محتويات
- ١ ما هي أهمية الصلاة من الناحية الدينية؟
- ١.١ عماد الدين
- ١.٢ أول ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة
- ١.٣ فرضُ عقوبات شديدة على تركها
- ١.٤ سبب في تكفير الذّنوب
- ١.٥ دليل على بعد المسلم عن الكفر والنّفاق
- ١.٦ أحبّ الأعمال إلى الله تعالى
- ١.٧ سبب في النّجاة يوم القيامة
- ١.٨ تقوية الصلة بين الله عز وجل وعبده
- ١.٩ تذيق الإنسان حلاوة الإيمان
- ١.١٠ اهتمام الصّالحين بها وتقديمها على ما سواها
- ٢ ما هي أهمية الصلاة من الناحية التربوية والسلوكية؟
- ٣ ما هي أهمية الصلاة من الناحية النفسية؟
- ٤ ما هي أهمية الصلاة من الناحية الصحية؟
- ٥ ما هي سبل المحافظة على الصلاة؟
- ٥.١ ضع ما يذكرك بالصلاة
- ٥.٢ اختر رفقائك بعناية
- ٥.٣ استشعر نعم الله تعالى عليك
- ٥.٤ اعتنِ بفرائضك
- ٥.٥ لا تنس السنن والنوافل
- ٥.٦ ضع الصلاة أولوية
- ٥.٧ داوم على الاستغفار
- ٥.٨ اقرأ قصص الصالحين والسلف الصالح
- ٥.٩ احرص على الدعاء وطلب العون والتوفيق من الله
- ٥.١٠ حافظ على وردك اليومي من كتاب الله تعالى
- ٥.١١ استثمر وقتك بطاعة الله تعالى
- ٥.١٢ حافظ على صلاة الجماعة
ما هي أهمية الصلاة من الناحية الدينية؟
عماد الدين
وذلك بالتَّشديد في أمر المسلمين بالمحافظة على الصّلاة فالدين لا يقوم إلا بها، ومن الآيات الدّالة على ذلك قول الله تعالى: {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ}،[١] وقوله: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}.[٢] وفي الحديث أنَّ الرسول قال: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد".[٣][٤]
أول ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة
الصلاة هي أوَّل عمل يحاسَب عليه المسلم يوم القيامة فإذا صلحَت كانت بقية أعماله صالحة وإذا كانت فاسدة فعاقبته وخيمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوَّلُ ما يحاسبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصَّلاةُ ، فإن صلُحَت صلُحَ سائرُ عملِهِ ، وإن فسَدت فسدَ سائرُ عملِهِ".[٥][٤]
فرضُ عقوبات شديدة على تركها
فالعقاب على ترك الصلاة شديد في الدنيا والآخرة، وذلك واضح في قول الله تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}،[٦] والغيُّ هو الخُسران.[٧]
سبب في تكفير الذّنوب
عن عثمان قال سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: "أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ بِفِنَاءِ أَحَدِكُمْ نَهَرٌ يَجْرِي، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، مَا كَانَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ؟ قَالُوا: لَا شَيْءَ، قَالَ: "إِنَّ الصَّلَوَاتِ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ كَمَا يُذْهِبُ الْمَاءُ الدَّرَنَ".[٨][٩] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- كما روى الإمام مسلم أَنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قَالَ: "الصَّلَاةُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ".[١٠][١١]
دليل على بعد المسلم عن الكفر والنّفاق
عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ شُهُودُ الْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ، لاَ يَسْتَطِيعُونَهُمَا".[١٢][١٣] وعنه -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ".[١٤][٩]
أحبّ الأعمال إلى الله تعالى
عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود كما روى البخاري أنَّه قَالَ: "سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا".[١٥][١٦]
سبب في النّجاة يوم القيامة
عن عبد الله بن عمرو أنَّ النَّبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنَّه ذكر الصلاة فقال: "مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا، كَانَتْ لَهُ نُورًا، وَبُرْهَانًا، وَنَجَاةً مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا، لَمْ تَكُنْ لَهُ نُورًا، وَلَا نَجَاةً، وَلَا بُرْهَانًا، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ".[١٧][١٨]
تقوية الصلة بين الله عز وجل وعبده
ذاك أنّ الإنسان إذا داومَ على الصّلاة خاشعًا، أورَثه ذلك معرفةً للّه وخشية له ليستا عند غيره، إذ أنَّ المٌصلّي الخاشع يعلم أنَّه يقف بين يديِّ الله.[١٩]
تذيق الإنسان حلاوة الإيمان
وذلك من خلال استحضار المعاني الموجودة في الصلاة وتفريغ القلب من مشاغل الدنيا وهمومها.[١٩]
اهتمام الصّالحين بها وتقديمها على ما سواها
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه كان إذا قام في الصّلاة ظنَّه النّاس ثوبًا مُلقى، وعن سعيد بن جبير أنَّه إذا قام إلى الصلاة كان كأنَّه وتد، كذلك عبد الله بن الزبير يركع فيكاد طائر الرخم أن يقع من على ظهره، ويسجد فكأنه مثلَ ثوب مطروح، ويروى أنّ أبي بكر بن عياش يقول: "رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجدًا فلو رأيته قلت ميّتًا، من طول سجوده".[٢٠]
- عن ابن وهب أنّه قال: "رأيت الثوريّ في الحرم بعد المغرب صلى ثمَّ سجد سجدة، فلم يرفع حتى نودي بالعشاء"، وعن علي بن الفضيل أنَّه رأى الثوري ساجدًا فطاف سبعة أشواط وهو ما يزال ساجدًا، وكان الرَّبيع يقول: "ما دخلت في صلاة قط فأهمني فيها إلا ما أقول وما يٌقال لي".[٢٠]
- عن عامر بن عبد الله أنَّه كان من خاشعي المصلِّين، وكان إذا صلَّى قد تضربُ ابنته بالدُّفّ وقد تتحدّث النّساء بما شئن في البيت، ولم يكن يسمع ذلك ولا يعقل منه شيئًا، وقيل له ذات يوم: هل نفسك تحدِّثك بشيء في الصلاة؟ قال: "نعم، بوقوفي بين يدي الله -عز وجل- ومنصرفي إحدى الدارين"، وسئل إذا ما كان ينشغل بأمور الدنيا في الصلاة مثل الناس، فأجاب بأنَّه أحبُّ إليه أن يُقتَل من أن يصلّي كما يصلِّي الناس وينشغل بالدنيا.[٢١]
- عن بعض الصالحين أنَّ الرَّجل كان يسجد السجدةَ وهو يعتقد أنَّه يتقرَّب بها إلى الله تعالى، لكنَّ ذنوبه في تلك السجدة تكون كثيرة ولو وزذِعت على أهل المدينة لكفتهم، ومعناه أنَّ الرجل يسجد لله وقلبه معلقٌ بباطل قد استحوذ عليه وأبعد عن الإخلاص في الصلاة.[٢٢]
إنَّ الصلاة في الإسلام مهمة جدًّا من النّاحية الدّينيّة وهي عمادُ دين المُسلم ولا يجوز تركها بأي حال من الأحوال، وهي من الأمور الفاصلة بين الإسلام والكفر.
