محتويات
ما هي الوذمة اللمفاوية
تتمثّل الوذمة اللمفاوية بحدوث تورُّم في أحد الذراعين، الساقين أو كلاهما في بعض الحالات، حيث تنتج معظم الحالات جرّاء الخضوع لعمليات جراحية لعلاج بعض أنواع مرض السرطان، يتم فيها القيام بإزالة جزء من الغدد اللمفاوية في منطقة ما من الجسم، أو حدوث تلف في أنسجة تلك الغدد اللمفاوية، وبذلك يحدث انسداد في مكان ما من الجهاز اللمفاوي، فتقل قدرة السائل اللمفاوي على التحرُّك والعبور بشكل جيد وطبيعي، لتتراكم السوائل مؤديّةً لحدوث تورُّم في تلك المنطقة من الجسم.
أعراض الوذمة اللمفاوية
وبشكل عام يتمثّل العَرَض الأساسي لحالة الوذمة اللمفاوية بتراكم السوائل الزائدة في الجسم، وبالتالي ظهور التورّم فيه وخاصةً في منطقة الذراعين أو الساقين، بحيث قد تتأثر الأصابع بهذا الأمر أيضًا، ويسبّب ذلك التقليل والحد من نطاق الحركة لدى الشخص المُصاب، كما قد يؤدّي إلى ظهور عدّة أعراض أخرى كالآتي ذكره:[١]
- الإحساس بثُقل أو ألم خفيف في المنطقة المُصابة.
- تغيُّر الجلد ولونه.
- ظهور بثور.
- خروج سوائل من طبقة الجلد في المنطقة المًصابة.
- الإصابة بالتهاب في المنطقة المُصابة.
وقد يصل التورّم من تجمّع السوائل الزائدة إلى أنسجة الرأس والعنق أيضًا، ليؤثّر ذلك على الرؤية، ويسبّب حدوث احتقان في الأنف والإحساس بألم في الأذن، كما قد يؤدّي إلى ظهور مشاكل في عملية التنفس، البَلَع، التحدّث والترويل من الفم.[١] كما تزيد حالة الوذمة اللمفاوية من خطر الإصابة بالالتهابات والمضاعفات المَرَضية الأخرى، وذلك بسبب عدم قدرة الخلايا اللمفاوية للوصول إلى أجزاء الجسم المُصابة بالتورّم، وتراكم السوائل.[٢]
أسباب الوذمة اللمفاوية
يوجد نوعان من حالات الوذمة اللمفاوية، أحدهما وراثي والآخر ثانوي، حيث يُعتبر النوع الوراثي الأقل شيوعًا بينهما، والذي يُقسم لنوعين الأول يُعرَف باسم مرض ميلروي، والثاني باسم مرض ميجي، وكل منهما ينتج من حدوث تغيير في البنية الجينية للجهاز اللمفاوي في الجسم، بحيث يؤدّي ذلك لنمو هذا النظام بشكل غير سليم وصحيح.[١] أما نوع الوذمة اللمفاوية الثانوية فيمكنه أن ينتج من بعض العمليات الجراحية لعلاج بعض أنواع السرطانات، كعملية استئصال الثدي، والتي يمكن أن يتم فيها إزالة بعض من الأنسجة اللمفاوية الموجودة في منطقة الإبط، التي تعبر من خلالها السوائل الموجودة في تلك المنطقة، وبإزالة بعض من هذه الأنسجة تتجمّع السوائل في الذراع، محدثةً ورم فيها.[١] كما يمكن أن تتسبّب بعض حالات السرطان و العلاج الإشعاعي، بالإصابة بالوذمة اللمفاوية، حيث قد تتسبّب في حدوث تلف في الجهاز اللمفاوي وإصابته بالخلل، كالحالات التي يحدث فيها تورُّم في منطقة الوجه، العينين، الرقبة والشفتين، حيث تتطوّر بعد الإصابة بسرطانات الرأس والرقبة، ومن ثم الخضوع للعلاجات المختلفة لها من جراحة أو علاج إشعاعي.[١]
تشخيص الوذمة اللمفاوية
تعتمد مرحلة تشخيص الإصابة بحالة الوذمة اللمفاوية بشكل كبير على مدى وجود عوامل خطورة للإصابة بالمرض، ففي حالة وجود تاريخ مَرَضي بالإصابة بنوع ما من السرطان لدى الشخص المُصاب، بحيث خضع لعملية جراحية لجزء من العقد اللمفاوية في منطقة ما من الجسم، سيعتمد الطبيب على العلامات والأعراض التي يعاني منها المريض، أمَا إذا لم توافر أي من عوامل الخطورة لدى المريض، فسيتم الاعتماد على إجراء عدد من فحوصات التصوير الطبية للجهاز اللمفاوي، كالتصوير باستخدام الرنين المغناطيسي، الأشعة المقطعية، الموجات فوق الصوتية والمعروفة باسم الدوبلر، أو التصوير بالنويدات المُشعّة والذي يتم فيه حَقْن الجسم بصبغة مُشعّة، لتظهر الصور الناتجة من أجهزة المسح الضوئي حركة الصبغة خلال الأوعية الليمفاوية، ليتم التعرّف على المكان الذي يوجد فيه انسداد فيها.[٣]
