قصور الغدة الدرقية

كتابة:
قصور الغدة الدرقية

الغدة الدرقية الخاملة

يحدث خمول الغدة الدرقية عندما يعجز الجسم عن إنتاج كميات كافية من هرمونات الغدة الدرقية، وتعدّ الغدة الدرقية، غدةً صغيرةً مشابهةً لشكل الفراشة، وتقع في الرقبة من الجهة الأمامية، وتنتج هرمونات تساعد الجسم على تنظيم العديد من العمليات الحيوية داخله، وتنظيم استهلاك الطاقة فيه، وتساعد هرمونات الغدة الدرقية على تزويد أعضاء الجسم بالطاقة، والتحكم بوظائف القلب ووظائف الجهاز الهضمي.

إنّ انخفاض معدل هرمونات الغدة الدرقية، سيُؤثر في وظائف الجسم والأعضاء، ممّا يؤدي إلى بطء أدائها لوظائفها، ويُعدّ خمول الغدة الدرقية منتشرًا عند النساء أكثر من الرجال، ويمكن أنّ يصيب الأشخاص في أيّ عمر، وغالبًا ما يُصيب الأشخاص فوق عمر الستين، وعادةً ما يكتشف المرء إصابته بخمول الغدة الدرقية صدفةً أثناء إجراء فحص الدم الروتيني، أو بعد ظهور الأعراض المصاحبة لها.[١]


أنواع قصور الغدة الدرقية

قصور أو خمول الغدة الدرقية؛ مرض يحدث نتيجة نقص مستوى هرمونات الغدة الدرقية في الجسم بسبب عدم إفرازهما بالكم الكافي من الغدة، وتكثر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذا المرض، ويمكن تقسيم قصور الغدة الدرقية لثلاثة أنواع رئيسة، هي:[٢]

  • قصور الغدة الدرقية الأولي، يحدث عندما تعجز الغدة الدرقية نفسها عن إنتاج الهرمونات بسبب إصابتها ببعض العوامل الخطرة.
  • قصور الغدة الدرقية الثانوي، يحدث عندما تتضرر عملية إنتاج الهرمونات الموجّهة للدرقية الذي تفرزه الغدة النخامية، التي تعدّ هرموناتٍ محفّزةً للغدّة الدرقية على إنتاج هرموناتها.
  • قصور الغدة الدرقية الثالثي، الذي ينتج عن اضطراب إنتاج الهرمون المطلق لموجهة الدرقية الذي يُفرَز من تحت المهاد، وهو الهرمون المحفّز للغدة النخاميّة.


أسباب الغدة الدرقية الخاملة

يوجد عدة أسباب لعدم إنتاج الغدة الدرقية لكميات كافية من الهرمونات، وتتضمن هذه الأسباب ما يأتي:[٣]

