محتويات
ما هي الكحة؟
يستجيب الجسم للظروف من حوله وللمشكلات داخله بالعديد من الطرق والوسائل الدّفاعيّة، التي تضمن بقاءه سليمًا مُعافًى قدر الإمكان، وتُساعده في التخلّص من مُسبّبات بعض الأمراض التي يتعرّض لها، وإنّ السّعال أو الكحّة (Cough) من أبرز هذه الوسائل الدفاعيّة التي تُنظّف المجاري التنفسيّة من الغبار ومُهيّجات الحساسيّة والجراثيم المُختلفة.
إنّ سُرعة الكّحة الواحدة تصل لما يُقارب 80 كيلومترًا في الساعة، بهدف طرد ما لا يُريده الجسم بعيدًا عنه، ولكنّ ما يحدث في كثير من الحالات هو استمرار الكحّة أو تزايد شدّتها بما يؤرّق حياة المُصاب وعمله ونومه الذي قد يدلّ على وجود اضطراب أو مُشكلة صحيّة ما، تتطلّب مُراجعة الطبيب للتشخيص وصرْف العلاج المُناسب.[١] فما هي أنواع الكحة؟ ما دلالاتها؟
ما أنواع الكحة وما دلالة كل منها؟
لو تخيّلت للحظة صوت الكحّة الصادر من عدّة أشخاص مُصابين بمشكلات صحيّة مُختلفة لوجدت أنّها تختلف في صوتها باختلاف أسبابها، وليس ذلك وحسب؛ إذ إنّها تختلف في شدّتها وما يُصاحبها من أعراض، واحتمال احتوائها على البلغم أم لا، أو بوصف ما يُحفّزها ويُهيّجها لدى المُصاب، ولأجل ذلك، توجد عدّة تصنيفات للكحّة، سيرد تفصيل لكلّ منها على حدة، مع الدلالات المحتملة التي تشير إليها كل من هذه الأنواع.[٢]
أنواع الكحة حسب مدّتها
يحتوي هذا التصنيف على 3 أنواع رئيسة للكحّة بناءً على الفترة الزمنيّة التي تُلازم فيها المُصابين، وهي كالآتي:[٣]
- الكحّة المُزمنة، وهي نوبات السعال التي تستمرّ لأكثر من 8 أسابيع مُتواصلة، ولأجل ذلك فقد يصعب على الطبيب تحرّي أسبابها بسهولة، وغالبًا ما يتطلّب الأمر استشارة أطباء مختصين، وإجراء بعض التحاليل والفحوص المخبريّة، إلا أنّ دلالتها عادًة ما تكون محصورة بواحد أو أكثر من الأسباب الآتية:
- التدخين، وهو السبب الأكثر شيوعًا من بين الأسباب الأُخرى الذي ينجم عنه السعال المُزمن.
- أنواع الحساسيّة المُختلفة.
- الإصابة بالربو.
- استخدام بعض العلاجات والأدوية؛ مثل مُثبّطات الإنزيم المُحوّل للأنجيوتنسين (ACE inhibitors)، التي تُصرف للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بالارتداد المعديّ المريئيّ (GERD).
- المُعاناة من التنقيط الأنفيّ الحلقيّ، الذي يتسبّب بنزول إفرازات من الأنف إلى الحلق.
- المُعاناة من فشل القلب.
- الإصابة بداء الانسداد الرئويّ المُزمن (COPD).
- الإصابة بسرطان الرئة، وذلك في حالات نادرة.
- الكحّة الحادّة، التي تستمرّ لفترة زمنيّة لا تتعدّى 3 أسابيع، وترتبط على الأغلب بالعدوى الفيروسيّة، بالإضافة إلى أنّ خصائصها تختلف باختلاف مُسبّباتها، فقد يُصاحبها البلغم في أحيان، ويغيب وجود البلغم عن مُصابين آخرين في أحيانٍ أُخرى، وتدلّ على الإصابة ببعض الأمراض، منها:
- التهاب الجيوب.
- التهاب الرئة.
- الزّكام.
- الإنفلونزا.
- التهاب القصبات الهوائيّة.
- الخانوق (Croup)، أو ما يُعرَف أيضًا بالتهاب الحُنجرة والرّغامَى والقصبات الهوائيّة.
- السّعال الديكيّ.
- الانصمام الرئوي؛ وهي من الاضطرابات التي تحتاج إلى علاج طارئ.
- الكحّة ما دون الحادّة، وهي المُدّة المتوسّطة ما بين الكحّة المُزمنة والكحّة الحادّة، إذ إنّها تستمرّ ما بين 3 إلى 8 أسابيع، وفي 60% من الحالات تُشفى من تلقاء ذاتها دون اللجوء لأيّ علاجات، وعلى الأغلب فهي ترتبط بالدلالات الآتية:
- الإصابة بالتنقيط الأنفيّ الحلقيّ.
- الإصابة بالرّبو السّعاليّ.
- السعال اللاحق للعدوى؛ وهو الذي يُعاني منها المُصابون عادًة بعد تعافيهم من عدوى تنفسيّة ما.
- الإصابة بالتهاب القصبات الهوائيّة اليوزينيّ (Eosinophilic bronchitis).
أنواع الكحة حسب خصائصها
أمّا في إطار تصنيف أنواع الكحّة حسب خصائصها بالضبط، فيُمكن تقسيمها لما يأتي:[٤][٢]
- الكحّة الرّطبة، التي يكون السعال فيها مُصاحبًا للبلغم، وكثيرًا ما ترتبط بالإصابة بالتهاب القصبات الهوائيّة، أو الرشح والإنفلونزا، أو الانسداد الرئويّ المُزمن.
