ما هي التحدمية؟

كتابة:
ما هي التحدمية؟

ما هي التحدمية؟

من بين مُختلف الإصابات التي تتعرّض لها العين التي تُسبّب تمزّقًا في إحدى الشعيرات الدمويّة الموجودة فيها تُعدّ التحدميّة Hyphema من إصابات العين التي تتسبّب بتجمّع الدم في مقدّمتها ما بين القرنيّة والقزحيّة (الجزء المُلوّن من العين)، ويكون الدم حينها ناجمًا عن تمزّق القزحيّة ونزفها أو البؤبؤ، وفي بعض الأحيان قد يُغطّي مساحةً كبيرةً من العين تُعيق الرؤية أو تمنعها بالكامل، والتحدميّة من الحالات التي تتطلّب التشخيص السريع والعلاج المُناسب؛ تفاديًا لإلحاق ضرر دائم بالعين والنظر.[١]


ما أعراض الإصابة بالتحدمية؟

تنحصر الأعراض التي يُعاني منها المُصاب بالتحدميّة في ما يأتي:[٢]

  • الشعور بالألم في العين المُصابة.
  • زيادة حساسيّة العين للضوء.
  • ضبابيّة الرؤية أو تشوّشها أو انعدامها بالكامل.
  • مُلاحظة وجود الدم المُتجمّع أمام العين، وفي بعض الأحيان قد لا يكون ظاهرًا إن كانت كمية الدم قليلةً.


ما أسباب الإصابة بالتحدمية؟

تحدث التحدميّة في مُعظم الحالات والإصابات نتيجة التعرّض لضربة ما، وفي حالات أُخرى قد تكون ناجمةً عن أمراض ومشكلات صحيّة واضطرابات وعائيّة، وفي ما يأتي توضيح لكلٍّ منهما على حدة:


التحدمية الناجمة عن إصابات

هي الإصابات التي تنجم عن التعرّض لضربة يد أو عصا على العين، أو كأحد الآثار الجانبيّة للخضوع لبعض العمليات الجراحيّة في العين، أو حادثٍ غير مقصود أثناء أداء بعض الرياضات والأنشطة الترفيهيّة، ولذلك ليس من الغريب أنّ 70% من حالات التحدميّة الناجمة عن إصابات تحدث بين فئة الأطفال والمُراهقين ممّن أعمارهم ما بين 10-20 عامًا؛ إذ إنّهم أكثر من يُشارك بمثل أنواع الرياضة تلك.[٣]


التحدمية التلقائية

هي الناجمة عن إصابة الفرد أصلًا باضطرابات صحيّة أو أمراض تُؤثّر في الأوعية الدمويّة أو تُسبّب مشكلات في الدم، ويُذكر من هذه الأمراض ما يأتي:[٣]

  • وجود توَعٍّ حديث للقرنية (Neovascularization)، وهو نشوء أوعية دمويّة جديدة نتيجة الإصابة بنقص التروية أو الإصابة باعتلال الشبكيّة السّكريّ.
  • وجود أورام في العين.
  • وجود أورام ميلانيّة في العين.
  • الإصابة بأحد اضطرابات تجلّط الدم، مثل: نزف الدم الوراثيّ، أو مرض فون ويل براند.
  • التهاب عنبيّة العين، والعنبيّة هي الجزء المسؤول عن توصيل الدم إلى الشبكيّة.
  • الإصابة بسرطان الدم.
  • الإصابة بفقر الدم المنجليّ.
  • الإصابة بفقر دم حوض البحر الأبيض المتوسط المعروف بالثلاسيميا، الذي يُسبّب الإصابة بفقر الدم لأسباب وجينات موروثة.
  • احتكاك القزحيّة بعدسات العين الداخليّة.
  • وجود تاريخ مرضيّ من التعرض لضربات في العين، أو الخضوع مُسبقًا لعملية جراحيّة فيها.
  • الإصابة بعدوى في العين سببها فيروس الهربس.


كيف تُشخّص التحدمية؟

أوّل ما يسأل عنه الطبيب لمعرفة سبب وجود الدم في العين إذا ما كان المُصاب قد تعرّض لإصابة أو ضربة عليها، بالإضافة إلى معرفة تاريخه المرضيّ كاملًا؛ لتحديد احتماليّة أن يكون سبب النزف وجود أمراض أو اضطرابات يُعاني منها أصلًا، وبعد الانتهاء من الفحص الجسديّ يلجأ الطبيب إلى واحد أو أكثر من مجموعة فحوصات مُختلفة؛ لمُساعدته على تشخيص التحدميّة، ويُذكر من هذه الفحوصات ما يأتي:[٢]

  • الفحص الشامل للعين، والتحقّق من قدرة المُصاب على الرؤية.
  • فحص ضغط العين.
  • الفحص الداخليّ للعين، بواسطة مايكروسكوب خاصّ يُسمّى المصباح الشَّقّي (Slit Lamp).
  • قد يستدعي الأمر في بعض الأحيان إجراء صورة طبقيّة محوريّة (CT Scan)؛ للتحقّق من وجود أيّ كسور في محجر العين في حال تعرّض المُصاب لضربة ما.