  • أمراض المناعة الذاتية: إذ إنّ الجهاز المناعي مسؤولٌ عن حماية الجسم ومحاربة الأمراض، وفي بعض الأحيان، قد يحدث خلل ما يؤدي إلى مهاجمة جهاز المناعة لخلايا الغدة الدرقية مسببًا تدميرها، ممّا يُقلل عدد خلايا الغدة الدرقية، والأنزيمات التي تنتج الهرمونات، وقد يظهر التهاب الغدة الدرقية المناعي فجأةً أو قد يتطور تدريجيًا خلال سنوات العمر، ومن أكثر أشكال أمراض الغدة المناعية شيوعًا؛ التهاب الغدة هاشيموتو، والتهاب الغدة الدرقية الضموري.
  • الاستئصال الجراحي الجزئي أو الكليّ للغدة الدرقية: إذ إنّ بعض الأشخاص الذين يعانون من وجود عُقَد على الغدة الدرقية، أو المصابين بسرطان الغدة الدرقية، أو مرض غريفز؛ يخضعون لإجراء جراحي، لإزالة جزء من الغدة الدراقية أو استئصالها بالكامل، وإذا استؤصلت الغدة كاملةً؛ فإنّّ الشخص سيعاني من خمول في الغدة الدرقية، أمّا لو كان الاستئصال جزئيًا، فقد تستطيع الغدة المتبقية إنتاج ما يكفي من الهرمونات اللازمة للجسم.
  • التعرّض للعلاج الإشعاعي: يخضع بعض المصابون بسرطان الغدة الدرقية، أو مرض غريفز للعلاج الإشعاعي باليود المشع؛ بهدف تدمير الغدة الدرقية، كما يتضمن ذلك المصابون بسرطان هودجكين، أو سرطان الرقبة أو الدماغ، ممّا يُؤدي إلى التأثير على الغدة الدرقية مسببًا فقدان لوظيفتها جزئيًا أو كاملًا.
  • قصور الغدة الدرقية الخلقي: يشير ذلك إلى ولادة الطفل مع وجود خمول في الغدة الدرقية؛ إذ يولد الطفل في هذه الحالة دون غدةٍ درقيةٍ أو بوجودها جزئيًا، أو قد يعاني بعض المواليد من وجودها كاملةً أو جزئيةً في مكان خاطئ، وعند بعض المواليد قد لا تؤدي خلايا الغدة الدرقية وإنزيماتها وظيفتها بالطريقة الصحيحة.
  • التهاب الغدة الدرقية: ويحدث هذا الالتهاب في الغدة الدراقية، نتيجة مهاجمة جهاز المناعة للغدة أو إصابتها بعدوى فيروسية، ويتسبب هذا الالتهاب في جعل الغدة الدرقية تفرّغ جميع هرموناتها المخزنة في الدم مرةً واحدةً، ممّا يُسبب فرطًا في نشاط الغدة الدرقية لفترة قصيرة، ثم يليها خمولٌ في الغدة الدرقية.
  • الأدوية: قد يتسبب استعمال بعض الأدوية تأثيرًا على الغدة الدرقية، وقد تُفقدها القدرة على إنتاج الهرمونات طبيعيًا، ومن الأمثلة على هذه الأدوية؛ الأميودارون، والليثيوم، والإنترفيرون ألفا، والإنترلوكين 2، وتؤدي هذه الأدوية إلى حدوث خمول في الغدة الدرقية خصوصًا عند الأشخاص الذين يملكون قابليةً جينيةً للإصابة بأمراض الغدة الدرقية.
  • كمية اليود القليلة أو الكبيرة: يحصل المرء على اليود من الأغذية المختلفة ويمتص من الجسم ثم ينتقل عبر الدم إلى الغدة الدرقية؛ لذلك فإنّ وجود اليود يُعدّ أمرًا أساسيًا لعمل الغدة الدرقية بكفاءة؛ إذ إنّ عملية إنتاج هرمونات الغدة الدرقية تحتاج كميات كافية من اليود في الجسم، كما قد يُؤدي وجود كمية كبيرة من اليود إلى الإصابة بخمول في الغدة الدرقية.
  • تلف الغدة النخامية: تعدّ الغدة النخامية الغدة الرئيسية التي تقود الغدة الدرقية وتتحكم بكمية إفرازها للهرمونات، وعندما تصاب الغدة النخامية بتلف؛ كما في حال الإصابة بالأورام، أو التعرض للعلاج الإشعاعي، أو الجراحة، فتصبح الغدة النخامية غير قادرة على إعطاء التعليمات للغدة الدرقية، ممّا يؤدي إلى توقّف الغدة الدرقية عن إنتاج الهرمونات.
  • أمراض نادرة: يوجد بعض الأمراض والاضطرابات النادرة التي قد تصيب الجسم، وتعمل على إنتاج مواد غير طبيعية، وتضعها في الغدة الدرقية، ممّا يؤدي إلى فقدان الغدة الدرقية قدرتها على العمل، ومن الأمثلة على هذه الأمراض؛ الداء النشواني، ومرض الغرناوية، وداء ترسب الأصبغة الدموية.

توجد بعض عوامل تزيد خطر الإصابة بهذه الحالة عند توفرها لدى المصاب؛ مثل:[٢]

  • الجنس الأنثوي، فالنساء أكثر عرضةً للإصابة بالخمول مقارنةً بالرجال.
  • إصابة أحد أفراد العائلة بأحد الأمراض المناعية الذاتية، أو إصابة المريض نفسه بمرض مناعي آخر، مثل؛ مرض السكري من النوع الأول، والتصلب المتعدد، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والداء البطني، ومرض أديسون، وفقر الدم الخبيث، والبهاق.
  • العِرقان الأبيض والأسيوي.
  • تقدم العمر.
  • الإصابة باضطراب ثنائي القطب.
  • الإصابة بمتلازمة داون، أو متلازمة تيرنر.


