ما هي التشوهات الشريانية

كتابة:
ما هي التشوهات الشريانية

ما هي التشوهات الشريانية؟

يتكون نظام الدورة الدموية عند الإنسان من القلب والأوعية الدموية، وتقسم هذه الأوعية إلى ثلاثة أنواع مختلفة؛ الأوردة، والشعيرات الدموية، والشرايين، وتعرف التشوّهات الشريانية أو التشوهات الشريانية الوريديّة بأنّها خلل في الأوعية الدموية في الجهاز الدوري، إذ يوجد اتصال غير طبيعي بين الأوردة والشرايين، الأمر الذي يؤثر بطريقة سلبية في قدرة الجسم على تحريك الدورة الدموية، وعلى الرغم من أنّ هذه التشوهات يمكن أن تحدث في أي مكان في الجسم، إلا أنّ بعضها يحدث في منطقة الدماغ والحبل الشوكي، الأمر الذي يمكن أن يسبب ظهور بعض الأعراض العصبية، كالنوبات التشنجية.[١]


لماذا تحدث التشوهات الشريانية داخل الجمجمة؟

لم يتمكن الأطباء حتى الوقت الحالي من تحديد سبب حدوث التشوّهات الشريانية الوريدية عمومًا بدقّة، وبصورة عامّة فإنّ الأطفال يولودون بهذه التشوهات التي يمكن أن يزيد حجمها مع النموّ، كما يمكن أن تحدث نتيجة الإصابة ببعض المتلازمات الجينية، ومن أبرز الأمثلة عليها ما يأتي:[٢]

  • متلازمة كوب: يولد الأطفال المصابون بهذه المتلازمة بوجود وحمة محمرة اللون، مصاحبة لتشوّهات شريانية وريدية في الحبل الشوكي.
  • توسع الشعيرات النزفي الوراثي: توجد التشوهات الشريانية الوريدية في هذه المتلازمة داخل الجمجمة، وفي الرئتين، والجهاز الهضمي.
  • متلازمة ويبرن ماسون: التي تُعرف أيضًا باسم متلازمة بونيت ديكوميوم بلانك، وتوجد التشوّهات الشريانية الوريدية في هذه المتلازمة في الشبكية، وهي المنطقة الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين، بالإضافة إلى وجودها داخل الدماغ، وفي بعض الأحيان يمكن أن توجد في جزء من الوجه.
  • متلازمة باركس ويبر: في هذه المتلازمة لا توجد التشوهات الشريانية الوريدية داخل الجمجمة، لكنّها توجد متعدّدةً في ذراع أو ساق واحدة، وعادةً ما تنمو الذراع أو الساق المصابة لمدّة أطول وأكبر من الجانب الآخر.


ما هي أعراض التشوهات الشريانية داخل الجمجمة؟

تختلف أعراض التشوهات الشريانية الوريدية بناءً على مكان وجودها، وغالبًا ما تظهر أولى العلامات والأعراض بعد حدوث النزيف، وتتضمّن ما يأتي:[٣]

  • النزيف.
  • الفقدان التدريجي للوظيفة العصبية.
  • الصداع.
  • الاستفراغ، والغثيان.
  • النوبات التشنجية.
  • فقدان الوعي.
  • ضعف العضلات.
  • شلل في جزء واحد من الجسم.
  • فقدان التنسيق، الذي يمكن أن يسبّب مشكلات في المشي.
  • مشكلات في أداء المهام التي تحتاج إلى التخطيط.
  • ضعف في الأطراف السفلية.
  • ألم في الظهر.
  • الدوخة.
  • مشكلات في الرؤية، كفقدان جزء من مجال الرؤية، أو فقدان التحكّم بحركات العين، أو تورّم جزء من العصب البصري.
  • مواجهة مشكلات في الكلام أو فهم اللغة.
  • الشعور بالخدر، أو الوخز، أو الألم المفاجئ.
  • فقدان الذاكرة، أو الخرف.
  • الهلوسة.


كيف تُشخَّص التشوهات الشريانية داخل الجمجمة؟

يمكن للطبيب المختص تشخيص العديد من التشوهات الشريانية الوريدية من خلال مراجعة تاريخ المصاب الطبّي، وفحص المنطقة المصابة بدقة، وبصورة عامة لا تعد هذه التشوهات وراثيّةً؛ أي أنّها لا تنتقل من الوالدين إلى أطفالهما، ويمكن في بعض الأحيان الخلط بين هذا التشوّه والورم الوعائي الدموي الطفولي، ويتميّز التشوه الشرياني الوريدي بأنه يزداد حجمًا حتى عند الأشخاص البالغين، بينما لا يحدث ذلك في الورم الوعائي الدموي، كما يمكن في أحيان أخرى الخلط بين هذه التشوهات والتشوهات الشعرية، وتتميّز التشوهات الشريانية الوريدية بأنها تملك تدفّقًا سريعًا للدّم في الأوعية الدموية الأكبر، بينما التشوهات الشعرية تكون صغيرةً وفي الطبقات العليا من الجلد فقط.[٤]