ما هي أهمية الصلاة من الناحية التربوية والسلوكية؟
بثّ التآخي في المجتمع
وذلك بتوحيد القبلة التي هي باتّجاه بيت الله الحرام حيث إنّ جميع المسلمين باختلاف مناصبهم وأماكنهم وأعراقهم وألوانهم يقفون بين يدي الله وقبلتهم البيت الحرام، وفي ذلك إشعار بوجوب توحيد القلوب وتأليفها على أمر الله وأن يكون المسلمون كما الجسد الواحد متعاونين متآزرين.[٢٣]
تنظيم حياة المسلم
إنّ توزيع الصّلوات على أوقات مختلفة خلال اليوم، يٌشعر الإنسان المُسلم أنّ عليه أن يٌنجز أشياء بين تلك الصلوات، كما أنّ للقيام باكرًا وقتَ الفجر والنّومَ عندَ العشاء أثرٌ بالغ في تنظيم حياته.[٢٤]
الوقاية من السلوكيات غير الحسنة
يقول تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}،[٢٥] تٌشعر الصّلاة الإنسان بمراقبة الله تعالى والابتعاد عن المعاصي والأفعال القبيحة.[٢٦]
الشعور بالانتماء للأمّة
حيث يرى الإنسان جيرانه وأصدقاءه بعد الصلاة في المسجد مما يٌعزز كون المسجد هو المكان الذي يجمع فيه الجميع مهما اختلفوا.[٢٧]
ما هي أهمية الصلاة من الناحية النفسية؟
القدرة على حصر الخواطر والتّركيز
ففي الصّلاة يُجبر الإنسان نفسه على ترك كلّ شيء سوى الصّلاة، فهو يرمي كلّ همومه ومشاكله وخواطره وأفكاره خلفه بتكبيرة الإحرام ثمّ يبدأ صلاته، فإنّ قوله: "الله أكبر" يعني أنّ الله أكبر من كلّ شيء.[٢٨]
ملجأ للإنسان
وذلك إن أصابته مشكلة، فقد ورد عن حذيفة بن اليمان أنّه قال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى".[٢٩][٣٠]
التخلّص من القلق والتّوتّر
تساعد الصلاة الإنسان على التخلص من القلق والخوف والتوتر، فبالصلاة يزول الخوف والقلق لأنّ الإنسان يعلم أنّ القدر كلّه بيد الله، فيطلبُ في صلاته ما شاء من مُقدّر الأقدار.[٣١]
بث الراحة النفسيّة
يشعر الإنسان خلال الصّلاة براحة وطمأنينة عظيمتين، فبالصّلاة تزول الهموم والأحزان وبها تزكو النّفوس وتحلو الحياة، وفي الصّلاة فرج، وخلاص من المضايق والكربات.[٣٢]
ما هي أهمية الصلاة من الناحية الصحية؟
تنشيط الجسم
وذلك من خلال تحريك عضلاته بشكل منتظم ومتكرر يوميًّا.[٣٣] مما يؤدّي لاستعادة نشاطه بعدها، حيث يقول ابن القيّم: "الصَّلَاةُ رِيَاضَةُ النَّفْسِ وَالْبَدَنِ جَمِيعًا، إذا كَانَتْ تَشْتَمِلُ عَلَى حَرَكَاتٍ وَأَوْضَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ الِانْتِصَابِ، وَالرُّكُوعِ، وَالسُّجُودِ، وَالتَّوَرُّكِ، وَالِانْتِقَالَاتِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْأَوْضَاعِ الَّتِي يَتَحَرَّكُ مَعَهَا أَكْثَرُ الْمَفَاصِلِ".[٣٤]
تحسين عمل القلب
إنّ جلوس الإنسان لفترات طويلة دون حراك يتسبب في إنقاص القدرة على استخدام الأوكسجين، وهذا يجعل القلب يعمل بصعوبة لكي يمٌدّ كلّ الأعضاء الحيويّة للجسم، فالصلاة تٌجبر الإنسان على القيام من مكانه مما يٌحرّك عضلاته وبالتّالي فإنّ كمّيّة الأوكسجين التي ستدحل الجسم ستكون أعلى مما يؤدّي لصحّة أفضل للقلب.[٣٥]
توسيع الشرايين والأوردة
تعود أمراض الأوعية الدّمويّة إلى انسداد مجرى الدّم فيها أو إلى تضيّق مجرى الدّم، وتشير الدراسات الطّبيّة إلى أنّ العلاج الأمثل لتصلّب الشّرايين أو ضيق مجرى الدّم فيها هو الرّياضة، بحيث أنّ نصف ساعة من المشي اليوميّ تٌساهم بشكل ملحوظ في الوقاية من أمراض الشرايين، وهذا ما تفعله الصّلاة خصوصًا للذين يحافظون عليها في المسجد.[٣٦]
