ما هي الكتب السماوية

كتابة:
ما هي الكتب السماوية

تعريف الكتب السماوية

إنّ الكتب السماوية هي الكتب التي أنزلها الله -عزّ وجلّ- على رسله الكرام ليُبلّغوا ما فيها لأقوامهم؛ رحمةً بعباده -سبحانه- وهدايةً لهم لطريق السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، والغاية من إنزال هذه الكتب هو إقامة التوحيد بعبادة الله وحده، وبيان المنهج القويم الذي يجب أن تسلكه البشرية فيرشدها لكل ما هو خير وصلاح، وحياة للنفوس ونور وهداية في الظلمات.[١]


تعداد الكتب السماوية

إنّ الإيمان بالكتب السماوية يتضمّن الإيمان بجميع الكتب، والذي ذُكر في المصادر الإسلامية من هذه الكتب هو خمسة كتب: القرآن الكريم، والإنجيل، والتوراة، وصحف إبراهيم والزبور، فهذه الكتب يجب الإيمان بها تفصيلًا، وما عداها يكون الإيمان به إجمالًا.[٢]


الزبور

الزبور هو الكتاب الذي أنزله الله -تعالى- على النبي داود -عليه السلام-،[٣] وروي عن قتادة -رحمه الله- أنّ الزبور يتكون من مئة وخمسين سورة جميعها مواعظ وثناء على الله -تعالى-، وتمجيد وحمد له -سبحانه-، وليس فيه حديث عن الأحكام الشرعية من حلال، وحرام، وحدود، وفرائض، حيث كان اعتماده على ما جاء في التوراة من شريعة.[٤]


صحف إبراهيم

الصحف جمع صحيفة، وصحف إبراهيم هي الكتاب التي أنزله الله -تعالى- على النبي إبراهيم -عليه السلام-، وقد قال أهل العلم إنّ غالب ما جاء فيها هو مواعظ، وحكم، وعبر،[٥] وقد قال ابن عثيمين -رحمه الله- إنّ صحف إبراهيم -عليه السلام- أُنزلت عليه واحتوت على المواعظ والأحكام، ولكن لم يصلنا شيء من هذه الأحكام سوى ما ورد من أنّ النبي إبراهيم -عليه السلام- كان على التوحيد والملّة المستقيمة، حيث قال -تعالى-: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).[٦][٧]


التوراة

التوراة هي الكتاب الذي أنزله الله تعالى على النبي موسى -عليه السلام- وهو كتاب عظيم اشتمل على الهداية والنور، حيث قال الله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ)،[٨][٩] والتوراة هي عمدة الكتب التي أُنزلت على أنبياء بني إسرائيل.[٧]


الإنجيل

الإنجيل هو كتاب الله -عزّ وجلّ- الذي أنزله على النبي عيسى -عليه السلام- ويتّصف الإنجيل بكونه متممًا لكتاب التوراة وموافقًا له في أكثر الأمور والأحكام الشرعية، وغايته هي الهداية للطريق المستقيم والإرشاد للحق والدعوة لتوحيد الله وعبادته دون غيره.[٩]


القرآن الكريم

إنّ القرآن الكريم هو الكتاب الذي أنزله الله -تعالى- على النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- لهداية الناس كافّة، ويُعرّف بأنّه: "اللفظ العربي المعجز، الموحى به إلى محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بواسطة جبريل عليه السلام، وهو المنقول بالتواتر، المكتوب في المصحف، المتعبّد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس".[١٠]


خلاصة المقال: أنزل الله -تعالى- الكتب السماوية على رسله لهداية الناس وإرشادهم لعبادة الله وحده، ولكنّ هذه الكتب حُرّفت وبُدلّت ولم يبق منها سوى القرآن الكريم فقد تعهّد الله -تعالى- بحفظه، وعدد الكتب السماوية كثير ذُكر بعضٌ منها في القرآن الكريم مثل التوراة والإنجيل.


المراجع

  1. محمد بن إبراهيم الحمد، كتاب الطريق إلى الإسلام، صفحة 61. بتصرّف.
  2. محمد بن عبد العزيز المسند، كتاب فتاوى إسلامية، صفحة 41. بتصرّف.
  3. التويجري، محمد بن إبراهيم، كتاب مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 71. بتصرّف.
  4. سعيد حوَّى، كتاب الأساس في السنة وفقهها، صفحة 822. بتصرّف.
  5. محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 167. بتصرّف.
  6. سورة النحل، آية:120-121
  7. ^ أ ب ابن عثيمين، كتاب لقاء الباب المفتوح، صفحة 4. بتصرّف.
  8. سورة المائدة، آية:44
  9. ^ أ ب محمد بن إبراهيم الحمد، كتاب رسائل الشيخ الحمد في العقيدة، صفحة 9-11. بتصرّف.
  10. مصطفى ديب البغا، كتاب الواضح في علوم القرآن، صفحة 15. بتصرّف.
3850 مشاهدة
للأعلى للسفل
×