محتويات
الإيثانول
إن الإيثانول أو الكحول الإيثيلي هو العنصر الرئيس الذي يُساهم بشكل مباشر في إحداث التأثير العقلي -أو ما يُعرَف بالتأثير المُسكِر- في المشروبات الكحولية، والذي ينتج عن عمليات التخمير للسكر في الفاكهة كما هو الحال في النبيذ أو عمليات التخمير والتقطير للحبوب كما الحال في البيرة أو مشروب الشعير الكحولي، وسيتم في هذا المقال الحديث الإجابة عن سؤال: " ما هي الكحول ؟"، ثم سيتم التطرّق للحديث عن عدة أمور هامة متعلقة بالكحول، وهي أثر الكحول على الدماغ، بالإضافة إلى الآثار الجانبية للكحول والأمراض التي يُسببها، ثم مناقشة فيما إذا كانت هناك فوائد للكحول من الناحية الطبية.
ما هي الكحول
الكحول هي مادة عضوية تتكون كيميائيًا عندما يتم استبدال مجموعةَ هيدروكسيل بذرة الهيدروجين في مركب الهيدروكربون، وكما تمّت الإشارة لذلك آنفًا؛ فإنّ نوع الكحول المستخدم في المشروبات الكحولية هو الإيثانول والذي يُستمَد من تخمير السكر الموجود في العديد من أنواع الفاكهة من مثيلات العنب وأنواع من التوت، بالإضافة إلى تخمير السكريات الموجودة في العديد من أصناف البطاطا والبقوليات كالذرة، وتعمل مادة الكحول الإيثيلي كمثبّط للجهاز العصبي المركزي، ويجدر التنويه أيضًا إلى أنّ الكحول الإيثلي يدخل في صناعة المحاليل المستخدمة طبيًا كمطهرات أو مواد حافظة أو في بعض الأدوية.[١]
أثر الكحول على الدماغ
بعد أن تمّت الإجابة على سؤال: "ما هي الكحول ؟"،يمكن التطرّق إلى أثر الكحول على الدماغ، حيث أنّ الإيثانول يُقلّل من التواصل العصبي بين خلايا المخ، وهو تأثير قصير المدى لحد ما، لكن عند الإفراط في تناول الكحوليات، يقل التواصل بمستويات أكبر إلى أنّ ينقطع تمامًا، وحينها تبدأ أعراض تُشابه أعراض فقدان الذاكرة المؤقت بالترافق مع عدم تمييز الأشياء، وتستمر هذه الأعراض حتى تنتهي حالة الشُرب والتي عادةً ما تغيب أعراضها بعد النوم وأخذ قسط من الراحة ثم الاستيقاظ فتعود الأمور إلى مجراها بعد ذلك.