أعراض الغدة الدرقية الخاملة

تصنع الغدة الدرقية هرمونين يعرفان بهرمون ثلاثي يود الثيرونين، وهرمون الثيروكسن؛ إذ تنظم هذه الهرمونات عمليات الأيض في الجسم، وكذلك تُؤثر في بعض وظائف تطور الدماغ، والتنفس، وتنظيم وظيفة القلب، والجهاز العصبي، وغيرها العديد من الوظائف، لذلك فإنّ خمول الغدة الدرقية يُسبب ظهور أعراض عديدة ومتنوعة، ومنها ما يأتي:[٤]

  • زيادة في الوزن.
  • التعب والإرهاق.
  • الحساسية الزائدة للبرد.
  • ألم في المفاصل والعضلات، التشنجات، والضعف.
  • بطء نبضات القلب، والحركة، والكلام.
  • جفاف الجلد.
  • الإمساك.
  • ضعف في الشعر والأظافر.
  • قلة التعرق.
  • نزول دم الحيض بغزارة.
  • ارتفاع الكوليسترول.
  • انتفاخ الوجه والساقين واليدين.
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • الأرق.
  • التهابات الجهاز التنفسي والبولي المتكررة.
  • فقر الدم.
  • الاكتئاب.
  • أعراض مرتبطة بعلاج خمل الغدة الدرقية، وتتضمن هذه:
    • بحة في الصوت.
    • انتفاخ الوجه.
    • فقدان السمع.
    • انخفاض معدل نبضات القلب.
    • فقدان الحاجبين أو جزء منهما.


مضاعفات قصور الغدة الدرقية

استمرار نقص هرمون الغدة الدرقية وعدم علاجه يؤدي إلى حدوث خلل في بعض الوظائف الحيوية في الجسم والإصابة ببعض الأمراض، مثل:[٥]

  • الدراق أو تضخّم الغدة الدرقية؛ إذ إن التحفيز المستمر للغدة، وحثّها على إفراز الهرمونات، يُسبب في النهاية تضخمها، ممّا يُؤثر على مظهر الرقبة ويُسبب صعوبة البلع والتنفس.
  • مشكلات قلبية.
  • الاكتئاب، وضعف وظائف العقل.
  • اعتلال الأعصاب الطرفية.
  • الوذمة المخاطية؛ هو اضطراب نادر خطير ينتج عن قصور الغدة الدرقية طويل الأجل غير المُشخَّص، ويسبب الشعور الشديد بالبرودة والدوخة، وفي النهاية فقدان الوعي، وقد ينتج الإصابة بفقدان الوعي من الوذمة المخاطية عن العدوى أو الضغط العصبي أو تناول المهدئات، وهي حالة تتطلّب التدخل الطبي الفوري لإنقاذ المصاب.
  • العقم، فانخفاض مستوى الهرمونات الدرقية يسبب اضطراب التبويض.
  • تشوّهات خَلقية، فالأطفال المولودون من أمهات مصابات بقصور الغدة الدرقية غير المعالج يكنّ أكثر عرضةً للإصابة بالتشوهات الخلقية مقارنةً بغيرهم من الأطفال.


علاج الغدة الدرقية الخاملة

يتضمن علاج الغدة الدرقية الخاملة استخدام هرمون الغدة الدرقية الصناعي ليفوثايروكسين، ويُؤخذ هذا الدواء فمويًا؛ إذ يستعيد المستوى الطبيعي لهرمونات الغدة الدرقية في الجسم، ممّا يقضي على الأعراض السابقة، ويبدأ المصاب بالشعور بالتحسن فور استخدام الدواء؛ إذ تبدأ مستويات الكوليسترول بالإنخفاض، ويقل الوزن الذي اكتسب نتيجة خمول الغدة الدرقية، وغالبًا ما يحتاج المصاب إلى استخدام هذا العلاج طول العمر، مع اختلاف الجرعات المتناولة في فترات مختلفة من حياته، وذلك حسب تعديل الطبيب المختص لها وحسب مستويات هرمون منبه الدرقية في الدم.[٦]


المراجع

  1. Kimberly Holland, "Everything You Need to Know About Hypothyroidism"، www.healthline.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Jennifer Robinson (2019-8-16), "Hypothyroidism (Underactive Thyroid)"، www.webmd.com, Retrieved 2019-10-15. Edited.
  3. "Hypothyroidism (Underactive)", www.thyroid.org, Retrieved 20-10-2019. Edited.
  4. James McIntosh , "What is hypothyroidism?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
  5. Mayo Clinic Staff (2018-12-4), "Hypothyroidism (underactive thyroid)"، www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-10-16. Edited.
  6. "Hypothyroidism (underactive thyroid)", www.mayoclinic.org, Retrieved 20-10-2019. Edited.
7874 مشاهدة
للأعلى للسفل
×