ما هي الكبائر السبع

كتابة:
ما هي الكبائر السبع

محتويات

الكبائر السبع في الإسلام بالترتيب

يوجد بعض الذنوب التي تعد من الكبائر في الإسلام، وتعد هذه الذنوب من الكبائر السبع، وهي على الترتيب الآتي:

الشرك الله

يعدُّ الشرك بالله تعالى أعظم الذنوب على الإطلاق، ويشير البعض إلى أنَّ الشرك هو أكبر الكبائر، وهو ذنبٌ لا يغفره الله تعالى ويغفر ما دونه من الذنوب لمن يشاء، وهذا ما بيَّنه تعالى في سورة النساء حيث قال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}،[١]والشرك نوعان:[٢]

  • الشرك الأكبر

وهو أن يتَّخذ الإنسان ندًّا لله -سبحانه وتعالى- ويعبد معه غيره، كحجر أو قبر أو نبي أو ملك.

  • الشرك الأصغر

ويقصد بالشرك الأصغر؛ الرياء في الأعمال وعدم الإخلاص فيها.

السحر

يعدُّ السحر ذنبًا كبيرًا وإثمًا عظيمًا وهو من أبواب الشرك، فالسحر والسحرة يتَّصلون بالشياطين ويتقربون منهم ولا بدَّ للساحر أن يكفر، إذ يقول تعالى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}.[٣]

وهو من الكبائر التي حذَّر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- المسلمين من الاقتراب منها، فقد روى أبو هريرة أنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "من أتى ساحرًا أو كاهنًا فصدَّقه بما يقولُ، أو أتى حائضًا أو امرأةً في دُبُرِها فقد بَرِئَ مما أُنزِلَ على محمدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، أو كفَر بما أُنزِلَ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم"،[٤] وقد أجمع أغلب العلماء على أن من تعلَّم السحر أو تعاطى به فهو كافر وعقوبته القتل.[٥]

قتل النفس التي حرم الله إلَّا بالحق

إنَّ قتل نفسٍ بريئة ظلمًا وعدوانًا من أقبح الذنوب وأعظم الآثام ومن كبائر الذنوب في الإسلام، لهذا توعَّد الله القاتل بالخلود الدائم في نار جهنَّم، إذ قال تعالى في محكم التنزيل: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}.[٦][٧]

وقال تعالى أيضًا: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}،[٨] وفي هذه الآية وعيد شديد من الله تعالى للقاتل، وفي الحديث أيضًا أنَّ رسول الله قال: "كلُّ ذنبٍ عسَى اللهُ أنْ يَغفِرَهُ، إلَّا مَن مات مُشْرِكًا، أوْ مُؤْمِنٌ قَتَل مؤمِنًا مُتعمِّدًا"، ولذلك يعدُّ القتل من أكبر الكبائر.[٩] ولذلك يعدُّ القتل من أكبر الكبائر.[٧]

أكل الربا

حرَّم الله تعالى في القرآن الكريم الربا وحذَّر من أكل الربا لما فيه من أكلٍ لحقوق الناس بالباطل، ولما فيه من فسادٍ في المجتمع وظلم وأكل المال الحرام يلحق الفقرَ بالكثير من الناس، والله تعالى يمحقُ الربا.

قال تعالى في كتابه العزيز:{يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}،[١٠] وآكل الربا يقوم كالممسوس الذي صرعه الشيطان كما وردَ في القرآن الكريم، وذهب قتادة إلى أنَّ آكل الربا يُبعَثُ مجنونًا يوم القيامة.[١١]

أكل مال اليتيم

اليتيم هو من ماتَ أبوه وهو صغيرُ السنِّ وليس في يده حيلة، لذلك أكَّد الله تعالى على ضرورة مساعدة الأيتام وحثَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث على كفالة اليتيم، حيث قال: "أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى".[١٢]

وقد توعَّد الله آكل مال اليتيم بالعذاب الأليم في القرآن الكريم، حين قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}،[١٣] كما وردَ في العديد من الأحاديث عقوبة آكل مال اليتيم، وكيف أنَّه يوم القيامة تُلقى الصخور في أفواههم وتخرجُ من أدبارهم، والله أعلم.[١٤]

