محتويات
الصورة الملونة
إنّ الصورة الملونة أو ما يُعرف طبيًا بالصورة الظليلة تشابه الصورة الشعاعية البسيطة أو التصوير الطبقي المحوسب CT أو الطرق الأخرى للتصوير الشعاعي، إلّا أنّه وفي هذه الصورة يتمّ إعطاء المريض مادّة سائلة معيّنة قبل إجراء الصورة، وذلك إمّا حقنًا عبر الوريد أو عن طريق تناولها عبر الفم أو حقنها عبر الشرج، وهذه المادّة التي يتمّ حقنها تبدو بشكل واضح على الصورة الشعاعية، فهي ظليلة على الأشعة، وتأخذ شكل الجسم التي تدخل فيه، ممّا يساعد في تشخيص العديد من الحالات الطبّية التي لا يمكن تشخيصها بالطرق الشعاعية التقليدية، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن المواد أو الأصباغ المستخدمة في إجراء هذه الصورة، كما سيتم التطرّق إلى بعض أنواع هذه الصورة كالصورة الظليلة للرحم وللجهاز الهضمي، وإلى بعض التوصيات فيما يخصّ هذا الإجراء. [١]
الأصباغ المستخدمة لإجراء الصورة الملونة
إنّ أصباغ الصورة الملونة هي مواد تظهر بشكل واضح على الصور الشعاعية البسيطة X-Ray وعلى صورة الطبقي المحوري CT، فهي تمتصّ الأشعة السينية بشكل كبير، دون السماح لهذه الأشعة بأن تظهر على مناطق أخرى من الفيلم الشعاعي، ومن الأمثلة الشائعة عن هذه الأصباغ عنصر الباريوم، والذي يتمّ استخدامه على شكل مركّب سلفات الباريوم، ومن الممكن أن يتمّ حقن هذه الأصباغ أو المواد ضمن السبيل الدموي لإظهار الأوعية الدموية، أو شربها عن طريق الفم لإظهار الطريق الهضمي العلوي، أو حقنها عن طريق الشرج لإظهار القولون، وفي بعض الأحيان، يتمّ استخدام الطرق الثلاثة السابقة في صورة الطبقي المحوري، كما يمكن أن يتمّ حقن المادة الظليلة ضمن المفصل أو ضمن تجويف معين في الجسم. [١]
أمّا في الصورة الظليلة للرنين المغناطيسي، يتمّ استخدام عنصر الغادولينيوم، وذلك لاختلاف آلية عمل الرنين المغناطيسي عن التصوير البسيط أو الطبقي المحوري بكشف أعضاء الجسم، ويتمّ استخدام الصورة الملونة للرنين المغناطيسي من أجل تغيير الخصائص المغناطيسية للعضو الذي يتمّ تصويره، وذلك من أجل توضيح المعالم الدقيقة للصورة. [١]
الصورة الملونة للجهاز الهضمي
تُعرف الصورة الملونة للجهاز الهضمي أيضًا باسم صورة الباريوم، حيث يتمّ فحص السبيل الهضمي بهذه الصورة لتشخيص شذوذات السبيل الهضمي، كالأورام والقرحات الهضمية والبوليبات والفتوق والتضيقات والعديد من الحالات الالتهابية، ويساعد استخدام الباريوم في الصورة الشعاعية البسيطة في إظهار العديد من صفات السبيل الهضمي، فعندما يبطّن الباريوم المريء والمعدة والأمعاء الغليظة والدقيقة، تظهر البطانة الداخلية بوضوح وحجمها وشكلها ومحيطها ونفوذيتها، وتسمح الصورة الظليلة للجهاز الهضمي بإظهار الاختلافات التي يمكن ألّا تظهر على الصورة البسيطة، وبالإضافة للباريوم، يمكن أن يُستخدم الهواء لتصوير السبيل الهضمي، حيث يتمّ حقن الهواء في القولون أو إعطاء المرضى مشروبات غازية من أجل تحسين نوعية الصورة. [٢]
الصورة الملونة للرحم
