ما هي العرطلة؟

كتابة:
ما هي العرطلة؟

العرطلة

تُصنّف العرطلة أو ضخامة الأطراف أو ضخامة النهايات (Acromegaly) بأنّها من الحالات النادرة للغاية، والتي تظهر في 3 إلى 4 أشخاص من كل مليون مواطن في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة، ويرتبط سبب حدوثها بزيادة نسبة هرمون النموّ المُفرَز في الجسم على الحدّ المطلوب؛ ذلك لخللٍ ما سببه غالبًا وجود ورم في الغدّة النّخاميّة، ويظهر تأثير الإصابة بهذا المرض في طاقة المُصاب، وقوّة عظامه وعضلاته، وتُسبّب ظهور ملامح جسمه بأضخم من الطبيعيّ، إضافة إلى المضاعفات المرضيّة الخطيرة أحيانًا التي يُحتمل حدوثها مع الوقت، إذ يُقدّر أنّ العرطلة تُنقص من مُعدّل عُمر المُصاب بما يُقدّر بـ 10 سنوات عن العُمر المتوقّع أن يعيشه من ناحية طبية. وفي الحقيقة فإنّ معظم حالات العرطلة تُشخّص في الفئات العُمريّة ما بين 30 و50 عامًا، أمّا في حال الإصابة بها في عُمرٍ مُبكّرة، خاصّة قبل سنّ البلوغ، فعندها يُطلق على المرض اسم العَمْلَقة (Gigantism).[١][٢]


أعراض العرطلة

يصعُب تحديد أعراض العرطلة وملاحظتها؛ ذلك لأنّ الأعراض تتطوّر تدريجيًّا على مدى وقت طويل من الزمن؛ كملاحظة زيادة مقاس الرجل، أو أنّ خاتمًا ما لم يعد بالإمكان ارتداؤه لزيادة حجم الأصابع خلال عدّة أشهر،[٣] لكن عمومًا فإنّ العرطلة تُسبّب واحدًا أو أكثر من الأعراض الآتية:[٤]

  • ملاحظة وجود رائحة ما للجسم.
  • الإصابة بمُتلازمة النفق الرّسغيّ.
  • ضعف في الرؤية الطرفيّة.
  • ظهور دم في البراز.
  • ضعف في قوّة عضلات الجسم عامّة.
  • بحّة في الصوت.
  • فرط التعرّق.
  • الشعور بالتعب بسهولة.
  • زيادة طول الجسم، ذلك في حال زادت نسبة هرمون النموّ خلال عمر الطفولة.
  • تضخّم القلب، الذي يُسبّب فقد الوعي.
  • ألم في الفكّ.
  • تضخّم عظام الوجه، وكبر حجمَي الفكّ واللسان.
  • ألم المفاصل، وانخفاض نطاق حركتها، مع تضخّم في العظام المُحيطة فيها.
  • تضخّم حجم القدمين واليدين.
  • تباعد الأسنان بعضها عن بعض.
  • زيادة سماكة الجلد، وتضخّم الغُدد الموجودة فيه، مما يُسبّب زيادة دهونه، وتكوّن الثآليل المُعنّقة (Skin Tags).
  • أعراض أقل شيوعًا، وتتضمن ما يأتي:
    • فرط نموّ شعر الجسم لدى الإناث بما يُعرف بالشعرانيّة.
    • ارتفاع ضغط الدم.
    • الإصابة بالسكّري من النوع الثاني.
    • زيادة الوزن.
    • تضخّم الغدّة الدرقيّة.
    • ظهور السلائل بالقولون (Colon Polyps) -كتل حميدة تنمو من جدران القولون-.