- الكحّة الجافّة، التي لا يُصاحبها البلغم، وهي من أبرز أعراض الإصابة بالربو، وبالأخصّ في حال كان المُصاب يُعاني منها عند النوم ليلًا، ومن جانب آخر فإنّ الكحّة الجافّة مؤخّرًا أصبحت تُعامَل بجديّة أكبر، إذ إنّها من أول وأكثر الأعراض والعلامات الدالّة على الإصابة بفيروس كورونا المُستجد (COVID-19)، وفي حال تزامن ذلك مع المُعاناة من ارتفاع درجة الحرارة وضيق التنفّس أيضًا فيُوصى بمُراجعة أقرب مركز صحيّ؛ للتشخيص السليم والاطمئنان على حال المُصاب، وأخذ تدابير الوقاية المطلوبة لمنع انتشار العدوى في حال تأكيد الإصابة بالفيروس.
- الكحّة المصحوبة بالدم، وهي في الحقيقة تبعث الخوف في نفوس المُصابين، إذ إنّهم يُلاحظون وجود الدم مع البلغم عند السعال، الذي يُشير إلى وجود التهاب قويّ أو التهاب مُزمن، أو حتّى وجود ورم في بعض الحالات، ولأجل ذلك فإنّ مُراجعة الطبيب في أقرب وقت في غاية الأهميّة؛ لمعرفة أسباب وجود الدم، وإيجاد علاج مُناسب للمُصاب.
- كحّة المُدخّنين، التي تتسبّب بسعال جافّ بما يبدو عليه لوهلة، مع وجود بلغم عالقٍ في الصدر مُزعجٍ جدًا، وهي عادًة ما تكون مُلازمة للمُصابين بداء الانسداد الرئويّ المُزمن الذي يعد التدخين أكثر أسبابه شيوعًا.
- الكحّة الحامضة، التي يُنسب اسمها للمذاق الحمضيّ الذي يشعر به المُصاب عند السعال، نتيجة الإصابة بالارتداد المعديّ المريئيّ في أغلب الأحيان، وتستمرّ لفترة طويلة تتراوح ما بين شهرين أو أكثر.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
رغم أنّ الكحّة من الأعراض كثيرة الانتشار وكثيرة الارتباط بعديد من الأمراض والمشكلات الصحيّة المُختلفة جدًّا، إلا أنّ بعض الحالات تستوجب طلب المُساعدة من الطبيب في أقرب وقت، وذلك عند المُعاناة ممّا يأتي:[٥]
- استمرار الكحّة لأكثر من عدّة أسابيع.
- في حال تزامنت الكحّة مع صعوبة التنفّس، أو عدم القُدرة على التقاط الأنفاس كما يجب.
- في حال ظهور دم عند السعال.
- المُصابين بأمراض أو مشكلات صحيّة مُزمنة، ولم تتحسّن أوضاعهم وتقلّ شدّة الكحّة لديهم مع الأدوية الموصوفة مُسبقًا؛ كما يحدث مع بعض المُصابين بداء الانسداد الرئويّ المُزمن.
وتجدر الإشارة إلى بعض الحالات القليلة التي يجب فيها الذهاب للطوارئ أو طلب الإسعاف فورًا، وذلك في الحالات الآتية:[٥]
- ازدياد شدّة السعال خلال أيام قليلة.
- حديثي الولادة الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة بالضائقة التنفسيّة، مثل:
- مُلاحظة تغيّر لون الرضيع للأزرق.
- صعوبة بالغة في التنفس.
- الحاجة لاستخدام عضلات القفص الصدريّ أثناء التنفّس.
- التقيّؤ من كثرة الكحّة وشدّتها.
كيف يمكن التخلص من الكحة في المنزل؟
تنتشر بين الناس الكثير من الوصفات والإجراءات المنزليّة التي يُساعد اتّباعها في التقليل من الكحّة وعلاجها، ومن أبرزها وأكثرها فعاليّة ما يأتي:[٦]
- العسل، الذي يُمكن استخدامه للكبار والصغار، ممّن تجاوزا العام الأول من عمرهم، وذلك بإضافته للمشروبات الدافئة، مع بضع قطرات من الليمون.
- شرب الماء والسوائل الدافئة، سواء أكانت ماء دافئًا، أم أنواع من حساء الدجاج وشاي الأعشاب المُختلفة، بالإضافة إلى ضرورة شرب كميات كافية من الماء.
- استخدام أجهزة تعديل الرطوبة، أو الاستعاضة عنها بأخذ حمّام دافئ؛ للمُساعدة في تقليل الكحّة والأعراض المُصاحبة لها من احتقان ورشح وغيرهم.
- الغرغرة بالماء الدافئ والملح، إذ إنّ ذلك يُخفّف من الكحّة وبعض الأعراض المُصاحبة لها؛ كأعراض الرشح.
المراجع
- ↑ "Learn About Cough", lung,3-3-2020، Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Corinne O'Keefe (23-4-2020), "What Does My Type of Cough Mean?"، healthline, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ↑ Kristin Hayes (24-3-2020), "The 3 Different Types of Cough"، verywellhealth, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ↑ Amy Rushlow (25-9-2019), "The Different Types of Coughs (and What They Could Mean)"، healthgrades, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Zawn Villines (27-11-2019), "Types of coughs: What do they mean?"، medicalnewstoday, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ↑ Madeline R. Vann (18-3-2020), "7 Home Remedies to Stop a Bad Cough"، everydayhealth, Retrieved 26-7-2020. Edited.