وعلى الرغم من كلّ هذه الفروقات يشخّص الأطباء عادةً هذه التشوهات باستخدام التصوير الطبي، الذي يُظهِر مناطق تدفق الدم، وغالبًا ما يكون التصوير باستخدام الموجات فوق الصوتية أول إجراء يطلبه الطبيب عندما يشك في إصابة الشخص بهذه التشوهات، وتُستخدَم في هذا النوع من التصوير الموجات الصوتية لإظهار صورة للأوعية الدموية والأنسجة، ويمكن استخدامه أيضًا لتحديد سرعة تدفق الدم في تلك المنطقة، مما يساعد الأطباء على تشخيص التشوهات الشريانية الوريدية. وتعد الموجات فوق الصوتية طريقةً جيّدةً للتشخيص عند الأطفال الصغار؛ وذلك لأنها لا تتطلب التخدير، كما أنها غير مؤلمة على الإطلاق، لكنّها لا تُستخدم بصورة أساسية للتشوهات الشريانية الوريدية داخل الجمجمة، بل خارجها، وستُظهِر صور هذه التشوهات العديد من الشرايين المتعرجة، والانحناءات، والأوردة العريضة.[٤]

يمكن أن يقدم التصوير بالرنين المغناطيسي صورًا أكثر تفصيلًا لحجم التشوهات الشريانية الوريدية ومكانها داخل الجسم، ويُظهر هذا النوع من التصوير أيضًا بعض الأجزاء المهمة الأخرى، مثل الأعصاب بالقرب من هذه التشوهات التي يمكن أن تتأثّر بالعلاج، كما يمكن استخدام التصوير الطبقي لتشخيص هذه التشوهات، إذ يمكن أن يُظهر التشوهات التي تؤثر على العظام، ويشبه التصوير الطبقي التصوير بالرنين المغناطيسي، إلا أنه يستخدم الأشعة السينية بدلًا من المجال المغناطيسي. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يطلب الطبيب التصوير الوعائي، الذي يقدم صورةً مفصّلةً للغاية للأوعية الدموية، ويُجرى هذا النوع من التصوير تحت تأثير التخدير العام، ويمكن استخدامه للتشخيص ورسم خريطة الأوعية الدموية لحالات التشوهات الشريانية الوريدية، وقد يُستَخدَم لعلاجها أيضًا.[٤]


كيف يمكن علاج التشوهات الشريانية داخل الجمجمة؟

يعتمد علاج التشوهات الشريانية الوريدية على مكان وجودها، والأعراض التي يعاني منها الشخص، وصحّته العامة، وفي بعض الأحيان يمكن أن يراقب الأطباء التغييرات أو المشكلات التي تطرأ على هذه التشوهات مع مرور الوقت باستخدام التصوير الدوري، ويمكن أن يحدد الأطباء الحاجة إلى العلاج اعتمادًا على مجموعة من العوامل، تتضمّن ما يأتي:[٥]

  • إذا سبّبت هذه التشوّهات النزيف.
  • في حال كان حجمها صغيرًا كفايةً بحيث يتمكّن الأطباء من علاجها.
  • إذا كان موقعها في جزء بمكن الوصول إليه في الدماغ.

وتقسم العلاجات المُتّبعة على النحو الآتي:[٥]

  • الأدوية: يمكن أن تساعد الأدوية في التحكّم بالأعراض، مثل: النوبات التشنّجية، وآلام الظهر.
  • الجراحة: تعدّ الجراحة العلاج الرئيس للتشوهات الشريانية الوريدية، ويمكن أن يوصي الطبيب بها إذا كان الشخص عرضةً لخطر النزيف، وتُزيل هذه التشوهات تمامًا في معظم الحالات، وتستخدم عادةً إذا كانت التشوهات صغيرةً وتقع في منطقة يمكن للجراح العمل فيها مع خطر ضيئل للتسبُّب بأي تلف في أنسجة الدماغ المحيطة. ويعد الانصمام داخل الأوعية الدموية نوعًا من الجراحة يمرّر فيه الجرّاح القسطرة عبر الشرايين وصولًا إلى التشوهات الشريانية الوريدية، ثمّ يحقن مادّةً لتكوين جلطة دموية صناعية في منتصف هذه التشوهات؛ وذلك لتقليل تدفّق الدم مؤقتًا إليها، وفي بعض الأحيان يستخدم الأطباء الجراحة الإشعاعية التجسيمية، وعادةً ما يجرى هذا الإجراء على التشوهات الصغيرة التي لم تتمزّق بعد، وتُستخدم أشعة شديدة التركيز بهدف إتلاف الأوعية الدموية وإيقاف تدفّق الدم إليها.


المراجع

  1. "Arteriovenous Malformations", healthline, Retrieved 19-5-2020. Edited.
  2. "Arteriovenous Malformations", kidshealth, Retrieved 19-5-2020. Edited.
  3. "Arteriovenous malformation", mayoclinic, Retrieved 19-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Arteriovenous Malformations", hopkinsmedicine, Retrieved 19-5-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Arteriovenous malformation", mayoclinic, Retrieved 19-5-2020. Edited.
1905 مشاهدة
للأعلى للسفل
×