بنسبة أكبر، إذ يُقدّر أنّ كلّ الأطفال مُعرّضون للإصابة بالتهاب في الأذن ولو لمرّة واحدة قبل إتمامهم عُمر 3 سنوات، وفي حال أثّر ذلك في قدرتهم في السمع أو تطوّر القدرة على الكلام لديهم؛ فيجب أخذ أنابيب الأذن بعين الاعتبار في شكل علاجٍ لهم.
- الإصابة بالتهاب الأذن بكثرة، أو من استمرّ الالتهاب لديهم لعدّة أشهر وتسبّب في تجمّع السوائل في الأذن لديهم.
- إصابة في الأذن نتيجة اختلال الضغط، وهو ما يحدث لدى الغوّاصين أو من يستقلّون الطائرة بكثرة.
- المعاناة من التهاب شديد في الأذن، لدرجة أنّه انتقل إلى الأنسجة أو العظام المُجاورة للأذن.
كيفية الاستعداد لتركيب أنابيب الأذن
عندما يرى الطبيب أنّ أنابيب الأذن خيار مُناسب لعلاج المُصاب يُجري بعض الفحوصات لتقييم سمعه وحالة أّذنيه بالضبط، والاطمئنان على وضعه الصحيّ عامة، بالإضافة إلى اتّباع الإجراءات الآتية استعدادًا للخضوع للعمليّة:[٤]
- إخبار الطبيب بأيّ علاجات أو أدوية أو مُكمّلات غذائيّة يتناولها المُصاب.
- إخبار الطبيب في حال أنّ المُصاب يعاني من حساسيّة ما.
- الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب من منتصف يوم موعد العلميّة المُحدّد أحيانًا؛ لذا تُفضّل مناقشة الطبيب في ذلك للانتباه واتّباع التعليمات المطلوبة كما يجب.
- مناقشة الطبيب في المدة التي يجب أن تبقى فيها الأنابيب في أذن المُصاب، بالإضافة إلى تحديد مواعيد للمُراجعات بعد إجراء العمليّة.
- القدوم إلى المُستشفى أو العيادة قبل بضع ساعات من موعد إجراء العمليّة؛ للاستعداد لها بمساعدة الأطباء والممرّضين.
كيف تُجرى عملية أنابيب الأذن؟
تستغرق عملية أنابيب الأذن بين 10 إلى 15 دقيقة فقط، ويخضع فيها المُصاب للـتخدير الكامل، ويراقب الطبيب علاماته الحيويّة ووضعه العام طيلة العمليّة للاطمئنان عليه والتأكّد أنّ الأمور تسير على ما يُرام، وتبدأ الجراحة بعمل شقّ صغير في طبلة الأذن؛ إمّا بواسطة مشرط صغير أو الليزر، وتُصرّف السوائل المُتجمّعة في الأذن في حال وجودها، وتُنظّف جيّدًا، وبعدها يدخل الطبيب الأنابيب من خلال الشقّ المصنوع في الطبلة، وهي إمّا أن تكون صغيرة وتستمرّ 6 أشهر إلى 12 شهرًا، أو تكون أكبر حجمًا، وتبقى في الأذن لمدة زمنيّة أطول، وحينها تكون العملية انتهت دون الحاجة إلى إجراء غُرز أو تقطيب، إذ إنّ الشقّ يلتئم ويُشفى من تلقاء نفسه.[٣]
ما النتائج المتوقعة لتركيب أنابيب الأذن؟
في إطار النتائج المُحتملة بعد إجراء عملية أنابيب الأذن يدرجها الطبيب في ما يأتي:[٢]
- تقليل احتمال الإصابة بالتهابات الأذن.
- المُساعدة في الكلام، خاصّة للأطفال الذين تأثّرت قدراتهم على الكلام نتيجة مشكلات الأذن.
- التحسين من السمع، أو إعادته لوضعه الطبيعيّ لمن عانى من مشكلات فيه.
- تحسين جودة النوم والمشكلات السلوكيّات المُرتبطة بالتهابات الأذن المُتكرّرة.
ومن جانب آخر لا تعني النتائج الإيجابيّة السابقة الحماية التامّة للمُصاب من مشكلات الأذن، إذ إنّه قد يُصاب بالتهابات فيها، لكنّها تكون عارضة ولا يُصاب بها بكثرة.[٢]
ما المخاطر المُحتملة لتركيب أنابيب الأذن؟
يُحتمل حدوث بعض المُضاعفات والمخاطر الناجمة من إجراء عملية أنابيب الأذن، ويُذكر منها الآتي:[٥]
- الإصابة بإفرازات دائمة من الأذن.
- فشل تحقيق أهداف العمليّة في علاج مُشكلة التهاب الأذن.
- ثقب مستمر في طبلة الأذن بعد إزالة الأنابيب أو سقوطها.
- تشكّل ندوب في طبلة الأذن.
- زيادة سماكة طبلة الأذن، مما قد يؤثّر في القدرة على السمع لدى بعض المُصابين.
- الحاجة إلى إبقاء الأذن جافّة، مما يتطلّب ارتداء سددات الأذن.
- الإصابة بردّ فعل تحسّسي على المادة التي صُنعت منها أنابيب الأذن.
- الإصابة بالورم الكوليستروليّ، هو تجمّع أنسجة القناة السمعيّة وبعض المواد في طبلة الأذن.
تركيب أنابيب الأذن ومراجعة الطبيب
بعد إجراء عمليّة أنابيب الأذن قد تعاني بعض الحالات من مشكلات تستوجب مراجعة الطبيب أو الاتصال به في أقرب وقت، وتتضمّن كُلًّا ممّا يأتي:[٦]
- خروج إفرازات من أذن المُصاب لأكثر من 7 أيام على التوالي بعد إجراء العمليّة.
- مُعاناة المُصاب من آلام جديدة في الأذن، وكانت هذه الآلام لا تستجيب للعلاجات والأدوية الموصوفة من الطبيب.
- الشعور بعدم الراحة أو بآثار جانبية مزعجة في حال تسبّبت قطرات الأذن الموصوفة في ذلك.
- معاناة المصاب من التقيّؤ باستمرار.
- ارتفاع درجة حرارة المُصاب.
- سقوط أنبوب الأذن مُبكّرًا بعد مضيّ بضعة أسابيع فقط.
- خروج إفرازات خضراء أو صفراء اللون من الأذن، أو مُلاحظة وجود رائحة كريهة من الأذن.
- خروج دمّ من الأذن أو وجود ألم شديد فيها يوجبان عندها طلب المُساعدة من الطوارئ على الفور.
المراجع
- ↑ "Pharyngotympanic tube", healthline,7-7-2020، Retrieved 8-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Ear tubes", mayoclinic,10-5-2019، Retrieved 8-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Colleen M. Story (16-9-2018), "Ear Tube Insertion"، healthline, Retrieved 8-7-2020. Edited.
- ↑ "Ear Tube Insertion", hopkinsmedicine, Retrieved 8-7-2020. Edited.
- ↑ John P. Cunha (13-6-2019), "Ear Tubes (Myringotomy & Tympanostomy Tubes)"، medicinenet, Retrieved 8-7-2020. Edited.
- ↑ Patrick C. Barth (6-2019), "Ear Tube Surgery"، kidshealth, Retrieved 8-7-2020. Edited.