ما هي التغذية العلاجية

كتابة:
ما هي التغذية العلاجية

ما هي التغذية العلاجية؟

التغذية العلاجية (Medical Nutrition Therapy) هي أسلوبٌ يعتمد على تقديم مجموعة من الأنظمة الغذائية تبعًا لحالة الشخص تحت إشراف أخصائي تغذية، أو تغيير بعض الإجراءات البسيطة على النظام الغذائي، أو اتباع التغذية الأنبوبية، ويختلف ذلك حسب الحالة التي يعاني منها الشخص؛ وتُقدَّم التغذية العلاجية للعديد من الحالات الصحية؛ من أهمها: مرض السكري، وأمراض القلب، والسرطان، والضغط، والكلى، وغيرها من الحالات الصحية الموجودة في المستشفى والتي تتطلّب من أخصائي التغذية اتباع منهاج التغذية العلاجية؛ فمّا أهمية اتباع هذا المنهاج في أغلب المستشفيات؟ ومتى يجب تنفيذه؟ وهل يمكن اعتبار هذا المنهاج كمنهاج أساسي لعلاج الحالات الصحية؟ تابع القراءة للتعرّف.[١][٢]


ما هي أهمية التغذية العلاجية؟

كما ذُكر سابقًا فإنّ التغذية العلاجية تتم تحت إشراف أخصائي تغذية والحميات وتكمن أهميتها في العديد من الأمور؛ من أهمها:[٢]

  • علاج بعض الحالات الصحية والاضطرابات الهضمية؛ ذلك من خلال إجراء تغييرات في الأنظمة الغذائية التي تُساعِد المصابين ببعض الحالات الصحية على التعافي أو التقليل من الأعراض التي تُصاحب هذه الأمراض.
  • تحسين الصحّة العامّة للمصاب ومساعدته على اتباع نمط حياة صحية؛ تُساعد التغذية العلاجية على تعليم الشخص طرق التغذية الصحية، لاتباعها كنمط حياة صحي، وليس كفترة مؤقتة أثناء تلقي العلاج فقط.
  • التقليل من مُضاعفات بعض الأمراض أو الوقاية منها؛ فاتباع التغذية العلاجية الموصوفة من قبل المُختص خلال فترة العلاج لا تساعد على تحسين الحالة العامّة للمرض فقط؛ بل إنّها تُساهم وبشكلٍ كبير في التقليل من خطر الإصابة بالمُضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تهدّد حياة الشخص.


أساسيات التغذية العلاجية

للبدء في برنامج التغذية العلاجية؛ هناك مجموعة من الخطوات والأساسيات التي يتم القيام بها لتأكد من فعالية التغذية العلاجية، والحصول على النتائج المطلوبة بناءً على ذلك؛ وتتضمّن هذه الأساسيات؛ الآتي:[٣]


الكشف التغذوي (Nutrition Screening)

يتم تحويل الشخص المعنيّ إلى أخصائي التغذية المتخصص بحالته، والذي يطلب معلومات الشخص الطبية، وبعض الفحوصات، والأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، للبدء في تشخيص الحالة تغذوياً وتحديد المشاكل التغذوية التي يعاني منها الشخص.[٣]


التقييم التغذوي (Nutrition Assessment)

والذي تتمّ من خلاله مُقابلة الشخص المعنيّ، وتقديم مجموعة من الأسئلة التي تتعلّق بتغذية الشخص، ممّا يساعد على تقييم الحالة العامّة للشخص؛ ليتم بعد ذلك تجميع البيانات الطبية التي تتعلّق بحالة الشخص حسب البروتوكول المُتبع في المستشفى أو المركز الطبي.[٣]


التشخيص التغذوي (Nutrition Diagnosis)

وهي المرحلة التي يتم فيها تحديد المشكلة التغذية التي يعاني منها الشخص حسب الحالة الصحيّة التي يعاني منها، وتحديد خيارات الطعام المناسبة له.[٣]


التدخل التغذوي (Nutrition Intervention)

وهي المرحلة التي يتم فيها تحديد احتياجات الشخص؛ مع تحديد عدد الزيارات اللازمة لتغير نمط حياته وسلوكه التغذوي.[٣]