تٌنشيط الجهاز الهضمي
تساهم الصّلاة بشكل كبير في تنشيط الجهاز الهضميّ، خاصّة في الرّكوع والسّجود، حيث تنغمز الأمعاء والمعدة مما يؤدّي لتحريكهما فيندفع بذلك ألم عسر الهضم واضطراب الجهاز الهضمي.[٣٧]
إشاعة النّظافة
ذلك أنَّ الصلاة لا تصحّ دون وضوء، وقد وردَ عن أبي الدّرداء -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا إيمانَ لمن لا صلاةَ لَهُ و لا صلاةَ لمن لا وضوءَ لَهُ له"،[٣٨] وبما أنّ الصلاة لا تصح دون وضوء فهذا يعني أنّ على المسلم أن يتوضّأ يوميًّا لكلّ صلاة، وهذا يزيد من نظافة الإنسان المسلم وشيوع النظافة في المجتمع كلِّه.[٣٩]
كما يمكنك التعرّف على أحكام الصلاة وما يدور في مدارها من خلال الاطلاع على هذا المقال: ما أحكام الصلاة
ما هي سبل المحافظة على الصلاة؟
ضع ما يذكرك بالصلاة
إنّ فعل الأشياء قبل الالتزام بها، يكون أصعب من فعلها بعد أن تُصبح عادة؛ لذلك لا بدّ من ضبط شيء يٌذكّر بوقت الصّلاة ليُعين على أدائها بوقتها كما ينبغي، ومن ذلك: طلب التّذكير بها من أهل المنزل والأصدقاء، وتطبيقات الأذان على الهاتف المحمول.[٤٠]
اختر رفقائك بعناية
إنَّ للصَّحبة الصّالحة السّعيدة أثر كبير في مسار الإنسان خلال حياته، فهم يشكّلون مُوَجّهًا له نحو الخير أو الشّرّ، وعلى الإنسان أن يتّخذ الصديقَ الذي يعينه على قضاء حوائجه الدّنيويّة والأخرويّة والذي يذكره بالصلاة دائمًا.[٤١]
استشعر نعم الله تعالى عليك
عندما يستشعر الإنسان كمَّ النّعم المحاط بها من الله تعالى، يصيبه الحياء من الله -عزّ وجلّ- في أن يٌضيع صلاته، فيكون ذلك دافعًا له للقيام بأدائها وعدم التقصير فيها، وكأن قائلًا يقول له: "لقد أعطاك الله هذي النَّعم كلَّها، أتستثقل خمس صلوات في اليوم؟" فيكون هذا دافعًا له للقيام إلى الصّلاة.[٤٢]
اعتنِ بفرائضك
إنّ للفرائض أهمّيّة عظيمةً في الإسلام ولذلك فإّنه لا بدَّ من المحافظة عليها في كلِّ الأحوال، فهي أقلّ ما يمكن أن يقوم به المسلم حتّى في وقت الفتور، ويدلُّّ على هذا أنَّها لا تسقط عن المرضى، ولا عن المقاتلين في ساحة المعركة.[٤٣]
لا تنس السنن والنوافل
تكمن أهمّيّة السنن والنّوافل كركعتي الفجر وصلاة الوتر وصلاة الضحى في أنّها تُكمل النَّقص الذي يحدث في الفرائض، فلو قصَّر الإنسان في أداء الفرائض، فإنّ صلاة النّفل التي أدّاها تٌتِمّ الخلل الذي كان في الفرائض، فهي أسوار الفرائض، ومتى ما زالت خٌشي النَّيلُ من الفرائض والتهاون فيها.[٤٤]
ضع الصلاة أولوية
لا بدّ أن تشغل الصّلاة شطرًا من ذهن الذي يريد المحافظة عليها، فكما أنَّ الإنسان إن أحبّ شيئًا انجذب إليه، وأحبّ فعله، وترقّب وقت إتيانه، وجعل له حيّزًا من وقته يفكّر فيه؛ فكذلك الصّلاة، لا بدّ أن يحبَّها المسلم ويجعلها أولى أولويَّاته ليستطيع المحافظة عليها فهي أوَّل ما يسأل عليه العبد يوم القيامة.[٤٥]
داوم على الاستغفار
عند تأمٌّل قوله تعالى على لسان سيِّدنا نوح عليه السّلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}،[٤٦] نجد أنّ الاستغفار من أسباب الرّزق الحسن، ومن الجيّد الإكثار من الاستغفار رجاءَ الثَّبات على أداء الصّلاة، كما أنَّ المداومة على ذكر الله تورث خشوعًا في القلب وإجابة للدّعوة، ثمّ إنّ فوائد الذكر والاستغفار كثيرة، ويحسن بالمسلم أن لا يتركه البتّة.[٤٧][٤٨]
