محتويات
تعريف الشخصية الإيجابية
ما الذي يُميّز الشخصية الإيجابية عن غيرها؟
يُمكن تعريف الشخصية الإيجابية عمومًا بأنّها الشخصية التي يمتلك أصحابها صفاتٍ إيجابيّة مُعيّنة، ويتمتّعون بمهارة كافية لمواجهة المواقف بتفاؤل، ويكون تفكيرهم إيجابيًا ويبتعدون عن الأفكار السلبية التي تحدّ من نجاحهم.[١]
الشخصية الإيجابية في علم النفس
تعني الشخصية الإيجابية في علم النفس (Positive Personality in Psycology) عمومًا؛ الشخصية التي تكون متفائلة تجاه الأشياء جميعًا وواثقة من كل أمر، يكون تفكير أصحاب هذه الشخصية إيجابيًّا تجاه الأشياء والمواقف ويبتعدون عن التفكير السلبي، إذ يرون الحياة من خلال عدسة أكثر إيجابية وتفاؤلًا،[٢]وقد قال جيانلويجي بوفون: أؤمن بأنّه عليّ فعل الأشياء الصحيحة، تلك هي طبيعتي وشخصيتي.[٣]
الشخصية الإيجابية في علم الفلسفة
كيف عرّف علماء الفلسفة الشخصية الإيجابية؟
(Positive Personality in philosofy) عندما نبحث عن تعريف الشخصية في الفلسفة نجد أنّها تعني تلك الطريقة التي تُميّز شخصًا عن آخر من ناحية تفكيره وتصرفاته وشعوره، كما أنّها تتضمن الحالة المزاجية لديه ومواقفه وآراءه، ويتمّ التعبير عنها من خلال تفاعله مع الآخرين، كما تتضمن الشخصية في الفلسفة مجموعة الخصائص السلوكية التي تكون مكتسبة أو موروثة،[٤]قال أليساندرو ميشيل: الطريقة التي يرتدي فيها الإنسان ملابسه تُعبّر عن شخصيته.
الشخصية الإيجابية في الإسلام
كيف وصفت الشريعة الإسلامية الشخصية الإيجابية؟
(Positive Personality in Islam) وهي الشخصية المثالية التي تكون متميزة ومتوازنة ويتبع أصحابها تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي الشخصية التي تمتلك العديد من العلاقات الصحية مع من حولها من أفراد وعائلة ومع نفسه وفي علاقته مع ربه، كما تتميز هذه الشخصية بالإيمان العميق بالله، وبأنّ كل ّما يحدث في الكون هو من عند الله وتدبيره، كما يكون ذا إيمان واضح ونقي لا يلوثه الجهل أو الخرافات أو الوهم.[٥]قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَم لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.[٦]
ما أبرز صفات الشخصية الإيجابية؟
تبرز صفات الشخص الإيجابي بطرق عدّة، وبالتحديد عندما تكون سلوكياته الإيجابية متكررة بطريقة مستمرة، وفيما يلي مجموعة من صفات الشخصية الإيجابية:[٧]
- الصدق وتحمُّل المسؤولية تجاه الأفعال والتصرفات، إذ تُثير هذه الشخصية إعجاب الآخرين.
- القدرة على التكيف مع الآخرين وتبادل مشاعر الود، إلى جانب امتلاك مجموعة من الصفات العظيمة التي تتيح للشخص الحصول على علاقات صحية مع الآخرين.
- النشاط والعزيمة الواضحة وامتلاك الكثير من الإصرار.
- الاتصاف بالرحمة مع الآخرين وامتلاك القدرة على مساعدتهم.
- الصبر وهي من السمات البارزة في الشخصية الإيجابية والتي يحترمها العديد.
- الشجاعة والثقة بالنفس كثيرًا واتخاذ القرارات الصحيحة في المواقف الصعبة.
- حُب المغامرة وتحدى الخوف والاستعداد بالمجازفة.