المراقبة والتقييم (Nutrition Monitoring and Evaluation)

تتمّ مراقبة وتقييم الحالة التغذوية للشخص عن طريق إجراء الفحوصات الطبية؛ ومتابعة الوزن؛ والنتائج التغذوية المطلوب الوصول إليها؛ مع التأكيد على أهمية تقييم السلوك التغذوي وتقبّله من قبل الشخص.[٣]


التوثيق التغذوي (Nutrition Documentation)

وهي المرحلة التي يتم فيها توثيق المعلومات التغذوية والنتائج التي تمّ تحقيقها خلال المراحل السابقة؛ مع الاحتفاظ بنسخة لأخصائي التغذية والطبيب المُعالج للحالة حسب البروتوكول المُعتمد في المستشفى أو المركز الطبي.[٣]


أمثلة على أمراض تتطلب التغذية العلاجية

كمّا ذُكر سابقًا؛ فإنّ التغذية العلاجية لها دور في علاج العديد من الأمراض المزمنة التي يتطلب فيها إجراء تغييرات على النظام الغذائي؛ وتتضمّن أهم الأمراض التي يتم فيها اتباع منهاج التغذية العلاجية:[٤][٥]


مرض السكري

يُعدّ مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تتطلّب التدخل التغذويّ، وهي حالة صحية تتمثّل بارتفاع معدّل السكر في الدّم عن المُستوى الطبيعي أو انخفاضه، وفي كلا الحالتين يعدّ الأمر خطيرًا على المصاب؛ أمّا التغذية العلاجية لمن يعاني من مرض السكري فهي تعتمد على نوع السكري المُصاب به، إلا أنّه ينبغي التنبيه إلى أنّ التغذية العلاجية تأتي كمُكمل للعلاج الطبي الموصى من قبل الطبيب وليس كعلاجٍ وحدها، وقد تتضمن التغذية العلاجية للمصابين بالسكري مهما كان نوعه الأمور الآتية:[٤][٦]

  • حساب الكربوهيدرات حسب جرعات الإنسولين التي يتم استهلاكها: والذي يتم من خلال حساب الكربوهيدرات من قبل أخصائي التغذية لوجبات الفطور، والغداء، والعشاء، مع معرفة الجرعة المناسبة من الإنسولين لهذه الوجبات.
  • التأكد من معرفة المؤشر الجلايسيمي للأطعمة: (Glycemic Index)؛ وهو مؤشر يُشير إلى تأثير كلّ نوعٍ من الطعام في سرعة رفع مستويات سكر الدم، وكلما كان المؤشر الجلايسيمي للطعام أعلى؛ كان تأثيره أكبر في رفع مستويات السكر في الدم، وعادةً ما يجب أن يحتوي النظام الغذائي للمصابين بالسكري من النوع الأول على الأطعمة التي تمتلك مؤشراً جلايسيمياً منخفضاً أو متوسطاً، وذلك حسب حالة المصاب بالسكري.[٧]
  • ممارسة التمارين الرياضية: فالرياضة مهمة جدًا للمصابين بالسكري، فهي تُساعد على تنظيم مستويات السكر في الدّم؛ إضافة إلى أهميتها في إنقاص الوزن، نظرًا لأنّ نسبة كبيرة تتراوح ما بين (80-85)% من الأشخاص المُصابين بمرض السكري من النوع الثاني من الممكن أن يكونوا مصابين بزيادة الوزن أو بالسمنة؛ ولكن يجب استشارة الطبيب حول الرياضة المناسبة حسب حالة الشخص.[٨]
  • التثقيف التغذوي للمصابين بالسكري: والذي يتم من خلال تقديم معلومات ونصائح تغذوية مختلفة للمصاب بالسكري حول الأمور التي يُنصح باتباعها، والأمور الذي يجب تجنبها حسب حالته، وفيما إذا كان يعاني من حالات صحية أُخرى؛ والتأكيد على أهمية اتباع نمط حياة صحي يعتمد على تجنب الأطعمة العالية بالسكر والدهون؛ وتناول وجبات غذائية متوازنة وصحية.[٤]