كيف تُعالَج التحدمية؟

من الضروريّ معرفة أنّ أيّ علاجات منزليّة أو إجراءات علاجيّة شخصيّة يُقرّرها المُصاب دون الرجوع إلى الطبيب قد تزيد وضع التحدميّة سوءًا، حتّى مُجرّد تغطية العين المُصابة بطريقة خاطئة قد يُلحق الأذى بها،[٤] لذا فإنّ الطبيب هو الأقدر على تقدير الحالة واختيار العلاج المُناسب لها، وعادةً ما يكون ذلك بناءً على ما يأتي:[٢]

  • عُمر المُصاب، وصحّته العامّة، وتاريخه المرضيّ بالضبط.
  • قُدرة المُصاب على تحمّل علاجات مُعيّنة.
  • مدى الإصابة في العين وشدّتها.
  • اختيار المُصاب وتفضيله لأحد خيارات الطبيب العلاجيّة عن غيرها.

تبدأ الخطوات العلاجيّة أولًا بسحب الدم النازف من العين، وعودة المُصاب إلى منزله مع ضرورة الالتزام بمجموعة من التعليمات والإرشادات المُهمّة لتعافيه وشفاء عينه المُصابة؛ إذ إنّ 15-20% من المُصابين يتعرّضون للنّزف في العين مرّةً أُخرى خلال 3-5 أيام من سحب الدم؛ بسبب عدم التزامهم بتعليمات الطبيب، التي تقتضي اتباع ما يأتي:[٢][٤]

  • الاستلقاء في السرير، مع ضرورة أن يكون الرأس مرفوعًا.
  • عدم الانخراط في أيّ أعمال أو أنشطة تُسبّب الإجهاد أو التعب.
  • عدم تناول أيّ أدوية تزيد من النزف في الجسم، كالأدوية التي تحتوي على الأسبرين، والأيبوبروفين، والنابروكسين، وبعض الأدوية التي تُصرف لعلاج التهاب المفاصل.
  • في حال الشعور بألم بسيط في العين يُمكن تسكينه بتناول الباراسيتامول بكميّة مُعتدلة؛ تفاديًا لتغطيته على أيّ زيادة في ألم العين، والذي قد يكون إشارة على ارتفاع الضغط فيها، مما يستدعي مُراجعة الطبيب في أسرع وقت.
  • استخدام قطرات العين التي يصرفها الطبيب 3-4 مرّات خلال اليوم أو حسب ما يراه الطبيب مُناسبًا، وقد تتضمّن القطرات الكورتيكوستيرويدات لتخفيف الالتهاب، أو الأتروبين بتركيز 1% الموسّع لحدقة العين، والذي يُصرف أحيانًا لتخفيف الألم.
  • استخدام درع أو واقٍ للعين (Eye Shield)؛ لتجنّب التعرّض لأيّ إصابات أُخرى.

ومن ناحية أُخرى فإنّ التعليمات المنزليّة السابقة غير قابلة للتطبيق للأطفال الصغار، أو لكبار السّن، أو ممّن يُعانون من مُضاعفات نتيجة الإصابة بالتحدميّة كارتفاع ضغط العين، مما يستوجب بقاءهم في المُستشفى للحصول على الرعاية المُناسبة التي تُشابه التعليمات السابقة نوعًا ما، مع إضافات بسيطة، ومنها:[٤]

  • تُعطى مُضادات التقيّؤ في حال وجود أيّ علامات على المُصاب أو شعوره بالغثيان؛ لتجنّب زيادة الضغط على العين، الذي قد يحدث نتيجة التقيّؤ.
  • تُصرف قطرات العين التي تحتوي على مُثبّطات قنوات البيتا وغيرها؛ للسيطرة على ضغط العين في حال ارتفاعه.


ما هي مضاعفات الإصابة بالتحدمية؟

رغم أنّ غالية المُصابين بالتحدميّة يُشفون تمامًا بعد التزامهم بتعليمات الطبيب، إلا أنّ المُصابين بفقر الدم المنجليّ وفي بعض الحالات الشديدة من التحدميّة تزداد لديهم احتماليّة تتطوّر مجموعة من الآثار والمُضاعفات الخطيرة، منها:[٣][٢]

  • الإصابة بنزف في العين مرّةً أُخرى في حال كانت شدّة التحدميّة كبيرةً لدى المُصاب.
  • الإصابة بالجلوكوما، وهي ارتفاع ضغط العين المُزمن الذي يُلازم المُصاب طيلة حياته، والناجم عن تلف عصب العين.
  • تلطّخ القرنيّة (Stained Cornea)، إذ إنّ الدم المُتجمّع في العين قد يصبغ الجزء الشفاف من الطبقة الخارجيّة فيها، مُسبّبًا ضبابيّة الرؤية.
  • فُقدان البصر.


المراجع

  1. David Turbert (1-4-2020), "What Is Hyphema?"، aao, Retrieved 16-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Shannon Johnson (30-3-2017), "What Is a Hyphema?"، healthline, Retrieved 16-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Troy Bedinghaus (19-5-2020), "What Is Hyphema (Blood in the Eye)?"، verywellhealth, Retrieved 16-6-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت Alan Kozarsky (21-4-2018), "Hyphema (Bleeding in Eye)"، webmd, Retrieved 16-6-2020. Edited.
6858 مشاهدة
للأعلى للسفل
×