ما هي التشوهات الشريانية الوريدية؟

كتابة:
ما هي التشوهات الشريانية الوريدية؟

التشوهات الشريانية الوريدية

تُصنّف التشوهات الشريانيّة الوريديّة (Arteriovenous Malformation, AVM) من الاضطرابات الخَلقيّة النادرة التي تظهر مع الفرد منذ ولادته، والتي تستهدف ما نسبته أقلّ من 1% من سكّان الولايات المتّحدة الأمريكيّة بعدد إصابات يُقارب 3000 في المُجمَل سنويًّا، وهي تشوّه يُسبّب غياب وجود الشّعيرات الدمويّة في شكل نقطة اتّصال ما بين الشرايين والأوردة في إحدى مناطق الجسم، والتي يُعدّ الدّماغ والعمود الفقريّ من أهمّها وأكثرها تأثيرًا في صحّة المصابين وحياتهم؛ إذ إنّ انتقال الدم المُباشر ما بين الأوعية الدمويّة دون تعديل في سرعة تدفّقها والضغط الدمويّ فيها -الذي هو بالأساس أحد فوائد وجود الشعيرات الدمويّة- ينجم عنه انخفاض في ضغط الدم داخل الشريان المٌصاب، وارتفاعه على الحدّ الطبيعيّ في الوريد المُتّصل به، وعندما تبدو المنطقة حسّاسة للغاية تجاه مثل هذه التغيّرات فإنّ ارتفاع ضغط الدم في الوريد يُعرّضه للنزف، وهو ما يعني الإصابة بـسكتة دماغيّة إن كان التشوّه داخل الجمجمة[١][٢].


أسباب التشوهات الشريانية الوريدية داخل الجمجمة

لم يُحدّد سبب مُعيّن لحدوث التشوّهات الوريديّة عمومًا، أو التي تحدث داخل الجُمجمة، وتميل الاحتمالات إلى أنّها ناجمة من حدوث خلل أثناء تطوّر الجنين في رحم أمّه، لكنّ الإثباتات على ذلك ضعيفة جدًّا، وحتّى الآن فإنّ الرابط الوحيد المتوقّع مبنيٌّ على أنّ 5% من مجموع المُصابين بها يمتلكون طفرًة جينيّة ما تُسبّب إصابتهم بما يعرَف بتوسّع الشعيرات النزيفيّ الوراثيّ، وفي حالات أقلّ شيوعًا وُجد أنّ بعضًا من المُصابين أيضًا يعانون من متلازمة ويبرن ماسون، لكنّ تأكيد وجود صلة ما بين هذه الاضطرابات والتشوّهات الشريانيّة الوريديّة داخل الجمجمة أو في غيرها من أماكن الجسم غير مُثبت،[١] لكن ما يؤكّد أنّ هذا المرض يستهدف الرجال بنسب إصابة أعلى من النساء لأسباب غير واضحة.[٣]


أعراض للتشوهات الوريدية داخل الجمجمة

تكمن المُشكلة في التشوهات الشريانيّة الوريديّة في أنّ أعراض الإصابة بها لا تظهر عادًة إلّا عند وقوع مشكلة خطيرة في الجسم، ففي حال وجود التشوّه داخل الجُمجمة فإنّ نصف المُصابين يعانون من أعراضها للمرّة الأولى؛ كـنزفٍ في الدماغ والإصابة بسكتة دماغيّة،[٤] ومن أبرز الأعراض الدّالة على وجود نزفٍ داخل الجمجمة ما يأتي:[٥]

  • الشعور بالارتباك.
  • صعوبة المشي.
  • طنين الأذن.
  • الصداع، الذي يحدث في معظم الأحيان في أحد جانبيّ الرأس بما يُشبه صداع الشقيقة.
  • الإصابة بنوبات تشنّج.

كما أنّ حدوث اختلال ضغط في أحد مناطق الدماغ الناجم عن التشوّه يُسبّب ظهور بعض الأعراض أحيانًا، ومنها:[٥]

  • الشعور بالدوار.
  • مشكلات في الرؤية.
  • ضعف في عضلات الوجه أو في إحدى عضلات الجسم.
  • خدَر في إحدى مناطق الجسم.

وعلى العموم فإنّ أعراض التشوهات الشريانيّة الوريديّة تختلف تبعًا للتغيّرات الحاصلة في بعض العوامل، وهي:[٤]

  • موقع التشوّه بالضبط.
  • حجم التشوّه.
  • حجم الأوعية الدمويّة المُتضرّرة نتيجة التشوّه.


