ما هي السنة التقريرية؟

كتابة:
ما هي السنة التقريرية؟

السنة التقريرية

وردت عدة تعريفات للسنة التقريرية عند العلماء، وجميعها متقاربة في المعنى، وفيما يأتي ذكرها:

  • "أن يفعل أحد الصحابة -رضي الله عنهم- بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم- فعلًا أو يقول قولاً، فيمسك -صلى الله عليه وسلم- عن الإنكار ويسكت، أو يُضَمَّ إلى عدم الإنكار تحسينًا له، أو مدحًا عليه، أو ضحكًا منه على جهة السرور به.[١]
  • "ما صدر عن صحابي أو أكثر من أقوال أو أفعال علم بها عليه السلام فسكت عنها ولم ينكرها، أو وافقها وأظهر استحسانه لها".[٢]
  • "هي ما نقل من سكوت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول قيل أو فعل فُعل في حضرته، أو علم به ولم ينكره".[٣]

أمثلة على السنة التقريرية

فيما يأتي ذكر أمثلة على السنة التقريرية:

  • قال رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- لعمرِو بنِ العاصٍ وقد تيمَّم عن الجنابةِ من شدَّةِ البرْدِ: (يا عمرُو، صلَّيْتَ بأصحابِك وأنت جُنبٌ؟ فقال عمرٌو: إنِّي سمِعت اللهَ يقولَ: وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا،[٤] فضحِك النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولم يُنكِرْ عليه).[٥]
وبهذا السكوت أقرَّ النبي -صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- التيمم عند الخوف من حصول ضرر من الماء إما لمرض بالجلد، أو لبرد يضر الإنسان إذ استحمَّ بهذا الماء خاصة وأن الوسائل المتاحة للتدفئة كانت أقل من الوقت الحالي بكثير.[٦]
  • الحديث الذي جاء في صحيح مسلم: (سَافَرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَيَصُومُ الصَّائِمُ، وَيُفْطِرُ المُفْطِرُ، فلا يَعِيبُ بَعْضُهُمْ علَى بَعْضٍ).[٧]
والأمثلة على السنة التقريرية كثيرة من حياة الصحابة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي موجودة في كتب الحديث والسير وغيرها من المصادر، لكن علينا أن ندرك أن السنة التقريرية هي أحد أقسام السنة النبوية الأصيلة التي يعتمد عليها في بناء الأحكام الشرعية، والتي لا يمكن الاستغناء عنها في أي حال من الأحوال.

حجية السنة النبوية ومكانتها

السنة هي "ما أُثِرَ عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ أو صفة خَلْقِيَّة أو خُلُقِيَّة أو سيرة، سواء كان قبل البعثة أو بعدها"،[٨]والسنة النبوية هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، ولا يكتمل دين المرء وإيمانه إلا بالأخذ بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة جنبا إلى جنب دون ترك أحدهما.[٩]

والأدلة على الأخذ بالسنة النبوية من القرآن الكريم والسنة نفسها كثيرة، ونذكر منها ما يأتي:[١٠]

  • قول الله -تعالى-: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)،[١١] ففي هذه الآية بيان واضح أن الأخذ بما جاء من النبي -صلى الله عليه وسلم- واجب لا يكتمل الإيمان إلا به.
  • قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).[١٢]
  • حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنِّي أوتيتُ القرآنَ ومثلَهُ معَهُ)،[١٣] والمقصود أن النبي الكريم أعطاه الله القرآن الكريم ومثله معه؛ أي السنة النبوية، وفي هذا دلالة واضحة على وجوب الأخذ بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واتّباع ما جاء فيها دون تردد.

المراجع

  1. محمد الجيزاني، سنة الترك ودلالتها على الأحكام الشرعية، صفحة 47.
  2. مجموعة مؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية أنواع السنة، صفحة 236.
  3. عياض السلمي، أصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله، صفحة 104.
  4. سورة النساء، آية:29
  5. رواه ابن حجر العسقلاني، في التلخيص الحبير، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:235.
  6. سالم البهنساوي، السنة النبوية المفترى عليها، صفحة 31. بتصرّف.
  7. رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1117، صحيح.
  8. مصطفى السباعي، السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، صفحة 65.
  9. محمود الدوسري (6/10/2018)، "حجية السنة النبوية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2022. بتصرّف.
  10. خطأ استشهاد: وسم غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة 7ca55193_582b_48bd_a473_d8ba125587c4
  11. سورة النساء، آية:65
  12. سورة النساء، آية:59
  13. رواه الشوكاني، في فتح القدير، عن المقدام بن معد يكرب، الصفحة أو الرقم:196، صحيح.
5358 مشاهدة
للأعلى للسفل
×