محتويات
الغمّازات
الابتسامة واحدة من التعابير التي تجعل الوجه أكثر جاذبية، وتضيف إليها الغمازات مزيدًا من الجاذبية والجمال، ويعتقد معظم الأشخاص أنّ وجودها شيء لطيف ومميز عندما تبدو فطريةً وطبيعية؛ لذلك فأصحاب الغمازات محظوظون ببساطة في رأي فئة كبيرة من العامة. فما الغمازات؟ وما سبب ظهورها؟ ولماذا توجد عند بعض الأشخاص دون غيرهم؟
تُعرَف الغمازات بأنّها حُفيرات في الجلد أو انغماسه، وقد تنشأ في أماكن مختلفة من الجسم؛ مثل: الذقن أو الخدان على جانب واحد من الفم أو كلا الجانبين، والغمازات حالة شائعة عند العديد من الأشخاص؛ ففي إحدى الدراسات لُوحِظَ أنّ 37% من الأشخاص المشاركين يمتلكون الغمازات[١]، وليست لها أيّ آثارٍ جانبية، ويوجد العديد من الآراء المتضاربة في أنّ الغمازات أمر متوارث.[٢][٣]
سبب ظهور الغمّازات
تتشكّل الغمّازات في طبقات البشرة السفلية بسبب تغيّر يطرأ على عضلات الوجه في الخدين والمعروفة باسم العضلة الوجنية الكبرى (Zygomaticus Major)، إذ تشارك هذه العضلات في تشكيل تعابير الوجه المختلفة، وهي التي تساعد في رفع زوايا الفم عند الابتسام، إذ تبدأ العضلة الوجنية الكبرى عند عظمة الخد، ثم تتمدّد إلى أسفل الوجه متصلةً بزاوية الفم عند الأشخاص الذين لا يمتلكون الغمازات، لكن عند الأشخاص الذين يمتلكون الغمازات قد تنقسم عضلة الوجه الرئيسة حزمتين منفصلتين من الألياف العضلية أثناء امتدادها نحو الفم، فتبدو إحدى هذه الحزم متصلة بزاوية الفم، بينما ترتبط الحزمة الأخرى بأسفل زاوية الفم وتتصل أيضًا بالجلد الذي يعلوها، وعند الابتسام تسحب هذه العضلات الجلد، الأمر الذي يُبرِز الغمازة في الوجه.[٢]
طرق الحصول على الغمّازات
يسعى العديد من الأشخاص إلى الحصول على الغمازات بسرعة عبر الخضوع لإجراء جراحة، الأمر الذي يلزم لإجرائه وجود جرّاح متمرّس، ولا يلزم هذا النوع من العمليات التجميلية إجراؤه في المستشفى؛ لذلك ينفّذه الطبيب في عيادته من دون أن يُخضِع الشخص للتخدير العام أيضًا، لكن قد يضع الطبيب تخديرًا موضعيًا -مثل ليدوكائين- على المنطقة من الجلد المُراد إجراء العملية عليها ليساعد ذلك في ضمان عدم الشعور بالألم أثناء الجراحة، ويستغرق المخدر 10 دقائق حتى يبدأ التأثير، ويعمل بعدها الطبيب ثقبًا في الجلد يتراوح طوله من 2-3 ملم، ثم يزيل من خلاله جزءًا بسيطًا من دهون الوجه وعضلاته، ثم يربط العضلات في الوجه بطريقة معيّنة وباستخدام خيوط خاصّة يُنشئ الطبيب منها الغمازات، وبعد الانتهاء من تنفيذ هذه العملية قد يعاني الشخص من انتفاخ وتورّم بسيطين في مكان عمل الجراحة، ويعالج الطبيب هذا الأمر من خلال تطبيق الكمادات الباردة على هذا المكان، ثم يعود الشخص إلى حياته اليومية في غضون بضعة أيام، لكن في بعض الأحيان قد تنشأ من هذه العملية مضاعفات نادرة جدًا؛ كحدوث نزيفٍ في موقع الجراحة، أو التندّب، أو نشوء العدوى في مكان الجراحة، والتي تستدعي مراجعة الطبيب على الفور لعلاجها مبكّرًا.[٤]
طريقة الحصول على ثقب حلقي للغمّازات
