محتويات
الرضاعة الطبيعية
لا شكّ أنّ الرضاعة الطبيعية من أهم مصادر الغذاء الصحي والمثالي للأطفال حديثي الولادة، لأنّ حليب الأم يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل بالكميات الملائمة له في أي وقت يريده، ليس ذلك فحسب، لكنه أيضاً يكون بدرجة الحرارة المناسبة للطفل دائماً، ومن الناحية العاطفية فإنّ الرضاعة الطبيعية تبني روابط قوية بين الأم ورضيعها، كما أنّ لها تأثيرًا إيجابيًا على نمو الطفل السليم، وتطور عقله وذكائه.
يُنصح المختصون بالاستمرار بالرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر من عمر الرضيع، ثم البدء بإدخال أنواع الأكل المطحون والسوائل وحتى الماء، ولكن ماذا لو احتاجت الأمهات المرضعات لأخذ دواء خلال الرضاعة الطبيعية؟ ما تأثير هذا الدواء على صحة طفلها؟ وكيف يمكنها تفادي وصول الدواء إليه؟[١]
ما هي الأدوية الآمنة للمرضع؟
يختلف كل دواء عن الآخر بنسبة وصوله إلى حليب الأم، لذلك ينصح دائماً بسؤال المختصين قبل البدء بأخذ أي دواء أو مكملات غذائية أو حتى أعشاب للحفاظ على صحة الطفل، سواء كان ذلك لفترة قصيرة مثل؛ أدوية الزكام ومسكنات الألم، أو لفترة طويلة مثل؛ أدوية الأمراض المزمنة، ومن المطمئن للأم المرضع أن أغلب الأدوية تصنف بأنّها آمنة خلال فترة الرضاعة الطبيعية.
من أهم الأدوية التي تعدّ آمنة خلال فترة الرضاعة الطبيعية:[٢]
- أسيتامينوفين والبروفين، مسكنات للألم وخافضات للحرارة، ومن الأدوية الآمنة بالجرعات المسموحة.
- الأدوية للاستعمال الخارجي فقط مثل؛ الكريمات.
- الأدوية التي توضع في العين أو الأذن أو الأنف مثل؛ القطرات والبخاخات والمراهم.
توجد بعض النصائح التي يُمكنكِ أخذها بعين الاعتبار للتقليل من مخاطر الأدوية قدر المستطاع على طفلك:[١]
- يفضل أخذ الدواء عند وجود حاجة ملحة له فقط، وبأقل جرعة ممكنة وأقصر وقت مسموح.
- يفضل اختيار الدواء الذي تكون جرعته مرة واحدة في اليوم، وتؤخذ مباشرةً بعد الانتهاء من الرضاعة التي سيبقى الطفل بعدها أطول فترة دون رضاعة، وتكون في أغلب الأحيان قبل وقت نوم الطفل.
- يفضل تجنب الأدوية طويلة المدى (Long acting (LِA أو (Extended release(EX لطول فترة بقائها في الدم، وبالتالي وصولها بنسب عالية إلى حليب الثدي.
- يفضل تجنب أخذ الأدوية المركبة التي تحتوي في تركيبها على أكثر من دواء معاً، وفي حال استدعت الحالة أخذ أكثر من دواء معاً تتبعي إجراءات السلامة للدواء الأكثر خطورة.
- في حال كان الطفل غير مكتمل النمو مثل؛ حالات الولادة المبكرة، ينصح بالحذر المضاعف، لأنّ أعضاء الطفل لم تكتمل بعد حتى يستطيع جسمه تحليل الدواء، والتخلص منه.
- ينصح بقراءة النشرة المرفقة مع الدواء لمعرفة ما إذا كان هناك تحذيرات من استعماله خلال الرضاعة.
- ينصح بمراقبة الطفل خلال الفترة التي تتناولين فيها الدواء، والاتصال بالطبيب مباشرةً في حال لاحظتِ أيّ أعراض جانبية للدواء مثل؛ النعاس المستمر، والشعور بالانزعاج، وعدم الارتياح، أو أي تأثير آخر معروف.
هل يمكن أن تصل الأدوية إلى حليب الثدي؟
كل شيء موجود في دم الأم سيذهب إلى الحليب عبر غشاء رقيق في الثدي، وكذلك الأدوية، لكن تختلف نسبها وتراكيزها، فإنّ معظم الأدوية توجد بنسبة منخفضة جداً لا تؤثر على صحة الطفل، لكن أدويةً قليلةً قد توجد بنسب مرتفعة يجب الحذر منها، وتعتمد نسبة مرور الدواء إلى حليب الثدي على عدة عوامل من أهمها :[٣]
- إمكانية ذائبية الدواء في المواد الدهنية؛ أيّ أكثر المواد قابلية للمرور إلى حليب الثدي.
- حجم جزيئات الدواء وقدرته على الارتباط بالبروتينات؛ فالجزيئات الكبيرة ومن ضمنها البروتينات لا يمكنها المرور.
- التوافر الحيوي للدواء في فم الطفل؛ أي نسبة الدواء الذي يصل فعلياً دون تغيير إلى الدم بعد أن يذوب في الفم.