أمراض القلب

إنّ من المهمّ جداً متابعة حالة الأشخاص المصابين بأمراض القلب، فالعلاج الطبي والتغذوي مهمّ لحالاتهم، وذلك للتقليل من المخاطر التي يمكن أن يتعرّضوا لها في حال تُركهم دون متابعةٍ أو علاج؛ ومن أهمّ هذه المخاطر؛ الجلطات الدماغية، والنوبات القلبية، وضعف عضلة القلب وغيرها من المخاطر التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة؛ أمّا أهمية التغذية العلاجية للمصابين بأمراض القلب ففي مراجعةٍ علميّة نُشرت في مجلة Journal of Clinical Lipidology عام 2018؛ وضمّت نتائج 34 دراسة علمية، لوحظ أنّ التغذية العلاجية للأشخاص المعرضين لأمراض القلب كان لها دور في التقليل من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب؛ كارتفاع الكوليسترول الضار، وضغط الدّم، والدّهون الثُلاثية، وغيرها من العوامل.[٩][٤]


وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ التغذية العلاجية للمصابين بأمراض القلب تختلف من شخصٍ إلى آخر حسب الحالة الصحية التي يعاني منها، ويجب عليهم اتباع نظامٍ غذائي مناسبٍ لحالتهم، وسنذكر فيما يأتي بعض أهمّ التوصيات التغذوية للمصابين بأمراض القلب:[٥][٤]

  • زيادة كميات الفواكه والخضراوات، والأطعمة النباتية في النظام الغذائي.
  • التقليل من الأطعمة التي تحتوي على الصوديوم، والكوليسترول، والدهون المشبعة حسب حالة الشخص.
  • ممارسة التمارين الرياضية أو النشاط البدني حسب حالة الشخص وتوصيات الطبيب.


السرطان

بجانب العلاج الطبي؛ تعدّ التغذية العلاجية للمصابين بالسرطان مهمّةً، وخصوصاً للأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيماوي ,الإشعاعي؛ إذ توفر التغذية العلاجية العديد من التوصيات التي تساعد الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية بسبب العلاج؛ ومن أهمّ التوصيات التي تُقدّمها التغذية العلاجية للمصابين بالسرطان:[٥][٤]

  • اتباع نظام غذائي صحي عالٍ بالسعرات الحرارية؛ لمُساعدة الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، أو المعرضين للإصابة به.
  • اتباع نظام غذائي يحتوي على أطعمة ومشروبات يسهل هضمها وبلعها؛ وذلك لمُساعدة الأشخاص الذين يعانون من أعراض جانبية لعلاجات السرطان؛ كصعوبة البلع، أو صعوبة المضغ، أو جفاف الفم.
  • في الحالات الشديدة قد يوصي أخصائي التغذية بالتغذية الأنبوبية أو الوريدية في حال كان الشخص عاجزاً عن تناول الطعام عن بواسطة الفم.


أمراض الكلى

تعدّ التغذية العلاجية مهمّةً للمصابين بأمراض الكلى ولكن بالتأكيد بجانب العلاج الطبي أيضًا، ولمن المهمّ الذكر أنّ توصيات التغذية العلاجية للمصابين بأمراض الكلى تختلف من شخصٍ إلى آخر حسب المرض الذي يعاني منه الشخص، ودرجة خطورته، ويتمّ عادةً إجراء تغييرات على النظام الغذائي للمصاب حسب تقدم حالته الصحية، وفحوصاته الطبية، وعادةً ما تتضمن التوصيات التقليل من استهلاك بعض الأطعمة والعناصر الغذائية أو الحدّ منها؛ ومن أهمّ العناصر الغذائية التي يتم إجراء تعديلات عليها:[٥][٤]

  • البروتين.
  • الصوديوم.
  • البوتاسيوم.
  • الكالسيوم.
  • الفسفور.