- الخيال والإبداع، وكثيرًا ما يخرج بأفكار مبتكرة وحلول فريدة من نوعها.
- الفاعلية وتقديم الفائدة للآخرين ويمكن الاعتماد عليها كثيرًا.
- التفاؤل والبحث عن الجوانب المشرقة في الحياة وتجنب الجوانب السلبية.
- الثقة من قبل الآخرين به والاعتماد عليه.
إن أردت التوسع في معرفة صفات الشخصية الإيجابية إليك مقال: صفات الشخصية الإيجابية.
ما تأثير الشخصية الإيجابية على الفرد والمجتمع؟
إنّ للشخصية الإيجابية تأثيرًا على حياة الفرد نفسه وعلى المجتمع من حوله وفيما يلي تفصيل ذلك:
تأثير الشخصية الإيجابية على الفرد
للشخصية الإيجابية أثر واضح في حياة الفرد نظهر فيما يلي:[٨]
- التصرُّف بإيجابية أكثر وتغيير مواقفنا بالحياة: وذلك من خلال الاستمتاع بالحياة والتعامل مع الإجهاد بمرونة أكثر وعدم الوقوف عند حد معين أو الشعور باليأس عند أول عقبة يواجهها المرء أمامه فهو بالتالي يصبح شخصًا إيجابيًا مُقلدًا لمن هم حوله من أشخاص إيجابيين.
- تغير الموقف تجاه الأمور: وذلك من خلال الشعور بالمزيد من الإيجابية من خلال المزيد من قضاء الوقت مع الأشخاص الإيجابيين، ممّا يزيد لدى المرء الشعور بالثقة والسلام، ومن ثم يزيد من سلوكياته الإيجابية تيمُّنًا بمن حوله من أشخاص إيجابيين.
- استطاعة المرء تجاوز الظروف كافة بالمزيد من الابتسام والتقبُّل: والرضا بقضاء الله وقدره ومحاولة النهوض مجددًا مهما كلفه الأمر، ومهما واجه من عقبات في سبيل مواجهة ظروفه الآنية وقهرها وتخطيها إلى ما هو أفضل.
- المزيد من الإنتاجية: وذلك عن طريق الحصول على التشجيع من الناس الإيجابيين وتجاوز الخوف، فلو افترضنا مثلًا أنّ شخصًا ما يعيش وسط أشخاص سلبيين لا يمتلكون أدنى قدرة على التشجيع، فبالتأكيد هذا الشخص سيظلُّ خائفًا من التقدم، أمّا في حال حصول العكس فإنه ستكون حياته عبارة عن مزيد من الإنتاجية والنجاح.
- الحصول على المزيد من التشجيع وعبارات المديح: إذ تدفع بالأفراد نحو القمة فالإنسان بطبيعته يحب المديح ويرغب به ويسعى دائمًا للحصول عليه، وذلك لا يمكن أن يحصل إلا بوجود الأشخاص الإيجابيين الذين يتمنون الخير للجميع ويسعون إليه بأنفسهم؟
- كَسب العديد من الأصدقاء حولهم: فقد تجد أنّ الأفراد يحبون التحلق حول الشخص الإيجابي أكثر من سواه، وهي بالتالي وسيلة لكسب المزيد من الأصدقاء فليس من المعقول ترك من يطلقون على مسامعنا عبارات المديح والتشجيع والذهاب نحو الأشخاص السلبيين.
- حصول المرء على المزيد من المال: يُسهم وجود الناس الإيجابيين في الحياة باكتساب الفرد المزيد من المال من خلال تجربة العديد من العمال بإيجابية، وبالتالي كسب المزيد من المال، حيثُ وجد أنّ الأشخاص الإيجابيين يكسبون حوالي 40% أكثر من الأشخاص السلبيين.
