محتويات
ما هي السنن المؤكدة
هي السنن التي حثَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فعلها، وهذه السنن منها ما يتعلق بصلاة الفريضة ومنها ما يكون مستقلٌ عن صلاة الفريضة،[١] وسيتم فيما يأتي تفصيل ذلك:
السنن المؤكدة في الصلاة المفروضة
هي السنن الرواتب التي شرعها الله -عزَّ وجلَّ- لتجبر النقص الذي يحصل على العبد في فرائضه،[١] وفيما يأتي ذكر هذه السنن بشيءٍ من التفصيل:
- ركعتان قبل الفجر: تعدُّ راتبة الفجر من آكد السنن، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعاهدها ولم يكن يتركها لا في سفرٍ ولا حضر،[٢] وقد ورد في السنة النبوية ما يدلُّ على فضلها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا".[٣][٤]
- أربع ركعات قبل الظهر: وهي من السنن المستحبة وقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعلًا وقولًا،[٥] وقد ورد في فضلها ما روي عن أم حبيبة -رضي الله عنها- حيث قالت: "مَن حافَظَ على أربعِ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعٍ بعدَها حُرِّمَ على النَّارِ".[٦][٧]
- ركعتان بعد المغرب: وهي كذلك تعدُّ من السنن التي يُستحب للمسلم المحافظة عليها، وقد حافظ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودليل ذلك ما ورد عن عائشة أم المؤمنين حيث قالت: "وَكانَ يُصَلِّي بالنَّاسِ المَغْرِبَ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ".[٨][٩]
- ركعتان بعد العشاء: وهي أيضًا من السنن التي يُستحب للمسلم المحافظة عليها، وقد رغَّب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بها، كما أنَّه حافظ عليها، ودليل ذلك ما رُوي عن عائشة أم المؤمنين حيث قالت: "وَيُصَلِّي بالنَّاسِ العِشَاءَ، وَيَدْخُلُ بَيْتي فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ".[٨][١٠]
صلاة التراويح
إنَّ صلاة التراويح هي من السنن المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،[١١] وإنَّ من السنة أن تُقام في المسجد، ودليل ذلك ما رُوي عن عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ في المَسْجِدِ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ ولَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم وذلكَ في رَمَضَانَ"،[١٢] ووجه الدلالة رسول الله صلَّاها جماعة، ولولا خشيته من أن تُفرض على أمته لما ترك صلاتها في جماعة.[١٣]
لمعرفة فضل صلاة التراويح، يُرجى الاطلاع على المقال الآتي: فضل صلاة التراويح في رمضان
صلاة الاستسقاء
إنّ صلاة الاستسقاء سنة من السنن المؤكدة، وهي عبارة عن طلب السقيا من الله -عزَّ وجلَّ- بالدعاء على صفةٍ مخصوصة، وليس لها وقتٌ محدد بل يُصليها المسلم متى شاء، إلَّا أنَّ أفضل أوقاتها بعد ارتفاع الشمس قيد رمح.[١٤]
صلاة الخسوف
إنَّ الحكمة من الخسوف هي تخويف العباد ليتوبوا إلى الله -عزَّ وجلَّ- وهي أيضًا تعدُّ سنة من السنن المؤكدة على الذكور والإناث من المسلمين.[١٥]
صلاة الضحى
تعد صلاة الضحى من السنن المؤكدة،[١٦] وقد سُميت بصلاة الأوابين،[١٧] ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحافِظُ علَى صلاةِ الضُّحى إلَّا أوَّابٌ قالَ وهي صلاةُ الأوَّابينَ".[١٨][١٧]
صلاة العيدين
اختلف الأئمة الأربعة في حكم صلاة العيدين، فذهب المالكية والشافعية إلى أنَّ صلاة العيدين سنة مؤكدة، وخالفهم بذلك الحنفية حيث أنَّهم قالوا بوجوب صلاة العيدين كذلك الحنابلة ذهبوا إلى أنَّ صلاة العيدين فرضٌ على الكفاية.[١٩]
صلاة الوتر
حثَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أداء صلاة الوتر، ودليل ذلك قوله عليه السلام: "الوِترُ حقٌّ فمن شاءَ أوترَ بسبعٍ ومن شاءَ أوترَ بخمسٍ ومن شاءَ أوترَ بثلاثٍ ومن شاءَ أوترَ بواحدةٍ"،[٢٠] وهي أيضًا من السنن المؤكدة عند جمهور العلماء،[٢١] وخالفهم أبو حنيفة فذهب إلى وجوب صلاة الوتر.[٢٢]
غسل الجمعة
يختلف حكم غسل الجمعة بحسب حال المسلم، فمن كان رائحته كريهة وجب عليه الغسل، أمَّا غيره فغسل الجمعة يعدُّ سنةً مؤكدةً في حقِّه، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ صلاة من لم يغتسل رغم رائحته الكريهة صحيحة يكون مقصرًا في أداء الواجب.[٢٣]
لمعرفة المزيد من سنن الجمعة، يُرجى الاطلاع على المقال الآتي: ما هي سنن الجمعة
الأضحية