اقرأ قصص الصالحين والسلف الصالح
إنّ لقراءة قصص السّلف ومعرفة مواقف الصّالحين أثر كبير على سلوك الإنسان وفكره اليومي، أهمّها أنّه يٌدرك ضآلة ما يٌقدّم مقارنة لما قدّموه، وأنّه يعلم بها كم أنّ قدر الممكن عالٍ جدًّا، وبها تتجدّد همّته، وتسمو نفسه، يقول تعالى: {لَقَد كَانَ فِی قَصَصِهِم عِبرَة لِّأُولِی الألْبابِ}.[٤٩][٥٠]
احرص على الدعاء وطلب العون والتوفيق من الله
لو تضرع الإنسان إلى الله صادقًا لاستجاب الله دعاءه، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}،[٥١] وقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}،[٥٢] فينبغي على الإنسان أن لا يفتر عن طلب أموره كلِّها من الله تعالى لأنَّه الوحيد القادر على تحقيقها.[٥٣]
حافظ على وردك اليومي من كتاب الله تعالى
كان القرآن ولا يزال كتاب التّشريع الخاصّ بكلّ إنسان مسلم، ففيه تنتظم حياته وبه يفهم المطلوب منه تجاه نفسهه ومجتمعه ووطنه، فإن أراد إنسان الالتزام بالصلاة فإنَّ عليه أن يتلو كتاب الله ويتحسَّس الآيات التي تتحدّث عن الصّلاة داخله، وليقرأ فيه من سير الصّالحين وقصص السّابقين ما يعينه على القيام بالمطلوب، إضافة إلى الفوائد العامّة الكثيرة التي سيستفيدها من تلاوة القرآن الكريم.[٥٤]
استثمر وقتك بطاعة الله تعالى
عند إدراك المسلم لأهمّيّة وجوده داخل هذه الحياة؛ يعلم أنّ عليه أن لا يضيّع وقته إلا فيما ينفع آخرته، إذ الدّنيا ممرّ لآخرة، وجسر العبور لها، وروى التّرمذيّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنّه قَالَ: "لا يزولُ قدما ابنِ آدمَ يومَ القيامةِ حتى يُسأَلَ عن خمسٍ، عن عمُرِه فيم أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، و عن مالِه من أين اكتسبه وفيم أنفَقَه، وماذا عمِل فيما علمَ؟".[٥٥][٥٦]
حافظ على صلاة الجماعة
قد يبدو ذلك مُتعبًا في البداية، لكنّه يصبح نمط حياة ممتعًا يصعب الاستغناء عنه فيما بعد، وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "من توضأ فأحسنَ الوضوءَ ، ثم خرج عامدًا إلى الصلاةِ؛ فإنه في صلاةٍ ما كان يعمدُ إلى الصلاةِ، و إنه يكتبُ له بإحدى خطوتَيه حسنةٌ و يُمحَى عنه بالأخرى سيئةٌ، فإذا سمع أحدُكم الإقامةَ فلا يَسْعَ فإنَّ أعظمَكم أجرًا أبعدُكم دارًا، قالوا: لمَ يا أبا هريرةَ ؟ قال : من أجلِ كثرةِ الخُطا من حين يخرجُ أحدُكم من منزلِه إلى مسجدي، فرِجلٌ تَكتُبُ له حسنةٌ ، و رِجلٌ تَحطُّ عنه سيئةً، حتى يرجعَ".[٥٧][٥٨]
ولقراءة المزيد حول الصلاة وكيفية إقامتها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: كيفية إقامة الصلاة
كما يمكن التعرّف على طريقة الصلاة الصحيحة من خلال الاطلاع على هذا المقال: طريقة الصلاةالصحيحة
ولمعرفة حكم ترك الصلاة في الدنيا يمكنك الاطلاع على هذا المقال: حكم تارك الصلاة
المراجع
- ↑ سورة إبراهيم، آية:31
- ↑ سورة البقرة، آية:110
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:2616، حسن صحيح.
- ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، كتاب صلاة المؤمن، صفحة 107. بتصرّف.
- ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عبد الله بن قرط، الصفحة أو الرقم:1/189، لا بأس بإسناده إن شاء الله.