ولكن يجدر التنويه أن تعاطي الكحول بشكل مُكثّف ومزمن -على المدى الطويل- قد يتسبّب بحدوث تغييرات دائمة على بنية الدماغ، وغالبًا ما يؤدّي إلى ضعف وظائف الدماغ وذلك نظرًا إلى أنّ البنية التشريحية للدماغ هشّة وحسّاسة جدًا، وتزيد هذه التغييرات عادة من خطورة الإصابة بالخرف وحالات من ضمور الدماغ، وخِلافًا لذلك فإنّ دراسات أخرى تشير إلى أنّ شرب الكحول بدرجات معتدلة قد يُقلّل من خطورة الإصابة بالخرف خاصّةً لدى كِبار السن، أمّا فيما يتعلّق بالكحول وعلاقته بمرض الاكتئاب السريري، فإنّ كل منهما قد يزداد بوجود الآخر، حيث أنّ الإفراط في تعاطي الكحوليات قد يُؤثّر على مستويات النواقل العصبية في مناطق التشابكات العصبية مما يزيد من خطورة حدوث الاكتئاب، والعكس صائب أيضًا، فإنّ حالات الاكتئاب لدى الكثيرين من الناس قد تدفع بهم إلى الإفراط في تناول الكحول أو حتّى البدء في تعاطيه إذا لم تكن لديهم تجارب سابقة معه، وتلعب السمنة دورًا مُشابهًا للاكتئاب فيما يتعلّق بالكحول، فالسمنة تُعتبَر من مُسببات القلق لدى الإنسان، مما يدفع البعض لتعاطي الكحول بدافع التقليل من التوتر والقلق المرتبطين بالسمنة، وبالمثل، فإنّ الكحول تُعد من المشروبات ذات المحتوى العالي من السعرات الحرارية، ولذلك فالإفراط في تناولها يُسبب السُمنة. [٢]
الآثار الجانبية للكحول
يرتبط عادةً الجواب على سؤال: "ما هي الكحول ؟"، أو الحديث عن الكحول عمومًا بالتركيز على الآثار الجانبية أو الأضرار التي يُمكن أن يُسببها لجسم الإنسان، ورغم أنه قد تمّ التنويه إلى بعض آثار الكحول على دماغ الإنسان، فهنا سيتم الاستفاضة في الحديث عن ذلك، بالإضافة إلى التعريج على آثار أخرى هامة، وذلك على النحو الآتي:[٣]
- الكثير من الدراسات تُشير إلى أنّ الكحول غير صحي لجسم الإنسان، وذلك كونه يُؤثّر بشكل مُباشر على الجهاز العصبي المركزي، ويُقلل من سُرعة انتقال الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية، مما يُسبّب تباطؤ في النظام العصبي في الجسم وبالتالي تباطؤ استجابات أطراف الجسم والأعضاء بشكل عام لأي مُحفِّز خارجي، وهذا أحد أهم أسباب تجريم القوانين القيادة بعد تعاطي الكحول، كون السائق حينها غير قادر على التعاطي مع المؤثرات الخارجية.
- الكحول يُمكن أن يُسبب ارتفاع ضغط الدم وزيادة عدد دقات القلب مما يُؤثّر سلبًا على قدرة الإنسان على إنجاز المهام التي تتطلّب جُهدًا بدنيًا، فضلًا عن صعوبة ممارسة الرياضة.
- يُمكن أن يُسبب تعاطي الكحول فترةً طويلة من الزمن قرحة معدية أو سرطان المعدة.
- يُمكن أن يُسبب تعاطي الكحول تليف الكبد أو التهابات الكبد عمومًا، وأحيانًا سرطان الكبد.
- شرب الكحول يُؤثّر على الجُملة العصبية في دماغ الإنسان، بما في ذلك فقدان التنسيق العصبي الحركي وسوء التحكم وردود الفعل البطيئة والرؤية المُضبّبَة وضعف الذاكرة بشكل مؤقت، مما يُؤثّر على أداء المَهام اليومية.
الأمراض التي يُسببها الكحول
لا بُدّ من الربط بين الإجابة عن سؤال أو مبحث المقال الرئيس: "ما هي الكحول ؟"، والأمراض التي يُسبّبها الكحول على المدى الطويل أو القصير، فهنالك جُملة من الاضطرابات الخطيرة والتي تتصف بأنّها واسعة الانتشار، أي تُصيب عددًا كبيرًا من أعضاء الجسم والتي سيتم تناولها على النحو الآتي: [٤]
- اضطرابات الكبد؛ وهي أهم الاضطرابات المرتبطة بالكحول، كون الكحول يتم استقلابه أو هضمه في الكبد، وبالتالي فإنّ الكبد هو العضو الأكثر تضررًا من الإفراط في تناول الكحول، لذلك يتم الربط دائمًا بين الكبد والإجابة عن سؤال؛ ما هي الكحول.
- التهاب البنكرياس؛ وذلك نتيجة تفعيل مجموعة من الإنزيمات البنكيرياسية بشكل مُبكِّر والتعرّض المستمر لمادة الأسيتالديهايد السامة.