أسباب العرطلة

تُنتج الغدّة النّخاميّة كميّة مدروسة من هرمون النموّ، الذي بدوره يُحفّز إفراز ما يُسمّى عامل النموّ شبيه الأنسولين 1 (IGF-I) من الكبد، وهو المسؤول عن نموّ الأنسجة الرّخوة والعظام وغيرهما؛ لذا فإنّ فرط الإفراز في هرمون النموّ في حال الإصابة بالعرطلة ينجم عنه فرط نشاط لهذا العامل، وبناءً على ذلك تظهر أعراض المرض لدى المُصابين. وهناك نوعان من الأورام المسؤولة عن زيادة إفراز هرمون النموّ على الحدّ الطبيعيّ؛ وهما:[٥]

  • أورام الغدّة النّخاميّة، التي تبدو غير سرطانيّة تُفرز هرمون النموّ بكميات كبيرة، كما تضغط هذه الأورام على أنسجة الدّماغ القريبة منها، مما يُسبّب الصّداع، واضطرابات الرؤية لدى المصابين.
  • أورام أخرى موجودة في أماكن مختلفة من الجسم؛ كالرئة، أو البنكرياس، ففي بعض الأحيان قد تُفرَز هذه الأورام هرمون النمو، أو تُفرز الهرمون المُطلِق لهرمون النموّ (GH-RH)، الذي بدوره يُحفِّز إفراز هرمون النموّ في الجسم من الغدة النخامية.


علاج العرطلة

يهدف علاج العرطلة إلى تقليل كمية هرمون النموّ المُفرَزة لتعود ضمن حدودها الطبيعيّة، وتقليل أيّ ضغط ناجم من الورم على الدّماغ، بالإضافة إلى التعامل مع أعراض المرض والسيطرة عليها قدر الإمكان، وما يُحدّد نوع العلاج المُستخدم مكان الورم، وعُمر المُصاب، وطبيعة حالته الصحيّة عمومًا، وتكون الخيارات العلاجيّة واحدّا أو أكثر ممّا يأتي:[٢]

  • الخيار الجراحيّ، الذي يهدف إلى إزالة الورم وتقليل المضاعفات الناجمة عن وجوده، وتُعدّ جراحة تنظير قاعدة الجمجمة الوتدي عبر الأنف (Transsphenoidal Surgery) من أفضل الطرق الجراحيّة المُستخدمة لذلك، لكن حتّى بعد إزالة الورم قد تبقى مستويات هرمون النموّ مُرتفعًة بنسبة ما، مما يستلزم اللجوء لعلاجات إضافيّة أخرى.
  • العلاج بالإشعاع، الذي قد يُستخدَم مع الأدوية لتقليل نسبة هرمون النموّ في الجسم، أو بعد إجراء العمليّة الجراحية؛ للتأكّد من إزالة أيّ خلايا مُتبقّية من الورم.
  • العلاج الدوائيّ، التي يلجأ إليها الأطباء في حال كان من الصعب الوصول إلى موقع الورم وإزالته، أو في حال كانت صحّة المصاب لا تسمح بإجراء الجراحة، ويهدف العلاج الدوائيّ إلى إيقاف إفراز هرمون النموّ، أو تثبيط مفعوله في الجسم، ومن الأدوية المُستخدمة لذلك: مُحفّزات الدوبامين (Dopamine Agonists)، ونظائر السوماتوستاتين (Somatostatin Analogs)، بالإضافة إلى معاكسات مستقبلات هرمون النمو (GHRAs).


المراجع

  1. "Acromegaly", nhs,12-10-2017، Retrieved 6-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Michael Paddock (31-7-2017), "Acromegaly: What you should know"، medicalnewstoday, Retrieved 6-5-2020. Edited.
  3. "Acromegaly", healthline,8-2-2016، Retrieved 6-5-2020. Edited.
  4. Brent Wisse, David Zieve (5-6-2019), "Acromegaly"، medlineplus, Retrieved 6-5-2020. Edited.
  5. "Acromegaly", mayoclinic,18-1-2019، Retrieved 6-5-2020. Edited.
3048 مشاهدة
للأعلى للسفل
×