تُعرف الصورة الملونة للرحم أيضًا باسم تصوير الرحم والبوق بالمواد الظليلة، وهي نوع من التصوير بالأشعة البسيطة التقليدية، يتمّ من خلالها تصوير الرحم وقناتي فاللوب -وهما القناتان اللتان تنتقل فيهما البويضات من المبيضين إلى الرحم-، ويستخدم في هذه الصورة مادّة ظليلة على الأشعة من أجل إظهار الرحم والقناتين الناقلتين للبيوض بشكل واضح على الأشعة، ويستخدم في هذه الصورة نوع من الأشعة يُعرف بالفلوروسكوبي Fluoroscopy، وهو ما يتمّ فيه التصوير على شكل فيديو بدلًا من إظهار صورة واحدة ثابتة، ويستطيع طبيب الأشعة مراقبة المادة أو الأصباغ وهي تنتقل عبر الجهاز التناسلي الأنثوي، وهذا ما يسمح له برؤية الانسدادات الموجودة في القناتين الناقلتين للبيوض، أو التشوهات البنيوية الأخرى التي يمكن أن تكون موجودة في الرحم. [٣]
التحضيرات للصورة الملونة
يحتاج كل نوع من أنواع الصورة الملونة إلى تحضيرات مخصّصة، ولذلك يجب سؤال الطبيب أو الممرّض عن التعليمات المخصّصة للإجراء في حال وجودها، ولكن وبشكل عام، يتمّ توجيه المريض لخلع ملابسه من المنطقة المُراد تصويرها، ومن الممكن أن يرتدي المريض لباسًا مُخصّصًا للمشفى أثناء الإجراء، وبحسب منطقة الصورة، يمكن أن يُطلب من المريض خلع الحُلي والمجوهرات والنظّارات وأيّ جسم معدني، وذلك لأنّ هذه الأشياء يمكنها أن تظهر على الأشعة، ويتمّ إعطاء المريض المادّة الظليلة قبل الإجراء، والتي يمكن أن تكون الباريوم أو الأيودين أو غيرها، وذلك إمّا عن طريق حقنها وريديًا أو عن طريق حقنة شرجية، كما يمكن أن يُعطى المريض المادّة مع سائل يمكن شربه لابتلاعها، وذلك بحسب الجزء المفحوص من الجسم. [٤]
تحذيرات من إجراء الصورة الملونة
تُقسم التحذيرات أو المخاطر الناجمة عن إجراء الصورة الملونة بشكل عام إلى قسمين، وهما التحذيرات من التعرّض الشعاعي، والتحذيرات من المادة الظليلة المستخدمة، فبعض الأشخاص يقلق من كون الأشعة السينية المستخدمة في التصوير غير آمنة، وذلك لارتباط هذه الأشعة بإمكانية حدوث طفرات يمكن أن تقود للسرطان، ويمكن القول أنّ كمية الأشعة المستخدمة في التصوير تعتمد على العضو أو النسيج المُراد تصويره، وتعتمد حساسية الجسم للأشعة على العمر، حيث يعدّ الأطفال أكثر تأثرًا بالأشعة من البالغين، وبشكل عام، يُعتبر التعرّض الشعاعي من التصوير بالأشعة السينية البسيطة X-Ray قليلًا، وتتفوق منافع إجراء هذا الفحص على مضاره بشكل كبير، ولكن وعند وجود حمل أو شكّ بوجود حمل، يجب إخبار الطبيب قبل إجراء التصوير، فعلى الرغم من أنّ مخاطر إجراء معظم الاختبارات التشخيصية الشعاعية على الجنين بسيطة، إلّا أنّه ومع وجود الحمل، يمكن أن يرجّح الطبيب إجراء فحص أكثر أمانًا، كالتصوير بالأمواج فوق الصوتية على سبيل المثال، ومن الناحية الأخرى، يمكن للمادة الظليلة أن تؤدّي لحدوث بعض التأثيرات الجانبية عند تناولها أو تلقّيها، ومن ضمن هذه التأثيرات ما يأتي: [٤]
ومن الممكن وبشكل نادر أن تحدث بعض تأثيرات الحساسية الشديدة الناتجة عن التعرّض للمواد الظليلة، ومن ضمن هذه التأثيرات انخفاض ضغط الدم الشديد والصدمة التأقية أو صدمة الحساسية وتوقف القلب. [٤]
المراجع
- ^ أ ب ت "Contrast Dye Used for X-Rays and CAT Scans", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-04-28. Edited.
- ↑ "Barium X-Rays (Upper and Lower GI)", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 2020-04-28. Edited.
- ↑ "Hysterosalpingography", www.healthline.com, Retrieved 2020-04-28. Edited.
- ^ أ ب ت "X-ray", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-04-28. Edited.