تشخيص التشوهات الشريانية الوريدية داخل الجمجمة

نتيجة تشابه أعراض التشوهات الشريانيّة الوريديّة مع بعض الأمراض؛ فإنّه من الضروريّ استثناء أيٍّ منها قبل تأكيد إصابة الفرد بالتشوّه، ومن أهمّ الصور التي يُجريها الطبيب لأجل ذلك ما يأتي:[٤]

  • صورة طبقيّة محوريّة (CT scan)، التي تُظهر تفاصيل ما يوجد في داخل الجسم.
  • صورة الرنين المغناطيسيّ (MRI)، وهي الأكثر مُلائمة لتشخيص التشوّه الشريانيّ الوريديّ داخل الجمجمة، إذ إنّ صورة الرنين تُحدّد موقعه بالضبط في الدماغ.
  • تصوير الأوعية الدمويّة (Angiography)، إذ يدخل الطبيب أنبوب قسطرة يحوي مادّة ملوّنة في أحد الأوعية الدمويّة الموجودة أعلى الفخذ لدى المُصاب؛ بهدف رؤية الشرايين والأوردة الموجودة في الرأس والرقبة، وتشخيص وجود أيّ مُشكلة فيها.
  • تصوير الأوعية الدمويّة بالرنين المغناطيسيّ (MRA).


علاج مرضى التشوهات الشريانية الوريدية داخل الجمجمة

يتضمّن علاج المرضى مجموعة من الخيارات التي تعتمد على مكان التشوّه الحاصل بالضبط ونوعه، وحجمه، والأعراض التي يُعاني منها المُصاب، ويُذكر منها الآتي:[٢]

  • الاكتفاء باتّباع الإجراءات الوقائيّة، ذلك في حال كان التشوّه في مكان يصعب الوصول إليه لعلاجه في الدماغ، أو إن لم يُعانِ المُصاب من أيّ أعراض، وعندها يُنصح فقط بتجنّب استخدام مُميعات الدم، والابتعاد عن ممارسة التمارين الرياضيّة العنيفة أو الأعمال المُجهدة للغاية؛ لتجنّب النزف وحدوث المضاعفات قدر الإمكان.
  • العلاج الجراحيّ، هو التدخّل الذي قد يبدو طارئًا عند حدوث نزفٍ في الدماغ، أو في حال كان من السهل الوصول إلى مكان التشوّه داخل الجمجمة.
  • الرجاحة الإشعاعيّة التجسيميّة (Stereotactic Radiosurgery)، التي يلجأ إليها الأطباء في حال كان من الصعب الوصول إلى مكان التشوّه بالجراحة السابقة، ولم يَبدُ بالإمكان تجاهل وجوده لكبر حجمه، وعندها يصوّرون الأوعية الدمويّة الدماغيّة، ويستهدفون مكان التشوّه بأشعّة مُركّزة تُحدِث ندوبًا في الأوعية المصابة وتلغي تأثيرها.
  • جراحة الأعصاب داخل الأوعية الدمويّة (Endovascular Neurosurgery)، التي تُتيح إغلاق بعض الأوعية الدمويّة المشوّهة أو كلها بلفائف أو أصماغ عن طريق استخدام قسطرة.


مضاعفات التشوهات الشريانية الوريدية داخل الجمجمة

أمّا في ما يتعلّق بالمُضاعفات والمشاكل المرضيّة التي قد تسبّب التشوّهات الشريانيّة الوريديّة حدوثها فهي الآتي:[٣]

  • نزف الدّماغ، إذ إنّ هذه التشوهات مسؤولة عن 2% من نسبة حالات النزف في الدّماغ، كما أنّها من الأسباب الشائعة لحدوث ذلك لدى الأطفال والشباب.
  • تناقص كميّة الأكسجين في بعض أنسجة الدّماغ، خاصّة التي يفوتها التزوّد بالأكسجين من الأوعية المُصابة بالتشوّهات؛ نتيجة سرعة تدفّق الدم فيها، وهو ما يسبّب ظهور أعراض شبيهة بأعراض السكتة الدماغيّة؛ كصعوبة الكلام، والشعور بالضعف أو الخدَر في الجسم.
  • ضعف الأوعية الدمويّة أو ترققها، التي يتدفّق من خلالها الدم بقوّة وضغط أكبر نتيجة التشوّه، الذي قد ينتج منه ما يُعرَف بحالة أمّ الدم الدماغيّة، التي تصبح أكثر عُرضة للتمزّق والنزف.
  • تلف الدماغ، إذ إنّ زيادة حجم التشوّه الناجمة عن محاولة الجسم تزويد الأوعية المشوّهة بالمزيد من الدم بما يتناسب مع سُرعة تدفّقه فيها تسبّب نقصان المساحة المتاحة للسائل النّخاعيّ حول الدّماغ في بعض المناطق، وتجمّعه في مناطق أخرى في ما يُعرَف بـاستسقاء الدماغ.


المراجع

  1. ^ أ ب "Arteriovenous Malformation", rarediseases, Retrieved 14-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "What is an Arteriovenous Malformation", stroke,5-12-2018، Retrieved 1-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Brain AVM (arteriovenous malformation)", mayoclinic,17-5-2019، Retrieved 14-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت Brindles Lee Macon, Winnie Yu (31-3-2017), "Arteriovenous Malformations"، healthline, Retrieved 14-5-2020. Edited.
  5. ^ أ ب Alireza Minagar, David Zieve (18-10-2018), "Cerebral arteriovenous malformation"، medlineplus, Retrieved 14-5-2020. Edited.
2032 مشاهدة
للأعلى للسفل
×