محتويات
الحالات التي يجوز فيها قطع الرحم
قطع الرّحم عموماً أمر محرّم
لا يجوز قطع الرحم بأي حال من الأحوال، فقطع الرحم كبيرة من الكبائر، وقد صحّ في كتب الحديث أن رجلاً قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن لي قرابة، أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم الملل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم، ما دمت على ذلك).[١][٢][٣]
الحالات القليلة التي يجوز فيها
نرى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر الرجل في الحديث السابق بالاستمرار على صلة أرحامه لا قطعهم، وعليه لم نجد حالاتٍ يُسمحُ معها قطع الأرحام سوى حالاتٍ قليلة، نذكرها فيما يأتي:[٢]
- مقاطعة الأرحام إذا اتخذوا صف الأعداء
من الكفار والمشركين المتربصين بالإسلام؛ إذ لا ينبغي للمسلم أن يواد أحداً اتخذَ جانب الأعداء حتى لو كان من رحمه؛ لقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ)،[٤] ولو كانوا أقرب الناس إلينا، إذ قال -تعالى- في كتابه الكريم: (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ).[٥]
- مقاطعة من لا يأمن جانبهم
كأن يخاف الإنسان على نفسه من الموت بسبب تهديدهم، أو إيذائهم الجسدي، أو إلحاقهم به ضرراً غير محتمل، أو إهانات غير محتملة، ففي هذه الحالات يجوز قطع الرحم.
أسباب قطع الرحم
تحدث قطيعة الأرحام لأسباب عدّة، لا يسوّغ الإسلام منها شيئاً، نذكر منها ما يأتي:[٦]
- أولاً: الجهل
قد يجهل المسلم أنّه يرتكب كبيرة بقطه لرحمه، كما قد يتساهل فيها من يجهلُ ثواب صلة الرحم وفضائله.
- ثانياً: ضعف التقوى
إن التقوى تورث في قلب صاحبها خشية الله -عز وجل- والرغبة في فعل ما يرضيه، فإذا لم يتقِ المسلم ربه تساهل في أحكامه وقطع أرحامه.
- ثالثاً: الكِبر
قد يغتر الإنسان بمنصبٍ أو جاهٍ حصل عليه؛ فيستصغر أهله وأقرباءه ويمتنع عن زيارتهم، منتظراً منهم أن يصلوه ويقدّروه.
- رابعاً: الانقطاع الطويل على فترات
إن الانقطاع عن الأقرباء فتراتٍ طويلة يدفع صاحبه إلى الاستمرار بالتسويف، واعتياد القطيعة فتمتد الفترات حتى يقطعهم تماماً.
- خامساً: العتاب الشديد
قد يقطع الإنسان أقرباءه بسبب كثرة عتابهم له ولومه على البعد والابتعاد؛ فيمتنع عن زيارتهم مطلقاً خشية أن يلومه أو يعنفوه مجدداً.
- سادساً: التّكلف الزائد
من الناس من يبالغ في إكرام ضيوفه من الأرحام كأن يضع على نفسه ديناً؛ فيمتنع أقربائه عن زيارته خشية أن يكلّف نفسه فوق طاقته لاستضافتهم.
- سابعاً: قلة الاهتمام بالزائرين
على عكس النقطة السابقة، إن من الناس من لا يبدي اهتماماً بأقربائه الزائرين إطلاقاً؛ فيتوقفوا عن زيارته لسوء تصرفه معهم.
- ثامناً: الشح والبخل
من الناس من قد يقاطع رحمه بسبب عدم رغبته في استضافتهم في بيته.
- تاسعاً: الطلاق بين الأقارب
إنّ الطلاق بين الأقارب قد يحدث شروخاً عميقة تنتهي بقطيعة الأرحام بين الناس.
- عاشراً: الحسد
من الناس من يقطع رحمه بسبب الغيرة والحسد على مالٍ رزقهم الله إياه أو منصب أو جاه.
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2558، صحيح.
- ^ أ ب إسلام ويب، "حكم قطع الرحم إن كان يترتب عليها الضرر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/3/2022. بتصرّف.
- ↑ "حكم قطع صلة الرحم إن كان يترتب على وصلها ضرر"، إسلام ويب، 17-1-2013، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2022. بتصرّف.
- ↑ سورة الممتحنة، آية:1
- ↑ سورة المجادلة، آية:22
- ↑ محمد بن إبراهيم الحمد، قطيعة الرحم المظاهر الأسباب سبل العلاج، صفحة 6-9. بتصرّف.