التولي يوم الزحف

التولي يوم الزَّحف هو الفرار ساعة المعركة، وهذا من الجبن والخوف، وفي التولي إضعاف لموقف جيش المسلمين وخذلان لهم، لذلك عدَّه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من السبع الموبقات.[١٥]

وقد قال تعالى في كتابه الحكيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ* وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}،[١٦] ويُستثنى من ذلك من كان متحيِّزًا إلى فئة أو متحرفًا لقتال كما قال تعالى.[١٥]

قذف المحصنات

قذف المحصنات هو وصف نساء المسلمين المحصنات العفيفات بما ليس فيهنَّ، كاتهامهنَّ بالفاحشة ظلمًا وبهتانًا.[١٧]

وهذه جريمة كبيرة من الجرائم التي هيَّأ الله تعالى لفاعلها عذابًا عظيمًا، قال تعالى في محكم التنزيل: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}،[١٨] ويُقام الحدُّ على كلِّ من يقذف محصنة دون شهود، والله تعالى أعلم.[١٧]

ما الفرق بين السيئة والكبيرة؟

كما سبقَ فإنَّ الكبيرة هي كلُّ معصية وردَ فيها حد على من ارتكبها كالقتل والسحر والسرقة، أو ما وردَ فيها وعيد من الله تعالى في الآخرة من غضب وعذاب وويل، أو وردَ فيها لعنٌ من الله تعالى ورسوله الكريم لفاعلها.[١٩]

أمَّا السيئة فهي خلاف ذلك من المعاصي وهي الذنوب التي تٌمحى عن العبد دون توبة من خلال الاستغفار والصلاة والوضوء والحسنات والأعمال الصالحة كما وردَ في كثير من الأحاديث، والله تعالى يقول في كتابه العزيز: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}،[٢٠] وهي نفسها الصغائر عند كثير من العلماء.[٢١]

ما الفرق بين الكبائر واللَّمم؟

يمكن التمييز بين الكبائر واللمم من خلال التعرُّف على الصغائر واللمم، فالصغائر أو اللمم هي جميع ما يرتكبه المسلم من الذنوب والعاصي سوى الكبائر والتي لم يرِد بها حدود أو وعيد شديد بالعذاب والغضب واللعن من الله تعالى.[١٩]

قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى* الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}،[٢٢] وقد تكفَّل سبحانه وتعالى أن يكفِّرَ الصغائر عمَّن يجتنب الكبائر من المسلمين، والله أعلم.[١٩]

هل يُغفر لمرتكب الكبيرة؟

نورد هنا بعض المعلومات المتعلقة بمغفرة ذنوب مرتكب الكبيرة:

هل الاستغفار يمحو كبائر الذنوب؟

إنَّ الاستغفار والأعمال الصالحة جميعها تكفِّر الصغائر وهذا ما ذهب إليه عدد من العلماء ولكنَّها لا تكفِّر الكبائر، وبالتالي فإنَّ الاستغفار لا يمحو كبائر الذنوب لأنَّ كبائر الذنوب تحتاج إلى توبة صادقة، والله تعالى أمر عباده بالتوبة وجعل من لم يتب ظالمًا، وأجمعت الأمة على أنَّ التوبة فرض أيضًا، ولو كان الاستغفار يمحو الكبائر لما احتاج الأمر إلى توبة وهذا خلاف الإجماع.[٢٣]

هل يغفر الله الكبائر بعد التوبة؟

إنَّ أمر المغفرة مردُّه إلى الله تعالى، لكنَّه تعالى أخبر في كتابه العزيز أنَّه يغفر الذنوب كبيرها وصغيرها بعد التوبة، حيثُ يقول تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}،[٢٤] ولذلك فالله يغفر الكبائر بعد التوبة، والله أعلم.[٢٥]

هل يغفر الله جميع الكبائر؟؟

إنَّ الله تعالى يغفر الذنوب جميعها إذا تاب العبدُ وأناب إلى خالقه تعالى منها، بما فيها الصغائر والكبائر، فقد قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}،[٢٦] وهذا بشروط سبق ذكرها،[٢٥] وأمَّا إذا لم يتُب المرء فإنَّه يبقى تحت مشيئة الله قد يغفر له وقد يعذبه، باستثناء الشرك فإنَّه لا يغفره تعالى دون توبة صادقة.[٢٧]