يستطيع بعضهم امتلاك الغمازات بعمل ما يُسمّى تخريم الخد (Cheek Piercing)، الذي يعمله الطبيب في كل جانب على الخد بحيث تبدو كأنّها طبيعية، ويُنفّذها الطبيب بعيدًا عن الغدد اللعابية المسؤولة عن إفراز اللعاب في الفم للحفاظ عليها من التعرّض للإصابة وثقبها، لكن قد يصبح هذا الإجراء خطيرًا إن لم ينفّذه الطبيب بالشكل الصحيح، ولضمان ذلك يضع الثاقب علامةً على الخد، وفي بعض الحالات فقد يُطبّق مخدرًا موضعيًا على البشرة، ثم يستخدم إبرةً خاصّة، وقد يضع بعض الأشخاص حَلَقًا مكان الثقب، ويُفضّل أن يبدو من النوع الذي لا يسبب الحساسية أو الأنواع المصنوعة من مواد غير سامة أو معدنية، وهذا الثّقْب قد يشابه في ألمه الذي يحدث عند تخريم الأذن، فالخد لا يحتوي على أنسجة ضامّة، لكن قد يُصاحب ثقب الخد تورّم بسيط، ونزف القليل من الدم، لكنه سريعًا ما يتماثل للشفاء؛ ذلك لأنّ المنطقة الداخلية من الفم مكوّنة من أنسجة مخاطية، ويُحذّر الطبيب الاختصاصي الأشخاص الذين لديهم ظروف تمنعهم من العناية الذاتية الكافية بالثقب بتنظيفه مرتين على الأقل يوميًا لمدة 8 أسابيع؛ كالمسافرين أو من لديهم أمراض أخرى؛ مثل: تآكل في مينا الأسنان أو انحسار اللثة، وفي حال ملاحظة خروج إفرازات صفراء مكان الثقب والتورم الذي لا يزول مع الوقت أو الإحساس بالحكة أو رائحة كريهة مكان الثقب والتي تستمر ليومين فقط، فإنّه تجب مراجعة الطبيب، ففي بعض الأحيان قد يُصنّف الجسم ثقب الخدين أمرًا غريبًا ويرفضه، مما يشكّل الخراج داخل الفم من جهة الثقب ولعلاجه يوصي بتطبيق الكمادات الدافئة أو قد تتشكّل ندبة واضحة في الجلد المثقوب.[٥]
أنواع الغمّازات في الوجه
تتعدد أنواع الغمازات التي توجد لدى الأشخاص، وعلى الرغم من اختلاف الآراء في أنّ الغمازات أمر متوارث أو لا، فإنّ الشخص يحصل عليها بالطرق سابقة الذكر، وعليه تُقسَّم الغمازات نوعين؛ هما:
- الغمّازات الوراثية: لم يستطع الباحثون تحديد الجينات المرتبطة بظهور الغمازات والمسؤولة عن تشكّلها، لكنّهم يعتقدون أنّ ظهور الغمازات في الوجه صفةٌ موروثةٌ سائدة يتناقلها أفراد العائلة الواحدة؛ لذلك يُلاحظ الناس وجود عائلات يمتلك أفرادها كلهم الغمازات، بينما تبدو الغمازات في أفراد عائلة أخرى قليلة الوجود، بالإضافة إلى أنّ الغمازات قد توجد لدى الطفل منذ ولادته وتستمرّ معه طوال حياته، لكنّها في أحيانٍ أخرى قد تزول وتختفي عندما يكبر الطفل، ويتناقص تركيز الدهون في الوجه والخدين لديه، وقد تظهر الغمازات في أوقات لاحقة من الحياة عندما يكبر الشخص.[٦]
- الغمّازات الاصطناعية: يمارس العديد من الأشخاص الكثير من المحاولات لإظهار الغمازات في الوجه؛ ذلك بسبب المعتقدات السائدة التي تربط بين وجود الغمازة والجمال عن طريق اتباع الطرق السالف ذكرها.[٤].
المراجع
- ↑ "PREVALENCE OF FACIAL DIMPLES AMONG THE NIGER DELTANS IN NIGERIA", semanticscholar, Retrieved 20/6/2020. Edited.
- ^ أ ب "Why Do Some People Have Cheek Dimples?", healthline, Retrieved 20/6/2020. Edited.
- ↑ "Skin dimples", onlinelibrary, Retrieved 20/6/2020. Edited.
- ^ أ ب "Dimpleplasty: What You Need to Know", healthline, Retrieved 20/6/2020. Edited.
- ↑ "Everything You Need to Know About Cheek Piercing", healthline, Retrieved 24/6/2020. Edited.
- ↑ "Are facial dimples determined by genetics?", nlm, Retrieved 20/6/2020. Edited.