علاج الوذمة اللمفاوية
لا يتوافر هنالك علاج شافٍ لحالة الوذمة اللمفاوية، ولكن يتم اللجوء لبعض العلاجات التي تهدف للحد من التورّم الناتج من الحالة، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى المُصاحبة لها، حيث يمكن أن تساعد العلاجات التي تعتمد على الضغط، في المساهمة في التقليل من حدوث التورّم ومنع الإصابة بالندبات، بالإضافة للتقليل من الإصابة بالمضاعفات المَرَضية الأخرى، وفيما يأتي ذكر لبعض الأمثلة على تلك العلاجات:[٤]
- الجوارب أو الأكمام المرنة: والتي لا بد من أن تكون مناسبة لوضع المريض وأبعاد الذراع أو الساق لديه، حيث تعمل على تطبيق ضغط تدريجي من نهاية الطرف الذي يتم ارتداؤها فيه، باتجاه منطقة الجذع من الجسم.
- الضمّادات: حيث يتم لفّ هذه الضمّادات بشكل أكثر شدّة من الجهة الأكثر قُربًا في نهاية الذراع أو الساق، وبشكل أقل شدّة من الجهة الأخرى والتي هي باتجاه منطقة الجذع من الجسم، وذلك حتى يتم تحفيز تدفّق السائل اللمفاوي من الذراع أو الساق باتجاه الجذع.
- أجهزة الضغط الهوائية: وهي عبارة عن جوارب أو أكمام متصلة بمضخّة توفر ضغطًا متسلسلًا من جهة نهاية الذراع أو الساق وحتى منطقة جذع الجسم، حيث من الممكن أن تُساهم في الوقاية من الإصابة بالندبات، التي تنتج على المدى الطويل، ولكنها في المقابل لا يمكن أن يتم استخدامها من قِبَل جميع أنواع المرضى، كأولئك الذين يعانون من حالات قصور القلب الاحتقاني، التخثر الوريدي العميق أو بعض حالات الالتهاب.
- الضغط اليدوي: والمتمثّل بعملية التدليك اليدوي، التي من الممكن أن تساعد في التقليل من الأعراض المُصاحبة لحالة الوذمة اللمفاوية لدى بعض المَرضى.
- التمارين: والتي تتمثّل ببعض التمارين الموصوفة من قِبَل الطبيب أو المُعالج، والتي يتم فيها تحفيز عضلات الذراع أوالساق وتعرضها للتقلّص بدرجة خفيفة في التمرين، بهدف المساعدة على تحفيز تدفّق السائل الليمفاوي.
كما يمكن اللجوء إلى بعض العلاجات الجراحية في الحالات الشديدة من الوذمة اللمفاوية، وذلك لإزالة السوائل والأنسجة الزائدة فيها، ولكنها لا تكون قادرة على توفير شفاء تام منها، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استخدام المضادات الحيوية المناسبة لعلاج أي التهابات قد تحدث في الجلد والأنسجة المحيطة الأخرى، بشكل فعال وسريع بهدف تجنب انتشار هذه الالتهابات ووصولها إلى مجرى الدم، مسبّبةً حالة تُعرَف باسم تعفُّن الدم، كما لا بد من أن يتم فحص المنطقة المُصابة باستمرار، للكشف عن أي حالة التهاب قد تصيبها في أي وقت، حيث يتم في بعض دُوَل العالم التي يكثر فيها معدّل الإصابة بالوذمة اللمفاوية، باستخدام دواء يُسمّى بثنائي إيثيل كاربامازين وذلك لعلاج داء الفيلاريات الذي قد ينتج من المرض.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Lymphatic Dysfunction (Lymphedema)", www.healthline.com, Retrieved 18-05-2019. Edited.
- ↑ "What is lymphedema?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18-05-2019. Edited.
- ↑ "Lymphedema", www.mayoclinic.org, Retrieved 18-05-2019. Edited.
- ^ أ ب "Lymphedema", www.medicinenet.com, Retrieved 18-05-2019. Edited.