معلومات عن تقوى الله
ذكر الله -تبارك وتعالى- التقوى في العديد من الآيات الكريمة، ومن ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)،[١] كما ومدح الله -عز وجل- عباده المتقين في كتابه الكريم؛ فما هي التقوى وما فضلها؟ وكيف يصل المسلم إلى تحصيلها؟ إجابة هذه الأسئلة فيما يأتي:
تعريف التقوى
ورد في تعريف التقوى عدة أقوال للصحابة الكرام والسلف الصالح، نورد هذه التعريفات على النحو الآتي:[٢]
- عرَّف سيدنا علي -رضي الله عنه- تقوى الله -تعالى- على أنها: "االخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".
- عرَّف الصحابي عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- تقوى الله فقال: " أن يُطاع فلا يُعصى، وأن يُشكر فلا يُكفر، وأن يُذكر فلا ينسى".
- عرَّف التابعي طلق بن حبيب -رحمه الله- التقوى قائلاً: "تقوى الله: أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصيةَ الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله".
- وقد ورد عن بعض العلماء التعريف الآتي للتقوى: "أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقايةً؛ بفعل ما أمر الله به، وترك ما نهى الله عنه".
وخلاصة هذه التعاريف وما يجمعها كلها هو توقير الله -تبارك وتعالى- وتعظيمه في قلب المؤمن؛ والذي ينتج عنه اتقاء المسلم وابتعاده عن كل ما يغضب الله -تبارك وتعالى-؛ خوفاً وحياءً منه، ومحبةً وتعظيماً له، كما ينتج عن التقوى حرص المسلم على التواجد في كل مكان يحبه الله تعالى ورسوله، والعمل على الإكثار من الطاعات والتقرب بالنوافل والمستحبات.[٣]
فضل التقوى
للتقوى منزلة عالية وفضائل جمة، نورد بعضاً منها على النحو الآتي:[٤]
- حب الله -تبارك وتعالى- للمتقين؛ حيث ورد في العديد من الآيات الكريمة إثبات محبة الله لعباده المتقين؛ قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ).[٥]
- قبول الله -تعالى- الأعمال من عباده المتقين.
- إكرام الله -عز وجل- عباده المتقين بولايته وإكرامه وحفظه.
- ينال عباد الله المتقين البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
- يجعل الله تعالى لمن اتقاه من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).[٦]
- ينجّي الله -جل وعلا- عباده المتقين من النار يوم القيامة.
طرق زيادة التقوى
بعد أن عرفنا فضل التقوى وعظيم منزلتها، لا بد الآن من بيان الطرق المتنوعة والعديدة والتي يستطيع المسلم القيام بها من أجل تحصيل التقوى وزيادتها في نفسه، وفيما يأتي بيان لهذه الطرق:[٧]
- الاجتهاد في طاعة الله -تبارك وتعالى- والإكثار منها قدر المستطاع.
- الابتعاد عن أماكن معصية الله تعالى.
- عدم الجهر بالمعصية في حال الوقوع بها.
- التفكر في حال الدنيا والآخرة، ومعرفة منزلة كل واحدة منهما.
- الإكثار من صوم النافلة.
- المداومة على ذكر الله تعالى.
- الاقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتمسك بهديه.
- الاتصاف بصفات المتقين والتَّخلّق بأخلاقهم.
- تلاوة القرآن الكريم والتَّدبر في آياته.
- التفكر في الآيات الكونية، وفي قدرة الله -عز وجل- وإبداعه في كونه.
- مصاحبة أهل الخير والصلاح وملازمتهم.
- قراءة سير الصحابة والصالحين.
- المسارعة إلى التوبة عند الوقوع في الذنب.
المراجع
- ↑ سورة آل عمران، آية:102
- ↑ سليمان بن إبراهيم بن عبد الله اللاحم (2021)، كتاب مراقي العزة ومقومات السعادة (الطبعة 1)، السعودية:دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع، صفحة 132. بتصرّف.
- ↑ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، كتاب معالم تربوية لطالبي أسنى الولايات الشرعية، صفحة 37. بتصرّف.
- ↑ عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر العتيبي (2012)، كتاب التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها (الطبعة 1)، الأردن:دار النفائس للنشر والتوزيع، صفحة 90-100. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:7
- ↑ سورة الطلاق، آية:2-3
- ↑ "كيف ننمي تقوى الله في قلوبنا ؟"، الإسلام سؤال وجواب، 27/6/2015، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2022. بتصرّف.