محتويات
مقدمة بيعة العقبة
بعد أن قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- رحلة طويلة في تبليغ الرسالة لقريش، وبعد أن كذبوه وصدقه الصحابة -رضوان الله عنهم-، استمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعوته؛ فكان ينتهز قدوم مواسم الحج لتبليغ دعوته، وكان يدعو الناس للإيمان بالله، وترك الشرك وعبادة الأوثان.[١]
فاستمر في دعوته رغم ما واجهه من صعوبات؛ واجهها بالتحمل والصبر واليقين والثبات، مغتنماً من الفرص لنشر دعوته بين الناس، باحثاً عن جهة يدعو بها تحول دون قريش وظلمها، ليتمكن من تبليغ دعوته، فكان يخرج للأسواق في مواسم الحج يقابل القبائل العربية ويعرض دعوته عليهم.[١]
بيعة العقبة الأولى
في العام الحادي عشر من البعثة النبوية، قدم وفدان من أكبر قبائل المدينة من الأوس والخزرج، جاءوا من المدينة، واستمعوا لدعوته -عليه الصلاة والسلام-، فصدقوه وآمنوا بدعوته، وفي العام الذي يليه، عادوا مبايعين النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن أخبروا قومهم بالذي سمعوه، وسُميت هذا البيعة "ببيعة العقبة الأولى".[٢]
وكانوا اثني عشر رجلاً من الخزرج واثنان من الأوس، وقد طلبوا من النبي أن يرسل معهم من يعلمهم قراءة القرآن، فأرسل -عليه الصلاة والسلام- معهم مُصعب بن عُمير، وأطلق عليه آنذاك اسم "سفير الإسلام"؛ لما أبلاه من جُهد في نشر الدعوة وتبليغ الإسلام.[٢]
وبدأ ينتشر الإسلام انتشاراً واسعاً في المدينة؛ فدخل الإسلام عمرو بن الجموح وأبناءه، واسلم طفيل بن عمرو وهو سيد دوس، وهي إحدى قبائل المدينة، فانتشر الإسلام انتشاراً باهراً في ذلك العام.[٢]
بنود بيعة العقبة الأولى
بايع الرّسول -صلى الله عليه وسلّم- الوفد الذي أتاه في بيعة العقبة الأولى على ما يأتي: [٣]
- ألا يشركوا بالله شيئًا.
- ألا يسرقوا، ولا يزنوا.
- لا يقتلوا أولادهم، ولا يأتوا ببهتان.
- لا يعصوا الله أبدًا.
- إن هم أوفَوا بما عاهدوه عليه فلهم الجنّة، وإن لم يفوا بشيء منه، فأمرهم إلى الله -تعالى-.
بيعة العقبة الثانية
في العام الثالث عشر من بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، تحديدا في الليلة الثالثة عشر من ذي الحجة، قدم من المدينة ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتين من قبيلتي الأوس والخزرج، وأجمعوا على نصرته؛ فبايعوه على أن يحموه، وينصروه ومن معه كإخوانهم في الدين ولهم الجنة.[٤]
فقبل ذلك -عليه الصلاة والسلام- لأنه كان يريد مكاناً آمناً لنشر دعوته ورسالة ربه -عز وجل-، أما أهل المدينة فقد وجدوا من هذه البيعة حلفاً لهم في أرضهم، ومن جانب آخر يجد منها مكاناً ملائماً مع أخواله -صلى الله عليه وسلم-، وسميت هذه البيعة ببيعة الجهاد.[٤]
بنود بيعة العقبة الثانيّة
بايع المسلمون القادمون من يثرب في بيعة العقبة الثانية رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- على خمسة بنود أساسيّة، وفيما يأتي بيانها:[٥]
- السّمع والطاعة حال النشاط وحال الكسل.
- النفقة في حال اليسر والإعسار.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- الجهاد وقول كلمة الحقّ.
- نصرة الرّسول -صلى الله عليه وسلّم- إن هو قدم إليهم، والدّفاع عنه كما يدافعون عن أنفسهم وأطفالهم ونسائهم.
المراجع
- ^ أ ب الغزالي (1427)، فقه السيرة (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم ، صفحة 155-156. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد الطيب النجار، كتاب القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 161-163. بتصرّف.
- ↑ أكرم العمري، كتاب السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية/ الجزء 1، صفحة 198. بتصرّف.
- ^ أ ب المباركفوري، الرحيق المختوم (الطبعة 1)، بيروت:دار الهلال ، صفحة 134-135. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية/ الجزء 13، صفحة 7. بتصرّف.