الاضطرابات الهضمية

تسبب أمراض الجهاز الهضميّ العديد من المضاعفات الخطيرة على صحّة الجسم؛ إذ إنّها قد تزيد خطر الإصابة بسوء التغذية، وتسبب مشاكل في امتصاص بعض العناصر الغذائية، والالِتهابات، وخسارة الوزن، وتراكم السموم في القولون؛ لذا تعدّ التغذية العلاجية مهمّةً للتخفيف من الأعراض المزعجة التي يعاني منها الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضميّ؛ ومن أهمّ أمراض الجهاز الهضمي التي تتطلب التغذية العلاجيّة:[٥]


أسئلة شائعة عن التغذية العلاجية

متى يتم البدء في تنفيذ التغذية العلاجية للحالات الصحية؟

يتم البدء بتنفيذ التغذية العلاجية للحالات الصحية من قبل أخصائي تغذية وحميات بمجرد دخوله المستشفى، وذلك لتقييم حالته التغذوية حسب الحالة الصحية التي يعاني منها، وتقديم الاستشارة التغذوية المناسبة له، والحمية الغذائية المناسبة للتأكد من عدم إصابته بسوء التغذية.[٥]


هل يمكن اعتماد التغذية العلاجية كعلاج أساسي لبعض الحالات الصحية؟

كما ذُكر سابقاً؛ فإنّ التغذية العلاجية لبعض الحالات الصحية مهمّة، ولكنّها تُستخدم إلى جانب العلاج الطبي الموصوف من قبل الطبيب كمكمّلٍ له للتعافي بشكلٍ أسرع، وبالتالي قضاء وقتٍ أقصر في المستشفى، ولكنّ هذا لا يعني أنّ الشخص يجب عليه اتباع التغذية العلاجية فقط في المستشفى، وإنمّا يجب عليه إكمال برامج التغذية العلاجية الموصوف له من قبل أخصائي التغذية بعد خروجه؛ ولكن بالتأكيد هناك حالات أُخرى قد تكون التغذية العلاجية هي الخيار الأول والأساسي لعلاج الحالة الصحية قبل اللجوء إلى العلاج الدوائي حسب الحالة؛ ومن الأمثلة على هذه الحالات: ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الدّم.[١][١٠]


ما الفرق بين التثقيف التغذوي والتغذية العلاجية؟

قد يعتقد البعض أن التثقيف التغذوي هو التغذية العلاجية؛ إلا أنّ المصطلحين مُختلفان تماماً من حيث التطبيق؛ فالتثقيف التغذوي هو أساس من أساسيات التغذية العلاجية؛ وهو تقديم مجموعة من النصائح الصحية التغذوية للأشخاص دون وجود تدّخل علاجي تغذوي ومتابعة معهم؛ أمّا التغذية العلاجية فتتطلب من الأخصائي التدّخل والمتابعة مع الحالات الصحية، والمساعدة على خفض فرصة حدوث أي مُضاعفات جديدة عند الأشخاص الذين يخضعون للعلاج.[٥][٣]


ملخص

التغذية العلاجية هي أسلوب في العلاج يعتمد على تقديم أنظمة غذائية مناسبة لحالات المصابين ببعض الحالات والمشاكل الصحية، للتقليل من الأعراض التي يعانون منها، والتحسين من حالتهم الصحية بشكلٍ عام، وهي لا تُعدّ بديلاً عن العلاج الذي يصفه الطبيب، وإنّما مكملاً له.


المراجع

  1. ^ أ ب "medical nutrition therapy", cancer, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Catheryn Peplinski, "The Importance of Therapeutic Diets", pedagogyeducation, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "MNT Versus Nutrition Education", eatrightpro, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Ruth A. Roth, "Nutrition & Diet Therapy", bau.edu, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ Kathy W. Warwick (18/2/2020), "What Is Medical Nutrition Therapy? All You Need to Know", healthline, Retrieved 2/6/2021. Edited.
  6. Marion J Franz , Margaret A Powers, Carolyn Leontos, "The evidence for medical nutrition therapy for type 1 and type 2 diabetes in adults", pubmed, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  7. Rachael Link (2/6/2020), "Glycemic Index: What It Is and How to Use It", healthline, Retrieved 3/6/2021. Edited.
  8. "diabetes-and-obesity", diabetes, Retrieved 18/6/2021. Edited.
  9. Geeta Sikand , Renee E Cole , Deepa Handu, "Clinical and cost benefits of medical nutrition therapy by registered dietitian nutritionists for management of dyslipidemia: A systematic review and meta-analysis", pubmed, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  10. "Prevention and Treatment of High Cholesterol (Hyperlipidemia)", heart, Retrieved 18/6/2021. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×