محتويات
نوافل يحبها الله من الصلوات
شرع الله -سبحانه وتعالى- عبادات زائدة على الفريضة يطلق عليها اسم النوافل، ومنها الصلوات النوافل: وهي الصلوات الزائدة عن الفرائض، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:[١]
- ركعتي سنَّة الوضوء.
- صلاة الضحى.
- تحية المسجد.
- صلاة الاستسقاء.
- قيام الليل.
- صلاة الحاجة.
- ركعتان بعد الوضوء.
نوافل يحبها الله من الصدقات
إنَّ من الأعمال المستحبة عند الله -تعالى- صدقةٌ يُعطيها المسلم لأخيه الفقير والمحتاج، قال الله -عز وجل- حاثّاً على الصدقة ومبيّنا أجرها الكبير المضاعف: (مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).[٢]
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما تَصَدَّقَ أحَدٌ بصَدَقَةٍ مِن طَيِّبٍ، ولا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ، إلَّا أخَذَها الرَّحْمَنُ بيَمِينِهِ وإنْ كانَتْ تَمْرَةً فَتَرْبُو في كَفِّ الرَّحْمَنِ حتَّى تَكُونَ أعْظَمَ مِنَ الجَبَلِ).[٣]
وتجدر الإشارة إلى أن الصدقة لا تقتصر فقط على الصدقة المالية، بل تشمل جميع أعمال الخير؛ كرعاية اليتيم، وحفر بئرٍ يشرب منه الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتبسم في وجه الناس، وإماطة الأذى عن الطريق، وإعانة الضرير على بلوغ أمره.
عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدقةٌ لك، وأمرُك بالمعروفِ ونهيُك عن المنكَرِ صدقةٌ، وإرشادُك الرَّجلَ في أرضِ الضَّلالةِ لك صدقةٌ، وبصرُك للرَّجلِ الرَّديءِ البصرِ لك صدقةٌ، وإماطتُك الحَجَرَ والشَّوكةَ والعَظْمَ عن الطَّريقِ لك صدقةٌ، وإفراغُك مِن دَلوِك في دَلْوِ أخيك لك صدقةٌ).[٤]
نوافل يحبها الله من الصيام
نفل الصيام: هو كل صيام ليس بواجب يقوم به المسلم بغية الأجر والثواب، ومن الأمثلة على صيام النوافل ما يأتي:[٥]
- صيام ستة أيام من شوال
عن أبي أيوب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ).[٦]
- صيام يوم عرفة
عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ).[٧]
- صيام عاشوراء
عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ، يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ).[٨]
- صيام ثلاثة أيام من كل شهر
عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: (أوصاني حَبيبي بثلاثَةٍ لا أدعُهُنَّ إِن شاءَ اللَّهُ تعالى أبدًا ؛ أوصاني بِصَلاةِ الضُّحى، وبالوترِ قبلَ النَّومِ، وبصيامِ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شَهرٍ).[٩]
نوافل يحبها الله من الحج
حج النفل من أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيل الله،[١٠] فقد سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ فَقالَ: إيمَانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ. قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ)،[١١] وظاهر الحديث يدل على أن الجهاد أفضل من الحج، وهو محمول على حج النافلة، وأما حجة الإسلام فإنها أفضل من الجهاد.[١٢]
فضل النوافل
إنَّ لأداء النَّوافل والحرص عليها فضلاً عظيماً، ومن هذه الفضائل والثَّمرات ما يأتي:
- نيل محبَّة الله -سبحانه وتعالى-، والدُخول في زمرة أولياء الله
إن الحرص على أداء النوافل سببٌ لمحبة الله -تعالى-، ودليل ذلك ما جاء في الحديث القدسي فيما يرويه النَّبي -عليه الصلاة والسلام- عن الله -تعالى-: (من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه).[١٣][١٤]
- أداء النوافل يجبر نقص الفرائض
إن أداء النوافل تكملةٌ وإتمامٌ لما قد يحصل من نقصٍ أو قصورٍ في الفرائض التي يؤدّيها المسلم، قال النَّبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ بِه العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه فإن صلحت فقد أفلحَ وأنجحَ وإن فسدت فقد خابَ وخسرَ فإن انتقصَ من فريضة شيئًا قالَ الرَّبُّ تبارك وتعالى انظروا هل لعبدي من تطوُّعٍ فيُكمَّلَ بِها ما أنتقصَ منَ الفريضةِ ثمَّ يَكونُ سائرُ عملِه علَى ذلِك).[١٥][١٦]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت:وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، صفحة 109، جزء 41.
- ↑ سورة البقرة، آية:245
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1014، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:529، حديث صحيح.
- ↑ محمد الهاشمي (2002)، شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة (الطبعة 10)، صفحة 27-30، جزء 1.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:1164، حديث صحيح.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير، عن أبي قتادة، الصفحة أو الرقم:5101، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح بخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2006، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في سنن النسائي، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2403، حديث صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 116.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البخاري، الصفحة أو الرقم:26، حديث صحيح.
- ↑ السفيري، شرح البخاري، صفحة 28.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6502، صحيح.
- ↑ التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة 11)، السعودية:دار إصداء، صفحة 230.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:540، صحيح لغيره.
- ↑ عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 1.