ما هي أورام الرأس

كتابة:

ورم الرأس

يُعؤَف ورم الرأس أو ورم الدماغ بأنَّه كتلة من الخلايا غير الطبيعية في الدماغ تسبِّب العديد من الاضطرابات؛ لأن الجمجمة التي تحيط بالدماغ صلبة للغاية لا تسمَّح بأي تمدُّد أو زيادة في الحجم، فعندما تنمو هذه الأورام يمكن أن تسبب زيادة الضغط داخل الجمجمة، مما يؤدي إلى تلف في الدماغ، وهذا ما يعّرض حياة المصاب للخطر. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأورام قد تكون خبيثةً سرطانيةً أو غير سرطانية حميدةً.[١]

تظهر أورام المخ الأولية من الخلايا المختلفة التي تشكل المخ والجهاز العصبي المركزي، ويتم تسميتها بناءً على نوع الخلية الأولية التي تتشكل منها أول مرة، وأكثر أنواع الأورام الدماغية التي تصيب البالغين شيوعًا هي الأورام الدبقية، مثل الورم النجمي، إذ تتشكل من الخلايا النجمية وأنواع أخرى من الخلايا الدبقية المساعدة على الحفاظ على صحة الأعصاب، أما النوع الثاني الأكثر شيوعًا من أورام الدماغ عند البالغين هو ورم السحايا، إذ تتشكل هذه الأورام في الطبقة الرقيقة من الأنسجة تغطي الدماغ والنخاع الشوكي التي تعرف بالسحايا، وعادةً ما تكون أورامًا حميدةً، ويمكن أن تسبب مضاعفات نتيجة الضغط الزائد.[٢]


أنواع ورم الرأس

يشير الأطباء إلى نوع الورم بناءً على الموقع الذي نشأت منه الخلايا، فإذا بدأ الورم في الدماغ فهو ورم دماغي أساسي، لكن إذا بدأ في جزء آخر من الجسم وانتشر إلى المخ فهو ورم دماغي ثانوي أو ورم دماغي نقيلي، ويمتاز كل نوع منها بمجموعة من الخصائص والأنواع الفرعية المختلفة.

قد يتكون الورم من أكثر من نوع من الخلايا، ففي عام 2016 قامت منظمة الصحة العالمية رسميًّا بإعادة تصنيف جميع أنواع ورم الدماغ والحبل الشوكي، ويوجد الآن أكثر من 120 نوعًا من أورام المخ والنخاع الشوكي التي تؤثر في أنواع مختلفة من الخلايا، ومن الأمثلة على هذه الأنواع ما يأتي:[٣]

  • ورم العصب السمعي: يشار إليه أيضًا باسم الورم الشفاني الدهليزي، ويتشكل هذا النوع على الأغماد التي تحمي الأعصاب، وغالبًا ما يصيب الأعصاب السمعية.
  • الورم الحبلي: تتشكل هذه الأورام الحميدة عند قاعدة العمود الفقري أو الجمجمة، أو بالقرب من الغدة النخامية، مع ذلك قد تصبح غضروفيةً سرطانيةً خبيثةً.
  • لمفوما الجهاز العصبي المركزي: يصيب هذا النوع الخلايا المناعية في الغدد الليمفاوية، ويعد الأكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60-80 عامًا، ويزداد شيوعه أيضًا عند الشباب حاليًا.
  • ورم قحفي بلعومي: يتطور هذا الورم بالقرب من العصب البصري في قاعدة الدماغ وبالقرب من الغدة النخامية.
  • أورام الخلايا الجنسية: تتطور من الخلايا الجنسية، خاصةً عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 11-30 عامًا، ويمكن أن تكون حميدةً أو خبيثةً.
  • الأورام الدبقية: يبدأ هذا الورم في النسيج الداعم للدماغ، حيث يؤثر على الخلايا النجمية، وخلايا البطانة العصبية، والخلايا الدبقية قليلة التغصُّن، ويمكن أن تتطور في عدة مناطق في الدماغ والجهاز العصبي.
  • ورم وعائي دموي: يحدث الورم الوعائي الدموي نتيجةً لفرط نمو الأوعية الدموية في الجلد أو الأعضاء الداخلية، ويوجد منها نوعان قد يُصيبان الدماغ، وينمو الورم البطاني الوعائي ببطء مشّكلًا أورامًا حميدةً، وقد تنشأ الأورام الوعائية الدموية في السحايا، ويمكن أن تنتشر إلى الأعضاء البعيدة في ما بعد، مثل الرئتين.
  • أورام شحمية: تنمو هذه الأورام من الأنسجة الدهنية، وتعد حميدةً، ونادرًا ما تسبب ظهور أعراض أو مشاكل صحية.
  • الورم الأورومي النخاعي: يعد الأكثر شيوعًا عند الأطفال، حيث يتطور الورم النخاعي في الخلايا الجنينية في وقت مبكر مع تطور الجنين، ودائمًا ما يتطور في الجزء السفلي من الدماغ في الخلف، وعادةً ما ينتشر، لكن من النادر أن ينتشر خارج الدماغ والحبل الشوكي.
  • ورم سحائي: يتطور هذا الورم من الداخل من الطبقة الواقية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي، ويمثل حوالي ثلث جميع الأورام التي تبدأ في الدماغ، ومعظم هذه الأورام حميدة.
  • ورم ليفي عصبي: هو ورم من الألياف العصبية نتيجة الإصابة باضطرابات جينية موروثة.
  • الأورام العصبية والدبقية المختلطة: تتطور هذه الأورام من مجموعات من الخلايا العصبية تسمى خلايا العقدة، وهي حميدة وتنمو ببطء.
  • الأورام الصنوبرية وأورام الغدة النخامية: إذ تتشّكل على الغدد التي تلعب أدوارًا أساسيةً في إفراز الهرمون.
  • ورم الجلد العصبي البدائي: يشبه هذا النوع الأورام النخاعية الأورومية عن قرب تحت المجهر، لكنه ينمو في جزء مختلف من الدماغ، ويعد هذا الورم نادرًا، لكنها خبيثًا للغاية ويميل إلى الانتشار.