ويرى أهل السنَّة والجماعة أنَّ مرتكب الكبيرة يبقى مؤمنًا ولكنَّ إيمانه ينقص بما جاء به من إثم باستثناء الشرك، فالكبائر التي دون الشرك تضعُ المسلم في دائرة الفسوق، وإذا مات الإنسان ولم يتُب يكون تحت مشيئة الله تعالى، إن شاء عذَّبه وإن شاء غفرَ له، يقول تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}،[٢٨] وفي الحديث الطويل: "انْطَلِقْ فمَن كانَ في قَلْبِهِ أدْنَى أدْنَى أدْنَى مِن مِثْقالِ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ مِن إيمانٍ فأخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ فأنْطَلِقُ فأفْعَلُ"،[٢٩] أي يُخرجُ الله تعالى كلَّ من كان في قلبه ذرةَ إيمان من النار.[٢٧]

وللإجابة عن سؤال: ما هي الكبائر التي لا تغفر؟ فقد وردَ في الآية والحديث السابقين دليل على أنَّ الله تعالى قد يغفر جميع الكبائر عدا الشرك إذا لم يتُب منه.

كيف تكون التوبة من الكبائر؟

إنَّ التوبة في الإسلام تقبَل عن جميع الذنوب كبيرها وصغيرها، بما فيها الكبائر كالقتل والشرك والكفر والزنا وغيرها، قال تعالى في كتابه العزيز: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}.[٣٠][٢٥]

وأما كيفية التوبة من الكبائر فهي كما يأتي:[٢٥]

  • الإقلاع عن الكبيرة خوفًا من الله وخشيةً له وتعظيمًا لأوامره تعالى.
  • عقد العزم والنية على عدم العودة لتلك الكبيرة.
  • إظهار الندم على ما ارتكبه المذنب بحق الله تعالى.
  • إعادة الحقوق لأصحابها إذا كانت الكبيرة فيها هضم حقوق الناس.

ما هي علامات قبول التوبة من الكبائر؟

يوجد بعض العلامات التي يُستدلُّ بها على قبول التوبة من الكبائر، ويمكن إدراج أهمها فيما يأتي:[٣١]

  • أن يصبحَ حال العبد بعد توبته من الكبيرة خيرًا من حاله التي كان عليها قبل التوبة.
  • أن يبقى الخوف من الله تعالى ملازمًا له على الدوام.
  • انخلاع قلب العبد التائب خوفًا وندمًا وذلك حسب الكبيرة التي كان قد ارتكبها.
  • انكسار يحصل في القلب.

ما معنى: إنّ الله لا يغفر أن يشرك به؟

يشير معنى الآية إلى أنَّ الله تعالى لا يغفر للعبد الذي يلقاه وهو مشركٌ أي مات وهو على الشرك وهذا ما أشار إليه ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره، وأشار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العديد من الأحاديث إلى هذا المعنى، حيث يقول: "كلُّ ذنبٍ عسَى اللهُ أنْ يَغفِرَهُ، إلَّا مَن مات مُشْرِكًا، أوْ مُؤْمِنٌ قَتَل مؤمِنًا مُتعمِّدًا"،[٩] وأمَّا من تاب قبل أن يموت فذاك عسى الله أن يغفرَ له كما وردَ في غير موضع من كتاب الله.[٣٢]

أبرز الأحكام التي تتعلق بالكبائر

بعد معرفة ما هي الكبائر السبع سيتمُّ فيما يأتي إدراج أبرز الأحكام التي تتعلق بالكبائر بالتفصيل وكل على حدة:

هل الزنا بالعين من الكبائر؟

وردَ أنَّه لكلِّ شخصٍ حظّه من الزنا، وفي حديثٍ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "إنَّ اللهَ تعالى كتب على ابنِ آدمَ حظَّه من الزنا أدرك ذلك لا محالةَ ، فزنا العينِ النظرُ، و زنا اللسانِ المنطقُ، والنفسُ تمنَّى وتشتهي، والفرْجُ يُصَدِّقُ ذلك أو يُكذِّبُه".[٣٣][٣٤]

ومعنى الحديث أنَّ فعلة الزنا هي التي تصدق تلك الذنوب أو تكذبها، لذلك فزنا العين ليس من الكبائر فهو من مقدمات الزنا، لأنَّ كبيرة الزنا هي التي يطبَّق الحد عند ارتكابها وزنا العين ليس فيه حد وإنما من الخطايا والصغائر.[٣٤]

