محتويات
ما هي إفرازات الولادة؟
تستعدّ المرأة في الفترة الأخيرة من الحمل لِلحظة الولادة واستقبال طفلها بعد مواجهة العديد من الصعوبات خلال هذه الفترة، ويبدء مع قرب الولادة ظهور مجموعة من العلامات والأعراض التي تختلف من امرأة لأخرى، وإحدى هذه العلامات يتعلّق بتغيُّر الإفرازات المهبليّة، فخلال فترة الحمل، تكون فتحة عنق الرحم مسدودة بتجمّع من المخاط الذي يمنع البكتيريا من دخول الرحم، وتندفع هذه السدّادة المخاطية باتجاه المهبل خلال الثلث الأخير من الحمل، لذا قد تلاحظ المرأة قبل الولادة بأيام قليلة نزول السدّادة المخاطيَّة عبر المهبل على صورة قطعة كبيرة، أو أجزاء صغيرة يستمرّ نزولها خلال بضعة أيام.
كما تُعدّ زيادة كميَّة الإفرازات المهبليّة، أو زيادة كثافتها خلال الأيام الأخيرة التي تسبق الولادة واحدة من علامات قرب الولادة، وعادةً ما تكون هذه الإفرازات صافية اللون، أو وردية، أو مائلة للون الدم، وتُعرف الإفرازات السميكة وردية اللون بالظهور الدموي (Bloody show)، والتي تُعدّ دليلًا واضحًا على أنَّ حدوث المخاض وشيكًا.[١][٢]
متى تستدعي إفرازات الولادة مراجعة الطبيب؟
كما بينّا سابقًا، في بعض الحالات، تكون الإفرازات المهبلية الطبيعيَّة التي تدل على قرب الولادة ورديَّة اللون أو مائلة للأحمر، ولكنَّ ظهور هذه الإفرازات لا يعني بالضرورة بدء الولادة فورًا، فلا بدّ أيضًا من حدوث التقلصات، وتوسع عنق الرحم حوالي 3-4 سنتمترات للتأكد من بدء المخاض، وعند حدوث هذه الأعراض يجب على المرأة الحامل مراجعة الطبيب في أقرب فرصة.[١]
كما يمكن القول بأنَّه يجب على المرأة الحامل عدم التردّد في التواصل مع الطبيب في حالة الشكّ بحدوث الولادة أو ظهور أيَّة أعراض تُثير القلق، وتكون مراجعة الطبيب فورًا ضروريَّة في حالات معيّنة، منها:[٢][٣]
- حدوث النزيف المهبلي الكثيف، الذي يكون شبيهًا بنزيف الحيض، فأحيانًا يدل حدوث ذلك على وجود مشكلة معيّنة.
- نزول تدفق كبير من الإفرازات المهبلية، بحيث يغمر الفوط الصحيّة الماصة للإفرازات المهبليّة.
- اندفاع كمية من السائل بصورة مفاجئة، والذي قد يدلّ على نزول ماء الرأس.
ما هي الإفرازات التي تلي الولادة؟
تعرف الإفرازات التي تلي الولادة باسم الهُلابَة أو مفرزات النفاس أو الخَلاصة (Lochia)؛ وهي عبارة عن إفرازات مهبليّة تبدء بالنزول بعد الولادة، وتحتوي على دم، ونسيج من بطانة الرحم، وبكتيريا، كما تزداد كميتها بعد النهوض في الصباح، وأثناء القيام بمجهود جسدي، أو أثناء تقديم الرضاعة الطبيعية للطفل،[٤][٥] ويُعزى سبب نزول إفرازات بعد الولادة إلى حاجة الجسم للتخلص من أي كمية زائدة من الدم، أو الأنسجة التي كانت موجودة لتغذية الطفل في مرحلة تطوّره داخل الرحم، ويجب التأكيد من أنّ هذه الإفرازات طبيعية ومؤقتة، ولا يمكن تجنبها بعد حدوث الولادة.[٦]
وتتميّز إفرازات بعد الولادة بمجموعة من الخصائص، منها:[٤][٥]
- احتوائها على كمية أكبر من الدم في أوّل الأيام بعد الولادة، لذا تظهر باللون الأحمر الداكن، وتكون شبيهة بكثافة دم الحيض، وقد تتدفّق بكميات صغيرة بصورة متقطعة، أو مستمرّة، وربما تحتوي الإفرازات على خثرات دموية، وهنا يجدر الذكر بأنَّ النساء اللّواتي خضعنّ للولادة القيصرية تكون لديهنّ كمية الإفرازات أقل بعد مضي 24 ساعة مقارنةً بالنساء اللواتي خضعنّ للولادة الطبيعيّة.