أعراض ورم الرأس

تعتمد أعراض أورام المخ على موقع الورم وحجمه، حيث تسبب بعض الأورام تلفًا مباشرًا بسبب غزو أنسجة المخ، في حين يسبب بعضها الآخر ضغطًا على الدماغ، وستظهر الأعراض عند ضغط الورم المتزايد على أنسجة المخ، ومنها ما يأتي:[١]

  • الصداع، وهو أحد الأعراض الشائعة لسرطان المخ، ويكون شديدًا جدًّا في الصباح عند الاستيقاظ، أو خلال النوم، وقد يتفاقم مع العطس أو السعال أو ممارسة التمارين الرياضية.
  • عدم وضوح الرؤية، أو الرؤية المزدوجة.
  • لبارتباك.
  • نوبات تشنجية، خاصةً عند البالغين.
  • ضعف طرف أو جزء من الوجه.
  • التقيؤ.
  • حدوث تغير في الأداء العقلي.
  • فقدان الذاكرة.
  • صعوبة في الكتابة أو القراءة.
  • التغير في القدرة على السمع أو التذوق أو الشم.
  • انخفاض اليقظة، والذي قد يشمل النعاس وفقدان الوعي.
  • صعوبة في البلع.
  • الدوخة أو الدوار.
  • مشاكل في العين، مثل تدلي الجفون وعدم تساوي حجم البؤبؤ.
  • رعشة اليد.
  • فقدان التوازن.
  • خدر أو وخز على جانب واحد من الجسم.
  • فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء.
  • اضطرابات في التحدث أو فهم ما يقوله الآخرون.
  • التغيرات في المزاج، والشخصية، والعواطف، والسلوك.
  • صعوبة المشي.
  • ضعف العضلات في الوجه، أو الذراع، أو الساق.


عوامل خطر الإصابة بأورام الرأس

يوجد العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بأورام الرّأس، ومنها:[١]

  • العمر، إذ يزداد خطر الإصابة بأورام الرأس مع التقدّم بالعمر.
  • التّاريخ العائليّ للإصابة بأورام الرأس، ففي حالة معاناة أكثر من فرد في العائلة من ورم الرّأس يجب مراجعة الطبيب عند الشّعور بأي أعراض أورام الرّأس، ولكن تجدر الإشارة إلى أنَّ أورام الدماغ نادرًا ما تكو موروثة.
  • الإشعاع، إذ يُعدّ التعرّض لأي نوع من الإشعاعات من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأورام الرّأس.
  • التعرّض للمواد الكيميائيّة أثناء العمل يزيد من خطر الإصابة بورم في الرّأس.
  • عدم الإصابة بجدري الماء، فوفقًا للجمعية الأمريكية لأورام الدماغ إن الإصابة بجدري الماء يقلِّل من خطر الإصابة بأورام الدماغ.


علاج ورم الرأس

يعتمد علاج الورم في المخ على نوعه وحجمه وموقعه وكذلك على صحة الشخص العامة، ومن طرق العلاج المتبعة ما يلي:[٤]

  • الجراحة: إذا كان ورم الدماغ موجودًا في مكان مناسب لإجراء عملية جراحية فسيعمل الجّراح على إزالة أكبر قدر ممكن منه، لكن في بعض الحالات تكون الأورام صغيرةً وسهلة الانفصال عن أنسجة المخ المحيطة، الأمر الذي يجعل الإزالة الجراحية الكاملة ممكنةً، وفي حالات أخرى لا يمكن فصل الأورام عن الأنسجة المحيطة بها أو أنها تقع بالقرب من المناطق الحساسة في الدماغ، مما يجعل الجراحة محفوفةً بالمخاطر، مثل: العدوى، والنزيف.
  • العلاج الإشعاعي: يستخدم العلاج الإشعاعي أشعةً عالية الطاقة مثل الأشعة السينية أو البروتونات لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن أن يكون هذا العلاج من جهاز خارج الجسم ويسمى إشعاع الحزمة الخارجية، أو في حالات نادرة جدًا يمكن وضع الإشعاع داخل الجسم بالقرب من ورم الدماغ، ويسمى بالعلاج الإشعاعي الداخلي.
  • العلاج الكيميائي: يتم استخدام العقاقير لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن أن تؤخذ أدوية العلاج الكيميائي عن طريق الفم على شكل حبوب، أو عن طريق الحقن بالوريد، ويعد دواء تيموزولوميد المستخدم في أغلب الأحيان لعلاج أورام المخ، وتعتمد الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي على نوع وجرعة الأدوية، ومنها: الغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشعر.
  • العلاج بالعقاقير المستهدفة: تركز العلاجات الدوائية المستهدفة على تشوهات محددة موجودة داخل الخلايا السرطانية، وتسبِّب هذه العلاجات موت الخلايا السرطانية عن طريق منع هذه العيوب والتشوهات.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Verneda Lights, "Brain Tumor"، www.healthline.com, Retrieved 9-11-2019. Edited.
  2. "Brain Tumors in Adults", www.webmd.com, Retrieved 9-11-2019. Edited.
  3. Adam Rowden, "Types, symptoms, and treatment of a brain tumor"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 9-11-2019. Edited.
  4. "Brain tumor", www.mayoclinic.org, Retrieved 9-11-2019. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×