هل مقدمات الزنا من الكبائر؟

لقد حرَّم الله تعالى الزنا وجعله من الكبائر وأوجب عقوبةً كبيرة لمن يرتكبه، ولذلك حرَّم مقدماته كلها من نظر أو لمس أو خلوة، ولكن هذه الذنوب تعدُّ من الصغائر ولا تعدُّ من الكبائر وإلى هذا ذهب البخاري ومسلم، لأنَّ رسول الله بيَّن أنَّ الصلاة تمحو مثل هذه الذنوب بخلاف الزنا، ولذلك فإنَّ مقدمات الزنا لا تعدُّ من الكبائر والله أعلم.[٣٤]

هل خلع الحجاب من الكبائر؟

أوجبَ الله تعالى الحجاب على المسلمات حفظًا لهنَّ، فبعدَ أن حرَّم الزنا الذي يعدُّ من الكبائر، حرَّم جميع مقدِّماته وما يسوقُ إليه من تصرفات، لذلك حرَّم الله تعالى خلع الحجاب وجعله من المعاصي العظيمة، ولكنَّه دون الزنا لذلك لا يعدُّ خلع الحجاب من الكبائر، ومع ذلك يجب على المسلمة أن ترجع عن ذلك الذنب وتتوب إلى الله وتحفظ نفسها من الفواحش جميعها.[٣٥]

هل حلق اللحية من الكبائر؟

لقد أمرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين بإعفاء اللحية، لذلك فإنَّ حلق اللحية محرَّم بالإجماع لأنَّه مخالفةٌ لأوامر رسول الله وخلاف الفطرة، ورغم ذلك لا يعدُّ حلق اللحية من الكبائر، إلا أنَّ المسلم يجب أن يحذر من الإصرار على الصغيرة حتى لا تتحول إلى كبيرة، ويسارع بالتوبة إلى الله والإقلاع عن جميع الذنوب.[٣٦]

هل الغيبة من الكبائر؟

تعدُّ الغيبة في الإسلام من الذنوب العظيمة، وقد وردَ تحريم الغيبة في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}.[٣٧][٣٨]

كما حذَّر منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من حديث، وعلى هذا عدَّها كثير من العلماء من الكبائر، وعلى المسلم أن يتجنَّبها ويعلن التوبة الخاصة لله تعالى.[٣٨]

هل كشف العورة من الكبائر؟

إن كشف العورة أمام الأجنبي عمدًا معصية ولكنَّها تعدُّ من الصغائر، لأنَّ الكبائر هي -كما سبق- المعاصي التي يترتَّب عليها إقامة حدود ووعيد وغضب من الله، ولم يَرِد في كشف العورة شيء ممَّا سبق لذلك لا يعدُّ كشف العورة من الكبائر، ولكن هذا لا يعني أن يتهاون المسلم في كشف العورة بل يجب أن يستر عورته ويتوب من تلك المعصية في حال وقوعه فيها.[٣٩]

هل مشاهدة الأفلام الإباحية من الكبائر؟

إنَّ مشاهدة الأفلام الإباحية والصور الخليعة من المعاصي التي حرَّمها الله، فهي من مقدمات الزنا، وقد سبق القول بأنَّ مقدمات الزنا من الصغائر التي حرَّمها الله، فهي لا تعدُّ من الكبائر لأنَّها لا تقتضي إقامة الحد ولم يتوعَّد الله تعالى مرتكبها بعذاب شديد، ولكن هذا لا يعني أن يتهاون المسلم فيها بل يجب أن يقلع عنها ويتوب إلى الله تعالى.[٣٤]

هل النفاق والرياء من الكبائر؟

وردَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الرياء هو الشرك الأصغر، وقد توعَّد الله تعالى المنافقين بعذاب شديد يوم القيامة، إذ قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}.[٤٠][٤١]

لذلك فقد عدَّ معظم العلماء النفاق والرياء من الكبائر، وذكر الإمام الذهبي الرياء واحدة من الكبائر في كتابه، والله أعلم.[٤١]