- السرطان؛ بما في ذلك سرطان الفم والمريء والحنجرة والمعدة والكبد والقولون والمستقيم والثدي.
- القرحة المعدية والتهاب بطانة المعدة.
- ضعف جهاز المناعة؛ مما يجعل الجسم عُرضة للأمراض المعدية مثل السُل أو الالتهابات الرئوية.
- تلف في الدماغ.
- سوء التغذية ونقص الفيتامنيات، وذلك كون شرب الكحول يُقلّل من امتصاص الأغذية.
- هشاشة العظام.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- السكتة الدماغية.
فوائد الكحول
رغم أنّ الكثير من الأبحاث تُشير إلى أضرار الكحول أو على الأقل انعدام فوائدها، إلّا أنّ هنالك أبحاث تُشير إلى وجود بعض الفوائد التي قد تكون داعمة لصحة الإنسان على المدى الطويل أو حتى القصير عند تناول الكحول بشكل معتدل، وفيما يأتي نبذة عن هذه الفوائد: [٥]
- إنّ التناول المعتدل لبعض أصناف الكحول مثل النبيذ الأحمر قد يُقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وذلك بنسبة تصل إلى 40 بالمئة بحسب الموقع الطبي والتغذويّ الشهير Livestrong، وذلك استعراضًا لأكثر من 100 دراسة مُنجَزة في جامعة هارفارد، تُشير الداراسات هذه إلى أنّ تناول الكحول بكميات معتدلة يعمل على رفع مستوى الكوليسترول الجيد "HDL" وتقليل مستويات الكوليسترول السيء LDL وذلك بدوره قد يُقلل من حالات انسداد الشرايين وبالتالي يُقلّل من حدوث نوبات قلبية.
- العديد من المشروبات الكحولية تحتوي على مضادات أكسدة تُكافح العديد من الأمراض عن طريق التقليل من مستويات الجذور الحرة في جسم الإنسان.
- مكافحة السُمنة؛ أظهرت دراسة نُشِرت عام 2010 أنّ النساء اللائي تناولن كوبًا أو اثنين يوميًا من الكحول كُن أقل عُرضة لزيادة الوزن من غيرهن، وذلك يُخالف ما تمّ الحديث عنه سابقًا في علاقة السُمنة بالإفراط في تناول الكحول، إلّا أنّ الدراسة هُنا تُشير إلى تناول الكحول بكمية مُعتدلة ومدروسة وليس الإفراط، فالإفراط ضار في كل الحالات.
- تقليل مخاطر الإصابة بمرض السُكري؛ وجد تقرير صدر عام 2005 أن تناول كميات معتدلة من الكحول - بمعدل كأس واحد للسيدات وكأسين للرجال- يُقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 30 بالمئة.
- زيادة القوة العقلية؛ وجد باحثون من جامعة لويولا أن الذين يتناولون الكحوليات بكميات معتدلة كانوا أقل عرضة بنسبة 23 في المئة للإصابة بضعف إدراكي أو مرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف مقارنة بالأشخاص الذين لا يتناولون الكحول.
- تشير الأبحاث أيضًا إلى أن استهلاك الكحول المعتدل يُقلل من خطر تكوّن حصى في المرارة.
المراجع
- ↑ "Medical Definition of Alcohol", www.medicinenet.com, Retrieved 24-07-2019. Edited.
- ↑ "Alcohol and Health: The Good, the Bad, and the Ugly", www.healthline.com, Retrieved 15-07-2019. Edited.
- ↑ "Alcohol Effects", www.webmd.com, Retrieved 15-07-2019. Edited.
- ↑ "Ten health risks of chronic heavy drinking", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15-07-2019. Edited.
- ↑ "5 Hidden Health Benefits of Alcohol", www.livestrong.com, Retrieved 15-07-2019. Edited.