- الشعور بالسعادة الدائمة: فالسعادة هي شعور داخلي يُمكن التحكُّم فيه جيدًا؛ حيث إنّ التصرّف الدائم بإيجابية ينقل حياتنا إلى عالم من السعادة، ويُبعدنا عن كل ما يُشوش علينا حياتنا من مشاعر سلبية تقودنا نحو الشعور بعدم السعادة.
- جذب الآخرين: إنّ الشخص الإيجابي يُصبح نقطة جذب للنجاح والناجحين من حوله، فكل من يقضي وقتًا أطول مع أشخاص إيجابيين سيُصبح أكثر إيجابية، وبالتالي فإنّ الناس يرغبون في قضاء المزيد من الوقت مع ذلك الشخص الإيجابي.
- تعزيز سلوك السخاء عند الآخرين: فالأفراد يستلهمون صفة الكرم من الناس الإيجابيين، كما يصبحون أكثر كرمًا وقدرة على رد الجميل للآخرين، ومد يد العون والمساعدة للآخرين، فالشخص الإيجابي تصبح مساعدة الناس جزءًا من شخصيته وتكوينه، وبالتالي يُصبح الكرم حاجة ملحة لديهم.
- العيش لفترة أطول: يساعدك الأشخاص الإيجابيّون على العيش لفترة أطول، حيث تُشير الدراسات إلى أنّ الأشخاص الإيجابيين يعيشون لسبع سنوات أطول من الأشخاص السلبيين، فمن الطبيعي انخفاض تعرُّضهم للأمراض المزمنة مثل أمراض القلب وضغط الدم وغيرها.
تأثير الشخصية الإيجابية على المجتمع
للشخصية الإيجابية أثر واضح في المجتمع تظهر فيما يلي:[٩]
- تنمية شخصية الأفراد كافة: في المجتمعات كما تساعدهم على ترك بصمة خاصة بهم، إذ يحتاجون لأساليب خاصة بهم لاتباعها، كما يقتدي أفراد المجتمع كافّة بأصحاب الشخصية الإيجابية، فتتطور شخصياتهم بشكل أكبر ويواجهون العالم بابتسامة.
- الحد من التوتر والصراعات في المجتمعات: وتشجيع أفراد المجتمع على النظر إلى الجوانب الأكثر إشراقًا في الحياة، كما تسهم الشخصية الإيجابية بالتأثر على الآخرين فيكسبون التقدير والقبول من المجتمع وكذلك ممن حولهم.
- مواجهة أسوأ المواقف بابتسامة صدقني: فإن وميض ابتسامتك التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات لن تُنهي مشاكلك فحسب، بل ستقلل أيضًا من التوتر والقلق، إذ لا فائدة من المبالغة في القضايا والمشكلات البسيطة، وتحليل المواقف وإيجاد الحلول المناسبة، مع المحافظة على الهدوء يظل أفضل وأسلم.
- اتباع السلوكيات الإيجابية للأفراد مع من حولهم من أشخاص: والتصرف بتهذيب مع الآخرين، وتطوير ذواتهم داخليًا وخارجيًا، والحصول على احترام أكبر من المحيطين.
- تطوير حياة الأفراد: إذ تسهم الشخصية الإيجابية بتطوير حياة الأفراد المهنية والشخصية في المجتمعات إذ يجعل الفرد منضبطًا ودقيقًا في مواعيده، وبالتالي يعود على المجتمع بالمزيد من الانضباط.
- الاحترام: إذ يُكسب أصحاب الشخصية الاجتماعية المجتمعات المزيد من الاحترام من قبل الأفراد والمجتمعات الأخرى، كما تُسهم الشخصية الإيجابية بإضفاء المزيد من الصفات الإيجابية مثل: الالتزام بالمواعيد والمرونة والاستعداد للتعلم ومساعدة الآخرين وما إلى ذلك.
- تحسين مهارات الاتصال وإتقان فن التعبير: تسهم الشخصية الإيجابية في تحسين مهارات الاتصال لدى الأفراد وتحسين مهارات الاتصال لدى الأفراد، كما يجب على الأفراد إتقان فن التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بالطريقة المرغوبة.