- ↑ سورة مريم، آية:59
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، كتاب صلاة المؤمن، صفحة 109. بتصرّف.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:1/253، إسناده صحيح .
- ^ أ ب عبد الله الزّيد، تعليم الصّلاة، صفحة 15. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:233 ، حديث صحيح.
- ↑ أحمد حطيبة، كتاب شرح رياض الصالحين حطيبة، صفحة 5.
- ↑ رواه سعيد بن المسيب، في التمهيد ، عن ابن عبدالبر، الصفحة أو الرقم:20/11، مرسل يتصل من وجوه.
- ↑ ابن العربي، كتاب المسالك في شرح موطأ مالك، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:2621، حسن صحيح غريب.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد بن مسعود، الصفحة أو الرقم:5970، صحيح.
- ↑ محمد البخاري، صحيح البخاري، صفحة 2.
- ↑ رواه البوصيري، في إتحاف الخيرة المهرة، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1/417، روي بإسناد جيد.
- ↑ ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث 2، صفحة 118. بتصرّف.
- ^ أ ب ليلى عطّار، آراء الن الجوزي التربوية، صفحة 362. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد الملك العاصي، والثمن الجنّة، صفحة 35. بتصرّف.
- ↑ محمد الصّباغ، الخشوع في الصّلاة، صفحة 96. بتصرّف.
- ↑ محمّد الغزالي أبو حامد، إحياء علوم الدّين، صفحة 172. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 2584. بتصرّف.
- ↑ محمد الشّعراوي، تفسير الشعراوي، صفحة 10732. بتصرّف.
- ↑ سورة العنكبوت، آية:45
- ↑ عبد الرحمن السّيوطي، الدّرّ المنثور في التّفسير بالمأثور، صفحة 464. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزّحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 657. بتصرّف.
- ↑ سعد القحطاني، الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 271. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن كثير، في جامع المسانيد والسنن، عن محمد بن عبد العزيز، الصفحة أو الرقم:2237 ، مرسل.
- ↑ محمّد الطّبري، تفسير الطّبري، صفحة 619. بتصرّف.
- ↑ محمد الشنّاوي، العملية الإرشاديّة، صفحة 347. بتصرّف.
- ↑ أزهري محمود، كتاب هذه هي الصلاة، صفحة 20. بتصرّف.
- ↑ ابن القيّم، زلد المعاد في هدي خير العباد، صفحة 192. بتصرّف.
- ↑ ابن القيّم، الطّبّ النّبويّ، صفحة 156. بتصرّف.
- ↑ عدنان الطرشة، الصّلاة والرّياضة والبدن، صفحة 225. بتصرّف.
- ↑ عدنان الطرشة، الصلاة والرياضة والبدن، صفحة 228. بتصرّف.
- ↑ عدنان الطرشة، الصلاة والرياضة والبدن، صفحة 230. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:575 ، صحيح موقوف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 2584. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، أرشيف ملتقى أهل التّفسير. بتصرّف.
- ↑ سلمان العودة، دروس الشيخ سلمان العودة، صفحة 40. بتصرّف.
- ↑ عبد المحسن العباد، كتاب فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين للنووي وابن رجب رحمهما الله، صفحة 75. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلّفين ، فتاوى الشبكة الإسلاميّة، صفحة 5299. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 4860. بتصرّف.
- ↑ عبد الله العبسي، مصنّف ابن أبي شيبة، صفحة 171. بتصرّف.
- ↑ سورة نوح، آية:10
- ↑ محمد مروان (2018-11-20)، "فوائد ذكر الله"، موضوع، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-01.
- ↑ ماهر بن عبد الحميد، شرح الدعاء من الكتاب والسنة، صفحة 202. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:111
- ↑ سلمان العودة ، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 39. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية:60
- ↑ سورة البقرة ، آية:186
- ↑ أحمد غلّوش، دعوة الرسل عليهم السّلام، صفحة 251. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 1229. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:128 ، حسن لغيره.
- ↑ ناصر الغامدي، كتاب أحكام العبادات المترتبة على طلوع الفجر الثاني، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:297 ، صحيح .
- ↑ عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 255. بتصرّف.