- تغيرها لتُصبح مائيّة أكثر خلال الفترة بين اليوم 2-4 بعد الولادة تقريبًا، ويُصبح لونها مائلًا إلى الوردي.
- نزول كميات صغيرة من الإفرازات بعد مضي عشرة أيام من الولادة، وتكون هذه الإفرازات بيضاء أو مصفرَّة، وغالبًا ما تحتوي على خلايا الدم البيضاء، وخلايا من بطانة الرحم.
- تضاؤل كمية الإفرازات في غضون أسبوعين أو أربعة أسابيع أخرى إلى حين توقفها، ويختلف استمرار نزول مفرزات النفاس من امرأة لأخرى، ولكنَّها عادةً ما تتوقف خلال 4-6 أسابيع بعد الولادة.
كيف يمكن التعامل مع الإفرازات التي تلي الولادة؟
ثمّة مجموعة من النصائح التي يجدر بالمرأة الأخذ بها أثناء تعاملها مع الإفرازات التي تلي الولادة، وفي الآتي ذكر لمجموعة من أبرز هذه النصائح:[٥][٦]
- الحرص على استخدام الفوط الصحيّة الثقيلة بعد الولادة، خاصةً خلال الفترة الأولى، التي يكون فيها نزول الدم كثيف.
- تجنّب استخدام السدّادة القطنيّة لمدّة لا تقل عن ستّة أسابيع على الأقل بعد الولادة، فهي قد تكون أحد طرق حدوث العدوى.
- الحرص على أخذ قسط كافٍ من الراحة، فالحركة والنشاط الزائد قد يكون سببًا في زيادة مدّة نزول إفرازات بعد الولادة، أو تحفيز حدوث النزيف مرّة أخرى بعد توقفه أو نقصان كميته.
- تكرار التبول حتى في الحالات التي لا تشعر فيها المرأة بالإلحاح، إذ بعد الولادة قد تقل حساسية المثانة، الأمر الذي ربما يُصاحبه عدم الشعور بالإلحاح أو الحاجة للتبول بالرغم من امتلاء المثانة تمامًا، وبتكرار التبوّل يمكن تجنّب الإصابة بالعدوى في القناة البوليّة، إلى جانب تجنّب الكثير من الألم والنزيف بعد الولادة.
- ارتداء الملابس التي يمكن التفريط بها، فربما تتسبَّب الإفرازات بعد الولادة بتلطيخ الملابس بالبقع.
- التواصل مع الطبيب في حالة تدفق الدم بغزارة، أو وجود رائحة كريهة للإفرازات غير شبيهة برائحة الدورة الشهرية الاعتيادية.
نصائح عامة في فترة نزول إفرازات بعد الولادة
تحتاج المرأة بعد الولادة لفترة لا بأس بها كي يتعافى جسدها من التغيرات التي حدثت خلال الولادة، ويوجد العديد من النصائح التي يُوصى باتباعها خلال هذه الفترة لتسريع التعافي، منها:[٧]
- العودة لممارسة الأنشطة تدريجيًّا، ويُمكن البدء ببعض المشي، مع التأكد من أخذ فترات متكرّرة من الراحة خلال اليوم.
- التغذية السليمة؛ إذْ يُنصح باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وتناول وجبات غذائية تحتوي على نسبة عالية من البروتين، والكالسيوم، والألياف الغذائية.
- الحرص على شرب كميات كافية من السوائل.
- أخذ قسط من الراحة لتسريع التعافي، كما تسهم القيلولة في تزويد الجسم بالراحة، وتعويض ساعات النوم التي تفقدها الأم في الليل.
- تجنّب رفع الأثقال أو الرياضات العنيفة، لأنّ الجسم ما زال في مرحلة التعافي.
- تجنّب القيادة خلال الفترة الأولى بعد الولادة.
المراجع
- ^ أ ب Catherine Donaldson-Evans, "10 Signs of Labor", whattoexpect, Retrieved 2020-11-02. Edited.
- ^ أ ب "Signs of labor: Know what to expect", mayoclinic, Retrieved 2020-11-02. Edited.
- ↑ "Third Trimester", webmd, Retrieved 2020-11-02. Edited.
- ^ أ ب "Pregnancy: Physical Changes After Delivery", clevelandclinic, Retrieved 2020-11-02. Edited.
- ^ أ ب ت Kate Marple, "Postpartum: Normal bleeding and discharge (lochia)", babycenter, Retrieved 2020-11-02. Edited.
- ^ أ ب Colleen de Bellefonds, "Postpartum Bleeding (Lochia)", whattoexpect, Retrieved 2020-11-02. Edited.
- ↑ "Postpartum Discharge Instructions", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-11-02. Edited.