- زيادة الثقة عند الأفراد ونشر السعادة في المجتمعات: لذا نجد أنّ أصحاب الشخصية القوية يجعلون من أفراد المجتمع الواحد أشخاصًا واثقين من أنفسهم ويحظون بالتقدير والاحترام أينما ذهبوا، كما يسهم الأشخاص الإيجابيين بنشر السعادة في المجتمعات ونشرها في أماكن أكثر اتساعًا من خلال اختلاط أفراد المجتمع الذي يتمتع بالإيجابية مع غيرهم في المجتمعات الأخرى.
- تحوُّل أفراد المجتمع إلى أعضاء فاعلين: إذ يُصبح المجتمع كله إيجابيًّا، وذلك يعود بالفائدة الكبرى على تلك المجتمعات، فيُصبح أفراد المجتمع كلهم قادرين على نشر الإيجابية فيما بينهم، كما يكثر في المجتمعات الإيجابية العلماء والأشخاص الناجحون والمُميّزون وأصحاب الهوايات المتعددة.
هل يمكنك تغيير شخصيتك إلى شخصية إيجابية؟
كيف تزيد من تأثيرك الإيجابي؟
يُمكن تطوير شخصيتك إلى شخصية إيجابية بأن تغير أنماط التفكير بالإضافة إلى تغيير الخبرات التي يواجهها الإنسان، وفيما يلي مجموعة من الأمور التي يمكنكَ القيام بها:[١٠]
- الانخراط في الهوايات: فالانخراط في الهوايات يُسهم في تخفيف التوتر.
- التمرُّن والحصول على المتعة: وذلك من خلال ممارسة التمارين والأنشطة البدنية كافّة، فهي من الوسائل المهمّة في تخفيف التوتر، كما ينبغي التنويع في ممارسة الأنشطة؛ مثل: الرقص، واليوجا، وركوب الدراجات، والمشي مع الأصدقاء.
- الانغماس في ملذات الحياة: وذلك من خلال إضافة المزيد من الأشياء الممتعة إلى حياتكَ حتى تستفيد من وقتك ولا تشعر بالملل.
- الامتنان للآخرين: فالشعور بالامتنان للأشخاص المحيطين يقوي من شعورك بالإيجابية.
- ممارسة التأمل وزيادة شعور المحبة واللطف: ممّا يُسهم في إدارة التوتر والتحكم فيه، ويرفع من مستويات المشاعر الإيجابية لدى الفرد ويُقلّل من الشعور بالتوتر.
- خوض التجارب الإيجابية بشكل أكبر: حيث إنّ خوض التجارب الإيجابية يزيد من مستويات السعادة لدى المرء والشعور بالمرونة تجاه الآخرين.
المراجع
- ↑ "12 Positive Personality Traits Of Effective People", dariusforoux, Retrieved 9/8/2021. Edited.
- ↑ "How to Develop a Positive Personality", healthyplace, Retrieved 9/8/2021. Edited.
- ↑ "Personality Quotes", brainyquote, Retrieved 9/8/2021. Edited.
- ↑ , "Personality", britannica, Retrieved 9/8/2021. Edited.
- ↑ "THE IDEAL PERSONALITY OF A MUSLIM", islamreligion, Retrieved 9/8/2021. Edited.
- ↑ سورة النحل، آية:76
- ↑ "Examples of Personality Traits: The Positive and Negative", .yourdictionary, Retrieved 10/8/2021. Edited.
- ↑ "What Will Happen When You Surround Yourself With Positive People?", lifehack, Retrieved 10/8/2021. Edited.
- ↑ "Importance of Personality Development", managementstudyguide, Retrieved 10/8/2021. Edited.
- ↑ , "How Positive Affect Combats Stress", verywellmind, Retrieved 10/8/2021. Edited.