ما هي المنظومة البيقونية؟

كتابة:
ما هي المنظومة البيقونية؟

البيقوني

البيقوني العالم، من هو؟ وما هي اهتماماته العلمية؟

واحدٌ من علماء مصطلح الحديث المعروفين واسمه عمر بن محمد بن فتوح البيقوني وقيل إنَّ اسمه طه، ولد عام ألف وستمئة للميلاد ووافته منيته حوالي ألف وستمئة وتسعة وستين للميلاد، وأقام حياته في دمشق واتَّخذ من المذهب الشافعي مذهبًا له، ولم يقف أحدٌ من العلماء على سيرةٍ وافية لحياته، إلا أنَّ بعضهم قد وقف على نُتَفٍ متفرقةٍ من حياته في بطون بعض الكتب، وقد أبدى البيقوني اهتمامًا خاصًّا بعلم الحديث حتى أقام على تأليف منظومةٍ كاملةٍ تضمُّ مصطلحات علم الحديث وقوانينه ومراتبه، وقد عكف الكثير من العلماء على شرحها وتبسيطها، وسيقف هذا المقال مع الحديث عن المنظومة البيقونية وشرحها وتفصيلها.[١]


المنظومة البيقونية

ممَ تتألف المنظومة البيقونية؟ وما رأي العلماء بها؟

تتألف المنظومة البيقونية من أربعةٍ وثلاثين بيتًا منظومة على بحر الرجز -وهو أحد بحور الشعر- ويُطلق على كلِّ ما أُلِّف على هذا البحر أرجوزة، وقد استعمل كثير من علماء السَّلف بحرَ الرَّجز في نَظْمِ العلوم الشرعيّة؛ لسهولة النظم على ذلك البحر، وقد استقى النَّاظم مادَّته العلمية التي نظمها من مقدمة ابن الصَّلاح كما تبيَّن لأهل العلم، ولم يأتِ المؤلف على جميع علم الحديث -كما لوحظ عليه- بل أخذ بعضه وأعرض عن بعض، والذي أخذه كان متداولًا وكثيرَ الاستعمالِ بين طلبة العلم، وابتعد عن الغريب قليلِ الاستعمال، ويُذكر أنَّ النَّاظم لم يُلزم نفسه بقافيةٍ واحدةٍ من بداية النَّظم إلى نهايته بل نوَّع فيها.[٢]

وقد أثنى كثيرٌ من أهل العلم على المنظومة البيقونية؛ لأنَّها سهَّلت حفظ مصطلحات علم الحديث على الطالب المُبتدئ، وخاصّةً أنَّه ذكر المشهور من ذلك العلم، فكانت الأرجوزة سهلةَ الحفظ خفيفة اللفظ موجزة في العبارة محببة إلى النُّفوس، ومن اللافت أنَّ النَّاظم لم يأتِ على الاختلافات في تعريف أنواع الأحاديث التي ذكرها في منظومته، بل أخذ الرَّاجح عنده وذَكَرَه؛ للتسهيل على المبتدئين، وقد أخذ بعض أهل العلم على منظومة البيقوني أنَّه ترك كثيرًا من أقسام علم الحديث الأخرى، ولكن إن نُظر إلى هذا المأخذ من ناحيةٍ أخرى فقد كان جيّدًا مفيدًا للطالب المبتدئ الذي لن يستطيع التمكّن من علم الحديث بفروعه دفعةً واحدة.[٢]

يُذكر أنَّ البيقونيَّ لم يذكرْ مراتب الأحاديث المُتشابهة مجاورةً لبعضها مثل الضعيف وأقسامه، ممّا جعل بعض أهل العلم يأخذون ذلك عليه، ولكن قد رُدَّ على ذلك المأخذ بأنَّ البيقوني لم يقصد الترتيب في نظمه، بل أراد ذكر بعض أنواع الحديث وكان ذلك فعلًا حَسَنًا لما فيه من التسهيل للمبتدئين، وستقف الفقرة القادمة مع الحديث عن موضوعات المنظومة البيقونية.[٢]


موضوعات المنظومة البيقونية

إلى أي مدى فصَّل البيقوني في شرح أقسام الحديث في منظومته؟

إنَّ المنظومة البيقونية -كما ذُكِر آنفًا- جامعةٌ لمصطلحات علم الحديث، كثيرة التداول بين طلبته، لذلك كان لا بدَّ من شرحها وبيان معانيها، وقد وقف على ذلك كثيرٌ من أهل العلم ومن بينهم ابن عثيمين في كتابه شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، وستقف هذه الفقرة مع بيان موضوعات المنظومة البيقونية بالتفصيل، وفيما يأتي سيكون ذلك:

  • الحديثُ عن أقسام الحديث المُختلفة، كلُّ قسمٍ على حدة.[٣]
  • البدءُ بالكلام عن أقوى مرتبةٍ من مراتب الحديث الشريف وهو الحديث الصحيح المُتصل بإسناده إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وفيه يحكي عن الشروط التي يجب توفُّرها في راوي الحديث الصحيح.[٤]
  • الانتقالُ إلى القسم الثاني من أقسام الحديث وهو الحديث الحسن، وهو كالصحيح في قوته لكنَّه أخفُّ ضبطًا.[٥]
  • انتقال النَّاظم إلى القسم الثالث من أقسام الحديث وهو الحديث الضعيف والذي يتفرَّع عنه كثيرٌ من الأنواع مثل الحديث المرسل والحديث المنقطع والحديث المعضل والحديث الشاذ والحديث المقلوب والحديث المعلل والحديث المضطرب والحديث المدرج والحديث المنكر والحديث المتروك والحديث الموضوع.[٦]
  • ذكرُ أنواعٍ أخرى من الأحاديث مثل المرفوع والمقطوع والموقوف، وبيان فرق كلّ نوعٍ عن غيره.[٦]
  • بيانُ الحديث المسند وذكر ضابطه.[٧]
  • ذكرُ الحديث المتصل وبيان ضابطه.[٨]
  • التَّعريف بالحديث المسلسل وأنواعه وبيان ضابطه في اتفاق الرواة على وصفٍ واحد فيه.[٩]
  • الحديثُ عن قسمين من أقسام الحديث، وهما: الحديث العزيز والحديث المشهور وشرحهما.[١٠]
  • ذكر الحديث المعنعن والمبهم وشرحهما وبيان حكمهما.[١١]
  • بيان نوعين من أنواع الحديث من حيث العلو والنزول في الحديث.[١٢]
  • الحديثُ عن الحديثِ الغريب الذي قد يكون صحيحًا وقد يكون ضعيفًا، إلّا أنَّ غالب الحديث الغريب هو من الضعيف، وكذلك ذكر الحديث الفرد وأنواعه.
  • ذكر الحديث المدلس وبيان أنواعه.[١٣]
  • بيان الحديث المتفق والمفترق.[١٤]
  • بيان الحديث المؤتلف والمختلف.[١٥]


شُرَّاح المنظومة البيقونية

من هم أبرز من اعتنوا بشرح منظومة البيقوني؟ وما أسماء شروحهم؟

إنَّ علم الحديث هو واحدٌ من أهمِّ العلوم الشرعية التي لا بدَّ لطالب العلم من الوقوف عليها في مصادرها الصحيحة المُعتمدة، وقد يجد طالب العلم صعوبةً في فهم الكتب القديمة والوقوف على معانيها، فلذلك نظم البيقوني منظومته تلك في علم الحديث؛ ليستقي منها طالب العلم أساساته،[١٦] وقد وقف كثيرٌ من السلف مع شرح المنظومة البيقونية وبيان معانيها، وفيما يأتي ذكرٌ لأهم تلك الشروحات:[١٧]

  • فتح القادر المُعينِ بشرح منظومة البيقوني: ألفه عبد القادر بن جلال الدين المحلي.
  • تلقيح الفكر بشَرْح منظومة الأثَر: ألفه أحمد بن محمد الحسين الحمودي الحنفي.
  • شرح الزرقاني على المنظومة البيقونية في المصطلح: ألفه العلامة محمد الزرقاني.
  • صفوة المُلَح بشرْح منظومة البيقوني في فنِّ المصطلح: ألفه محمد بن محمد البديري الدِّمياطي.
  • الدُّرَّة البهيَّة في شرْح المنظومة البيقونية: ألفه محمد بدر الدين بن يوسف المدني الدِّمَشْقي.
  • النُّخبة النبهانية شرْح المنظومة البيقونية: ألفه محمد بن خليفة النَّبْهاني.
  • التقريرات السَّنيَّة شرْح المنظومة البيقونية: ألفه حسن بن محمد المَشاط.
  • شرح البيقونية في مصطلح الحديث: ألفه العلامة محمد بن صالح العثيمين.
  • الباكورة الجنية من قطاف متن البيقونية: ألفه محمد أمين بن عبد الله الإثيوبي.
  • القلائِد العنبريَّة على المنظومة البيقونية: ألفه عثمان بن المكي التوزري الزبيدي.

المراجع

  1. "البيقوني"، ويكيواند، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-10. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت عمر أو طه بن فتوح البيقوني (2008)، متن المنظومة البيقونية (الطبعة 1)، صفحة 11 . بتصرّف.
  3. ابن عثيمين، كتاب شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، صفحة 26. بتصرّف.
  4. ابن عثيمين، كتاب شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، صفحة 28. بتصرّف.
  5. ابن عثيمين، كتاب شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، صفحة 44. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "متن المنظومة البيقونية في علم مصطلح الحديث"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-11.
  7. ابن عثيمين، كتاب شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، صفحة 57. بتصرّف.
  8. ابن عثيمين، كتاب شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، صفحة 60. بتصرّف.
  9. ابن عثيمين، كتاب شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، صفحة 63. بتصرّف.
  10. ابن عثيمين، كتاب شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، صفحة 67. بتصرّف.
  11. ابن عثيمين، كتاب شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، صفحة 72. بتصرّف.
  12. ابن عثيمين، كتاب شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث [ابن عثيمين]، صفحة 75. بتصرّف.
  13. ابن عثيمين، كتاب شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، صفحة 84. بتصرّف.
  14. ابن عثيمين، كتاب شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، صفحة 115. بتصرّف.
  15. ابن عثيمين، كتاب شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، صفحة 116. بتصرّف.
  16. "كيفية تعلم علم مصطلح الحديث"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-10. بتصرّف.
  17. "تحقيق متن المنظومة البيقونية في علم الحديث"، ألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-09-10. بتصرّف.
2551 مشاهدة
للأعلى للسفل
×