اختلف أئمة المذاهب الإسلامية في حكم الأضحية، فذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنَّها سنة مؤكدة، ودليلهم في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخَل العَشرُ الأوَلُ فأراد أحدُكم أن يُضَحِّيَ فلا يَمَسَّ من شعَرِه ولا من بشَرِه شيئًا"،[٢٤] ووجه الدلالة أنَّ رسول الله علق الأضحية على إرادة المسلم، ومن المعلوم أنَّ الواجب لا يعلَّق على الإرادة،[٢٥] وذهب أبو حنيفة إلى وجوب الأضحية على الموسر، وهو قولٌ عند المالكية وقولٌ مخرجٌ عند الحنابلة، ودليلهم في ذلك قول الله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}،[٢٦] ووجه الدلالة أنَّ المراد بالنحر هنا هو الأضحية، والأصل في الأمر هو الوجوب.[٢٧]
لمعرفة شروط الأضحية، يُرجى الاطلاع على المقال الآتي: شروط الأضحية
العقيقة
حثَّ الشرع الآباء على ذبح شاةٍ عن المولود ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في الغلامِ عقيقةٌ، فاهْرِيقوا عنه دَمًا، و أَمِيطوا عنه الأذى"،[٢٨] وجعلها سنةٌ مؤكدةٌ في حقهم.[٢٩]
لمعرفة شروط العقيقة، يُرجى الاطلاع على المقال الآتي: ما هي شروط العقيقة
الختان للذكور
يعدُّ الختان أحد سنن الفطرة التي حثَّ الشرع على فعلها،[٣٠] ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الفِطْرَةُ خَمْسٌ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ"،[٣١] وقد اختلف الفقهاء في حكمه، فذهب المالكية إلى أنَّه سنةٌ مؤكدةٌ في حقِّ الذكور، وذهب الشافعية والحنابلة إلى وجوبه في حقِّ الذكور والإناث، أمَّا الأحناف فقد ذهبوا إلى سنيته.[٣٢]
المراجع
- ^ أ ب اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى اللجنة الدائمة، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ محمد بن عمر بازمول، بغية المتطوع في صلاة التطوع، صفحة 22. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:725، حديث صحيح.
- ↑ محمد بن عمر بازمول، بغية المتطوع في صلاة التطوع، صفحة 23. بتصرّف.
- ↑ محمد بن عمر بازمول، بغية المتطوع في صلاة التطوع، صفحة 29. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1269، حديث صحيح.
- ↑ محمد بن عمر بازمول، بغية المتطوع في صلاة التطوع، صفحة 30. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:730، حديث صحيح.
- ↑ محمد بن عمر بازمول، بغية المتطوع في صلاة التطوع، صفحة 39. بتصرّف.
- ↑ محمد بن عمر بازمول، بغية المتطوع في صلاة التطوع، صفحة 42. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 469. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1129، حديث صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 470. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 189. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 187. بتصرّف.
- ↑ ابن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 384. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن باز، فتاوى نور على الردرب، صفحة 426. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن الملقن ، في تحفة المحتاج، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:412، حديث صحيح أو حسن.
- ↑ عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 313. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:1709، حديث صحيح.
- ↑ عبدالله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 350. بتصرّف.
- ↑ عبدالله طيار، الفقهة الميسر، صفحة 352. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 435. بتصرّف.
- ↑ رواه شرح مشكل الآثار، في الطحاوي، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:131، حديث صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 342. بتصرّف.
- ↑ سورة الكوثر، آية:2
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 344. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن سلمان بن عامر الضبي، الصفحة أو الرقم:4225، حديث صحيح.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمر في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 663. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5889، حديث صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 456. بتصرّف.