هل القتل الخطأ من الكبائر؟

إنَّ القتل الذي يعدُّ من الكبائر هو القتل العمد وهذا لا خلاف فيه، وأمَّا القتل الخطأ فهو من الصغائر لوقوع المرء فيه من دون قصد، وليس على من يقع فيه إثم في الآخرة لأنَّ الله تجاوز عن الخطأ كما وردَ في الحديث، ويجب على من ارتكب هذا الذنب أن يتوب إلى الله ويدفع الدية، ولذلك لا يعدُّ القتل الخطأ من الكبائر.[٤٢]

هل التعامل مع البنوك الربوية من الكبائر؟

إنَّ الربا من الكبائر والسبع الموبقات التي ذكرها رسول الله في الحديث السابق، وآكل الربا ملعون وقد توعَّده الله تعالى بحرب منه، لذلك يجب على المسلم أن يبتعد عن كل ما له علاقة بالربا، وقد ذهب معظم العلماء إلى التعامل مع البنوك الربوية من الكبائر، فلا يجوز التعامل معها سواء في بلاد المسلمين أم في بلاد الكفار ولا في أي حال من الأحوال والله أعلم.[٤٣]

المراجع

  1. سورة النساء، آية:48
  2. الذهبي، كتاب الكبائر، صفحة 9-10.
  3. سورة البقرة ، آية:102
  4. رواه الألباني، في الإيمان لأبي عبيد، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:77، إسناده صحيح.
  5. الذهبي، كتاب الكبائر، صفحة 14-16. بتصرّف.
  6. سورة المائدة ، آية:32
  7. ^ أ ب الذهبي، كتاب الكبائر، صفحة 12-14.
  8. سورة النساء، آية:93
  9. ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبو الدرداء وعبيدة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:4270، صحيح.
  10. سورة البقرة، آية:276
  11. الذهبي، كتاب الكبائر، صفحة 61-62. بتصرّف.
  12. رواه صحيح البخاري، في البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:6005، صحيح.
  13. سورة النساء، آية:10
  14. الذهبي، كتاب الكبائر، صفحة 65-67. بتصرّف.
  15. ^ أ ب الذهبي، كتاب الكبائر، صفحة 71-71. بتصرّف.
  16. سورة الأنفال، آية:15-16
  17. ^ أ ب الذهبي، كتاب الكبائر، صفحة 92-93. بتصرّف.
  18. سورة النور، آية:4
  19. ^ أ ب ت التويجري، محمد بن إبراهيم، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 535. بتصرّف.
  20. سورة النساء، آية:31
  21. محمد بن إبراهيم الحمد، كتاب مصطلحات في كتب العقائد، صفحة 189-195. بتصرّف.
  22. سورة النجم، آية:31-32
  23. محمد بن إبراهيم الحمد، كتاب مصطلحات في كتب العقائد، صفحة 193. بتصرّف.
  24. سورة الزمر، آية:53
  25. ^ أ ب ت ث اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، كتاب فتاوى اللجنة الدائمة، صفحة 339. بتصرّف.
  26. سورة الزمر، آية:53
  27. ^ أ ب صالح الفوزان، كتاب شرح عقيدة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، صفحة 38. بتصرّف.
  28. سورة النساء، آية:48
  29. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:193، صحيح.
  30. سورة الأنفال، آية:38
  31. أبو ذر القلموني، كتاب ففروا إلى الله القلموني، صفحة 47.
  32. ابن كثير، تفسير ابن كثير، صفحة 86. بتصرّف.
  33. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1797، صحيح.
  34. ^ أ ب ت ث ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 182. بتصرّف.
  35. سعيد بن وهف القحطاني، كتاب إظهار الحق والصواب في حكم الحجاب، صفحة 144-145. بتصرّف.
  36. محمد إسماعيل المقدم، كتاب أدلة تحريم حلق اللحية، صفحة 9.
  37. سورة الحجرات، آية:12
  38. ^ أ ب الشيخ مصطفى العدوي، دروس الشيخ مصطفى العدوي، صفحة 6. بتصرّف.
  39. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 719. بتصرّف.
  40. سورة النساء، آية:145
  41. ^ أ ب الذهبي، كتاب الكبائر، صفحة 144. بتصرّف.
  42. مجموعة من المؤلفين، كتاب الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 20. بتصرّف.
  43. حسام الدين عفانة، كتاب يسألونك عن المعاملات المالية المعاصرة، صفحة 16. بتصرّف.
4982 مشاهدة
للأعلى للسفل
×