مفهوم العولمة
تُعد العولمة من الظواهر الكُبرى والتي حلّت على العالم، كما أنّها ترمي إلى عدّة أبعاد سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، لذلك لم يكُن هناك تعريف جامع لمفهوم العولمة نظرًا لتنوع أبعادها، بحيث عُرفت عند الباحثين بحسب الجانب التي كانت يُنظر إليها منه، والناظر في العلاقات الدولية الجديدة يجد أن العولمة في طليعة هذه العلاقات الجديدة، ومن الممكن تعريف العلومة على أنها: "مرحلة جديدة من مراحل الحداثة والتطور وربط المجتمع المحلي بغيره من المجتمعات ثقافيًّا وسياسيًّا وعسكريًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا"، وقد خُصص هذا المقال لتلسيط الضوء حول نشأة العولمة، بالإضافة إلى توضيح ما هي أهداف العولمة.[١]
نشأة العولمة
قبل الإجابة عن سؤال: ما هي أهداف العولمة، يجب الإطلاع على نشأتها، فهُناك العديد من الباحثين الّذين يرون أنَّ العولمة وما ترمي إليه ليست وليدة اليوم، ولم تتشكل في القرون الماضية، بل هي عبارة عن مراحل تاريخية مرت بالعديد من الأزمنة تعود إلى بداية القرن الخامس عشر، هذا القرن شهد عصر النهضة الأوروبية ومن خلال هذا العصر نشأت جميع المُجتمعات القومية، فبدأت العولمة تدريجيًّا بتدرج ظاهرة الدولة القومية والتي حلَّت بشكلٍ واضح مكان الإقطاعية، هذا الأمر عمل على توسعة الأسواق الدولية لتشمل جميع الأمم بعدما كان السّوق محدودًا بحدود المقاطعة، والواضح أنَّ مُصطلح العولمة ذو منشأة غربية في الأصل، كما أنَّ طبيعته وأبعاده غربية، ويُقصد به إحلال مجموعة من الأفكار والثقافات على دول العالم بأسره، فهي لم تأتي نتيجة العلاقات بين الحضارات الشرقية والغربية، بل نشأت نتيجة سيطرة قطب واحد على العالم، بحيث ينشر فكرته وثقافته مستخدمًا قوة النظام الرأسمالي الغربي لتحقيق مطالبه، ولكن لم تأتي هذه السيطرة بصورة مُباشرة، وإنما من خلال طرق سياسية يرضى بها المُستمعر بكل حب وسعادة، بل أيضًا يتمسك بها وينسى هويته وثقافته الذّاتية، يقول بات روبرتسون: " لم يعد النظام العالمي الجديد مجرد نظرية، لقد أصبح وكأنه إنجيل".[٢]
ما هي أهداف العولمة
كما سُبق ذكره أنَّ العولمة ترمي إلى تحقيق العديد من الأهداف الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وإلى غير ذلك بأسلوب غير مباشر، ولمرفة ما هي أهداف العولمة يجب الاطلاع إلى جميع الأبعاد التي ترمي إليها، ولكن من الممكن إبجاز هذه الأهداف بما يأتي:[٣]
- تجاوز جميع الخبرات والنظم والقيم والمشكلات البيئية المحلية، على أن تعبر جميع الحدود السياسية والجغرافية لجميع دول العالم بأسره.
- السعي من أجل تطوير وسائل الاتصال الدولي؛ وذلك من أجل تسهيل انتقال كل ما يُراد نقله.
- يرى العديد من العلماء أنَّ الهدف الأساسي من العولمة هو هيمنة الدول القوية على الدول الضعيفة، ونقل أفكار هذه الأولى لتحل مكان أفكار ومعتقدات الاخيرة.
- تراجع حدود القومية السياسية وتآكل دور الدول الضعيفة.
- ترمي العوملة إلى طمس جميع ثقافات وسياسيات وعادات وتقاليد الدول، وإحلال مكانها قيم ومبادئ دولة غربية ذا نفوذ قوي.
- تهدف العوملة بشكلٍ غير مباشر بأن يتخلى الفرد عن هويته الذاتية، ويعتنق أفكار ومبادئ لا تنسجم مع قيمه الأصلية.
المراجع
- ↑ الدكتور عبد العزيز المنصور (2009)، العولمة والخيارات العربية المستقبلة، سوريا: جامعة دمشق، صفحة 561-562. بتصرّف.
- ↑ "مفهوم العولمة ونشأتها"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-02-2020. بتصرّف.
- ↑ الدكتور عبدالعزيز منصور (2009)، العولمة والخيارات العربية المستقلة، سوريا: جامعة دمشق ، صفحة 563. بتصرّف.