ما هي السنن الرواتب

كتابة:
ما هي السنن الرواتب

ماهية السنن الرواتب

السنن الرواتب لغة؛ هي جمع راتبة، من رتَب الشيء، وتعني استمرَّ واستقرَّ ودامَ، واصطلاحاً؛ هي الصلوات التي كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصليها أو يرغب في صلاتها مع الصلوات الخمس المفروضة؛ قبلها أو بعدها، أو الصلوات التي تتوقف على وقت معين؛ كصلاة العيدين والضحى والتراويح.[١]

أنواع السنن الرواتب

تنقسم لسنن الرواتب إلى قسمين، هما:[٢]

راتبة مؤكدة

هي ما جاء به دليل شرعي وهو أقرب إلى الفرض، وهي اثنتي عشرة ركعة، موزعة بين الصلوات المفروضة، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صلَّى في يومٍ وليلةٍ ثِنْتَيْ عَشْرةَ ركعةٍ، بَنَي له بيتٌ في الجنَّةِ: أرْبَعًا قبلَ الظُّهرِ، وركعتيْنِ بعدَها، وركعتيْنِ بعدَ المغرِبِ، وركعتَيْنِ بعدَ العِشاءِ، وركعتيْنِ قبلَ الفَجرِ - صلاةِ الغَداةِ).[٣]

راتبة مستحبة

هي ما ثبتت بدليل شرعي، ولكن هي أقل رتبة من الراتبة المؤكدة، وتأتي في مقام يتبع السنن المؤكدة، وهي ثمان ركعات، موزعة كما يأتي:

  • أربع ركعات قبل فرض العصر.
  • ركعتان قبل فرض المغرب.
  • ركعتان قبل فرض العشاء.

آكد السنن الرواتب

تعد صلاة سنة صلاة الفجر آكد السنن الرواتب؛[٤] فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ).[٥]

ويسن تخفيفهما بأن يقرأ المصلي في الركعة الأولى سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية سورة الإخلاص؛ وذلك لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- قَرَأَ في رَكْعَتَيِ الفَجْرِ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، وَ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)).[٦]

فضل السنن الرواتب

ثبت فضل السنن الرواتب في السنة النبوية، وهو كما يأتي:

محافظة النبي على أدائها

إنّ من فضل السنن الرواتب هو أداء النبي -صلى الله عليه وسلم- لها، فالمسلم حينما يصليها يكون قد وافق فعل النبي، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ لا يَدَعُ أرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الغَدَاةِ).[٧]

التقرب من الله

إنّ صلاة النوافل والسنن الرواتب من أسباب نيل محبة الله والتقرب منه، قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي: (... وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).[٨]

جبر نقص صلاة الفريضة

يجبر الله للعبد يوم القيامة النقص في أداء الفرائض بالنوافل والسنن الراتبة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه، فإن صَلُحَتْ فقد أَفْلَحَ وأَنْجَح، وإن فَسَدَتْ فقد خاب وخَسِرَ، فإن انْتَقَص من فريضتِه شيئًا، قال الربُّ -تبارك وتعالى-: انْظُروا هل لعَبْدِي من تَطَوُّعٍ، فيُكَمِّلُ بها ما انتَقَص من الفريضةِ، ثم يكونُ سائرُ عملِه على ذلك).[٩]

بناء بيت في الجنة

إن من عظيم الفضل المترتب على صلاة السنن الرواتب هو دخول الجنة وبناء بيت فيها، قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صلَّى في يومٍ وليلةٍ ثِنْتَيْ عَشْرةَ ركعةٍ، بَنَي له بيتٌ في الجنَّةِ: أرْبَعًا قبلَ الظُّهرِ، وركعتيْنِ بعدَها، وركعتيْنِ بعدَ المغرِبِ، وركعتَيْنِ بعدَ العِشاءِ، وركعتيْنِ قبلَ الفَجرِ - صلاةِ الغَداةِ).[٣]

التحريم عن النار

ثبت أنّ المحافظة على السنن الرواتب سبب من أسباب التحريم عن النار ودخول الجنة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن حافَظَ على أربَعِ ركعاتٍ قَبلَ الظهرِ وأربعٍ بعدَها حرَّمَه اللهُ على النَّارِ).[١٠]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 274-275. بتصرّف.
  2. محمد بن ابراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 590-592. بتصرّف.
  3. ^ أ ب رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 415، حسن صحيح.
  4. محمد نصر الدين محمد عويضة، الضياء اللامع من صحيح الكتب الستة وصحيح الجامع، صفحة 169-170. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1169، صحيح.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 726 ، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1182، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 413، حسن غريب.
  10. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1269، صحيح.
3069 مشاهدة
للأعلى للسفل
×