- سرعة تحلل الدواء في دم الأم والطفل، كي يستطيع الجسم التخلص منه وعدم بقائه لمدة طويلة.
- نشاط الدورة الدموية لدى الأم.
هل يجب وقف الرضاعة الطبيعية عند تناول الأدوية؟
إنّ الحاجة لإيقاف الرضاعة الطبيعية في أغلب الأحيان تكون قليلة، ولكن توجد بعض الحالات الاستثنائية التي تتطلب إيقاف الرضاعة مؤقتًا أو قطعها كلياً حسب توصيات الطبيب.
في حال أوقفت الرضاعة مؤقتًا ينصح باستخدام مضخة لشفط الحليب في فترة أخذ الدواء والتخلص منه حتى يستمر إدرار الحليب لدى الأم، ويُمكن شفط كمية وتخزينها بالطرق الصحيحة قبل البدء بأخذ الدواء لإعطائها للطفل في هذه الفترة.[٤]
يعتمد قرار وقف الرضاعة أو المتابعة فيها على عدة عوامل، ومن أهمها:
- كمية الدواء التي تصل إلى الحليب ومدة أخذ الدواء.
- إمكانية امتصاص جسم الطفل للدواء.
- تأثير الدواء على الطفل إذا كان حديث الولادة أو إذا كان يعاني من مشكلات صحية، خاصةً إذا كان يعاني من مشكلات في الكلى.
- كمية الحليب الذي يرضعه الطفل، وهذا يعتمد على عمره، وما إذا كانت الرضاعة هي مصدر غذائه الوحيد أم أنّ مصادرًا أخرى تدخل في غذائه مثل؛ الحليب الصناعي أو الأكل صلب [٢]
كم يستمر بقاء الدواء في حليب الأم؟
من المهم للأم المرضعة أن تعلم بأنّ الدواء لا يُخزن في حليب الثدي، لأنّه يخرج من حليب الثدي ليعود مرة أخرى إلى دمها بمجرد انخفاض تركيز الدواء في الدم بسبب تحلله وخروجه من الجسم، لذلك تعدّ الأدوية طويلة المدى التي تحتاج لفترة طويلة لتحليلها والتخلص منها غير آمنة على الطفل، لأنّها تبقى لفترة طويلة أيضاً في حليب الثدي.[٥]
ما هي الأدوية غير الآمنة؟
توجد قائمة بعدد من الأدوية التي تعد غير آمنة للاستعمال خلال فترة الرضاعة الطبيعية، ومن أهمها :[١]
- أميودارون Amiodarone لعلاج اضطرابات القلب.
- أدوية علاج السرطان بأنواعها.
- كلورامفينيكول Chloramphenicol مضاد حيوي لعلاج الالتهاب .
- إرْجوتامين Ergotamine لعلاج الشقيقة أو الصداع النصفي.
- الملح الذهبي Gold salt.
- فينينديون phenindione مميع للدم أو مضاد تخثر.
- الأدوية المشعة بأنواعها.
- ريتينويد Retinoid مشتقات الفيتامين أ يستخدم لعلاج البشرة.
- تتراسيكلين Tetracycline لأكثر من 3 أسابيع.
- بعض أدوية العلاج النفسي.
الأدوية التي تثبط إنتاج الحليب[٢]
- أدوية موانع الحمل .
- هرمون الإستروجين.
- ترازودون Trazodone لعلاج الاكتئاب والقلق.
- ليفودوبا Levodopa لعلاج باركينسون.
- بروموكريبتين Bromocriptine لعلاج حالات إفراز الحليب من الثدي و لعلاج باركينسون.
نصائح قيِّمة[٥]
- الكافيين في القهوة والمشروبات المنبهة، والنيكوتين في الدخان، والكحول جميعها مركبات صغيرة الحجم، من الممكن أن تمر إلى حليب الثدي وتؤثر على الطفل، لذا ينصح بعدم إرضاع الطفل لمدة ساعتين بعد شرب الأم أيّ منهم لضمان انخفاض تركيزه في الدم، وخروجه من الجسم.
- قد يؤثر أيضاً شرب الكحول بكميات كبيرة على الطفل، ومن الممكن أن يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض عليه مثل؛ الدوار والتعرق الشدي، ويفضل أيضاً الانتظار لمدة ساعتين بعد شرب الكحول حتى يقل تركيزه في الدم.
كل ما ذُكر عن الدواء استند إلى النشرة الطبية الخاصة به، ولكن لا يُغني ذلك عن استشارة الطبيب.
المراجع
- ^ أ ب ت Leigh Ann Anderson (23-5-2019), "Safe Medication Use During Breastfeeding"، www.drugs.com, Retrieved 4-8-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Ravindu Gunatilake ,Avinash S. Patil (11-2018), "Drug Use During Breastfeeding"، www.msdmanuals.com, Retrieved 4-8-2020. Edited.
- ↑ Thomas W. Hale (22-9-2015), "Drug entry into Human Milk"، www.infantrisk.com, Retrieved 4-8-2020. Edited.
- ↑ "Infant and toddler health", www.mayoclinic.org,10-5-2019، Retrieved 4-8-2020. Edited.
- ^ أ ب Neil Hotham (10-2015), "Drugs in breastfeeding"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 4-8-2020. Edited.